«مرافئ الثقافة» تحلق من جدة إلى سماء المعرفة والإبداع

توفر مئات الآلاف من عناوين الكتب بجانب فعاليات متنوعة

هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية دشنت معرض جدة للكتاب تحت شعار «مرافئ الثقافة» (تصوير: محمد المانع)
هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية دشنت معرض جدة للكتاب تحت شعار «مرافئ الثقافة» (تصوير: محمد المانع)
TT

«مرافئ الثقافة» تحلق من جدة إلى سماء المعرفة والإبداع

هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية دشنت معرض جدة للكتاب تحت شعار «مرافئ الثقافة» (تصوير: محمد المانع)
هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية دشنت معرض جدة للكتاب تحت شعار «مرافئ الثقافة» (تصوير: محمد المانع)

شرع معرض جدة للكتاب، الخميس، أبوابه لاستقبال الزوار من داخل السعودية وخارجها تحت سقف أكبر قبة كروية فراغية من غير أعمدة في العالم (غرب السعودية)، موفراً للقُراء مئات الآلاف من عناوين الكتب، إضافة إلى فعاليات متنوعة ما بين الندوات والجلسات الحوارية، وورش العمل، والأمسيات الشعرية، بمشاركة أبرز الأدباء والمفكرين والمثقفين محلياً وعربياً ودولياً.

ويعد المعرض الذي دشنته هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، تحت شعار «مرافئ الثقافة» في مركز سوبر دوم؛ مهرجاناً أدبياً يجمع مزيجاً رائعاً من دور النشر بمجموعة خيارات متنوعة تضم خلاصة فكر الأدباء والمفكرين والمبدعين لرحلة ماتعة في صفحات الكتب ومعارفها ووجهة ثرية لكل قارئ شغوف.

يجمع المعرض مزيجاً رائعاً من دور النشر بمجموعة خيارات متنوعة (تصوير: محمد المانع)

ونوه الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي للهيئة، بما يحظى به قطاع الثقافة من دعمٍ غير محدود من القيادة السعودية، وبمتابعة وتوجيه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، موضحاً أنَّ «معرض جدة للكتاب يأتي ضمن مبادرة معارض الكتاب - إحدى مبادرات الهيئة الاستراتيجية - التي تسعى للوصول بالكتاب إلى شتى مناطق المملكة؛ لتعزيز الوعي والمعرفة، وإتاحة الكتاب لكل أطياف المجتمع».

ويُقدّم المعرض عبر برنامجه الثقافي رحلة أدبية ثقافية معرفية بشكلٍ يومي من الساعة 11 صباحاً إلى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة، حيث سيكون من الساعة 2 ظهراً حتى 12 منتصف الليل؛ لإثراء الزائر بتجربة فريدة ومميزة من خلال عشرات الفعاليات والأنشطة، ويشتمل المعرض على ندواتٍ ثقافية، وجلساتٍ حوارية، وأمسياتٍ شعرية تحييها نخبة من الشعراء، وورشِ عملٍ مثرية في مجال صناعة النشر، والقصص المصورة (الكوميكس والمانجا).

المعرض سلط الضوء على قصص الأنمي المصورة وفن المانجا للرسوم اليابانية عبر فعاليات متنوعة (تصوير: محمد المانع)

وتُواصل الهيئة في الدورة الحالية للمعرض دعمَها للكُتّاب السعوديين المستقلين عبر ركن المؤلف السعودي، الذي يتيح الفرصة للاطلاع على أكثر من 100 عنوانٍ لمؤلِّفين سعوديين، من ذوي النشر الذاتي؛ لعرض كتبهم للزوّار وبيعِها لصالحهم، وذلك في إطار تمكين الكُتّاب السعوديين لبيع كتبهم.

وبدوره، يُقدم جناحُ الطفل فعالياتِه الممزوجة بالتعلم والاستمتاع، من خلال العروض، وورش المسرح والدُمى، والأزياء، وفنون الطهي، والموسيقى، إضافة لورشة صناعة القصص المصورة، وتقنية إيقاف الحركة، إلى جانب منطقة الكتابة، واللعب الحِسِّي.

إقبال كبير من الزوار شهده اليوم الأول للمعرض (الشرق الأوسط)

وتُسجِّل مبادرة «عام الشعر العربي 2023» حضورَها في معرض جدة للكتاب عبر مواقع متعددة، حيث تُقام فيه فعاليَّتا «قال الشاعر»، و«قصائد مسموعة»؛ لتُلقِيَا بظلالِهِما على هذه المبادرة النوعيّة التي أطلقتها وزارة الثقافة مطلع العام الحالي، وتقترب من نهايتها بنهاية ديسمبر (كانون الأول) الجاري، التي عملت على مدار العام من خلال أنشطتها وبرامجها المتنوعة على إحياء أحد أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية، وجعلِهِ حاضراً في الحياة اليومية للثقافة السعودية والعربية.

