نجوم «ناقة» لـ«الشرق الأوسط»: هو كابوس مثير يكسر نمطية الأفلام السعودية

مخرجه مشعل الجاسر: أتمنى أن يشكّل مدرسة جديدة

أضواء بدر ومشعل الجاسر ويزيد المجيول خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: إيمان الخطاف)
أضواء بدر ومشعل الجاسر ويزيد المجيول خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: إيمان الخطاف)
TT

نجوم «ناقة» لـ«الشرق الأوسط»: هو كابوس مثير يكسر نمطية الأفلام السعودية

أضواء بدر ومشعل الجاسر ويزيد المجيول خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: إيمان الخطاف)
أضواء بدر ومشعل الجاسر ويزيد المجيول خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: إيمان الخطاف)

في حالة غير مسبوقة على الأفلام السعودية، اكتظت القاعة الكبرى في فندق «ريتز كارلتون» بمدينة جدة، مقر «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدّولي»، قبيل عرض الفيلم السعودي «ناقة» للمخرج مشعل الجاسر، وامتلأت مقاعد القاعة التي تستوعب نحو ألف متفرج، في حفاوة جماهيرية عالية، حيث دعت جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، لتقديم الفيلم بكلمة قصيرة تشيد فيها بالحضور الكبير، بعد أن ظهرت القاعة مزدحمة بالجمهور.

 

الجاسر: قصة تحمل نكبات متتالية

تحدث مخرج الفيلم مشعل الجاسر لـ«الشرق الأوسط» مبيناً أن فيلمه مزيج من الإثارة والكوميديا، وأردف: «أتمنى أن يكون مدرسة جديدة للأفلام السعودية، لأننا اعتدنا على رؤية أفلام سعودية بطابع درامي أو كوميدي، بيد أن فيلمنا مختلف، فقصته تحدث في يوم واحد، ويمكن وصفه بالنكبات المتتالية، إذ تبدأ بموعد غرامي وتنتهي بكابوس غرامي».

ولأن الجاسر مختلف دائماً في أعماله، ويجنح نحو الخروج عن المألوف، سألناه عن ذلك فقال: «أحاول دائماً التعبير عن ذاتي، وتقديم ما يشبهني»، وأبان أن أعماله السابقة كانت عبارة عن أفلام قصيرة، بينما في «ناقة» يكتب ويخرج فيلمه الطويل الأول، بكل ما يشمله هذا التحدي من نص كتابي طويل وميزانية أعلى وجهد سينمائي عالٍ.

 

البطولة الأولى للممثلة السعودية أضواء بدر (من المهرجان)

 

أضواء بدر و«مونيكا بيلوتشي»

ويحمل الفيلم اكتشافاً للجاسر في تقديمه لنجمة سعودية جديدة، وهي أضواء بدر التي لعبت دور سارة الشخصية الرئيسية في العمل، والتي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، مبينة أنها توقعت منذ قراءتها للنص أن يحقق الفيلم اهتماماً جماهيرياً عالياً.

وتبدي أضواء حماستها العالية لإكمال مسيرتها في السينما السعودية، مؤكدة رغبتها بتكرار التجربة مع المخرج مشعل الجاسر، وبسؤالها عن النجمة السينمائية التي تطمح لتكرار تجربتها، تقول: «أحب مونيكا بيلوتشي كثيراً، ويعجبني تمثيلها». مشيرة إلى أنها حازت جائزة تقديرية عن دورها في فيلم «ناقة» خلال مشاركة الفيلم في «مهرجان تورونتو السينمائي الدّولي» الأخير.

 

المجيول: هو شباب في رحلة

تحدث يزيد المجيول لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً إن لحظات تصوير الفيلم في الصحراء كانت أشبه ما يكون بـ«رحلة شباب»، مضيفاً: «سعدت جداً بأن التذاكر نفدت سريعاً. كنت ولا أزال واثقاً جداً بالمخرج المميز مشعل الجاسر، الذي كان يبحث عن ممثلين على طبيعتهم، لذا اختارني، واستطعت تقديم الشخصية التي شاهدتموها في الفيلم».

