«الشرقية تبدع»: تأسيس مجتمع ينمو في فضاءَي الفنون والمهارات

1500 فعالية لتطوير وجهة السياحة الإبداعية

أطلقت أكبر مبادرة سعودية للشراكة المجتمعية فضاء حيوياً لتنمية المهارات (الشرق الأوسط)
أطلقت أكبر مبادرة سعودية للشراكة المجتمعية فضاء حيوياً لتنمية المهارات (الشرق الأوسط)
TT

«الشرقية تبدع»: تأسيس مجتمع ينمو في فضاءَي الفنون والمهارات

أطلقت أكبر مبادرة سعودية للشراكة المجتمعية فضاء حيوياً لتنمية المهارات (الشرق الأوسط)
أطلقت أكبر مبادرة سعودية للشراكة المجتمعية فضاء حيوياً لتنمية المهارات (الشرق الأوسط)

أطلقت أكبر مبادرة سعودية للشراكة المجتمعية، فضاء حيوياً لتنمية المهارات في مختلف الفنون، ودشّنت بيئة إبداعية لرعاية الهواة والموهوبين لإثراء تجاربهم وتطوير قدراتهم.

ورشات عمل، ومعسكرات تدريب، وحوارات سخيّة... احتضنتها مبادرة «الشرقية تبدع»، التي أطلقها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في المنطقة الشرقية، ضمن رحلة فريدة تستمرّ 25 يوماً.

طوّرت المبادرة مجتمعاً إبداعياً في المنطقة الشرقية يجدّد سنوياً فرصته للنمو (الشرق الأوسط)

وطوّرت المبادرة التي انطلقت منذ 4 سنوات، مجتمعاً إبداعياً في «الشرقية»، يجدّد سنوياً فرصته للنمو عبرها، بعدما أتاحت البيئة والأدوات لنشر ثقافة الإبداع، وزادت فرص الجميع للمشاركة في تغيير المجتمع، بتقديم برامج اجتماعية وتثقيفية، وتعزيز التعاون بين الأفراد والمجموعات، والجهات الخاصة والحكومية، لدمجهم في بيئة خلاقة.

وتضمّ المبادرة في نسختها الجديدة ما يزيد على 500 مشارَكة عبر أكثر من 300 شريك. وتتنوّع فعاليات بلغت نحو 1500، بين فنون وأبواب مختلفة، تشمل تعزيز القراءة، وصناعة المحتوى، والفن، والموسيقى، والعمارة، والقدرات الثقافية.

وجهة السياحة الإبداعية في السعودية

تسعى المبادرة إلى تحفيز النشاطات الإبداعية في المنطقة، ومشاركة القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية في تقديم برامج وأفكار، وإحداث نقلة نوعية في الثقافة الإبداعية، بما يحفّز الاقتصاد والمجتمع، ويخلق بيئة مُكتشِفة ومطوِّرة للمواهب، لتصبح المنطقة الشرقية وجهة السياحة الإبداعية في المنطقة.

ترى المبادرة في القطاع الإبداعي أهم مجالات الشراكة الاجتماعية (الشرق الأوسط)

وهي تراهن على تعزيز دور الشراكة المجتمعية في النهوض بأهدافها، وتوسيع دورها وأثرها، عبر رعاية الموهوبين، وخلق بيئة متعاونة، تشمل أنشطة الأفراد والجماعات والمؤسّسات بمختلف المجالات، لتَقدُّم المجتمع وحلّ مشكلاته عبر التطوّع، والمشاركة بطرح الأفكار والآراء البنّاءة، بما ينتج تنمية اقتصادية واجتماعية وحراكاً وطنياً فعّالاً يمسّ جوانب الحياة.

تراهن المبادرة على تعزيز دور الشراكة المجتمعية في النهوض بأهدافها (الشرق الأوسط)

وترى المبادرة أنّ القطاع الإبداعي أحد أهم مجالات الشراكة الاجتماعية، لتميّزه بتنوّعٍ قوامه المهارات والمواهب والفرص، في عصر تتزايد فيه أهمية بناء مجتمعات جديدة، أولويتها الحياة البشرية. كذلك تُعلي، وفق أهدافها، أهمية انتقال المجتمع من استهلاك الإبداع إلى إنتاجه، عبر خلق الفرص والمبادرة بمساهمات وأنشطة تتيح مشاركة الجميع في تقديم الأفكار الخلّاقة والحلول المبتكرة للحياة اليومية والتحدّيات.

