الحرارة أنهت حياة 70 ألف شخص في أوروبا العام الماضي

دراسة شملت 823 منطقة بـ35 دولة

الدراسة قدّرت الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا خلال 2022 (معهد برشلونة للصحة العالمية)
الدراسة قدّرت الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا خلال 2022 (معهد برشلونة للصحة العالمية)
TT

الحرارة أنهت حياة 70 ألف شخص في أوروبا العام الماضي

الدراسة قدّرت الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا خلال 2022 (معهد برشلونة للصحة العالمية)
الدراسة قدّرت الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا خلال 2022 (معهد برشلونة للصحة العالمية)

كشف باحثون في معهد برشلونة للصحة العالمية بإسبانيا عن أنّ عبء الوفيات المرتبطة بالحرارة خلال صيف 2022 في أوروبا تجاوز 70 ألف حالة.

وراجع الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الثلاثاء بدورية «لانسيت»، التقديرات الأولية التصاعدية للوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة القياسية في 2022 بالقارة الأوروبية.

وفي دراسة سابقة للفريق عينه نُشرت في يوليو (تموز) الماضي، استخدم الباحثون النماذج الوبائية المطبقة على بيانات درجات الحرارة والوفيات الأسبوعية في 823 منطقة بـ35 دولة أوروبية، وقُدّر عدد الوفيات المبكرة المرتبطة بالحرارة في عام 2022 بأكثر من 62 ألفاً.

لكنّ تقديرات الدراسة الجديدة ذهبت إلى زيادة العدد بناء على مراجعة البيانات اليومية، إذ أقرَّ الباحثون أنه من المتوقّع أن يؤدّي استخدام البيانات الأسبوعية إلى التقليل من تقدير الوفيات المرتبطة بالحرارة، مشيرين إلى أنّ بيانات السلاسل الزمنية اليومية مطلوبة لتقدير تأثير درجات الحرارة المرتفعة في الوفيات بدقة.

وهدفت الدراسة الجديدة إلى تطوير إطار نظري قادر على قياس الأخطاء الناشئة عن استخدام البيانات المجمعة، مثل درجة الحرارة الأسبوعية والشهرية والسلاسل الزمنية للوفيات.

ولتطوير إطار نظري، جمع الباحثون درجات الحرارة اليومية وسجلات الوفيات من 147 منطقة في 16 دولة أوروبية، ثم حلّلوا وقارنوا تقديرات الوفيات المرتبطة بالحرارة والبرودة من خلال مستويات مختلفة من التجميع: يومياً، وأسبوعياً، وأسبوعين، وشهرياً.

وكشف التحليل عن اختلافات في التقديرات الوبائية وفق النطاق الزمني للتجميع. على وجه الخصوص، وجد أنّ النماذج الأسبوعية والأسبوعية والشهرية قلّلت من تقدير تأثيرات الحرارة والبرودة مقارنة بالنموذج اليومي، وأنّ درجة التقليل من التقدير تزداد مع طول فترة التجميع.

واستخدم الفريق هذا الإطار النظري لمراجعة عبء الوفيات المنسوب إلى درجات الحرارة القياسية التي شهدها عام 2022 في دراستهم السابقة.

وفقاً للحسابات التي أُجريت باستخدام للإطار المنهجي الجديد، قلّلت الدراسة السابقة من تقدير الوفيات المرتبطة بالحرارة بنسبة 10.28 في المائة؛ ما يعني أنّ عبء الوفيات الفعلي المرتبط بالحرارة في عام 2022، والمقدَّر باستخدام نموذج البيانات اليومي، كان 70 ألف حالة وفاة، وليس 62 ألف حالة وفاة كما كان متوقعاً في الأصل.