وسيشهد المعرض الذي سيقام لـ10 أيام فعاليات متنوعة عبر 31 ندوة ثقافية و8 أمسيات في صفحات الكتب ومعارفها في جلسات «حديث الكتاب»، و4 أمسيات شعرية و9 عروض مسرحية، و3 حلقات نقاش، و24 ورشة عمل يشارك بها نخبة من المختصين في الكثير من المجالات المعرفية، منها مهارات القراءة والرواية والقصة والقصص المصورة والترجمة وصناعة النشر.

جانب من إحدى الندوات الحوارية التي أقيمت في معرض الكتاب (الشرق الأوسط)

وتشهد منطقة المانجا والأنمي في المعرض تنظيم العديد من الأنشطة التفاعلية في ظل وجود عدد من دور النشر المتخصصة في مجال القصص المصورة اليابانية (المانجا) لبيع الكتب والمقتنيات؛ لجاذبيتها الجماهيرية الضخمة التي تجذب مختلف الزوّار وجميع الأعمار، وتمدّهم بثراءٍ ثقافي وإبداعي.

كما يوفر المعرض أجواء مُحفزة للعائلة لاصطحاب الأطفال عبر تخصيص جناح متكامل خاص بالطفل، يتضمن ألعاباً وأنشطة تفاعلية تعليمية وتدريبية تُعزّز القدرات الإبداعية لدى الأطفال واليافعين، وترسخ حب القراءة والاستطلاع لديهم، وتعزز الجانب القرائي لديهم بطرقٍ مبتكرة.

مئات الآلاف من عناوين الكتب كانت بانتظار الزوار في المعرض (تصوير: محمد المانع)

ويحتضن جناح الطفل ورش عمل متعددة في الأزياء والموسيقى والكتابة والطهي والمسرح وصناعة الدمى، كما يضم الجناح مسرحاً للطفل وبرنامجاً تدريبياً في صناعة القصص المصورة وصناعة الرسوم المتحركة؛ لتثقيف الأطفال في مساحات مفعمة بالإبداع والمعرفة. كما يُسلط المعرض الضوء على قصص الأنمي المصورة، وفن المانجا للرسوم اليابانية، وذلك عبر تخصيص أجنحة تشهد تنظيم فعاليات متنوعة.



هل يؤثر حادث غرق مركب بالبحر الأحمر على السياحة الساحلية في مصر؟

المركب السياحي «سي ستوري» قبل غرقه (مجلس الوزراء المصري)
المركب السياحي «سي ستوري» قبل غرقه (مجلس الوزراء المصري)
TT

هل يؤثر حادث غرق مركب بالبحر الأحمر على السياحة الساحلية في مصر؟

المركب السياحي «سي ستوري» قبل غرقه (مجلس الوزراء المصري)
المركب السياحي «سي ستوري» قبل غرقه (مجلس الوزراء المصري)

شغلت حادثة غرق مركب سياحي مصري في البحر الأحمر الرأي العام في مصر وبعض الأوساط السياحية حول العالم، إذ كان يحمل المركب 44 راكباً، بينهم 13 مصرياً، و31 شخصاً من عدة دول بينها ألمانيا وبريطانيا وأميركا وبولندا وبلجيكا وسويسرا وإسبانيا والصين.

وأعلن محافظ «البحر الأحمر» (جنوب شرقي القاهرة) صباح الثلاثاء إنقاذ 33 شخصاً، فيما جرى انتشال 4 جثث فقط، ولا تزال عمليات البحث مستمرة للعثور على 7 آخرين مفقودين.

وبينما تتوقع الحكومة المصرية زيادة أعداد السائحين خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، أثارت حادثة غرق مركب «سي ستوري» المخاوف بشأن تأثيرها على الحركة السياحية الوافدة من الخارج خصوصاً منتجعات البحر الأحمر.

السلطات المصرية أنقذت عدداً من السائحين (مجلس الوزراء المصري)

ووفق عياد محمد، مدرب غوص بمحافظة البحر الأحمر، فإن الحادثة ستكون لها تداعيات طفيفة على الحركة السياحية بالمنطقة، لأنها نتجت عن سبب طبيعي وليس نتيجة إهمال أو فساد أو بسبب وجود عيوب بالمركب.

