تعاطف مع الفنانة سلوى عثمان بعد وفاة والدها

الفنانة سلوى عثمان من برنامج «واحد من الناس» (فيسبوك الإعلامي عمرو الليثي)
الفنانة سلوى عثمان من برنامج «واحد من الناس» (فيسبوك الإعلامي عمرو الليثي)
TT

تعاطف مع الفنانة سلوى عثمان بعد وفاة والدها

الفنانة سلوى عثمان من برنامج «واحد من الناس» (فيسبوك الإعلامي عمرو الليثي)
الفنانة سلوى عثمان من برنامج «واحد من الناس» (فيسبوك الإعلامي عمرو الليثي)

أبدى عدد كبير من الفنانين مواساتهم وتعاطفهم مع الفنانة المصرية سلوى عثمان، بعد رحيل والدها الفنان عثمان محمد علي الذي وافته المنية، مساء الأحد، عن عمر ناهز 88 عاماً بعد تعرضه لأزمة صحية.

وتداولت حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين، صور الفنانة المصرية، وعليها علامات الحزن والتأثر الشديد أثناء حضورها مراسم الجنازة لوداع والدها بحضور الفنانين إيهاب فهمي وأيمن عزب.

الفنان عثمان محمد علي من برنامج «واحد من الناس» (فيسبوك الإعلامي عمرو الليثي)

وولد الفنان الراحل في مدينة الإسكندرية الساحلية عام 1935، واشتهر بتقديم الشخصيات المساعدة مثل الأب والصديق والتاجر والمعلم، ولمع نجمه في الأدوار التاريخية، وكان آخر ظهور فني له في مسلسل «حي السيدة زينب» الذي عرض عام 2021، بجانب تقديمه عدداً من الأعمال الإذاعية والسينمائية.

وشارك عثمان خلال مسيرته الفنية في أكثر من 250 عملاً فنياً من بينها «عائلة الحاج متولي» و«العطار والسبع بنات» و«لن أعيش في جلباب أبي» و«الحسن البصري» و«العراف» و«الإمام الغزالي» و«الضوء الشارد» و«القضاء في الإسلام» و«أبو حنيفة النعمان» و«الفرسان» و«عصر الأئمة» و«قاسم أمين» و«ذو النون المصري» و«رأفت الهجان».

الفنانة سلوى عثمان من برنامج «واحد من الناس» (فيسبوك الإعلامي عمرو الليثي)

وقدم العزاء للفنانة سلوى عثمان نخبة من نجوم الفن من بينهم الفنانة اللبنانية مادلين طبر التي تذكرت أول عمل فني جمعها بالفنان الراحل، وهو مسلسل «الفرسان» ووصفته بأنه كان دمث الأخلاق ودوداً مبتسماً وجاهزاً لأي تصحيح لغوي، لأنه كان متمكناً من اللغة العربية وتشكيلها، حسبما ذكرته على إحدى المجموعات الفنية، وقدمت خالص المواساة للفنانة سلوى عثمان.

كما نعاه الفنان المصري نبيل الحلفاوي عبر حسابه بموقع «إكس»، وكتب: «خالص العزاء للزميلة سلوى عثمان وباقي أسرته وتلاميذه ومحبيه وللساحة الفنية». وقالت الفنانة المصرية وفاء صادق عبر حسابها بموقع «فيسبوك»، إن «الفضل في تمكنها من اللغة العربية يرجع للأستاذ القدير عثمان محمد علي».

وقدمت الفنانة المصرية رانيا فريد شوقي العزاء للفنانة سلوى عثمان عبر حسابها في موقع «فيسبوك»، وكتبت: «البقاء لله، كان فناناً جميلاً وإنساناً طيباً، ربنا يصبرك يا سلوى ويقويكِ»، في حين كتب الفنان المصري صلاح عبد الله عبر حسابه بموقع «إكس»: «شرفت بالعمل معه أكثر من مرة، فكان دائماً الأخ الأكبر الطيب الهادئ الناصح الصالح المتصالح المتسامح المحب للجميع المحبوب من كل من تعامل معه».

