المنازل البريطانية «سجن» لآلاف الكلاب

في محاولة لـ«درء الخطر عن المجتمع»

الكلاب تصبح «خطراً اجتماعياً» في بريطانيا (أ.ب)
الكلاب تصبح «خطراً اجتماعياً» في بريطانيا (أ.ب)
TT

المنازل البريطانية «سجن» لآلاف الكلاب

الكلاب تصبح «خطراً اجتماعياً» في بريطانيا (أ.ب)
الكلاب تصبح «خطراً اجتماعياً» في بريطانيا (أ.ب)

يعيش أكثر من 3 آلاف كلب محظور في منازل بإنجلترا وأسكوتلندا وويلز، وفق ما أشارت إليه بيانات الحكومة البريطانية.

مناصرة للكلاب في لندن ترفض إلقاء اللوم على هذه الكائنات اللطيفة (أ.ف.ب)

وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنه في أعقاب طلب هيئة «حرية تداول المعلومات»، حصلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» على بيانات من وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية، أظهرت أنّ 3499 كلباً محظوراً مسجّلة لديها، من بينها 3316 في إنجلترا، وفق ما ورد عن وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا».

ومعظم الكلاب هي كلاب «بيتبول»، مع 149 كلباً محظوراً في ويلز و13 في أسكوتلندا. ووفق الوزارة، ثمة في بريطانيا حالياً 4 سلالات من الكلاب مُدرجة في القائمة المحظورة، بموجب قانون الحظر.

مناصرون للكلاب يرفضون قانون الحظر في بريطانيا (أ.ف.ب)

يُذكر أنه في الشهر الماضي، وبعد سلسلة هجمات، أعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك ضمَّ الكلاب المتنمرة «إكس إل» إلى قائمة قانون الكلاب الخطيرة في حلول نهاية العام، واصفاً السلالة بأنها «خطر على مجتمعنا».


مقالات ذات صلة

ما علاقة القطط والكلاب بانتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية؟

يوميات الشرق البكتيريا يمكن أن تنتقل بين الحيوانات الأليفة والبشر (رويترز)

ما علاقة القطط والكلاب بانتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية؟

حذّرت دراسة برتغالية من أنّ الكلاب والقطط الأليفة تلعب دوراً مهماً في انتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا كلاب مدربة على اكتشاف المتفجرات والمخدرات (صفحة مجموعة التدخل للشرطة الوطنية الفرنسية على فيسبوك)

مخاوف من نقص في طواقم كلاب كشف المتفجرات خلال أولمبياد باريس

أثار حجم الرسوب في امتحان شهادات اعتماد كلاب الأثر المتخصصة في الكشف عن المتفجرات والمشرفين عليها، مخاوف من أن تعاني الوحدات المعنية نقصاً في صفوفها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الكلاب... عالم مشرَّع على الأسرار (أ.ف.ب)

الكلاب قد تفهم كلامكم أكثر مما تعتقدون!

بقي التساؤل عمّا إذا كانت الكلاب تفهم الكلمات التي ينطق بها البشر أو الموقف الذي ترتبط فيه، مثل النبرة المُستخدمة أو السياق، من دون أن يُقدّم العلم إجابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الوحدة المؤلمة (المقاطعات الثلاث لإنقاذ الكلاب)

الكلب «الأكثر وحدة في بريطانيا» بحاجة ماسّة إلى منزل

وُصف كلب من مركز إنقاذ في لينكولنشاير بأنه «الأكثر وحدة في بريطانيا»، بعدما مكث هناك لمدّة 7 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا أحد كلاب «بولي إكس لارج» الأميركية في عيادة بيطرية في أوترخت بهولندا (رويترز - أرشيفية)

يمتلكها تجار المخدرات وحيازتها «جناية»... ما هي كلاب «بولي إكس لارج»؟

يعدّ كلب «بولي إكس لارج»، أحد أكبر أنواع الكلاب الأميركية، وهي كلاب تُصنّف ضمن فئات الكلاب الخطرة في بريطانيا، التي تستخدمها عصابات المخدرات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دعوة خاصة من قصر باكنغهام أضاءت وجه صبي على كرسيه المتحرك

توني والفرصة الثانية (باولا هودغيل)
توني والفرصة الثانية (باولا هودغيل)
TT

دعوة خاصة من قصر باكنغهام أضاءت وجه صبي على كرسيه المتحرك

توني والفرصة الثانية (باولا هودغيل)
توني والفرصة الثانية (باولا هودغيل)

تلقَّى صبي مبتور الأطراف يبلغ 9 سنوات، دعوة ملكية من قصر باكنغهام بعدما تغيَّب عن حفل «حديقة الملك»، بسبب ازدحام المرور.

وكان توني هودغيل على وشك الذهاب إلى الفراش حزيناً، بعدما أمضى ساعات مع أسرته في الزحام على طريق لندن السريعة «إم 20»، قبل أن يُسفر التدخل الملكي الرسمي عن تحسين حالته النفسية.

وقالت صفحة العائلة المالكة عبر «إكس»: «نأسف لسماع هذا يا توني! كنا نتطلع إلى رؤيتك أيضاً. هل تريد المحاولة مرة أخرى في يوم آخر؟ اترك الأمر لنا».

بدورها، نقلت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» عن والدة الصبي بالتبني، باولا هودغيل، قولها إن الاستجابة أضفت «شعاعاً كبيراً» من النور على وجهه، مضيفة: «سيذهب إلى الفراش الليلة وهو يعلم أنهم كانوا يفتقدونه».

بُترت ساقا توني المتحدر من وست مالينغ، بعدما تعرَّض للإيذاء وهو رضيع، وكان قد تلقى دعوة خاصة إلى «حفلة الحديقة» من الملك، بينما أشارت هودغيل إلى أنها والأسرة دُعوا بالفعل إلى حفل في حديقة قصر باكنغهام، ولكن كان عليها تقديم الموعد لتتمكن من إجراء عملية جراحية لسرطان الأمعاء.

وأضافت أن الأسرة أمضت ساعات في الزحام محاوِلةً الوصول إلى لندن. لكن حريق شاحنة على الطريق «إم 20» أخَّر الوصول، مما اضطرها في النهاية للتخلي عن رحلتها، فنشرت عبر مواقع التواصل رسالة تقول فيها إنها عالقة، وستتغيب عن الحدث المُنتَظر، علماً بأن «حفلات الحديقة» تُقام كل صيف للمدعوين الذين أثروا إيجابياً في مجتمعهم. واستُدعيت هيئة الإطفاء والإنقاذ بعد الإبلاغ عن اشتعال الشاحنة، لتُقدم الإسعافات الأولية لشخص بسبب استنشاق دخان بسيط.

علقت هودغيل: «لدى العودة إلى المنزل، كانت معنويات الأسرة متدنية. وحده توني حافَظ على معنوياته مرتفعة. أمضى 3 ساعات ونصف الساعة من عدم التحرك في الغناء والتحدث».

