استنشاق هواء الطرق المزدحمة يزيد من ضغط الدم

استنشاق الهواء الملوث يزيد ضغط الدم بأكثر من 4.50 (ملليمتر زئبقي) مقارنةً باستنشاق الهواء المفلتر (موقع أونسبلاش)
استنشاق الهواء الملوث يزيد ضغط الدم بأكثر من 4.50 (ملليمتر زئبقي) مقارنةً باستنشاق الهواء المفلتر (موقع أونسبلاش)
TT

استنشاق هواء الطرق المزدحمة يزيد من ضغط الدم

استنشاق الهواء الملوث يزيد ضغط الدم بأكثر من 4.50 (ملليمتر زئبقي) مقارنةً باستنشاق الهواء المفلتر (موقع أونسبلاش)
استنشاق الهواء الملوث يزيد ضغط الدم بأكثر من 4.50 (ملليمتر زئبقي) مقارنةً باستنشاق الهواء المفلتر (موقع أونسبلاش)

أثبتت دراسة أميركية حديثة أن الهواء «غير المفلتر» الناتج عن حركة المرور في ساعة الذروة يزيد من ضغط الدم بشكل كبير لدى من يتعرضون له من ركاب السيارات، ويستمر تأثيره بعد مرور 24 ساعة.

وأوضحت الدراسة التي نشرت، الثلاثاء، بدورية «حوليات الطب الباطني» أن هذه المخاطر الصحية تظهر لدى الأشخاص الذين يسافرون على الطرق المزدحمة.

ويعد تلوث الهواء المرتبط بحركة المرور هو السبب الرئيسي لاختلاف جودة الهواء من مجتمع إلى آخر في معظم المناطق الحضرية في الولايات المتحدة.

ولفترة طويلة، جرى الربط بين التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء المرتبط بحركة المرور (وهو مزيج من عوادم السيارات وتآكل الفرامل والإطارات وغبار الطريق) وزيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والربو وسرطان الرئة والوفاة.

وصمم الباحثون دراستهم الجديدة لاختبار تأثير حركة المرور على الطرق في بيئة واقعية، من خلال عزل آثار تلوث الهواء المرتبط بحركة المرور.

وقام الباحثون بتتبع المشاركين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و45 عاماً عبر حركة المرور في ساعة الذروة في مدينة سياتل بالولايات المتحدة، ومراقبة ضغط الدم لديهم.

وخلال رحلتين من القيادة، سمحوا لهواء الطريق غير المفلتر بالدخول إلى السيارة، وفي الثالثة، جرى تجهيز السيارة بمرشحات عالية الجودة تحجب 86 في المائة من الجسيمات الملوثة للهواء على الطريق. ولم يعرف المشاركون بالدراسة ما إذا كانوا في رحلة بهواء جوي نظيف ومفلتر، أم رحلة بهواء ملوث بعوادم السيارات.

ووجد الباحثون أن استنشاق الهواء الملوث أدى إلى زيادة في ضغط الدم بأكثر من 4.50 (ملليمتر زئبقي) مقارنةً باستنشاق الهواء المفلتر. وحدثت الزيادة بسرعة، وبلغت ذروتها بعد حوالي ساعة من القيادة، وظل الارتفاع في ضغط الدم ثابت لمدة 24 ساعة على الأقل.

من جانبه، يقول الباحث الرئيسي للدراسة، أستاذ علوم الصحة البيئية بجامعة واشنطن جويل كوفمان إن «الجسم به مجموعة معقدة من الأنظمة لمحاولة الحفاظ على ضغط الدم في الدماغ كما هو طوال الوقت، ويبدو أنه في مكان ما وتحديداً على الطريق، يتداخل تلوث الهواء المرتبط بالمرور مع ضغط الدم».

وأضاف الباحث لموقع الجامعة: «نحن نعلم أن الزيادات المتواضعة في ضغط الدم مثل هذه، ترتبط بزيادة كبيرة في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وأوضح أنه «أصبح من المفهوم أن تلوث الهواء يساهم في مشاكل القلب، لكن فكرة أن تلوث الهواء على الطرق بمستويات منخفضة نسبياً يؤثر على ضغط الدم إلى هذا الحد، هي جزء مهم من اللغز الذي نحاول حله».


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق النسخة الأولى من المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير أقيمت في 2022 (واس)

السعودية تنظِّم «المعرض والمنتدى الدّولي لتقنيات التّشجير»

يهدف المعرض إلى الاستفادة من التّقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة وتدهور الأراضي، وإتاحة منبرٍ لمناقشة المشكلات البيئية الحالية، والبحث عن حلول لها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق دجاج (أ.ف.ب)

الدجاجة أم البيضة؟ علماء يتوصلون أخيراً إلى إجابة لغز «من الذي جاء أولاً»

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن علماء من جامعة جنيف قدموا، في دراسة، إجابة للغز الشائع «مَن الذي جاء أولاً الدجاج أم البيضة؟» استندت إلى اكتشاف كائن حي متحجر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من التحضيرات للجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

وزير البيئة السعودي: المملكة تركز على أهمية معالجة تحديات الأمن الغذائي

نوّه وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، بريادة المملكة في دعم جهود «مجموعة العشرين»، لتحقيق أهداف تحديات الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الاقتصاد رئاسة «كوب 16» الرياض ستخصص منطقة خضراء لتنظيم 7 أيام للمحاور الخاصة لتحفيز العمل العالمي لمواجهة تحديات تدهور الأراضي والجفاف والتصحر (الشرق الأوسط)

تحديد 7 أيام في «المنطقة الخضراء» بـ«كوب 16» لتقديم حلول تدهور الأراضي

أعلنت رئاسة «كوب 16» عن إقامة منطقة خضراء وتنظيم 7 أيام للمحاور الخاصة، مشيرة إلى أن هذا البرنامج غير المسبوق يأتي في إطار الجهود التي تبذلها السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (الرياض)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».