يزيد ابن شقراء الذي يميل للعفوية والتلقائية في حياته كلّها، وليس فنه فقط، بسؤاله عن خططه بعد «ناقة»، يُرجع ذلك للمصادفات التي قد يواجهها، مع إيمانه بأن كل الاحتمالات مفتوحة من دون الحاجة للخطط المسبقة. مبيناً أن شخصية «سعد» التي قدمها في الفيلم لا تشبهه، باعتبار أن قصة الفيلم بأكملها جاءت من خيال المخرج والكاتب.

 

قصة الفيلم

تبدو غريبة وغير مألوفة على صناع الأفلام السعوديين، في مزيج ما بين الرعب والكوميديا والإثارة، إلا أنه يمكن وصف الفيلم بالساخر من كل شيء، والشخصية الرئيسية فيه هي سارة (أضواء بدر)، كانت تمضغ العلك بصوت مسموع طيلة الفيلم، وتضع الكثير من الأكسسوارات العشوائية، في دلالة على حالة اللامبالاة التي تعيشها تجاه كل شيء.

تطلب سارة من والدها المحافظ أن يوصلها إلى السوق، وسط تهديداته لها بألّا تتأخر، إلا أنها تتسلّل بهدوء للذهاب في موعد مع صديقها السري (يزيد المجيول)، الذي يعدها بحفلة صاخبة في مخيم وسط الصحراء، ولكن ما أن انطلقت رحلتهما بالسيارة إلى أن دخلت هذه المغامرة سريعاً إلى المجهول، حين تتعطل السيارة في ليل الصحراء المخيف.

 

مشهد من الفيلم أثناء عرضه في القاعة الكبرى للمهرجان (الشرق الأوسط)

 

غضب الناقة

يتخذ الفيلم «ناقة» اسمه من ظهور جمل صغير أمام السيارة التي تصطدم به وتقتله، فتتسلل مخاوف انتقام والدته الناقة التي تلاحق سارة طيلة الفيلم، وهنا يرى المتفرج مشاهد مرعبة، مع محاولة الفتاة الشابة المتكررة في الهرب من الناقة الغاضبة، بالاعتماد على ذكائها، ويكمن التشويق هنا في أن سارة عليها أن تعود إلى المكان الذي تركها فيه والدها في السوق المزدحمة قبل العاشرة مساء، مما يجعل المشاهد مشدوداً لاحتمالية نجاحها أو فشلها بذلك.

الفيلم الذي يأتي من بطولة أضواء بدر، ويزيد المجيول، وجبران الجبران، وأمل الحربي، حظي بإشادة نقدية عالية فور انتهاء عرضه من عدد من النقاد الذين استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، علاوة على تصفيق الجمهور الحار داخل القاعة. ويمكن القول إن كل اسم من هذه الأسماء تقمَّص دوره بتلقائية عالية، مما رفع من أسهم الفيلم الذي اعتمد البساطة واللهجة الشبابية الدراجة.

ولمن فاته مشاهدة (ناقة) فإن منصة «نتفليكس» العالمية تستعد لعرض هذا الفيلم السعودي الجديد يوم الخميس المقبل.

والجدير بالذكر أن العرض الأول للفيلم عالمياً كان في «مهرجان تورونتو السينمائي» الدّولي، في سبتمبر (أيلول) الماضي، في قسم (عروض منتصف الليل)، الذي يهتم بالأفلام المميزة، علماً بأنه الفيلم الطويل الأول للمخرج السعودي مشعل الجاسر، بعد سلسلة نجاحات سابقة سجلتها أفلامه القصيرة.

 



مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
TT

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً، ما بين حفلات غنائية وموسيقية وعروض مسرحية، بالإضافة إلى أنشطة فنية ورياضية متعددة.

وشهدت النسخة الثانية تعاوناً بين إدارة المهرجان والهيئة العامة للترفيه، ممثلة في إدارة «موسم الرياض»، بتقديم عروض مسرحية في العلمين قادمة من «موسم الرياض»، من بينها مسرحيات «السندباد» لكريم عبد العزيز، ونيللي كريم، و«التلفزيون» لحسن الرداد، وإيمي سمير غانم، إلى جانب حفلات غنائية منها حفل الفنان العراقي كاظم الساهر.