مقالات ذات صلة

«مزيج مدمر للصحة»… احذر تناول أدوية معينة خلال موجات الحرارة

صحتك أدوية (رويترز)

«مزيج مدمر للصحة»… احذر تناول أدوية معينة خلال موجات الحرارة

يزيد الطقس الحار هذا الصيف من خطر الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، ويهدد الصحة من خلال تضخيم الآثار الجانبية لكثير من الأدوية شائعة الاستخدام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الطقس العاصف في اليمن يزيد من المخاطر الجسيمة على الأرواح وتعطيل سبل العيش (إعلام محلي)

الأرقام القياسية للحرارة تتهاوى حول العالم في 2024

شهد العام 2024 تسجيل الكثير من الأرقام القياسية الجديدة في درجات الحرارة حول العالم، مع استمرار تأثير زيادة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي على مناخ الكوكب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق استراتيجيات التهوية الطبيعية مثل «البرجيل» أثبتت فاعليتها في خفض درجة الحرارة الداخلية للمبنى (دورية الهندسة المعمارية)

«البراجيل»... طريقة طبيعية بديلة لتبريد المباني

وجد باحثون بجامعة الشارقة الإماراتية أن طريقة طبيعية لتبريد المباني يمكنها تقليل الاعتماد على أجهزة التكييف التي تستهلك الكثير من الطاقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك فيتامين «إيه» ضروري في الصيف لأنه يساعد على ترميم الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس (رويترز)

بين الفيتامينات المهمة والمأكولات الضارة... ماذا تحتاج أجسامنا خلال الصيف؟

فيما يلي أبرز الفيتامينات التي يجب عليك بدء تناولها إذا كنت تعيش في أماكن ذات درجات حرارة مرتفعة، وأيضاً أطعمة عليك تجنبها:

تمارا جمال الدين (بيروت)
بيئة شخص يمسح عرقه في حوض «باد ووتر» بوادي الموت في الحديقة الوطنية بكاليفورنيا وتظهر لافتة حمراء تحذر من درجات حرارة مرتفعة (أ.ب)

2024 قد يكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق

قالت وكالة مراقبة تغير المناخ بالاتحاد الأوروبي إن الشهر الماضي كان أكثر شهور يونيو (حزيران) سخونة على الإطلاق في استمرار لسلسلة ارتفاع درجات الحرارة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«الإسكندرية للكتاب» يراهن على مبادرات ثقافية وعلمية جديدة

محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة ومدير مكتبة الإسكندرية خلال افتتاح المعرض (مكتبة الإسكندرية)
محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة ومدير مكتبة الإسكندرية خلال افتتاح المعرض (مكتبة الإسكندرية)
TT

«الإسكندرية للكتاب» يراهن على مبادرات ثقافية وعلمية جديدة

محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة ومدير مكتبة الإسكندرية خلال افتتاح المعرض (مكتبة الإسكندرية)
محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة ومدير مكتبة الإسكندرية خلال افتتاح المعرض (مكتبة الإسكندرية)

يراهن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الـ19 التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى 28 يوليو (تموز) الحالي على عدة مبادرات ثقافية تتضمن مسابقات أدبية وعلمية، من بينها مسابقة الإسكندرية للقراءة في مصر، وتستهدف تكريم مائة فائز، وجائزة «مكتبة الإسكندرية العالمية» للباحثين في مجال العلوم.

ويشهد المعرض الذي يقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب هذا العام مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، كما يشهد تنظيم 160 فعالية بمشاركة نحو 600 ضيف من مصر والدول العربية.

وافتتح المعرض وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد، ومدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد، وعدَّ الوزير أن «هذا الحدث أصبح أهم الجسور التي تربط الثقافة المصرية بغيرها من الروافد العربية والعالمية، ويُعدّ امتداداً للدور التنويري الذي تسهم به مصر في مختلف العلوم والمعارف».

وزير الثقافة المصري يلقي كلمته خلال افتتاح معرض الكتاب بمكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)

وأكد أن «المعرض يلقي الضوء على الإسكندرية ومثقفيها، مُحدثاً حراكاً ثقافياً كبيراً، مثلما تمثل مكتبة الإسكندرية بؤرة إشعاع للعلم والثقافة».