وتعتقد أن زيارة توني للقصر لن تتم قبل العام المقبل، لأن «حفلات الحديقة» تُقام مرتين سنوياً فقط، مضيفة: «سيستمتع أكثر حينذاك، لأن صحته ستتحسن بعد جراحة في ساقه ووركه أُجريت له، وجعلته مقيداً في كرسي متحرِّك».


سابين سيورتينو لـ«الشرق الأوسط»: «ليلة الأفكار» واحة تأمل لديناميكيات جديدة

«ليلة الأفكار» ينظّمها الثقافي الفرنسي في 14 مايو الحالي
«ليلة الأفكار» ينظّمها الثقافي الفرنسي في 14 مايو الحالي
TT

سابين سيورتينو لـ«الشرق الأوسط»: «ليلة الأفكار» واحة تأمل لديناميكيات جديدة

«ليلة الأفكار» ينظّمها الثقافي الفرنسي في 14 مايو الحالي
«ليلة الأفكار» ينظّمها الثقافي الفرنسي في 14 مايو الحالي

منذ انطلاقتها الأولى في عام 2016، تؤكد «ليلة الأفكار» بنسَخِها المتتالية حملها شعلة الثقافة والمعرفة في موضوعات مختلفة تتطرق إليها. وكعادته في كل عام ينظم المركز الثقافي الفرنسي هذا النشاط في عدة دول، بينها لبنان. وفي نسخته التاسعة التي تُقام تحت عنوان «خطوط الصدع»، تحضر الحوارات والعروض الفنية، وتخصص مساحة للأولاد (ليلة الأفكار للصغار) ليتبادلوا النقاشات البيئية والفلسفية.

للأولاد حصتهم من هذا الحدث (المركز الفرنسي)

ويتألَّف برنامج هذه الليلة التي يستضيفها مبنى المركز في بيروت، 14 مايو (أيار)، من المعرض الفني «عالم بلا نهاية». وهو مستوحى من كتاب القصص المصورة بقلم الكاتب كريستوف بلاين، والمهندس المتخصص في مجال الطاقة والمناخ، جان مارك جانوكوفيسي. ويدعو الزوار إلى التفكير في مسببات الاضطرابات المناخية وآثارها، في أجواء فكاهية. وتفتتح «ليلة الأفكار» مع الممثل الكوميدي شاكر أبو عبد الله، يليها نقاش «حروب حقيقية»، مع الوزير السابق غسان سلامة. وتختتم بعرض فني «تحت قناطر المركز الفرنسي في لبنان».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تشير مديرة المركز في لبنان، سابين سيورتينو، إلى أن هذه النسخة كغيرها تحط في نحو 100 دولة، وبينها لبنان. أما المعنى الجيولوجي لعنوانها «خطوط الصدع»، فنابع عن تكتونية الصفائح، ويتعلق بالحركات غير المنتظمة على سطح الأرض التي تتسبب بالتشققات والصدمات.

وتتابع: «أردنا بالفعل، خلال أمسية استثنائية، أن نتأمل بدقة في هذه الديناميكيات الجديدة التي تعبر عالمنا وتهزه. وعلى الجانب السلبي، يمكننا بالفعل تسليط الضوء على المخاوف المشروعة التي يثيرها تغير المناخ أو ظهور توازن جديد للقوى بين الدول، مما يؤدي إلى صراعات من نوع جديد في القرن الحادي والعشرين. ولكن على الجانب الإيجابي، يمكننا أيضاً التركيز على الإمكانيات التحويلية التي تجلبها التقنيات الجديدة. وبعضها يولد الآمال، وتثيرها الأشكال الجديدة من التعبئة التي تتجاوز الحدود الوطنية أو الاجتماعية أو الثقافية المعتادة. وهو ما ندعو لمناقشته بالفرنسية والعربية في (ليلة الأفكار)».

سابين سيورتينو رئيسة المركز في لبنان (المركز الفرنسي)

لطالما يركّز «المركز الثقافي الفرنسي» في نشاطاته الفنية والثقافية على الفئة الشبابية في المجتمع اللبناني. وفي النسخة التاسعة من هذا الحدث يوسع بيكار نشاطاته لتشمل الأولاد مستقبل لبنان.

وتوضح سابين سيورتينو: «من جهتي، لديَّ قناعة راسخة بأنه لا حدَّ أدنى للعمر، للبدء بالنقاش والتساؤل حول العالم مِن حولنا. ولهذا السبب صممنا (ليلة صغيرة من الأفكار) في البرنامج هذا العام. وذلك بمساعدة مجموعة من طلاب جامعة القديس يوسف في تخصصات الأدب والتاريخ والفلسفة. وسنعطي الكلمة للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عاماً. ويتناولون مواضيع حياتهم اليومية: ما المدرسة؟ هل يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين حياتنا؟ والعديد من الأسئلة الأخرى. إن مناقشة الأفكار ليست حكراً على البالغين؛ فهناك كثير مما يمكن كسبه من جَعْل الأطفال يتناقشون ويفكرون. وبالتأكيد هناك الكثير لنتعلمه بالنسبة لنا من خلال الاستماع إليهم».

حلقة نقاشية يجريها الوزير السابق غسان سلامة بعنوان «حروب حقيقية وافتراضية»، إلا أن افتتاح هذا الحدث يحمل طابعاً كوميدياً؛ فكيف تفسِّر مديرة المركز هذا التناقض؟ توضح سابين سيورتينو لـ«الشرق الأوسط»: «بالنسبة لي، لا يوجد تناقض حقيقي في اختيار دعوة كل من الفكاهي شاكر أبو عبد الله والعالم السياسي والدبلوماسي غسان سلامة للسهرة نفسها؛ فالهدف من هذه الأمسية على وجه التحديد تقديم آراء مبتكرة حول مجتمعاتنا، لإخراجنا من أفكارنا المسبقة، ومساعدتنا في اكتساب منظور جديد».

وتختم سيورتينو متمسكةً بهذه المشهدية الفنية: «ما الذي يمكن أن يكون أفضل من أن يقدم لنا شاكر أبو عبد الله، أحد أفضل ممثلي المشهد الكوميدي اللبناني الجديد، مقدمة على طريقته الخاصة؟ أما غسان سلامة، أحد الشخصيات الرئيسية في الفكر الجيوسياسي المعاصر، فيشارك تحليلاته في حوار مع المحرر الصحافي أنتوني سمراني. وتنتهي الأمسية بالفن الجميل مع عرض كرتوني يستضيفه مؤلفو مجموعة (يا بيروت) على أنغام موسيقى (DJ AHMZ)».