تضمّ المبادرة ما يزيد على 500 مشارَكة عبر أكثر من 300 شريك (الشرق الأوسط)

المشهد الإبداعي السعودي

تشهد السعودية نقلة غير مسبوقة في المشهد الإبداعي، وتقدّماً في تعزيز الصناعات الثقافية، بوصفها مرآة للمجتمع وفرصة للتنمية والتنوّع الاقتصادي. ومنذ تدشين «رؤية 2030»، عزّزت قطاعات الثقافة والترفيه والفنون المشهد الإبداعي، ضمن حراك استثنائي استثمر في المواهب والمستقبل الواعد.

تحفّز المبادرة النشاطات الإبداعية لمختلف الجهات والقطاعات في المنطقة (الشرق الأوسط)

وأطلقت المملكة صناديق وحِزماً لتمويل التحوّل في القطاع الثقافي والإبداعي، وبرامج مختلفة تتناسب مع حاجات القطاع؛ بداية مع برنامج تحفيز المشاريع الثقافية، الذي أُطلق في نهاية عام 2021 بالشراكة مع برنامج جودة الحياة بمخصصات تقدَّر بـ181 مليون ريال، وذلك لزيادة المحتوى المحلّي للفنون والثقافة، ورفع إسهام القطاع الثقافي في الناتج الإجمالي ليصل إلى 3 في المائة، وخلق عشرات آلاف الوظائف بحلول عام 2030.


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» ينطلق برعاية ملكية

الاقتصاد خادم الحرمين الشريفين يشاهد فيلماً تعريفياً عن مشروع «قطار الرياض» (واس)

«قطار الرياض» ينطلق برعاية ملكية

افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس (الأربعاء)، مشروع «قطار الرياض»، الذي يُعدّ العمود الفقري لـ«شبكة النقل العام بمدينة الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق وزارة الثقافة حريصة على التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة (واس)

اتفاقية تعاون تجمع «الثقافة السعودية» و«مدرسة الملك تشارلز للفنون»

شهد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، الأربعاء، توقيع اتفاقية تعاون بين الوزارة ومدرسة الملك تشارلز للفنون.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)

تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

أكد مازن الكهموس رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، أهمية تضافر الجهود لمكافحة الفساد بما يساهم في تحقيق الرخاء والازدهار للدول الإسلامية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال افتتاح مركز الدرعية لفنون المستقبل أول وجهة لأعمال الوسائط الجديدة

افتتاح مركز الدرعية لفنون المستقبل أول وجهة لأعمال الوسائط الجديدة

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل أبوابه رسمياً اليوم بوصفه أول مركز مخصص لفنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

الاقتصاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض (واس) play-circle 00:35

«قطار الرياض» ينطلق برعاية ملكية

افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مشروع قطار الرياض (مترو الرياض) الذي يعد العمود الفقري لشبكة النقل العام في مدينة الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«مُستعد للرحيل»... سردية تشكيلية عن الهجرة ونوستالجيا القاهرة

ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
TT

«مُستعد للرحيل»... سردية تشكيلية عن الهجرة ونوستالجيا القاهرة

ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)

تستقبل زائر معهد جوته الألماني بالقاهرة سيارة حمراء قديمة، فوق سقفها أغراض ومتعلقات شخصية متراصة بصورة تدعوك للتوقف وتأملها في محاولة لاستكشاف مغزى ما يطرحه الفنان المصري - الألماني سامح الطويل، بهذا التكوين في معرضه «مُستعد للرحيل»، الذي يستمر حتى 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

تبدو السيارة القديمة كما يشي عنوان المعرض مُتأهبة للرحيل والمغادرة، لتكون بما يعلوها من أغراض تشبه المنحوتة أو أعمال التشكيل في الفراغ، ليصنع الفنان حالة تتقاطع مع تجربته الشخصية وانفعالاته بقرار الهجرة الذي اتخذه منذ سنوات، وكأن المشروع الفني ينطلق من سؤال: «ما الذي أريد أن أصطحبه معي من وطني وأنا أرحل بعيداً عنه؟»

يشير فنان الوسائط المتعددة سامح الطويل إلى السيارة التي تم اختيارها بموديل شركة نصر «128» التي تعد أكثر سيارة شعبية في تاريخ مصر، ويقول إنها تُعادل سنوات عمره، فهي تنتمي لفترة السبعينات التي وُلد فيها، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «السيارة تُعادل الانتقال الذي قمت به، والأغراض التي أحملها معي تُمثل هُويتي وتاريخي الشخصي الذي أريد أن أحمله معي وأنا أنتقل إلى بلد جديد بثقافة جديدة مُغايرة تماماً لما تربيت عليه».

