مشاركات دولية لافتة في مهرجان «القاهرة لموسيقى الجاز»

حفل الافتتاح شهد تكريم نادر المزداوي

المهرجان يهدف إلى تعريف الجمهور بموسيقى الجاز في مصر (مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز)
المهرجان يهدف إلى تعريف الجمهور بموسيقى الجاز في مصر (مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز)
TT

مشاركات دولية لافتة في مهرجان «القاهرة لموسيقى الجاز»

المهرجان يهدف إلى تعريف الجمهور بموسيقى الجاز في مصر (مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز)
المهرجان يهدف إلى تعريف الجمهور بموسيقى الجاز في مصر (مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز)

احتضنت الجامعة الأميركية بالقاهرة مساء الخميس حفل افتتاح الدورة الـ15 من مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز، الذي من المقرر أن يستمر حتى الثالث من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بحضور عدد كبير من عازفي ومحبي موسيقى الجاز بالوطن العربي والعالم.

وقررت إدارة المهرجان إقامة الفعاليات دون صخب إعلامي، وإزالة جميع الألوان الاحتفالية من شعار المهرجان لدعم القضية الفلسطينية، ومساندة سكان قطاع غزة الذين يتعرضون لقصف إسرائيلي عنيف تسبب في قتل الآلاف.

شهد حفل الافتتاح تكريم الموسيقار الليبي ناصر المزداوي عن مشواره الفني الكبير، حيث رأت إدارة المهرجان أنه «صاحب دور بالغ في تطور الموسيقى بالوطن العربي خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي»، كما حازت أغنيته الشهيرة (نور العين) مع الفنان عمرو دياب، جائزة (ميوزيك أورد)، كما تضمن الافتتاح إقامة حفل موسيقي للفنانة السورية لين أديب بمشاركة عازفة البيانو النمساوية ألكسندرا إيفانوفا.

تشهد النسخة الجديدة من المهرجان مشاركة فنانين وفرق موسيقية من 14 دولة، إسبانيا وأستراليا والبرتغال وألمانيا وبلجيكا، بجانب مشاركات من بولندا والدنمارك وسويسرا وليبيا وليتوانيا وفرنسا، إضافة إلى فنلندا والنمسا واليابان، مع مشاركة مميزة لأبرز التجارب المصرية.

كما يشهد المهرجان مشاركة الفنان الفنلندي كاري إيكونين (مخترع أول نظام موسيقي يحول البيانو لآلة شرقية تعزف المقامات العربية) أطلق عليها اسم «ماكيانو»، الذي يقدَّم موسيقيا بصحبة عازف العود المصري علي عيسى، وتعود إسبانيا للمشاركة في مهرجان القاهرة للجاز بعد غياب عشر سنوات عبر عرض مؤدية الفلامنكو الإسبانية راكيل، بينما تسجل بلجيكا أولى مشاركاتها الرسمية بالمهرجان هذا العام عبر حفل الدويتو جيف نيف وعازف الترومبيت تيس نوبل.

بوستر المهرجان يتضمن حداداً بسبب حرب غزة (مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز)

وتتنوع فعاليات المهرجان بين الحفلات الموسيقية والندوات الثقافية وورشات العمل مع الفرق الزائرة وعروض أفلام وثائقية، حيث يعرض الفيلم الوثائقي العالمي «كايرو جاز مان»، الحائز جائزة كوبنهاغن السينمائي، ويتم عرضه لأول مرة في مصر خلال ثالث ليالي المهرجان بمعهد غوتة، تصحبها ندوة حوارية تديرها المخرجة هالة جلال.

تحدث العازف عمرو صلاح مؤسس المهرجان عن توشح الدورة الجديدة بالسواد، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نمر بمحنة عصيبة خلال الأيام الحالية، بسبب ما يحدث في فلسطين الحبيبة، حيث انطلقت الحرب ونحن نحضر للدورة الخامسة عشرة، كان سهلا علينا أن نلغي الحدث أو نؤجله، ولكن الإلغاء بالنسبة لنا يعني الاستسلام، وانتصار الشر على الخير، نحن نؤكد على بقائنا باستمرارنا، وإقامة المهرجان يعني أننا نتحدى الشر، واكتفينا بإزالة الألوان الاحتفالية من تصميماتنا حداداً على الشهداء، فمهرجان الجاز ليس احتفالا، لكنه صرخة في وجه الظلم وتأكيد على استمرار الحياة».