فرنسا تستقبل الشعلة الأولمبية بـ1000 زورق

«نايسترو» (تصوير: فيليب دوانون)
«نايسترو» (تصوير: فيليب دوانون)
TT

فرنسا تستقبل الشعلة الأولمبية بـ1000 زورق

«نايسترو» (تصوير: فيليب دوانون)
«نايسترو» (تصوير: فيليب دوانون)

بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون، ونخبة من كبار المسؤولين، وبمشاركة 150 ألف متفرّج حجزوا موقعهم على ضفاف ميناء مرسيليا القديم، وصلت إلى شاطئ جنوب فرنسا سفينة «البلم» الشراعية التاريخية وسط رنين صافرات أكثر من 1000 زورق صغير خرج لاستقبالها بقيادة ملّاحي المدينة وصيّاديها. وسعت فرنسا إلى تنظيم استقبال احتفالي، بعدما غادرت السفينة ميناء أثينا في اليونان في 16 من الشهر الماضي حاملةً عدداً من أبطال الرياضة لحراسة الشعلة الأولمبية التي تنتظر فرنسا عودتها إليها منذ 100 عام.

ولدى وصول السفينة، نُصب ممشى عائم يربط بينها وبين الشاطئ. ومن المقرَّر أن تبقى الشعلة يومين في مرسيليا وتطوف أحياءها الشمالية تحيّةً للتنوّع العرقي والديني في هذا الميناء الفريد والرائع. بعد ذلك، ستأخذ وجهتها نحو العاصمة. وكان أول المترجّلين منها السبّاح فلوران مانادو، صاحب الميداليات الأولمبية الثلاث، رافعاً بيُمناه الشعلة التي صمَّمها ماتيو لوهانور، مُستهماً رموز الماء والمساواة والسلام.

12 يوماً في البحر الأبيض المتوسّط، قبل قَطْع 5 آلاف كيلومتر محمولةً بأيدي 11 ألف عدّاء اختيروا بعناية، بحيث يمثّلون مختلف الفئات والمناطق الفرنسية، يتناوبون على إيصال هذا الرمز الأولمبي إلى باريس مع افتتاح دورتها المرتقبة في 26 من يوليو (تموز) المقبل. وأوضحت نائبة عمدة مرسيليا سامية غالي، أنّ الشعلة ستبدأ رحلتها الفرنسية انطلاقاً من بلدة ماساليا الإغريقية في جنوب فرنسا.

ووفق التقديرات، فإنّ مليار متفرّج أبدى اهتماماً بمتابعة مراسم وصول الشعلة عبر شاشات العالم. ووصل إلى مرسيليا 1500 صحافي لتغطية الحدث الذي حشدت له فرنسا أفضل مبتكراتها من تشكيلات جوّية بالطائرات البهلوانية والألعاب النارية. ومن بين آلاف الحاضرين في الميناء، يحضُر 45 ألفاً الحفل الموسيقي الخاص بمراسم الاستقبال. ويلفت النظر اختيار مغنّي الأوبرا العربي الأصل نبيل راشدي المعروف بـ«نايسترو» للغناء فيه. وأعلن «نايسترو» الذي ترعرع في المدينة الجنوبية، عن تأدية النشيد الوطني الفرنسي (المارسييز) بصوته الأوبرالي، وأمام الرئيس ماكرون.

السفينة الشراعية تقترب من مرسيليا (أ.ف.ب)

حكاية نبيل راشدي...

من الملاكمة إلى الغناء، وعَبْر السجن، اجتاز راشدي المراحل من قاع المجتمع إلى أضواء الشهرة. وهو اليوم مغنّي أوبرا معروف في فرنسا باسمه الفنّي «نايسترو»، وقع عليه الاختيار للغناء في مراسم استقبال الشعلة.

حين يرتدي «نايسترو» بدلة السهرة، ويقف على المسرح، فإنه لا يختلف في مظهره عن أي «تينور» ممن نشأوا في ميلانو أو برشلونة. لكنه يحبّ أن يُطلق على موسيقاه تسمية أوبرا المدن والشوارع. فهذا الشاب الثلاثيني الذي نشأ في بلدة بور دو بوك، غير بعيد عن مرسيليا. كان في مراهقته صبياً متمرّداً خارجاً على القانون، يقود عصابته الصغيرة، ويحبّ أغنيات الراب والإيقاعات الراقصة.

اكتشف الصبي قوّته حين دخل مع أشقّائه الأكبر سنّاً نادياً للملاكمة. كانت تلك الرياضة وسيلته للتعبير عن الغضب الذي يملأ صدره، والانتقام من ظروفه المعيشية الصعبة. وهو قد تقدَّم ونال ميداليات عدّة من دون أن ينجح في تهدئة شعوره بالغبن. قال المدرّب لأشقائه: «هذا الصغير عندما يُلاكم، فإنه يكشف عن سخط كبير». كان ناجحاً في المدرسة ويحلم بأن يصبح محامياً. أحد الأشقاء صار شرطياً والآخر ضابط شرطة. وارتدى الصغير القفازات في سنّ 16 عاماً، وانضمّ إلى فنون القتال المختلطة. وبعد عامين، انضمّ إلى الفريق الفرنسي وكان اللاعب الأصغر.

كان يمكن أن يصبح ملاكماً شهيراً، لكنه تورَّط في قضية مخدّرات قادته إلى السجن. كان رفيقه في الزنزانة إيطالياً يُدعى برونو، يغنّي بلغة لا يفهمها. أغنيات من نمط لم يسمع به الملاكم العربي من قبل. لقاء سيُغيّر مصيره لأنه تعلّم من شريكه في الزنزانة الكلمات الثلاث الأولى من أغنية بافاروتي «O Sole mio». راح يردّدها ويكتشف قدرات حنجرته وهي تنطلق بأعلى ما يمكن.

سمعه مدير السجن الذي كان من عشاق الأوبرا فأذهله الصوت. وأهداه أسطوانتين لبافاروتي. وهو لا يزال يحتفظ بهما حتى اليوم. وقد تمكّن من ترجمة الكلمات بمساعدة برونو، وراح يغنّي ليلَ نهار، ولم يعد يطبق فمه منذ تلك اللحظة. يقول إنَّ اليوم الذي يمرّ من دون موسيقى ليس من عمره.

في عام 2015، تعرّف الجمهور إلى المغنّي الجديد من خلال النسخة الفرنسية من برنامج «فرنسا لديها مواهب». ثم دُعي إلى الاستعراض الذي ينظّمه الكوميدي جمال دبوز في مراكش. ومع صدور أسطوانة «بيللا تشاو» عام 2018، بلغ نبيل راشدي عتبات الشهرة، وصار اسمه «نايسترو». وهي الأسطوانة التي تعاون فيها مع فنّانين من جيله عاشوا ظروفاً مشابهة. ومنذ ذلك الحين، عكف السجين السابق على سلسلة من المشاريع الفنية الناجحة، آخرها أسطوانة يمزج فيها بين موسيقى الراب والأوبرا.