ومنحت الشراكة بين «موسم الرياض» و«العلمين الجديدة»، زخماً كبيراً للفعاليات، حسب الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «تقديم العروض المسرحية يُعدّ من أهم الإضافات التي شهدها المهرجان في نسخته الثانية العام الحالي، خصوصاً مع وجود نجوم كبار شاركوا في هذه العروض».

عمر خيرت مع إسعاد يونس ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأضاف عبد الرحمن أن «من بين الأمور المميزة في العروض التي تضمّنها المهرجان عدم اقتصار المسرحيات على النجوم، ولكن أيضاً على الشباب، على غرار مسرحيتي (الشهرة)، و(عريس البحر)، وهما العرضان اللذان لاقيا استحسان الجمهور، ما انعكس في نفاد تذاكر المسرحيات خلال ليالي العرض».

يدعم هذا الرأي الناقد الفني خالد محمود، الذي يشير إلى أهمية التعاون بين الجانبين بما ينعكس إيجاباً على المحتوى الفني المقدم للجمهور، مشيراً إلى أن «في النسخة الثانية من مهرجان (العلمين الجديدة) تحقق جزء كبير من الأحلام والطموحات التي جرى الحديث عنها بعد انتهاء الدورة الأولى، عبر مشاركة نجوم عرب في الحفلات على غرار ماجدة الرومي، وكاظم الساهر، بعد غياب لفترة طويلة».

وأشار محمود إلى «تنوع الحفلات الغنائية والفعاليات المصاحبة للمهرجان، خصوصاً فيما يتعلّق بالاستعانة بفرق الفنون الشعبية من مختلف المدن المصرية لتقديم عروضها في المهرجان بحفلات متنوعة»، لافتاً إلى أن «غياب البث المباشر للحفلات كان بمثابة نقطة ضعف لا بدّ من تجاوزها في النسخة المقبلة».

وتضمن المهرجان، الذي افتتح حفلاته الغنائية محمد منير في يوليو (تموز) الماضي، فعاليات جماهيرية كثيرة، منها الاحتفال بأبطال مصر الحاصلين على ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية، بالإضافة إلى إطلاق فعاليات مهرجان «نبتة»، الذي قدم أنشطة فنية وترفيهية للأطفال بمشاركة فنانين، من بينهم أحمد أمين وهشام ماجد.

محمد منير خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

ومن بين الحفلات الفنية الكبرى التي شهدها المهرجان، حفلات عمرو دياب، وتامر حسني، وعمر خيرت، وفريق «كايروكي»، بجانب تصوير عشرات الحلقات التلفزيونية مع نجوم الفن من مصر والعالم العربي الذين شاركوا في المهرجان.

وشهدت سماء مدينة العلمين الجديدة عروضاً جوية بالطائرات في الأيام الأخيرة للمهرجان، فيما قدمت فرق متعددة من جهات وأقاليم مختلفة عروضاً مجانية لمسرح الشارع.

إحدى فرق الفنون الشعبية ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأعلنت «اللجنة العليا» للمهرجان، في بيان، السبت، انتهاء الفعاليات بعد تحقيقه «خدمة توعوية وتثقيفية وسياسية وتنموية ومجتمعية للدولة المصرية وأبنائها بتنفيذ عدد غير مسبوق من الفعاليات الشاملة، ومشاركة جميع أطياف المجتمع المصري وفئاته العمرية والصحية والاقتصادية والتعليمية، واستقبال زوار من 104 جنسيات لدول أجنبية، وكذلك عدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين العرب والأجانب».

ويتوقف محمد عبد الرحمن عند إعلان المهرجان تخصيص 60 في المائة من الأرباح لدعم فلسطين للتأكيد على أن «تأثير المهرجان ليس فنياً ترفيهياً فقط، بل يحمل رسالة مجتمعية مهمة».

ويشير خالد محمود إلى «ضرورة استفادة المهرجان مما تحقّق على مدار عامين بترسيخ مكانته بين المهرجانات العربية المهمة، الأمر الذي يتطلّب مزيداً من التوسع في النُّسخ المقبلة التي تتضمن التخطيط للاستعانة بنجوم عالميين لإحياء حفلات ضمن فعالياته».