وبسؤاله عن أهمية المهرجان، قال صلاح: «منذ الدورة الثالثة عشرة، أخذنا على عاتقنا التوسع في فعاليات المهرجان، وأصبح يقام على مدار 9 أيام بمشاركات دولية من جميع أرجاء العالم، حيث إن هدفنا الرئيسي والأساسي هو نشر موسيقى الجاز، وتعريف الجمهور بها، خصوصا أنها موسيقى سهلة ومحببة للأذن، ربما نستمع لها دوما في حياتنا اليومية دون أن نعرف أن ما نسمعه هو عبارة عن مقطوعات من موسيقى الجاز».

من فعاليات المهرجان (مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز)

يذكر أن رحلة مهرجان القاهرة الدولي للجاز بدأت في عام 2009، على يد الفنان وعازف البيانو والمؤلف الموسيقي عمرو صلاح، بهدف إثراء المشهد الثقافي المصري، وزيادة الوعي المجتمعي بموسيقى الجاز العالمية، واستمر المهرجان طوال السنوات الماضية في تقديم حفلات وورشات وندوات لتعريف الجمهور المصري بأدوات موسيقى الجاز.


مقالات ذات صلة

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

يوميات الشرق الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

كان لا بد أن تعود الأغنية لتنبض في حنجرة جاهدة وهبة بعد صمت صدمة الحرب. وها هي الفنانة اللبنانية تحمل أغنيتها وتجول العواصم الأوروبية والعربية رافعةً صوت وطنها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شوبان المُخلَّد بنغماته (ويكيبيديا)

اكتشاف مقطوعة «فالس» غير منشورة لشوبان بعد 175 عاماً على وفاته

اكتُشِفَت مقطوعة «فالس» غير منشورة سابقاً للملحّن البولندي فريدريك شوبان الذي لا يزال يجعل الناس يرقصون بعد أكثر من 175 عاماً على وفاته.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق نزيه ينوي تقديم حفلات جديدة (حسابه على «فيسبوك»)

الموسيقار هشام نزيه: وقوفي على المسرح جاء في الوقت المناسب

قدم الموسيقار المصري هشام نزيه «ليلة مع سحر الألحان»، مساء الأحد، ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجونة، لتكون المرة الأولى التي يصعد فيها نزيه المسرح.

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق أديل تحتضن سيلين ديون في لقطة عاطفية حظيت بانتشار عبر مواقع التواصل مؤخراً (إندبندنت)

شاهد... بكاء أديل تأثراً بحضور سيلين ديون حفلها في لاس فيغاس

تأثرت النجمة البريطانية أديل حتى البكاء ليلة السبت، عندما اكتشفت حضور النجمة سيلين ديون بين الجماهير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لقطة جماعية من كواليس حفل تكريم محمد عبد الوهاب بموسم الرياض (الشركة المنظمة)

ليلة «موسيقار الأجيال» تحصد الإشادات في مصر

حصدت ليلة تكريم «موسيقار الأجيال»، التي أقيمت ضمن فعاليات «موسم الرياض» برعاية «هيئة الترفيه» في السعودية، إشادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

داليا ماهر (القاهرة )

«الكل يحب تودا» يحتفي بصلابة مطربة شعبية مغربية

مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)
TT

«الكل يحب تودا» يحتفي بصلابة مطربة شعبية مغربية

مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)

بمشهد صادم للاعتداء على البطلة «تودا» في بداية أحداث الفيلم المغربي الجديد «الجميع يحب تودا»، تبدأ رحلة البطلة التي تقوم بدورها نسرين الراضي على مدار أكثر من 100 دقيقة في الشريط السينمائي الذي عُرض للمرة الأولى عربياً ضمن فعاليات النسخة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي، منافساً على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان بعد عرضه الأول في النسخة الماضية من مهرجان كان السينمائي.

يرصد الفيلم رحلة «تودا» التي تحلم بأن تصبح «شيخة» (مطربة تقدم الأغاني الشعبية التراثية)، وهي أم مسؤولة عن تربية ابنها الوحيد، وتسعى لمواجهة صعوبات عدة مع انتقالها للحياة في الدار البيضاء من قريتها الصغيرة متمردة على الكثير من القيود والتقاليد التي تعوق تحقيق حلمها ومقدمة صورة مغايرة لتقديم الأغاني التراثية في الحانات.