يقول في مقابلة تلفزيونية: «هذا النمط الموسيقي هو المفضل لديّ. لكنني أحببتُ فقط غناء النوتات العليا. النغمات السفلية تُشعرني بالملل قليلاً. لذلك خطرت ببالي فكرة دعوة مغنّي راب لأداء هذا الجزء. ثم سألني مديري الفنّي إن كنت أعرف تأدية الراب، وطلب مني تقديم النوعين، العالي والخافت». هكذا نشأت فرقة أوبرا المدينة. ومنذ صدور الأغنية في الخريف الماضي، جمعت مليونَي مشاهدة على «يوتيوب».

يبدو أنّ هذا الأسلوب الجديد قد حاز إعجاب الجمهور. منذ نشرها في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، حصدت الأغنية أكثر من مليوني مشاهدة على الموقع المذكور.

بالعودة إلى حفل الاستقبال، فقد بلغت تكلفته 1.8 مليون يورو، وفق تقديرات صحيفة «لوموند». ويسهر على تأمين الموقع 5 آلاف رجل شرطة ودرك فتّشوا المباني المطلّة على الميناء ومئات المراكب الخاصة الراسية في محيطه. كما مسح 200 غواص قعر الميناء تحسّباً لعبوات متفجّرة قد تكون زُرعت فيه. وسترافق قوّة من 20 رجل أمن مسيرة الشعلة في كل مراحلها عبر 52 مدينة وقرية فرنسية، قدّمت كل منها 150 ألف يورو للاحتفال بمرورها في أراضيها. بينما خصّصت وزارة الداخلية مليون يورو للمسيرة. وتأتي هذه الإجراءات نظراً إلى بيانات سابقة من متطرّفين يساريين هدّدوا بتخريب الدورة الأولمبية. وهي الثانية التي تستضيفها فرنسا بعد دورة عام 1924.


فنانون غاضبون... إعلان «آيباد برو» متهم بـ«تدمير التجربة الإنسانية»

السخط كبير (لقطة من الإعلان)
السخط كبير (لقطة من الإعلان)
TT

فنانون غاضبون... إعلان «آيباد برو» متهم بـ«تدمير التجربة الإنسانية»

السخط كبير (لقطة من الإعلان)
السخط كبير (لقطة من الإعلان)

أعرب فنانون عن سخطهم من فكرة شريط إعلاني لجهاز «آيباد برو» الجديد، رأوا فيه تمجيداً للذكاء الاصطناعي على حساب البشر؛ إذ تظهر فيه أشكال من الإبداع البشري تتعرض للسحق، ليحل محلها الجهاز اللوحي من «آبل».

ولاحظ الممثل البريطاني هيو غرانت مثلاً، في منشور عبر «إكس»، أنه يعبر عن «تدمير التجربة الإنسانية بفضل (سيليكون فالي)».

ونشر تعليقه رداً على منشور لرئيس «آبل»، تيم كوك، الذي أعلن عن الأجهزة اللوحية الجديدة من إنتاج المجموعة العملاقة.

وكتب كوك، وفق ما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»: «إليكم (آيباد برو) الجديد: أنحف منتج ابتكرناه، والشاشة الأكثر تقدماً التي أنتجناها على الإطلاق، مع القوة المذهلة لشريحة (إم 4). تخيلوا كل الأشياء التي سيتيحها».

وتطرَّقت «آبل» إلى الذكاء الاصطناعي باقتضاب، ولم تأتِ على ذكر الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن جميع الفنانين يخشون أن يتأثر عملهم بهذه التكنولوجيا التي تتيح إنتاج كل أنواع المحتوى من نصوص وصور ومقاطع فيديو وموسيقى... بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية.

وسبق للممثلين في هوليوود وكُتّاب السيناريو فيها أن نفذوا إضراباً استمر أشهراً، مُطالبين خصوصاً بحمايتهم من الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويُظهر إعلان «آبل» عن الجهاز اللوحي الجديد، سَحْق أدوات موسيقية، وعلب طلاء، ومجسَّم كرة أرضية، ومنحوتة، وكاميرات، وكُتب، وأشياء أخرى، ببطء، بواسطة مكبس هيدروليكي ضخم. ثم يرتفع المكبس ليظهر جهاز «آيباد برو»، بدلاً من الآلات الموسيقية والأدوات الإبداعية الأخرى.

تتوالى هذه المَشاهد على صوت أغنية البوب التي تعبر عن الحنين «أول آي إيفر نيد إز يو» لسوني أند شير.

وجاء في منشور ساخر لكاتب سيناريو فيلم «مِن إن بلاك» إد سولومون: «مَن يحتاج إلى الحياة البشرية وإلى كل ما يجعلها تستحق العيش؟ انغمس في هذه المحاكاة الرقمية وأعطنا روحك. مع خالص التقدير. (آبل)».

وقدم مؤلفون وفنانون شكاوى ضد الشركات الكبرى في هذا القطاع، منها «أوبن إيه آي»، متهمين إياها بسرقة أعمالهم لتدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي التوليدي.

وكتبت ريد مورانو المُشارِكة في إخراج مسلسل «ذي هاندميدز تايل»، تعليقاً على منشور كوك: «انظر إلى ما يحدث حولك يا عزيزي (...) لأن هذا الشيء المقرف سيئ فعلاً».


تمخَّض الجبل الأخضر.. فولد ورداً

ورد يساوي وزنه ذهبا... تدر زراعة وتقطير الورد، على 18 عائلة مزارعة في الجبل الأخضر، مبلغاً يزيد على مليون دولار أميركي كل عام. (تصوير: خلفان الصلهمي)
ورد يساوي وزنه ذهبا... تدر زراعة وتقطير الورد، على 18 عائلة مزارعة في الجبل الأخضر، مبلغاً يزيد على مليون دولار أميركي كل عام. (تصوير: خلفان الصلهمي)
TT

تمخَّض الجبل الأخضر.. فولد ورداً

ورد يساوي وزنه ذهبا... تدر زراعة وتقطير الورد، على 18 عائلة مزارعة في الجبل الأخضر، مبلغاً يزيد على مليون دولار أميركي كل عام. (تصوير: خلفان الصلهمي)
ورد يساوي وزنه ذهبا... تدر زراعة وتقطير الورد، على 18 عائلة مزارعة في الجبل الأخضر، مبلغاً يزيد على مليون دولار أميركي كل عام. (تصوير: خلفان الصلهمي)

مع حلول بشائر الربيع من كل عام، تتحول قرى العين والشريجة وسيق والقشع، الغافية في ثنايا الجبل الأخضر شديدة الانحدار بسلطنة عُمان، إلى خلية نحل. إذ يخوض أفراد 18 عائلة، توارثت زراعة وجني وتقطير الورد، سباقا مع الزمن لجني المحصول المتفتح حديثا بألوانه المبهجة، من أغصان زهاء 5000 شجيرة تصطف بعناية وكثافة فوق مساحة محدودة من الأرض لا تتعدى العشرة أفدنة، قبل نهاية النصف الأول من شهر مايو.