تخرج عثمان محمد علي في المعهد العالي للتمثيل، وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1958، ودرس الحقوق في جامعة فؤاد الأول (القاهرة)، وحصل على دبلوم في الدراسات الإسلامية عام 1960، وعمل في توجيه المسرح المدرسي والتربية المسرحية لأكثر من 30 عاماً، ويعد عثمان أحد رواد الإذاعة بمدينتي القاهرة والإسكندرية، كما اختير مستشاراً فنياً وثقافياً لكثير من أندية الإسكندرية، وكان أول من قدم «الليالي المحمدية» فيها مطلع التسعينات من القرن الماضي.

الفنان عثمان محمد علي (أرشيفية)

ألّف الراحل كتاب «فن صناعة الكلام»، وحصل على درع التفوق في اللغة العربية، في احتفالية جمعية «لسان العرب الدولية»، وسجل القرآن الكريم كاملاً بصوته في 1550 حلقة تُذاع في كثير من دول العالم تحت عنوان «تعليم القرآن الكريم لغير الناطقين باللغة العربية».

يذكر أن الفنانة سلوى عثمان شاركت في كثير من الأعمال الفنية، خصوصاً التلفزيونية، من بينها «البرنس» و«خيانة عهد» و«نسل الأغراب» و«منورة بأهلها» و«ورق التوت» و«سوق الكانتو» و«ولد الغلابة» و«أيوب» و«عوالم خفية» و«حجر جهنم» و«رمضان كريم»، كما شاركت في كثير من الأعمال السينمائية والإذاعية.



«الفاو» ثروة علمية وتاريخ اجتماعي يوثق ازدهار واندثار الموقع الأثري

مشاركون خلال تقديم الأوراق العلمية في الندوة (هيئة التراث)
مشاركون خلال تقديم الأوراق العلمية في الندوة (هيئة التراث)
TT

«الفاو» ثروة علمية وتاريخ اجتماعي يوثق ازدهار واندثار الموقع الأثري

مشاركون خلال تقديم الأوراق العلمية في الندوة (هيئة التراث)
مشاركون خلال تقديم الأوراق العلمية في الندوة (هيئة التراث)

بعد تسجيل موقع الفاو الأثري، في يوليو (تموز) الماضي، ضمن قائمة التراث العالمي لدى «اليونسكو» كثامن موقع سعودي يسجل في القائمة العالمية، سلّط الحدث مزيداً من الأضواء نحو ثراء التراث التاريخي الذي تتمتع به السعودية، وجذب انتباه العالم إلى العمق التاريخي للمواقع السعودية وتراثها الإنساني العريق.

وفتحت ندوة علمية استضافتها العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، وشارك بها مختصون في مجال آثار السعودية، ومهتمون بالفاو من مختلف أنحاء العالم، نوافذ إلى التعريف بموقع الفاو الأثري وقيمته التاريخية والأثرية، وما تم في الموقع من مشاريع للبحث والتنقيب الأثري، بدءًا بجهود الدكتور عبد الرحمن الأنصاري، أحد رواد الآثار السعوديين، وأول من قام بأعمال التنقيب في «الفاو»، مروراً بإسهامات جامعة الملك سعود في هذا الموقع الأثري.

ونظّمت هيئة التراث، الثلاثاء، في الرياض، «الندوة العلمية لأبحاث المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية»، التي تناولت في جلساتها العلمية التي استمرت لساعات المكانة التاريخية والحضارية للسعودية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، واهتمامها بإثراء الساحة العلمية بأحدث الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة بمجالات الآثار، وتبادل الخبرات والرؤى والتجارب الأكاديمية على المستويين المحلي والدولي.

خلال افتتاح أعمال الندوة العلمية الدولية (هيئة التراث)

هيئة التراث تكشف نتائج الأبحاث حول الفاو لتعزيز قيمتها التاريخية (هيئة التراث)

«الفاو» ثروة علمية وتاريخ اجتماعي

قدّمت الندوة العلمية فهماً شاملاً حول «موقع الفاو الأثري»، وبيان قيمته العالمية، وتاريخه الاجتماعي والبيئي، إضافة إلى تسليط الضوء على طرق تكيّف المجتمعات مع بيئاتها الطبيعية، وتقديم المعرفة الكاملة عن المجتمعات البشرية التي استوطنتها خلال مختلف الأزمنة والعصور.