ويشير رئيس قطاع التواصل بمكتبة الإسكندرية ومدير المعرض الدكتور محمد سليمان إلى فعاليات جديدة تشهدها هذه الدورة، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «من بينها مسابقة القراءة، وعرض سلسلة أفلام قصيرة بعنوان (عارف) حول الشخصيات والأماكن المصرية تُطلق على مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف الشباب بالرموز والمواقع المصرية، كما سيتم بثها عبر موقع المكتبة».

كما لفت سليمان إلى «إطلاق منتدى الشعر العربي الأول في المعرض بحضور أهم الشعراء تمهيداً لتنظيم منتدى دولي في الشعر العربي، وأن البرنامج الثقافي يتضمن أكثر من 10 فعاليات يومية متنوعة».

ويركز البرنامج الثقافي للمعرض هذا العام على عدة محاور، من بينها «الدراما المصرية»، و«مصر بين التاريخ والأدب»، و«الذكاء الاصطناعي والمحتويات الإبداعية الصناعية»، كما يتضمن لقاءات مع شخصيات بارزة، واحتفالية للفائزين بجوائز الدولة لهذا العام.

كما يضم البرنامج محوراً خاصاً بالتاريخ والأدب وآخر يتعلق بالإبداع السكندري، ومحوراً ثالثاً بالإعلام والصحافة يتضمن عدة ندوات حول مستقبل الصحافة في مصر، والإعلام الرياضي، والصحافة الثقافية العربية بين الواقع والتحديات، وهي ندوة موسعة يشارك بها عدد من مسؤولي الإصدارات الثقافية العربية.

وقال الناقد مصطفى عبد الله، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «أخبار الأدب» المصرية الذي يشارك بندوة «الصحافة الثقافية» إن «هذه الندوة تأتي في توقيت مهم، حيث تواجه كثير من المجلات الثقافية أزمات تتعلق بتكلفة الإصدار وارتفاع أسعار الورق، وتحول بعضها إلى إصدار إلكتروني مثل (البحرين الثقافية)، وتوقف البعض الآخر على غرار (الجسرة الثقافية) و(فنون الجسرة)».

ويؤكد عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه وجد في هذه الدورة عودة للإقبال الشديد على معرض الكتاب، في ظل وجود عدد كبير من دور النشر والفعاليات الثقافية، وأوضح أن «هناك تفاعلاً وحضوراً من الجمهور، لكن سعر الكتاب في مصر صار مرتفعاً للغاية وبات فوق طاقة الكثيرين».

وشهد افتتاح المعرض حضوراً جماهيرياً لافتاً، وكذلك حضور عدد من رموز الثقافة والسفراء العرب والأجانب، ولفت محافظ الإسكندرية في كلمته إلى «أهمية الدور الثقافي لمكتبة الإسكندرية باعتبارها أقدم مكتبة في التاريخ، حيث كانت ملتقى لثقافات الشرق والغرب».

فيما أعلن الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، عن المبادرات التي تشهدها هذه الدورة، من بينها «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» التي ستركز النسخة الأولى منها على التراث المصري خلال القرن 19، وتستهدف تكريم مائة قارئ بجوائز مالية قيّمة، فضلاً عن استضافة الفائزين لمدة شهر للتفاعل مع الوسط الثقافي السكندري، كما أشار إلى أن مكتبة الإسكندرية بصدد الإعلان عن مسابقة دولية كبرى لتكريم المبدعين في مجالات العلوم الطبيعية والثقافية والفنية المختلفة، مؤكداً أن معرض مكتبة الإسكندرية يُعد فرصة مهمة للتواصل بين القراء والمثقفين، حيث يشهد أكثر من 160 فعالية فنية.

جدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية الحالية تعد إحياءً لمكتبة الإسكندرية القديمة، وقد تم افتتاحها في موقع قريب من المكتبة القديمة عام 2002 بحضور شخصيات عالمية مرموقة.