منذ خيوط الفجر الأولى يتجه سكان القرى الأربع إلى المزارع فيعمدون إلى قطف الورد على مدار الساعة في مناوبات لا تقطعها إلا استراحات محدودة.

يتجه سكان القرى الأربع، مع خيوط الفجر الأولى إلى المزارع، فيعمدون إلى قطف الورد على مدار الساعة في مناوبات لا تقطعها سوى استراحات محدودة، بحيث تراهم يجنون المحصول صباحا من أحد البساتين، ومن آخر في المساء. ويتعاون كل أفراد الأسرة الواحدة في قطف الورد بما فيهم الأطفال والنساء والمسنون، في عملية تعاونية رائعة طوال فترة الموسم.

لا تخفي هذه الصغيرة، خجلها من عدسة الكاميرا، وفرحة مشاركة عائلتها في جني محصول الورد في تقليد يعود إلى مئات السنين وتتوارثه الأجيال أبا عن جد.

لاحقاً يتم نقل الورد المقطوف حديثا إلى مراكز التقطير، عن طريق وضعها في قطعة قماش أو وشاح أو سلة من القش، وغالبًا ما يتم حملها على رؤوس جامعي المحصول.

يُجمع المحصول في قطعة قماش أو وشاح أو حتى سلة قش مثلما يظهر في هذه اللقطة، وغالبًا ما يتم حملها لاحقا على رؤوس جامعي المحصول قبل تنقل إلى مراكز التقطير

تُعد زراعة الورد في الجبل الأخضر عملية اقتصادية بامتياز، ذلك أنها تمثل أهمية كبيرة للأهالي بوصفها مصدراً رئيسياً للدخل. فكل فدان مزروع بشجيرات الورد ينتج عنه، بعد التقطير، زهاء 4000 آلاف لتر من ماء الورد يصل عائدها المالي زهاء 40 ألف ريال عماني (الريال العماني الواحد يساوي 2.6 دولار أميركي)، أي ما يتجاوز 100 ألف دولار أميركي للفدان الواحد.

وتقطير الورد من المهن العريقة في الجبل الأخضر، فقد امتهنها الأجداد وتحولت إلى حرفة ذات طابع خاص، حتى بات «ماء ورد الجبل الأخضر» علامة تجارية شهيرة ومنتجاً ينال إعجاب الذواقة من الحريصين على استهلاكه.

لا تستثني عملية جني المحصول أحدا من سكان القرى الأربع، بما في ذلك كبار السن الذين يشتركون بهمة مثلهم مثل الشباب والصغار.

ولا تقتصر العائدات المالية على ما يتحصل عليه المزارعون جراء بيع ماء الورد؛ إذ يجتذب موسم الحصاد الزوار المحليين والسياح الأجانب المتعطشين للتمتع ببهاء الطبيعة الربيعية خلال موسم التفتح، والاطلاع على العادات الاجتماعية المصاحبة لجمع المحصول، والتعرف إلى الطريقة التقليدية في تقطير ماء الورد. ولهذه الغاية تحرص منتجعات وفنادق الجبل الأخضر على إدراج زيارة المزارع ومعامل ماء الورد ضمن برامجها؛ حيث يرافق الأفواج السياحية مرشد من أهالي الجبل. وتتراوح رسوم الرحلات ما بين خمسة ريالات عمانية (13 دولارا) إلى 30 ريالا للشخص الواحد، ما يشكل مصدر دخل إضافي لأهالي القرى.

من ناحيتها، ترتب الشركات المنتجة للعطور جولات لوكلائها الدوليين، لتوضيح استدامة مصادر المواد الداخلة في صنع منتجاتها العطرية، وتشتمل هذه الجولات رياضة التسلق والمشي لمسافات طويلة، وكذلك قطف الورد، وزيارة مصنع التقطير المحلي الذي تتعامل معه وصولا إلى شراء المنتج مباشرة من المعمل.

تستريح هذه الفتاة قرب سلال الورد التي جمعتها من الشجيرات، لدى إحدى غرف المبنى القديم الذي يضم مرجل غلي الورد.

وإلى جانب موسم جني الورد الربيعي، يعتمد مزارعو هذه القرى على محاصيل شجرية وفيرة أخرى، مثل الزيتون والعنب والتين والمشمش والكمثرى والتفاح والدراق والرمان والجوز. لكن يبقى لموسم جني الورد نكهته الخاصة لدى سكان القرى، وتبقى نجمة الموسم «زهرة المحمدي» الوردية الفواحة، المعروفة أيضا باسم «الوردة الدمشقية»، التي تتميز عن شقيقاتها من الورد العماني والبلغاري والسلطاني والجوري.

من السلة إلى المرجل الطيني، تستمر رحلة الورد قبل تحوله إلى ماء، وتبدو الأسطوانات النحاسية التي يتكثف فيها بخار ماء الورد أعلى الفرن الطيني.

تمر عملية إنتاج ماء الورد الجبلي بمراحل عدة؛ إذ يعمد المزارعون في يناير إلى تقليم شجيرات الورد وحراثة الأرض وتسميدها وريّها بشكل جيد إلى أن يحين موسم تفتح الزهور. ثم يتم تجهيز معمل التقطير، وهو عبارة عن مبنى قديم من الطين والحجارة يحوي أواني فخارية تسمى «البرمة»، تتفاوت مساحته حسب مساحة الأرض المزروعة بشجيرات الورد لدى كل مزارع. بعدها توقد النار داخل المعمل وتُغذى بالحطب، ويتم وضع كمية من الورد داخل الأواني، قبل أن تُثبت فوقها أسطوانات نحاسية تعمد إلى جمع ماء الورد المقطر في جوفها بفعل التبخر.

داخل مبنى قديم من الطين والحجارة، يقوم أحد العاملين بوضع أكوام من الورد داخل أواني فخارية تسمى «البرمة»، قبل أن يُثبت فوقها أسطوانة نحاسية مهمتها جمع ماء الورد المقطر.

تستمر عملية التقطير فوق نيران حامية قرابة 4 ساعات، يُجمَع بعدها ماء الورد في أواني فخارية وتُحفظ هناك زهاء 40 يوماً حتى تترسب شوائبها. بعدها يُخزن ماء الورد في وعاء فخاري يسمى «الخرس»، ويقبع فيه ثلاثة أشهر، لينتج عن كل ذلك في النهاية منتج شفاف لا لون له، لكنه ذو رائحة فواحة تماثل رائحة الورد. بعد ذلك يُعبّأ الماء في قوارير زجاجية سعتها 750 مليلترا ليتم تسويقها في الأسواق بأسعار تناهز قيمتها 10 ريالات عمانية (26 دولارا).

