«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» ينطلق في دورته الثالثة بأمجاده الجديدة

شهد حضوراً لافتاً لنجوم الفن والسينما من مختلف أنحاء العالم

جُمانا الراشد وجوني ديب ومحمد التركي (تصوير: عدنان مهدلي)
جُمانا الراشد وجوني ديب ومحمد التركي (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» ينطلق في دورته الثالثة بأمجاده الجديدة

جُمانا الراشد وجوني ديب ومحمد التركي (تصوير: عدنان مهدلي)
جُمانا الراشد وجوني ديب ومحمد التركي (تصوير: عدنان مهدلي)

في خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة مدينة جدة، غرب السعودية، بصفتها مركزاً ثقافياً وفنياً، انطلق «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الثالثة تحت شعار «قصتك... بمهرجانك» بمجده الجديد، في حفل افتتاح جمع نجوماً ومُخرجين وصُناع سينما مرموقين من جميع أنحاء العالم، للاحتفال بهذا الحدث السنوي البارز.

وشهد المهرجان حضوراً لافتاً لنجوم الفن والسينما من مختلف أنحاء العالم، في مقدمتهم الممثل ويل سميث، وجوني ديب، وكاترين دينوف، وشارون ستون، وصوفيا فيرغارا، والنجم التركي بوراك أوزجيفيت، ونبيلة عبيد، ويسرا، وليلى علوي، وشيرين رضا، وهدى حسين، وكاريس بشار، وكارمن بصبص، ونادين نجيم، وماغي بوغصن، وجمال سنان، وقصي خولي، ودانييلا رحمة، وعدد من النجوم.

الممثلة المصرية شيرين رضا (تصوير: عدنان مهدلي)

ويُعدّ المهرجان بمثابة مسرح لأحدث الأفلام والأفلام الروائية الوثائقية، والأعمال القصيرة، وأفلام الرسوم المتحركة، وانطلق المهرجان، مساء اليوم الخميس، ويستمر حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي.

وتأتي الدورة الثالثة من المهرجان في ظل تطلعات كبيرة وتوقعات عالية، حيث يتنافس صُناع السينما على جوائز المهرجان، ويعرضون أعمالهم الفنية في هذا السباق السينمائي المهم.

الممثلة التركية هانده أرتشل (مهرجان البحر الأحمر)

ويتمتع المهرجان بمجموعة واسعة من الفعاليات والعروض المصاحبة، بما في ذلك الندوات والمحاضرات ووِرش العمل، التي تهدف إلى تعزيز التفاعل والتواصل بين الصّناع والجمهور، كما يضمّ أكثر من 64 فيلماً متنوعاً، منها 36 فيلماً طويلاً وقصيراً من السعودية، و11 فيلماً ضمن قسم «روائع عربية»، و17 فيلماً بين الروائي والوثائقي والرسوم المتحركة من جميع أنحاء آسيا وأفريقيا والعالم العربي. ويشكل المهرجان منصة مثالية للمبدعين الجدد لعرض أعمالهم والتعرف على أحدث الابتكارات في صناعة السينما.

النجم التركي بوراك أوزجيفيت (مهرجان البحر الأحمر)

ويُعدّ انطلاق «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، هذا العام، إشارة إلى استمرار نجاحه ونموّه، وتعزيز مكانته واحداً من أهم المهرجانات السينمائية في العالم. ويعكس هذا الحدث السنوي التطورات والابتكارات في صناعة السينما، كما يعزز التواصل والتفاعل بين المبدعين والجمهور.

وتهدف الدورة الحالية من المهرجان إلى تقديم تجربة سينمائية متميزة وإلهامية للحضور، وتشجيع التفكير والحوار في القضايا الاجتماعية والثقافية التي تطرحها الأفلام المشارِكة، في حين يُعدّ المهرجان فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة والأعمال السينمائية التي تستحق الاهتمام والتقدير.

الممثلة السعودية سميّة رضا (مهرجان البحر الأحمر)

وافتتح المهرجان الذي تستضيفه جدة أعماله بالعرض العالمي الأول لفيلم الفنتازيا السعودي «حوجن» للمخرج ياسر الياسري، وبطولة نور الخضراء، وبراء عالم، ونايف الظفيري، والعنود سعود، ومحسن منصور، وشيماء الطيب، وإنتاج كل من «إيمج نيشن أبو ظبي»، و«إم بي سي ستوديوز»، و«فوكس ستوديوز»، وقد اختير هذا الفيلم ليكون من الأعمال السينمائية الافتتاحية التي تعكس روح المهرجان، وتُلقي الضوء على المواهب السينمائية السعودية الشابة؛ كما شهد تكريم الفنان السعودي عبد الله السدحان، الذي عبّر عن سعادته بهذه الاحتفالية الفنية الكبرى، وترقبه عرض فيلمه «نوره» ضمن أيام المهرجان.