وتركز الأحداث على تقديم «تودا» فن «العيطة» الذي يشكل جزءاً من التراث الشعبي المغربي عبر مجموعة من الأغاني المختلفة والمتميزة التي تعبر عن أجيال مختلفة نستمع إليها على مدار الفيلم.

يوظف مخرج الفيلم أغاني «العيطة» التي استوحت من المعاناة اليومية لمقاومة الاحتلال عبر أحداث الفيلم لإبراز معاناة «تودا» ورحلتها في الحياة التي تجبرها الظروف على تغييرها، وهي ابنة الريف المغربي التي نشأت بإحدى قرى جبال أطلس وتتضاعف معاناتها مع مسؤوليتها عن تربية نجلها الأصم ابن السنوات التسع، الذي تسعى لتوفير حياة أفضل له بأحلام مشروعة.

يقول مخرج الفيلم نبيل عيوش لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل مستوحى من قصص لنساء حقيقيات قابلهن في حياته وعمل على مزج الصعوبات والمعاناة التي عشنها في الفيلم مع إبراز ملامح الحياة الليلية في الأماكن التي يقمن بالغناء فيها، بالإضافة إلى علاقتهن الاجتماعية وطبيعة علاقتهن مع أسرهن.

مخرج الفيلم نبيل عيوش - (إدارة المهرجان)

وأضاف عيوش أنه عمل على تقديم صورة مغايرة لـ«الشيخة» في الأحداث، بعيداً عن التنميط والصورة الذهنية السائدة، مشيراً إلى أنه لا توجد واحدة تشبه الأخرى، لافتاً إلى أن اختيار نسرين الراضي للبطولة جاء لإعجابه بأدائها التمثيلي بشكل كبير منذ أن شاهدها للمرة الأولى قبل نحو 15 عاماً في مدرستها.

ويشيد الناقد السعودي أحمد العياد بأداء نسرين الراضي في شخصية الأم «تودا» باعتباره علامة فارقة بمسيرتها السينمائية وليس بالفيلم فحسب، مشيراً إلى أنها استطاعت التعبير عن تفاصيل الشخصية بكل مراحلها بصورة أضفت مصداقية كبيرة على الأحداث.

وأضاف العياد أن الفيلم اتسم بكثرة التحويلات التي تمر بها «تودا» بوصفها «شيخة» و«أماً» الأمر الذي يجعل المشاهد لا يشعر بالملل عند متابعة الأحداث، خاصة أن الفيلم تميز بالإيقاع السريع والجذاب للمعالجة الفنية والفكرة التي يقدمها والتي تركز على المواجهة التي تخوضها النساء والقيود المفروضة عليهن. وأشاد بحرص مخرج الفيلم على تقديم تحية لـ«الشيخات» اللاتي يحفظن التراث ويقمن بالغناء متحديات الكثير من القيود.

يشير الناقد المصري طارق الشناوي إلى أن مخرج الفيلم كانت لديه أفكار عدة يرغب في تقديمها، وهي الأفكار التي أراد تضمينها في الأحداث، ومن بينها التعريف بفن «العيطة» ومقدميه، لافتاً إلى أنه على الرغم «من وجود رؤية توثيقية للحديث عن هذا الفن لديه فإنه حرص على توظيفها في الأحداث التي تناسب طبيعة الفيلم الروائي».

مشهد من الفيلم - (الشركة المنتجة)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن حياة «تودا» الصاخبة التي تبدأ من الدقيقة الأولى في الشريط السينمائي بمشهد تعرضها للاعتداء أمر يجذب انتباه المشاهد ويجعله حريصاً على المتابعة والتعايش معها، لافتاً إلى أن الشخصيات التي قدمها بالأحداث كانت مليئة بالميلودراما ونجحت في إيصال الأفكار التي يريدها.

أمر آخر يتطرق إليه الناقد السينمائي السعودي مرتبط بزوايا التصوير التي اختارها المخرج في التعامل مع معاناة البطلة «تودا» عبر الاقتراب من وجهها والتركيز عليها لإبراز تعبيرات الوجه بالكثير من المواقف التي عكست مشاعر من الإحباط واليأس مرت بها في حياتها، مشيراً إلى أن الفيلم ركز على سعيها لإثبات قدرتها على الغناء بوصفها فنانة لديها موهبة، وليس على عملها في الملاهي الليلية.