يدخل ماء الورد في كثير من الاستخدامات، إذ يضاف إلى بعض المأكولات والمشروبات العُمانية، مثل الحلوى والقهوة والشاي وغيرها، إلى جانب استعماله في التطيّب لتميزه بالرائحة الزكية، كما يُضاف إلى المواد العطرية والتجميلية من قبل الشركات العالمية. ويعرف ماء ورد الجبل الأخضر بجودته ودقة صنعه، نظرا لاتّباع الأسلوب التقليدي، الذي يعده مزاولو هذه المهنة، السرّ وراء الجودة والانتشار الكثيف لهذا المنتج.


دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» تتصاعد في مصر

أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
TT

دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» تتصاعد في مصر

أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)

تصاعدت دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» في مصر، أخيراً، إذ تصدر هاشتاغ «إغلاق_مركز_تكوين#» ترند موقع «إكس»، الأربعاء.

وبينما تعلن مؤسسة «تكوين الفكر العربي» عن استهدافها «إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان»، رأى منتقدوها أنها «تستهدف التشكيك في ثوابت دينية وثقافية».

وتضم المؤسسة التي أطلقت مؤتمرها التأسيسي في 4 مايو (أيار) الحالي في المتحف المصري الكبير بالقاهرة، مجموعة من الكتّاب العرب في مجلس أمنائها؛ من بينهم الدكتور يوسف زيدان (مصر)، وفراس السواح (سوريا)، والدكتورة ألفة يوسف (تونس)، والدكتورة نادرة أبي نادر (لبنان)، وإسلام بحيري (مصر)، والكاتب إبراهيم عيسى.

وكان الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، قد تفاعل مع الضجة المثارة بشأن مركز «تكوين»، وكتب عبر صفحته على «فيسبوك»، أخيراً: «تتابع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء حقيقة ما ينشر عن تكوين كيان للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، وسيتخذ ما يلزم بعد الوقوف على الحقيقة».

ودعا وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، خلال النسخة الثالثة من ملتقى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الأربعاء، إلى «التكاتف شعوباً وحكومات، لمواجهة التيار الجارف الذي يريد أن يَفقد أبناؤنا فيه هويتهم وأن يَتحللوا مِن قيم دينهم، وأن يتنكَّروا لمبادئهِ وقيمه وأخلاقه». وهو ما عدّه البعض تلميحاً للجدل الراهن.

الدكتور يوسف زيدان (حسابه على فيسبوك)

ووصف الوكيل السابق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور محمود الصاوي، مؤسسة «تكوين» بأنها «محاولة لتشتيت الذهن وإشغال العقل المصري والعربي وهو في خط المواجهة مع العدو الصهيوني بهذه الحوارات الجانبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المحاولات تم نقضها والرد عليها عشرات المرات قبل ذلك».

في المقابل، دافع كتاب عن المركز، من بينهم فاطمة ناعوت، عضو مؤسسة «تكوين»، التي ترى أن «الذين يهاجمون المؤسسة يقومون بخطوة استباقية»، معتبرة أنه «هجوم غير مسؤول، يأتي نتيجة مواقف شخصية من أطراف بعينها، لكن المؤسسة هدفها الأساسي محاربة التطرف وتكريس القيم الإنسانية وقيم التنوير بشكل عام، والتدين الحقيقي وليس المغرض أو المسيّس»، وفق تعبيرها.

وفجر الإعلان عن تدشين المركز جدلاً واسعاً في مصر، وانقسمت آراء مثقفين حوله ودخلت شخصيات عامة على خط الجدل، من بينهم علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، الذي قال إن «المشكلة تكمن في أن هذا المركز يضم بعض الأشخاص من أصحاب الأهواء الذين يشككون أساساً في ثوابت دينية».

وعن الصورة التي ظهرت فيها زجاجة قيل إنها لمشروب كحولي وحظيت بكمية كبيرة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت ناعوت أن «هذه الصورة من حفل عشاء في فندق (مينا هاوس) وهو حفل مفتوح لكل نزلاء الفندق من الأجانب وغيرهم، إلا أن المتربصين حاولوا إلصاق هذا الأمر السخيف بضيوف المؤتمر تحديداً بغرض تشويههم»، على حد تعبيرها.

فاطمة ناعوت مع زيدان (حسابها على فيسبوك)

واكتفى الدكتور يوسف زيدان، عضو مجلس أمناء المؤسسة، بالرد على حملة إغلاق «تكوين»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنها «حملة غير موفقة وغير مسؤولة»، مشيراً إلى أنه «سوف يشرح عبر حسابه على (فيسبوك) في بث مباشر بوقت لاحق كل ما يخص الأزمة».


«SRMG» تطلق النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»

يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
TT

«SRMG» تطلق النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»

يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)

أطلقت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، الأربعاء، النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»، الذي يوفّر واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم، وذلك ضمن استراتيجية النموّ والتحوّل الرقمي الرامية إلى دعم الجيل القادم من المبدعين وروّاد التصميم المقيمين في المملكة.

ويتاح التسجيل حتى 13 مايو (أيار) الجاري، أمام مصممي الغرافيك والرسّامين والمبدعين ممن تقلّ أعمارهم عن 30 سنة، ويعملون حالياً في صناعة التسويق والإعلان داخل السعودية، على أن يتقدّموا بوصفهم فريقاً يضمّ شخصين.

وستُعلن متطلّبات المسابقة في 16 مايو، يُمنح بعدها المشاركون 48 ساعة للعمل على التصميم المطلوب، وتسليمه إلى اللجنة المسؤولة عن التقييم، والمؤلّفة من خبراء وكالات الإعلان العالمية الرائدة بالمنطقة.

النسخة الأولى من المسابقة جذبت نخبة من أفضل المصممين والمواهب الفنية الواعدة (الشرق الأوسط)

وسينتقل الفريق الفائز في يونيو (حزيران) المقبل، للمنافسة مع الفرق الإبداعية من جميع أنحاء العالم خلال فعاليات «مهرجان كان ليونز العالمي للإبداع» بمدينة كان الفرنسية، كما ستتاح له فرصة التواصل مع ألمع العقول في صناعة الإعلام العالمية، والتعلّم من أبرز مديري الإبداع العالميين، إضافة إلى حضور جلسات نقاش وورشات عمل ملهمة.

وتأتي هذه النسخة من «تحدّي ليونز للشباب السعودي» استكمالاً للشراكة الاستراتيجية بين المجموعة والمهرجان التي أضحت (SRMG) على أثرها الممثل الرسمي للسعودية في الحدث العالمي.

من جانبه، قال فادي مروة، الرئيس التنفيذي للإبداع في «SRMG»، إن «مستقبل صناعة الإبداع يعتمد على الجيل القادم من صنّاع المحتوى المبدعين القادرين على دفع حدود التميّز والابتكار إلى أقصى مدى»، مضيفاً: «لذلك تتمثل أولويتنا بالمجموعة في توفير المنصّات المناسبة للمواهب الشابة بالسعودية والمنطقة، وتمكينها من خلال منحها الأدوات اللازمة، والتدريب المهني الاختصاصي، والدعم الضروري للنجاح والتميّز».