وتضمنت الندوة 5 جلسات، نوقش خلالها 22 ورقة علمية، شملت دراسات علمية تتعلّق بنشأة «موقع الفاو الأثري»، وتاريخه الاجتماعي والاقتصادي، وإطاره الحضاري والبيئي، وآثاره المتنوعة، إضافة إلى النقوش الكتابية، والفنون الصخرية المكتشفة به، وحفل برنامج الندوة بتنظيم الزيارات الميدانية لموقع الفاو الأثري للمتحدثين والمتحدثات.

كشفت التنقيبات الأثرية في الفاو عن القطع الأثرية التي تجسد أهميتها ووضعها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي (واس)

وتناولت الأوراق العلمية وجلسات النقاش للندوة الدولية جوانب متعددة من تفاصيل منطقة الفاو، ومن ذلك ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ التي حاولت تقديم إجابات دقيقة لتساؤلات ﺣﻮل ﺗﺎرﻳﺦ ﻧﺸﺄة ﻗﺮﻳﺔ اﻟﻔﺎو وﻋﻼﻗﺎتها بالفن، وعن مضامين اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت الحجرية اﻵدﻣﻴﺔ والحيوانية اﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ في القرية الأثرية، التي قدّمت في دراﺳﺔ ﻓﻨﻴﺔ وﺣﻀﺎرﻳﺔ.

كما تناولت أوراق الندوة اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ والحضارية ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﺎو عبر اﻟﻌﺼﻮر، كما سلّطت الضوء على سكان ومجتمع الفاو وعلى نشأة اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ القديمة، وعلى موقعها في فترة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت والمسكوكات الساسانية في القرية ، ودراﺳﺔ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ وﺳﻴﺎق ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻟﺘﺎريخي في ﺷﺒﻪ الجزيرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

باحثون من مختلف دول العالم شاركوا في الندوة العلمية (هيئة التراث)

«الفاو» ازدهار واندثار

رصدت إحدى دراسات الندوة، للباحثين ريم الفقير وعبد الله بن كليب، الحالة الثقافية للتراث غير المادي في موقع الفاو الأثري، حيث ازدهرت الفاو بشبكة ري متطوّرة، استخدمت فيها قنوات المياه الجوفية والسطحية للحفاظ على ممارساتها الزراعية، وتأمين إمدادات المياه الوفيرة للمدينة، ونشرت في الدراسة الأثرية اكتشافات مختلطة حول عدد قنوات المياه والآبار، بحيث أشار العلماء في العصر الحديث إلى 11 قناة للمياه و 33 بئراً في الموقع، في حين وثّقت دراسات أثرية سابقة وجود 120 بئراً.

وتشير الدراسة إلى أن المجتمع التاريخي للفاو اعتمد على الزراعة المحلية، بما في ذلك أشجار النخيل، والكروم، ومحاصيل الحبوب، وامتدت قوته الزراعية لتصل إلى تربية الحيوانات الأليفة المؤيدة بأدلة لعظام جمال وأبقار وماعز وأغنام. وكان السكان منخرطين بشكل فعّال في صيد الحيوانات البرية في المنطقة المحيطة، كما هو ظاهر في الرسمات الجدارية، والنقوش الصخرية والتماثيل البرونزية التي تصوّر الغزال، والظبي، والإبل البرية، والوعول.

نتائج المسح تعزز نتائج الأبحاث والدراسات العلمية (واس)

وكشفت التنقيبات الأثرية في الفاو، حسب الدراسة، عن مجموعة واسعة من القطع الأثرية تجسد أهميتها ووضعها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ويبين هذا السجل الأثري الغني كيف أن الفاو رفعت مكانتها الجيوستراتيجية من معبر تجارة إقليمية إلى المشاركة بفاعلية في التبادل الثقافي. ومع مرور السنين، بيّن التأثير الاقتصادي والسياسي للفاو اندماج البعض مع أرقى جوانب الحضارات التاريخية المتنوعة، والمشاركة في التجارة المثمرة، والزراعة الطويلة الأجل، وهي ثقافة خاصة ميّزتها عن المناطق المجاورة.

ويشير العلماء إلى أنه يبدو أن هناك تخلّياً مفاجئاً عن الفاو. ومن الممكن أن يعود ذلك إلى حدوث قوة تاريخية قاهرة، أو تغير مناخي.

ولا توجد أي آثار معروفة لاستيطان بشري في العصر الإسلامي.