الممثل إد ويستويك والممثلة إيمي جاكسون (مهرجان البحر الأحمر)

وفي كلمة لها خلال حفل الافتتاح، قالت جمانا الراشد الرئيس التنفيذي لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام»: «اليوم نتشرف بحضور مواهب مميزة ليس من المملكة العربية السعودية وحدها... ولكن من العالم العربي وأفريقيا وآسيا والعالم بأسره».

وأضافت الراشد أن هذه المواهب «من خلال فنهم سيأخذوننا في رحلة لاكتشاف النفس... وللحظات سنقترن فيها بحياتهم وضحكاتم وشغفهم ومحاولاتهم ونجاحاتهم وإخفاقاتهم التي تبدو وكأنها فيلم حقيقي».

وأوضحت الرئيس التنفيذي لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» أن المهرجان سيشهد عرض 130 فيلماً من 77 دولة بـ47 لغة، بينها 35 فيلماً «عرض أول» على مستوى العالم و60 فيلماً «عرض أول» على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، في «أسبوع من العبقرية السينمائية».

جُمانا الراشد والممثل السويدي جويل كينمان ومحمد التركي (تصوير: عدنان مهدلي)

وقالت الراشد «هذا المهرجان بالطبع هو منبر للقصص التي لم تُروَ من قبل... ومنصة للأصوات التي لم تُسمع من قبل... الآن يجدون من يسمعهم بغض النظر عن هوياتهم أو من أين أتوا»، موضحة أنه من خلال صندوق مهرجان البحر الأحمر سيتم تمويل 250 من صناع السينما على مستوى العالم «ليصنعوا 250 حكاية لم يروِها أحد من قبل... من قبل 250 من صناع السينما الذين ربما ما كانوا ليتم اكتشافهم... لكن ربما سيكون بإمكانهم تغيير العالم».

وأشادت الراشد بتطور السينما في السعودية وبمهرجان البحر الأحمر الذي أصبح «أكبر ساحة للأفلام السينمائية في المنطقة». وقالت إن المملكة تشهد «صناعة السينما الأسرع نمواً في المنطقة»، وإن إيراداتها تضاعفت مقارنة بفترة الوباء، وإنه من المتوقع أن تصل إيرادات القطاع إلى مليار دولار بحلول عام 2030.

وسيختتم المهرجان بالعرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم «فيراري» (2023)، وهو فيلم السيرة الذاتية المرشح لجائزة الأوسكار، للمخرج مايكل مان، ومن بطولة كلّ من آدم درايفر، وبينيلوبي كروز، وسيُسدل الستار على المهرجان وبرامجه مع عرض خاص لفيلم «الصبي ومالك الحزين» (2023) لهاياو ميازاكي وهو من إنتاج استديو غيبلي.


مقالات ذات صلة

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين بمسابقة أفلام البحر المتوسط رفقة المخرج يسري نصر الله (إدارة المهرجان)

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي دورته الـ40، وهي الدورة التي عدّها نقاد وصناع أفلام «ناجحة» في ظل ظروف صعبة تتعلق بالميزانية الضعيفة والاضطرابات الإقليمية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

«ودارت الأيام»... مسرحية مصرية تُحذّر من «تضحيات الزوجة المفرِطة»

تروي المسرحية قصة زوجة تستيقظ فجأة على نبأ وفاة زوجها، لكن تلك المصيبة لا تأتي بمفردها، بل تجرّ معها مصائب متلاحقة، ليصبح الأمر كابوساً.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)

مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

استعاد مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي التي عدّها نقاد «أيقونة» لفرقة رضا للفنون الشعبية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق العرض المونودرامي «يوميات ممثل مهزوم» (إدارة المهرجان)

«يوميات ممثل مهزوم»... مسرحية النهايات الحزينة للمواهب الواعدة

استطاع العرض المسرحي «يوميات ممثل مهزوم» أن يلفت الانتباه بقوة ضمن المهرجان الدولي «أيام القاهرة للمونودراما»؛ لعدة أسباب منها موضوع العمل.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية لإظهار الشعور القومي والإنساني، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة.

انتصار دردير (القاهرة )

معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم 10 أيام من الاحتفاء بالكتاب والثقافة

جذبت فعاليات المعرض وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر (هيئة الأدب)
جذبت فعاليات المعرض وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر (هيئة الأدب)
TT

معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم 10 أيام من الاحتفاء بالكتاب والثقافة

جذبت فعاليات المعرض وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر (هيئة الأدب)
جذبت فعاليات المعرض وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر (هيئة الأدب)

بحلول مساء يوم (السبت) انقضت الأيام العشرة من فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، وتم إسدال الستار على المعرض الذي انطلق تحت شعار «الرياض تقرأ»، والذي تجسد فيه الشعار واقعاً ملموساً بين أروقة المعرض وأجنحته التي اكتظ فيها جمهور الثقافة، للاطلاع على عشرات الآلاف من عناوين الكتب والإصدارات الجديدة التي أنتجتها دور النشر العربية.