التسجيل متاح الآن لمصممي الغرافيك والرسّامين والمبدعين ممن تقلّ أعمارهم عن 30 سنة (الشرق الأوسط)

واعتبر مروة أن الشراكة بين المجموعة والمهرجان لتنظيم النسخة الثانية من التحدّي تكرّس هذه الأولوية وتعزّز استراتيجية النموّ والتحوّل، وتابع: «نجاح النسخة الأولى سيحفّز كل المبدعين داخل السعودية، ويحثّهم على المشاركة في نسخة هذا العام»، متطلّعاً لمشاركة الفريق السعودي الفائز مع أفضل وألمع المبدعين الشباب في هذا المهرجان العالمي المرموق في يونيو القادم.

كانت النسخة الأولى من المسابقة قد جذبت نخبة من أفضل المصممين والمواهب الفنية الواعدة، تُوّجت بفوز المصممتين السعوديتين، ريما إبراهيم وشوق عبد الله، اللتين شاركتا في «تحدّي كان ليونز العالمي للشباب» وجاءتا ضمن المراكز السبعة الأولى بين أكثر من 450 مشاركاً.

الفريق الفائز سينافس بـ«تحدّي كان ليونز العالمي للشباب» في مدينة كان الفرنسية (الشرق الأوسط)

وفي عام 2023، شهد «مهرجان كان ليونز» إقبالاً كبيراً وزيادة في عدد المشاركات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث فازت حملة «اكتشف اللي نفسك فيه» الخاصة بتطبيق «هنقرستيشن» في السعودية بأول جائزة كبرى لها على الإطلاق بهذا الحدث، الأمر الذي شكّل مثالاً آخر على تنامي الإبداع والابتكار في السعودية والمنطقة.

ودعت المجموعة الراغبين بالمشاركة في المسابقة من المواهب السعودية الشابة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني.


معرض «رقة الثنائيات» يرصد المتضادات المعقدة عبر الفن المعاصر

جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
TT

معرض «رقة الثنائيات» يرصد المتضادات المعقدة عبر الفن المعاصر

جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)

تحت سقف واحد، اجتمع 7 فنانين لينثروا إبداعاتهم في المتغيرات التي عاشوها، وذلك بعد غياب وترحال كلّ منهم، في معرض «رقة الثنائيات»، محاولين بعفوية اكتشاف الجمال الكامن في رقصة الثنائيات الرقيقة، ومعيدين شيئاً من الذكريات التي جمعت بينهم قبل أن تُبعدهم مشاغل الحياة وهمومها.

من اتجاهات السعودية الأربعة، اتحد الفنانون السبعة، ندى العلي، ومعن العبادي، ونوف الشريف، ورشا صديق، وعبد الله البقمي، وعيدة الزهراني، وأحمد حداد، في «ستوديو شعشعي» بحي جاكس في العاصمة الرياض، ليناقشوا من خلال لوحاتهم التناقضات التي تفرضها البيئة المتغيرة باستمرار، وكيفية إدراك الإنسان لها وسعيه لإيجاد توازن رقيق في لحظات هذا التّحول، في الوقت الذي يتحرّك فيه بوعي في ممرات الحياة المجهولة والمعقدة.

جذب المعرض شرائح مختلفة من المجتمع (الشرق الأوسط)

«رقة الثنائيات»، يستمر حتى نهاية شهر مايو (أيار) الحالي؛ في ظاهره هو معرضٌ واحدٌ يجمع فنانين التقوا بعد غياب، بيد أن مضمونه أبعد من ذلك، فهو إنساني صرف، تتوافق فيه الرؤى وتختلف قراءة ما يُعرض فيه، حيث يسرح الزائر في تأمّل أذواق أعمال الفنانين السبعة وتفاصيلها المختلفة التي تحاكي تجربتهم وتجربة كل إنسان في لوحة ما، ورؤيته لما فيها من تقلبات عصفت أو تعصف به حالياً.

لدى التّجول في أروقة المعرض، ومشاهدة 14 عملاً فنياً، يكتشف الزائر الجمال الكامن في متضادات الكون، ويدرك إيجابيات التّحولات والتغيرات التي تطرأ على الحياة واختلافاتها من موقع إلى آخر. وتشكل لوحات المعرض دعوة للزائرين بمختلف هواجسهم للتأمل في رحلتهم وهم ينحتون مفاهيم عميقة برقّة، من خلال مجموعة من المواد والتقنيات المتنوعة. ولا يفوتك وأنت تسير بين الجَمال أن تعرّج على تجربة مبسّطة لبعض الفنانين تحت مظلة «ستوديو مخطوط» في حي جاكس.

جانب من معرض «رقة الثنائيات» (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكّد خيرية رفعت القيّمة الفنية، على أهمية المعرض في تجسيده مثالاً حياً للتعاون بين الفنانين بهدف التّعبير عن مفاهيمهم العميقة والمشتركة بينهم، والمستمدة من قصصهم وتجاربهم الإنسانية، التي أدّت إلى إخراج معرض فنيّ مليء بالأعمال المعبّرة والتي تلامس مشاعر الزائر وتؤثر في تجربته وآرائه في هذا الفن المعاصر. وتابعت: «يعرف الفنانون السبعة المشاركون في المعرض بعضهم بعضاً منذ سنوات عدة، رغم وجودهم في مدن مختلفة من السعودية، ولديهم أفكار مشتركة ورغبة ظهرت في المشاركة معاً في معرض جماعي. تواصلوا معي وشاهدت أعمالهم قبل الموافقة على إقامة المعرض، ومن خلال هذه الأعمال وُلدت الفكرة، ليخرج المعرض على هذا النحو الذي كان التعاون سبب نجاحه».

زائرة تتأمل إحدى اللوحات (الشرق الأوسط)

ولفتت القيّمة الفنية، إلى أن فكرة المعرض راودتهم جميعاً، خصوصاً أن اللوحات تتحدث عن الصرعات الداخلية التي تولد بعد مرور الإنسان بمراحل انتقالية، لتتكوّن وتتبلور من قلب هذه الصراعات، مشاعر مختلطة ومتضاربة. وقد عبّر الفنانون السبعة عن هذا الأمر لبعضهم في وقت سابق، وهذا التعبير ساهم في إخراج هذه المشاعر التي جسّدت جماليات واضحة للعيان في لوحاتهم».

وتستطرد خيرية رفعت قائلة: «أعتقد أنها أفضل طريقة لإقامة معرض يريد الفنان أن يعبّر من خلاله عمّا في داخله من مشاعر، ومن ثمّ يبحث عن فنانين آخرين يحملون المشاعر نفسها تلك المفعمة بالإنسانية، لتكون لها التأثيرين المباشر والكبير على المتلقّي، خصوصاً لما يتميّز به المعرض من تجربة إنسانية مشتركة، وصداقة متينة تجمع بين الفنانين».

