عامل منزلي لدى حفيد مؤسس «إيرميس» سيرث جزءاً من ثروة بالمليارات

ارتأى حفيد إيرميس الثمانيني وهو أعزب ولا أبناء له «قَلْبَ تركته رأسا على عقب» بهدف تخصيص جزء من ثروته بعد وفاته لـ«بستاني سابق» (رويترز)
ارتأى حفيد إيرميس الثمانيني وهو أعزب ولا أبناء له «قَلْبَ تركته رأسا على عقب» بهدف تخصيص جزء من ثروته بعد وفاته لـ«بستاني سابق» (رويترز)
TT

عامل منزلي لدى حفيد مؤسس «إيرميس» سيرث جزءاً من ثروة بالمليارات

ارتأى حفيد إيرميس الثمانيني وهو أعزب ولا أبناء له «قَلْبَ تركته رأسا على عقب» بهدف تخصيص جزء من ثروته بعد وفاته لـ«بستاني سابق» (رويترز)
ارتأى حفيد إيرميس الثمانيني وهو أعزب ولا أبناء له «قَلْبَ تركته رأسا على عقب» بهدف تخصيص جزء من ثروته بعد وفاته لـ«بستاني سابق» (رويترز)

قرر أحد أحفاد مؤسس دار الجلديات الفرنسية الشهيرة «إيرميس» أن يتبنى عاملاً منزلياً لديه ليتمكن من توريثه جزءاً من ثروته البالغة مليارات الفرنكات السويسرية، على ما أفادت صحيفة «تريبون دو جنيف» أمس (الجمعة)، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويُعدّ نيكولا بوييش الذي يقيم في كانتون فاليه السويسري «أكبر مساهم فردي في إيرميس» وتبلغ حصته من أسهم الدار نحو 5 في المائة، بحسب الصحيفة السويسرية.

وارتأى الرجل الثمانيني، وهو أعزب ولا أبناء له، «قَلْبَ تركته رأسا على عقب» بهدف تخصيص جزء من ثروته بعد وفاته لـ«بستاني سابق» وموظف متعدد المهام، يبلغ 51 عاما ومن عائلة مغربية متواضعة، وفق ما أوردت «تريبون دو جنيف».

وقدّرت مجلة «بيلان» التي تضع كل سنة تصنيفا لأغنى 300 شخص في سويسرا ثروة نيكولا بوييش بما بين تسعة وعشرة مليارات فرنك سويسري (9.4 إلى 10.4 مليار يورو) بفضل أسهمه في دار السلع الجلدية المعروفة بحقائب اليد والأوشحة الحريرية.

وأفادت الصحيفة بأن سليل مؤسس «إيرميس» أوعز إلى أحد المحامين في رسالة يعود تاريخها إلى «أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بترتيب وضع ميراثه»، مشيرة إلى أن هذا المحامي كُلِّف أيضاً تنفيذ إجراءات الميراث الذي «لا يزال قيد التنفيذ».

وإذ أشارت إلى أن «تبنّي شخص بالغ ليس مستحيلا في سويسرا، ولكنه غير مألوف»، أوضحت أنه يمكن أن يرث نصف ثروته على الأقل في حال توصُّل الإجراءات إلى حصول التبنّي.

لكنّ الصحيفة السويسرية كشفت أن هذا المشروع يواجه معارضة. في عام 2011، وقع نيكولا بوييش على اتفاق ميراث، وهو أكثر إلزاماً من الوصية، لصالح مؤسسة مقرها في جنيف، تسمى «إيسقراط» تعنى بتمويل مشاريع لمكافحة التضليل الإعلامي من خلال منظمات غير حكومية تدعم الصحافة.

لكنّ الملياردير «بدّل موقفه» في «مذكرة مكتوبة بخط اليد» تعود إلى «فبراير (شباط) 2023»، اطلعت عليها الصحيفة، موضحا أنه «يعتزم اتخاذ ترتيبات أخرى للوصية».

وأبلغت هذه المؤسسة «وكالة الصحافة الفرنسية» بأنها «علمت أخيراً برغبة مؤسسها في إلغاء اتفاق الميراث» لكنها أكدت أنه لا علم لها بأية تفاصيل أخرى.

واعتبرت هذه المؤسسة أن «هذه الرغبة في إلغاء اتفاق الميراث من جانب واحد تبدو غير سليمة»، وأبدت معارضتها إياها تاركةً «الباب مفتوحا للنقاش».



«الكل يحب تودا» يحتفي بصلابة مطربة شعبية مغربية

مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)
TT

«الكل يحب تودا» يحتفي بصلابة مطربة شعبية مغربية

مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)

بمشهد صادم للاعتداء على البطلة «تودا» في بداية أحداث الفيلم المغربي الجديد «الجميع يحب تودا»، تبدأ رحلة البطلة التي تقوم بدورها نسرين الراضي على مدار أكثر من 100 دقيقة في الشريط السينمائي الذي عُرض للمرة الأولى عربياً ضمن فعاليات النسخة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي، منافساً على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان بعد عرضه الأول في النسخة الماضية من مهرجان كان السينمائي.