شهد المعرض هذا العام تطورات عدّة شملت استحداث منطقة أعمال متخصّصة (هيئة الأدب)

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان: «إن معرض الرياض الدولي للكتاب حظي في نسخة هذا العام بإقبال واسع من الزوار، إذ جذبت فعالياته وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر، من مناطق السعودية ومن خارجها، حيث شكل المعرض فرصة قيّمة لرواده للوصول إلى مؤلفات المبدعين من كل الدول العربية والعالم، وفتح نوافذ مهمة لاستكشاف عوالم من المعرفة والفكر والأدب ومجالاته المتعددة».

وأضاف علوان «أن نسخة هذا العام شهدت مشاركة أكثر من 2000 وكالة ودار نشر، من أكثر من 30 دولة، توزعت على 800 جناح، وعرضت عشرات الآلاف من عناوين الكتب والإصدارات الجديدة، مما انعكس إيجاباً على إيرادات دور النشر المشاركة في المعرض، التي حققت مبيعات تجاوزت 28 مليون ريال، مما يؤكد جاذبية معرض الرياض الدولي للكتاب وأهميته حيث يعد أحد أهم وأبرز معارض الكتاب في العالم العربي، بسبب عدد زواره الكبير، وإجمالي قيمة المبيعات التي تحققها دور النشر، مؤكداً أن المعرض أسهم في إنعاش سوق الطباعة وحركة النشر العربية، كما عزز قدرات الناشرين السعوديين وتنافسيتهم».

نسخة المعرض هذا العام شهدت مشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة من أكثر من 30 دولة (هيئة الأدب)

عروض مسرحية وأمسيات شعرية وفنية أحياها نخبة من الفنانين العرب (هيئة الأدب)

منصة لإبداع أهم المفكرين والكتاب

وجدّد معرض الرياض الدولي للكتاب دوره كمنصة لعرض إبداعات أهم المفكرين وكبار الكتاب وأبرز الناشرين في المنطقة والعالم، إضافة إلى كونه تظاهرة ثقافية وفكرية سنوية بارزة تجسد منذ عقود الإرث الثقافي للمملكة، وريادتها في صناعة الثقافة والنشر، ودعم الإبداع الثقافي.

وحظيت التظاهرة، التي انعقدت في الرياض، خلال الفترة من 26 سبتمبر (أيلول) الماضي وحتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في حرم جامعة الملك سعود، بمشاركة أبرز دور النشر المحلية والعربية والعالمية، وشهدت تدشين فصول من المعرفة والفكر والثقافة، التي أثرت زوار المعرض بصنوف ثقافية سخية بالأفكار، وفتحت نوافذ تجمع بين صُناع الأدب والنشر والترجمة من مختلف أنحاء العالم، لتبادل الحوارات الواعية، ودعم صناعة النشر، وتعزيز القراءة في المجتمع، وتقديم أحدث المؤلفات والإصدارات الأدبية للقراء والمهتمين.

المعرض فتح نوافذ لتبادل الحوارات الواعية ودعم صناعة النشر وتعزيز القراءة في المجتمع (هيئة الأدب)

فعاليات متنوعة في المعرض لتثقيف الطفل (هيئة الأدب)

وشكّل معرض الرياض للكتاب فرصة ثمينة للوصول إلى مؤلفات وإنتاج المبدعين من كل الدول العربية، حيث يصِلهم المعرض الذي يضمّ أكثر من 2000 دار من أكثر من 30 دولة حول العالم بنوافذ مهمة لاستكشاف عوالم من المعرفة والفكر والأدب ومجالاته المتعددة، فيما تناول برنامج المعرض الأكبر على مستوى العالم العربي موضوعات السيرة الذاتية وأدب الطفل، بالإضافة إلى عروض مسرحية وأمسيات شعرية أحياها نخبة من شعراء الفصحى والنبطي، وورش عمل في شتى ميادين المعرفة، وفعاليات متنوعة لتثقيف الطفل.

وأتاح المعرض لإصدارات الكثير من المبدعين إمكانية مصافحة مجتمع القراء، وتسجيل حضورهم في الفضاء الثقافي المحلي والعربي، حيث عزّزت مجموعة من المبادرات التي شهدها القطاع الثقافي السعودي من وجود هذه الأقلام، والأخذ بيد المبدعين لخوض غمار الإنتاج الفكري والإبداعي، ومن ذلك مبادرة ركن المؤلف السعودي التي جددت حضورها في نسخة هذا العام، وكانت بمثابة فرصة للعديد من المؤلفين السعوديين لعرض إصداراتهم التي طبعت بجهد ذاتي للجمهور.

جدّد المعرض دوره كمنصة لإبداعات أهم المفكرين وكبار الكتاب وأبرز الناشرين في المنطقة والعالم (هيئة الأدب)

وشهد المعرض هذا العام تطورات عدّة، شملت استحداث منطقة أعمال متخصّصة، شاركت فيها الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلّفين وعقودهم، والمطابع المحلّية التي تُشارك للمرة الأولى في معارض الكتب المحلّية، لتقدّم خدماتها للناشرين، حيث أتاحت المنطقة فرصاً استثمارية استثنائية، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين الوكالات الأدبية والمؤلفين، مما يدعم صناعة النشر في المملكة، والمؤلفين السعوديين.