وقال عياد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تحركات السلطات المصرية السريعة لإنقاذ السائحين والبحث عن المفقودين سيكون لها بلا شك أثر إيجابي في التقليل من تداعيات الحادث على الحجوزات السياحية، لا سيما أنه من الوارد حدوث مثل هذه الوقائع في العديد من الدول».

وتتمتع محافظة البحر الأحمر المصرية بوجود الكثير من المواني المتخصصة في الرحلات البحرية والتي تتنوع ما بين رحلات «السنوركرل»، والغوص السريع، ورحلات السفاري التي تدوم نحو أسبوع كامل في البحر والتي يستمتع فيها السائحون برحلات غوص في أكثر من منطقة.

مسؤولون مصريون يتابعون جهود الإنقاذ (مجلس الوزراء المصري)

ووفق عياد فإن مركب «سي ستوري» كان في رحلة سفاري في منطقة تبعد عن شاطئ البحر بنحو مائة كيلو ورغم ذلك تمكنت السلطات المصرية من إنقاذ العشرات في وقت قصير رغم وقوع حادث الغرق فجراً، حيث ضربت موجة شديدة أحد جوانب المركب خلال دورانه ما أسفر عن انقلابه في الحال.

ويتوقع عياد أن يكون الغرقى المفقودون داخل المركب، لاحتمالية وقوع الحادث وهم نائمون.

ويلفت إلى أن المركب يشبه الفندق ومجهز بأحدث وسائل الترفيه والمعيشة ولا توجد عليه شبهات فساد أو إهمال.

وتتميز مدينة الغردقة بوجود أكثر من مارينا سياحية لانطلاق واستقبال المراكب على غرار «نيو مارينا» والميناء السياحي القديم، بالإضافة إلى وجود مارينا لرسو المراكب أمام الكثير من فنادق المدينة، كما يوجد مارينا للرحلات الداخلية والخارجية في مدينة الجونة السياحية، ومارينا بمرسى علم.

وبينما يقبل المصريون بشكل مكثف على شواطئ محافظة البحر الأحمر في موسم الصيف، فإن عدداً كبيراً من السائحين الأوروبيين والأميركيين يفضلون الذهاب إلى شواطئ المحافظة في فصل الشتاء حيث تكون أكثر هدوءاً، وفق عياد.

توقعات بحدوث تأثيرات طفيفة على الحركة السياحية (مجلس الوزراء المصري)

ويتوقع بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحيين بمحافظة البحر الأحمر عدم تأثر منتجعات المحافظة الساحلية بالحادث، نظراً لقلة عدد الحوادث البحرية بالأخذ في الاعتبار وجود عدد كبير من السائحين بالمنطقة.

ولفت أبو طالب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «وقوع 4 حوادث خلال السنة لا يعتبر رقماً كبيراً ومفجعاً وفق معايير السلامة الدولية، كما أن حوادث الكوارث الطبيعية يتم هضمها وفهمها سريعاً في الأوساط السياحية الدولية على غرار حوادث هجوم القرش السابقة». موضحاً أن «نسبة الإشغال في فنادق المحافظة تقترب من 100 في المائة». على حد تعبيره.

وفي شهر مايو (أيار) من العام الجاري، أعلن موقع «تريب أدفايزر» العالمي للسفر، قائمة الوجهات الأكثر شعبية في العالم لعام 2024 وجاءت مدينة الغردقة في الترتيب الثالث ضمن «أفضل الوجهات الطبيعية».

وأوضح التقرير أن «شهرة مدينة الغردقة تعود أيضاً لكونها تعد واحدة من أفضل الأماكن لممارسة رياضة الغوص في العالم، وذلك بفضل شواطئها المميزة والحياة البحرية الثرية بالشعاب المرجانية الساحرة».

وأفادت السلطات المصرية بأن السبب المبدئي لحادث غرق المركب السياحي حسب روايات السياح الأجانب والطاقم المصري هو أن موجة كبيرة من البحر ضربت المركب ما أدى لانقلابه.

ووفق أبو طالب فإن «موقع الغردقة المميز ساهم في كونها إحدى الوجهات السياحية المفضلة في العالم، حيث تعد قريبة من الأقصر والقاهرة وبها كل مقومات الاسترخاء. كما يوجد بها موانٍ كبيرة تستقبل السفن السياحية الضخمة وبها مطار كبير يستوعب ملايين الركاب سنوياً».

وأشار نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر إلى «إقامة نحو 50 ألف أجنبي بالغردقة، من السائحين الذين يفضلون الاستمتاع بسطوع الشمس ومنظر البحر خصوصاً في فصل الشتاء شديد البرودة في أوروبا لا سيما الأشخاص الذين وصلوا إلى سن التقاعد».