تشهد مدينة جدة الساحلية الواقعة في الجزء الغربي من السعودية، تطويرا وتنمية لمسارات عدة في جميع أرجاء المدينة التي أنشئت قبل ما يقارب من 3000 عام على أيدي مجموعة من الصيادين جعلوا من المنطقة مستقراً لهم بعد الانتهاء من رحلات الصيد، أما اليوم فأصبحت هذه المدينة وجهة للزوار والحالمين ومقصداً للباحثين عن الجمال من جميع أنحاء العالم.
ومع هذا التنوع في المشروعات التنموية وإطلاق الواجهة البحرية في أبحر الجنوبية بحلتها الجديدة، بمسطحات خضراء للعامة وممشى بحري وتخصيص مسارات للدراجات الهوائية مطلة على البحر وألعاب للأطفال وشواطئ رملية مخصصة للسباحة والاستمتاع والجلوس، تطرح المدينة الضاربة في عمق التاريخ مفهوما جديدا ومغايرا للسياحة بأساليب عصرية تعتمد على الجودة والمعايير العالمية في الترفيه تستهدف مختلف شرائح المجتمع والقادمين من خارج البلاد الذين ينشدون الراحة والاستجمام والاستمتاع بزرقة المياه والشعب المرجانية التي يتميز بها البحر الأحمر.
وستُشرع الواجهة البحرية بأبحر الجنوبية أبوابها لاستقبال الزوار «الخميس» بعد أن دشن الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور ماجد الحقيل وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، مشروع تطوير الواجهة منتصف هذا الأسبوع وذلك ضمن المبادرات التطويرية الرامية لتحسين جودة الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وتميزت مدينة جدة بمشروعات تطوير للواجهات البحرية لتحسين تجربة المتنزهين والزوار وخلق بيئة سياحية جاذبة، فضلاً عن رفع نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والمناطق الترفيهية، في الوقت الذي تمثل الواجهات البحرية متحفاً مفتوحاً للملهمين، وتضم كثيرا من المجسمات الفنية الفريدة.
وتتضمن الواجهة البحرية في أبحر الجنوبية، شاطئا مخصصا للسباحة بمساحة تزيد على 5 آلاف متر مربع وشواطئ رملية جافة تمتد على مساحة تتجاوز الـ10 آلاف متر مربع، إضافة إلى وجود سقالة بحرية بطول 130 مترا طوليا وممرات وساحات تصل مساحاتها إلى نحو 42 ألف متر ربع ومسطحات خضراء تغطي أكثر من 27 ألف متر مربع ومواقف سيارات تتسع لـ1272 سيارة.
وتشمل الواجهة مناطق للألعاب على مساحة تتجاوز 500 متر مربع، ومسارا للدراجات بطول 2600 متر طولي ومناطق استثمارية بمساحة 25 ألف متر مربع، وجدارا بحريا بطول 2600 متر إلى جانب وجود النخيل والأشجار الموزعة على طول الواجهة البحرية.
كما تم تجهيز البنية التحتية للواجهة البحرية بشكل كامل حيث تم توفير شبكات للكهرباء والصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار والسيول. وجرى الاستفادة من المجسمات كي تتماشى مع تطوير الواجهة البحرية، وتوفير كاميرات للمراقبة تغطي كامل الموقع.
وفي سياق متصل، شهد الأمير بدر بن سلطان، إطلاق «مشروع بهجة» وتوقيع اتفاقات بين وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان و6 جهات من القطاع الخاص لتنفيذ مشروعات تهدف لتحسين جودة الحياة في مدينة جدة وخلق بيئة حضرية مثالية للسكان في جميع مدن المملكة من خلال إنشاء حدائق وفراغات عامة تعزز لأسلوب حياة صحي، وفق أجود المعايير التصميمية التي تليق بتطلعات المواطنين والمقيمين. وسيعمل المشروع في عام 2024 على تطوير أكثر من 500 حديقة و700 شارع حضري وساحة عامة وتمكين 700 ألف من السكان من الوصول للحدائق خلال 10 دقائق وتطوير نحو 400 كم من ممرات مشاة، وتخصيص نحو 300 كم من مسارات الدراجات وتطوير أكثر من 500 ساحة ألعاب للأطفال وإنشاء أكثر من 300 ملعب رياضي.
وأكد الوزير الحقيل، أن تدشين مشروع تطوير الواجهة البحرية، وإطلاق «مشروع بهجة»؛ يصبان في إطار تعزيز مفهوم جودة الحياة، وذلك عبر تعظيم الاستفادة من المساحات المفتوحة، وتطوير النسيج العمراني؛ وتحويل المساحات المفتوحة غير المستغلة إلى مناطق نشطة؛ وفق منهجية حديثة مبتكرة، تضمن تنفيذ المشروع بنجاح.
وأشار إلى تطبيق أساليب جديدة للعمل في الوزارة مع الأمانات؛ تعمل على تقديم الخدمات للأفراد والمستثمرين، وتفعيل الأدوات الرقمية، والإنتاجية، وتسهيل العمليات؛ منوهاً إلى أنه من خلال المشروع الجديد، فإن الوزارة وأماناتها وكل الجهات التي تشترك معها في تحقيق البهجة للمجتمع، تستهدف بحلول عام 2030 على المستوى الوطني استكمال 7 آلاف حديقة، و1500 تدخل حضري، نصيب منطقة مكة المكرمة منها في عام 2023 هو 132 حديقة و206 تدخلات حضرية، موزعة على مدن مكة المكرمة وجدة والطائف، تشمل متنزهات مميزة، ومتوسطة الحجم، ومتنزهات داخل الأحياء، وأخرى صغيرة.
كما بيّن أن هناك مشروعات لإنشاء عدد من الطرق الفرعية، لتمكين كل أفراد المجتمع من الوصول إلى الحدائق العامة بمسافة لا تزيد على 800م عن كل منزل، وأن تكون المساحات المفتوحة حاضنة حضارية، ومليئة بالتجارب والأنشطة الطبيعية، لتحقق البهجة، وتعزز رفاهية المجتمع، وجعل المدن قلباً نابضاً بالحياة.