مفردات شعبية وأغراض قديمة في العمل التركيبي «مستعد للرحيل» (الشرق الأوسط)

تبدو التفاصيل التي تحملها السيارة مُنتزعة من سياقات شخصية متعددة، بداية من أصابع البيانو، إلى قطعة خشب الأرابيسك، وهناك قماش الخيامية الشهير الذي يقول الفنان إنه «في مفارقة لافتة يُستخدم في مصر خلال مناسبات الفرح والعزاء على السواء، بالإضافة إلى استخدام مصابيح الإضاءة، في عملي التركيبي لتكسبه انفعالات لونية متباينة»، كما يشير إلى كرسي خشبي يرتبط عادة بالمقاهي الشعبية في مصر تحمله السيارة على سطحها، ويقول: «أردت لو أنني أصطحب معي القهوة البلدي التي لا يشبهها شيء، كما اصطحبت معي تفاصيل شرقية كالتي ارتبطت بها منذ سنوات طفولتي في منطقة الإمام الشافعي»، وصولاً إلى استخدام مُكبرات صوت، تبدو وكأنها تبعث نداءات المؤذنين، أو ربما الصوت الخاص للفنان الذي يحمله معه أينما ارتحل.

وتنتشر مفردات الطفولة في تفاصيل عديدة في العرض، منها الدُمى القطنية، وحتى لعبة «الديناصور» التي تحوّلت إلى أيقونة فنية يوظفها الفنان المصري الألماني في أعماله، ومن اللافت أيضاً استخدامه أقنعة مُجردة تستعيد روح المسرح، وكذلك «مانيكان» بشري مُفكك أعلى سطح السيارة، الذي يقول إنه «كان يريد توظيفه بوصفه عنصراً بشرياً في العمل التركيبي»، فيما تظل دلالة كل عنصر في العمل متروكة للمتلقي الذي يمكنه تفسير العمل بوصفه تجربة سفر أو هجرة أو حتى انتقال للعالم الآخر: «رغم ذاتية الفكرة فإنها تظل لها تأويلاتها الخاصة عند كل متلقٍ، فبمجرد أن انتهيت منه صار مفتوحاً للتلقي الفني الخاص بكل متفرج على حدة». هكذا يقول الفنان الذي حصل على دبلوم عالٍ من أكاديمية الفنون الجميلة فى ميونيخ بألمانيا، وتابع دراسات الماجستير الحرة فى تاريخ فنون الوسائط في جامعة الدانوب كرمس في النمسا.

وسائط جديدة في معرض «مستعد للرحيل» (الشرق الأوسط)

ويضفي عرض العمل التركيبي «مستعد للرحيل» داخل الساحة المفتوحة لمعهد جوته (وسط القاهرة) ملامح عرض مسرحية على العمل الذي يتحاور مع المحيط المفتوح من عمارات قديمة تحيط بالمعهد الألماني العريق، لتبدو السيارة بوصفها جزءاً من هذا السياق الثقافي المُتسع.

ويبحث الفنان عن طرق متعددة للتعبير عن فلسفته الفنية عبر وسائط مختلفة، منها النحت والرسم والتصوير والقوالب الفنية التجريبية، وكذلك تقنيات الفيديو، ومنها مشروعه الذي يتم عرضه بعنوان «باتجاه عقارب الساعة» الذي يطرح من خلاله أفكاراً حول الوجود والموت والحياة بوصفها دائرة غامضة متصلة، دون أن يستخدم حواراً منطوقاً في فيلمه القصير، فيما يعتمد على لغة الجسد ودراما أشخاص الفيلم الذين يجسدون مرادفات أخرى لثيمة الرحيل.