يرصد الفيلم رحلة «تودا» التي تحلم بأن تصبح «شيخة» (مطربة تقدم الأغاني الشعبية التراثية)، وهي أم مسؤولة عن تربية ابنها الوحيد، وتسعى لمواجهة صعوبات عدة مع انتقالها للحياة في الدار البيضاء من قريتها الصغيرة متمردة على الكثير من القيود والتقاليد التي تعوق تحقيق حلمها ومقدمة صورة مغايرة لتقديم الأغاني التراثية في الحانات.

وتركز الأحداث على تقديم «تودا» فن «العيطة» الذي يشكل جزءاً من التراث الشعبي المغربي عبر مجموعة من الأغاني المختلفة والمتميزة التي تعبر عن أجيال مختلفة نستمع إليها على مدار الفيلم.

يوظف مخرج الفيلم أغاني «العيطة» التي استوحت من المعاناة اليومية لمقاومة الاحتلال عبر أحداث الفيلم لإبراز معاناة «تودا» ورحلتها في الحياة التي تجبرها الظروف على تغييرها، وهي ابنة الريف المغربي التي نشأت بإحدى قرى جبال أطلس وتتضاعف معاناتها مع مسؤوليتها عن تربية نجلها الأصم ابن السنوات التسع، الذي تسعى لتوفير حياة أفضل له بأحلام مشروعة.

يقول مخرج الفيلم نبيل عيوش لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل مستوحى من قصص لنساء حقيقيات قابلهن في حياته وعمل على مزج الصعوبات والمعاناة التي عشنها في الفيلم مع إبراز ملامح الحياة الليلية في الأماكن التي يقمن بالغناء فيها، بالإضافة إلى علاقتهن الاجتماعية وطبيعة علاقتهن مع أسرهن.

مخرج الفيلم نبيل عيوش - (إدارة المهرجان)

وأضاف عيوش أنه عمل على تقديم صورة مغايرة لـ«الشيخة» في الأحداث، بعيداً عن التنميط والصورة الذهنية السائدة، مشيراً إلى أنه لا توجد واحدة تشبه الأخرى، لافتاً إلى أن اختيار نسرين الراضي للبطولة جاء لإعجابه بأدائها التمثيلي بشكل كبير منذ أن شاهدها للمرة الأولى قبل نحو 15 عاماً في مدرستها.

ويشيد الناقد السعودي أحمد العياد بأداء نسرين الراضي في شخصية الأم «تودا» باعتباره علامة فارقة بمسيرتها السينمائية وليس بالفيلم فحسب، مشيراً إلى أنها استطاعت التعبير عن تفاصيل الشخصية بكل مراحلها بصورة أضفت مصداقية كبيرة على الأحداث.

وأضاف العياد أن الفيلم اتسم بكثرة التحويلات التي تمر بها «تودا» بوصفها «شيخة» و«أماً» الأمر الذي يجعل المشاهد لا يشعر بالملل عند متابعة الأحداث، خاصة أن الفيلم تميز بالإيقاع السريع والجذاب للمعالجة الفنية والفكرة التي يقدمها والتي تركز على المواجهة التي تخوضها النساء والقيود المفروضة عليهن. وأشاد بحرص مخرج الفيلم على تقديم تحية لـ«الشيخات» اللاتي يحفظن التراث ويقمن بالغناء متحديات الكثير من القيود.

يشير الناقد المصري طارق الشناوي إلى أن مخرج الفيلم كانت لديه أفكار عدة يرغب في تقديمها، وهي الأفكار التي أراد تضمينها في الأحداث، ومن بينها التعريف بفن «العيطة» ومقدميه، لافتاً إلى أنه على الرغم «من وجود رؤية توثيقية للحديث عن هذا الفن لديه فإنه حرص على توظيفها في الأحداث التي تناسب طبيعة الفيلم الروائي».

مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن حياة «تودا» الصاخبة التي تبدأ من الدقيقة الأولى في الشريط السينمائي بمشهد تعرضها للاعتداء أمر يجذب انتباه المشاهد ويجعله حريصاً على المتابعة والتعايش معها، لافتاً إلى أن الشخصيات التي قدمها بالأحداث كانت مليئة بالميلودراما ونجحت في إيصال الأفكار التي يريدها.

أمر آخر يتطرق إليه الناقد السينمائي السعودي مرتبط بزوايا التصوير التي اختارها المخرج في التعامل مع معاناة البطلة «تودا» عبر الاقتراب من وجهها والتركيز عليها لإبراز تعبيرات الوجه بالكثير من المواقف التي عكست مشاعر من الإحباط واليأس مرت بها في حياتها، مشيراً إلى أن الفيلم ركز على سعيها لإثبات قدرتها على الغناء بوصفها فنانة لديها موهبة، وليس على عملها في الملاهي الليلية.