الفاصوليا تحسّن علاج سرطان القولون

الفاصوليا تُحدث تغيرات إيجابية في «ميكروبيوم» الأمعاء (جامعة تكساس)
الفاصوليا تُحدث تغيرات إيجابية في «ميكروبيوم» الأمعاء (جامعة تكساس)
TT

الفاصوليا تحسّن علاج سرطان القولون

الفاصوليا تُحدث تغيرات إيجابية في «ميكروبيوم» الأمعاء (جامعة تكساس)
الفاصوليا تُحدث تغيرات إيجابية في «ميكروبيوم» الأمعاء (جامعة تكساس)

وجدت دراسة أميركية أن إضافة الفاصوليا البيضاء إلى النظام الغذائي تؤثر بشكل إيجابي على صحة الأمعاء؛ ما يساعد على الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، وتحسين نتائج علاجه.

وأوضح الباحثون أن دمج الفاصوليا في النظام الغذائي للناجين من سرطان القولون والمستقيم يسهم في تعديل العلامات المرتبطة بالسمنة والمرض في الأمعاء، ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «eBIOMedicine».

ويمكن أن تُسبب السمنة أو سوء التغذية أو مشكلات الجهاز الهضمي اضطرابات في توازن «ميكروبيوم» الأمعاء، وهو مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة التي تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة ومناعة الإنسان.

وبالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بسرطان القولون والمستقيم، فإن هذه الاضطرابات تُسبب التهاباً، ويمكن أن تؤثر على بقاء المرضى على قيد الحياة، وفق الفريق. وسرطان القولون والمستقيم هو نوع من السرطان يصيب الأمعاء الغليظة أو المستقيم، ويُعدّ أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، والسبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة عن السرطان في العالم.

وتشمل أعراض المرض الشائعة الإسهال، والإمساك، ووجود الدم في البراز، وآلام البطن، وفقدان الوزن الذي يتعذّر تفسيره، والتعب، وتدنّي مستويات الحديد.

وخلال الدراسة، راقب الباحثون 48 رجلاً وامرأة فوق سن 30 عاماً، بينهم أشخاص لديهم تاريخ من سرطان القولون والمستقيم. ولمدة 8 أسابيع، اتبع نصف المشاركين نظامهم الغذائي المعتاد، في حين أضاف النصف الآخر كوباً من الفاصوليا البيضاء المطبوخة إلى نظامهم الغذائي يومياً.

واكتشف الباحثون أن مَن أضافوا الفاصوليا إلى وجباتهم اليومية شهدوا تغيرات إيجابية في «ميكروبيوم» الأمعاء، والذي يرتبط بالوقاية من السرطان، وتحسين نتائج العلاج. وشملت التغييرات زيادة تنوع بكتيريا الأمعاء المفيدة، وتراجع أعداد البكتيريا المسببة للأمراض.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة، وأستاذة علم الأوبئة بمركز «إم دي أندرسون» للسرطان بجامعة تكساس الأميركية، الدكتورة كاري دانييل ماكدوجال: «دراستنا تثبت قدرة النظام الغذائي على إحداث تغييرات إيجابية في ميكروبيوم الأمعاء عبر زيادة البكتيريا المفيدة، وطرد البكتيريا الضارة خلال 8 أسابيع».

وأضافت، عبر موقع الجامعة، أن الفاصوليا مليئة بالألياف الداعمة للأمعاء والأحماض الأمينية والمواد المُغذية الأخرى، والتي يمكن أن تساعد على ازدهار البكتيريا المفيدة في القولون، ودعم صحة المناعة وتنظيم الالتهابات. وأوضحت أن «الفاصوليا لا تسبب التهاب الأمعاء، أو تؤثر بشكل خطير على عادات الأمعاء، وهو أمر بالغ الأهمية للناجين من سرطان القولون والمستقيم والمرضى».


مقالات ذات صلة

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك حقن فيتامين سي عبر الوريد تتيح تحقيق مستويات مرتفعة لا يمكن الوصول إليها عبر الأقراص الفموية (جامعة أيوا)

فيتامين سي يحسن نتائج علاج سرطان البنكرياس

كشفت دراسة سريرية أميركية عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم باستخدام فيتامين سي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».