نثر 34 فناناً تشكيلياً في مكة المكرمة إبداعاتهم، وأشبعوا ذائقة المتلقي الباحث عن الجمال في صالة عرض «الجمعية السعودية للفنون التشكيلية» في مكة المكرمة التي احتضنت أكثر مجموعة من الأعمال اندمجت فيها مختلف المدارس الفنية التي تمكن فيها الفنانون من مزج الجزئيات الدقيقة بالتفاصيل الكاملة.
في عرس مكة المكرمة كان الفن التشكيلي مختلفاً لأنه معرض «حر»، زاد من جماله وجود عتاولة الفن التشكيلي ضمن المشاركين جنباً إلى جنب مع فنانين شباب، ما خلق نوعاً من التجديد في الطرح والأسلوب، سواء كان ذلك على مستوى الفن التجريدي الذي شمل كل المناطق، أو الواقعية، وكولاج الحرف الشعبية، أو في الفن التعبيري الذي أخذ مسارات وأشكالاً متنوعة، التي يبدو أن الفنانين اختاروها بعناية في مضامين لوحاتهم.
نائب مدير «الجمعية السعودية للفنون التشكيلية» (جسفت) فرع مكة المكرمة، شاهر الشهري، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الجمعية أخذت على عاتقها الدفع بمسيرة الفن في مكة المكرمة التي تزخر بالكثير من المواهب والفنانين التشكيليين الكبار من مختلف المدارس ممن لهم مساهمات كبيرة وأعمال متميزة وقيمة تعرض في الكثير من المحافل، مضيفاً أن المعرض الذي دشن (الاثنين)، ويستمر على مدى 7 أيام يشارك فيه 34 فناناً من مكة المكرمة، من بينهم فنانون لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، وفنانون بلغوا الـ70 عاماً، لذلك فإن المعرض هذا يعد الأول من نوعه في دمج أعمال النخبة من الفنانين والشباب الذين جرى توزيع لوحاتهم في صالة العرض بالقرب من الفنانين الكبار بهدف التعريف بهم ودمجهم في مثل هذه المعارض الكبيرة.
وقال الشهري إن هذا المعرض الذي ترعاه الغرفة التجارية في مكة المكرمة يأتي ضمن برامج الجمعية، الذي يتجاوز الثلاثة معارض في العام الواحد، منها المعارض الفردية والجماعية التي تخدم عموم فناني مكة المكرمة، ويكون له مردود إيجابي في دفع مسيرة الفن التشكيلي. ولفت إلى أن الجمعية، وقبل انطلاق الموعد المقرر لإقامة المعرض، أعطت المشاركين حرية اختيار المقاس، وحرية تحديد الموضوع والمدرسة التي يتبعها، بالإضافة إلى منح مدة زمنية محددة للفنانين لتقديم أعمالهم قبل إغلاق باب القبول، حتى يتسنى للجمعية تحديد نوع العرض وعدد اللوحات المشاركة، موضحاً أن المعرض الحالي شهد مشاركة الفنان العالمي السريلانكي معين سعيد مع فناني مكة.
وتحدث الشهري عن أهداف المعرض، التي تشمل تسويق أعمال الفنانين طيلة أيام العرض، لأنها فرصة كبيرة لعموم الفنانين لاختلاف المعروض من اللوحات كون المعرض «حراً»، «وهذا يعطي الفنانين فرصة إبراز قدراتهم الفنية بعيداً عن القيود، كما أنه يعطي فرصة للمتلقي للإبحار في مختلف مدارس الفن التشكيلي من التجريدي إلى الواقعي، خصوصاً أن المعرض يخاطب إحساس المتلقي في تمازج الألوان وإبداع الريشة».
وعن برامج دعم الشباب، قال نائب مدير الجمعية إن هناك برامج لدى الجمعية لدعم المواهب الشابة ووضعهم على طريق الإبداع من خلال زيارات مختلفة ومتعددة للمراسم الخاصة لفناني النخبة وذوي الخبرة للتعرف على العديد من النقاط في الرسم من الفكرة حتى اكتمال اللوحة، كما تقيم الجمعية مراسم للشباب في الهواء الطلق، إضافة إلى تنظيم ورش عمل مختلفة، التي تهدف الجمعية من خلالها إلى نقل الخبرات وربط الفنانين بعضهم بعضا.