تأملات لفهم اللوحة وأبعادها (الشرق الأوسط)

ولا بدّ من الإشارة إلى أن الفنانين السبعة لم يهتموا قط لدى تحضيراتهم للمعرض بكم الأعمال الشخصية المشاركة بقدر اهتمامهم بقيمة الفكرة التي تحملها. فكلُّ لوحة هي حالة خاصة لكلّ فنان، وفق خيرية رفعت، التي تقول: «على الرغم من تقيّد المعرض بالمساحة المتاحة له، فإن كلّ فنانٍ عرض ما يجول في داخله بلوحة تعبّر عن المضمون»؛ موضحة أنّ «المعارض الفردية هي تجربة فنان يتحدث فيها عن شعور أو فكرة محدّدة، بخلاف المعارض الجماعية التي يُشاهَد فيها الموضوع من زوايا مختلفة حتى وإن كان المعرض قائماً على فكرة واحدة، إلا أنك تستطيع رصد الجوانب المختلفة في كل لوحة، وهذا ما يميز المعارض الجماعية، وإن كان لكل معرض أثره على المجتمع».

لوحة لأحد الفنانين المشاركين في المعرض (الشرق الأوسط)

ورغم التحديات التي تواجه الفن التشكيلي، تؤكد خيرية رفعت، أن محبّي الفن وهواته ما زالوا يهتمون وبشكل كبير بالمعاصر منه، مشدّدة على أن الفجوة التي كانت موجودة في وقت سابق، بدأت بالتلاشي، وهذا بالفعل ما رصده معرض «رقة الثنائيات» مع توافد أعداد كبيرة من الزائرين ليس فقط من المهتمين بالفن التشكيلي بل غير المهتمين به أيضاً، بغية التّعرف به عن قرب وفهمه، لافتةً إلى أهمية توقيت المعرض وأيام العرض، التي تُساعد أيضاً في نشر هذا الفن وتستقطب أكبر عددٍ ممكن من الزائرين من مختلف شرائح المجتمع.


شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
TT

شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)

أثار اتهام الشاعر المصري هاني عبد الموجود للفنان هاني شاكر وآخرين بـ«سرقة كلمات أغنية (رحماكي) التي طرحها شاكر عام 2009 ضمن ألبوم (حبيب حياتي)» ضجة في مصر.

وحقّقت الأغنية نحو نصف مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، وهي من إنتاج شركة «عالم الفن» للمنتج المصري محسن جابر، وكلمات الشاعر محمد بن عبود العمودي، وألحان محمد ضياء الدين.

وتقدم وكيل الشاعر هاني عبد الموجود ببلاغه ضد الفنان هاني شاكر وآخرين، يتهمهم بـ«الاستيلاء على كلمات أغنية (رحماكي)»، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.

وردّ الفنان المصري هاني شاكر على هذه الاتهامات، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن صاحب البلاغ يهدف إلى الشهرة على حساب الآخرين»، متسائلاً: «الأغنية تم طرحها منذ أكثر من 15 عاماً، فلماذا تذكر عبد الموجود أنها سرقت منه بعد كل هذه السنوات، ولم يتخذ إجراء حينها؟»، مؤكداً «أن تجاهله لهذه الاتهامات هو الحل الأمثل».

وتعليقاً على البلاغ، أكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية بمصر، أن ما حدث هو شأن قضائي بحت، وليس للنقابة دخل به. وأوضح عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن نقابة الموسيقيين كذلك ليست طرفاً في النزاع القائم بين الشاعر المصري صاحب البلاغ وصناع أغنية «رحماكي»، بل الاختصاص أمام المحكمة الاقتصادية وهي المنوطة بالنظر في هذا النزاع.

وكان الفنان هاني شاكر قد افتتح نهاية أبريل (نيسان) الماضي حفلات الربيع على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وقدّم قائمة منوعة من أغنياته القديمة والحديثة، من بينها «كل ليلة»، و«لو رحت بعيد»، و«يا ريتني»، و«نسيانك صعب أكيد»، و«لسه بتسألي»، و«دعوة فرح»، و«مع قلبك»، و«أنت معايا»، بجانب تقديمه أغنيات للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

شاكر فضّل تجاهل الاتهام (حسابه على «فيسبوك»)

كما طرح هاني شاكر أخيراً دعاء بعنوان «حلمت»، عبر قناته بموقع «يوتيوب»، كلمات محمد حجازي وألحان حاتم عزت وتوزيع ميدو عاطف، بالإضافة إلى أحدث أعماله الغنائية التي طرحها أيضاً منذ عدة أشهر بعنوان «انسي اللي خان»، من كلمات بهاء الدين محمد، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع موسيقي أحمد عادل.

وتعدّ اتهامات سرقة الأغاني أمراً معتاد التكرار في مصر، فقد أثار اتهام الشاعر المصري عادل صابر للفنان أكرم حسني، كاتب وملحن أغنية محمد منير الجديدة «لِلّي»، بسرقة كلماتها من أحد مؤلفاته الشعرية التي كان كتبها منذ فترة، ضجة واسعة في مصر.

كما اعتذر المطرب الشاب محمود المنسي، للفنان أكرم حسني، على اتهامه بـ«سرقة لحن الأغنية ذاتها»، وقال المنسي، في مقطع فيديو عبر حسابه على «فيسبوك»، إنه شعر بـ«الغيرة الفنية بعدما لاحظ تشابه لحن أغنيته (ولد الهلالية) مع أغنية (للي)، ما جعله يأخذ رأي المتابعين عبر (فيسبوك)».

وأضاف المنسي أنه «بعد عمل مقارنة للنوتتين الموسيقيتين للأغنيتين لوحظ تشابه، وليس تطابق في اللحن، وهنا أدرك أنه أساء التقدير للموقف».

وقال ملحن أغنية «رحماكي» محمد ضياء، في تصريحات صحافية، إن «كلمات الأغنية تعود للشاعر السعودي محمد بن عبود بن علي العمودي، حيث نشرت في ديوان شعري بعنوان (نفحات الورد) عام 2009، وقمت بوضع لحنها وغناها هاني شاكر وقدمها في عدة حفلات، لذلك أرى أن ما يحدث مجرد عبث، ورغبة في الشهرة». وفق تعبيره.


حديش الألمعي... حارس الألحان التراثية في عسير

منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
TT

حديش الألمعي... حارس الألحان التراثية في عسير

منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)

ممسكاً بنايه الخشبي، ومعتمراً طوقاً من الورد الذي يجلل هامته، والألوان التي تشع بالحياة من زيّه التراثي، يتنقل حديش خفيفاً بروح شاب بين الأودية والجبال، ويرسل ألحانه في الفضاء، يختار لكل موقف ما يلائمه من لون موسيقي، عند البناء أو العزاء، لإزجاء الوقت أو لتسلية الروح، يرتدي الصوت في كل مقام لونه الخاص وروحه الفريدة. هذا هو ديدن حديش منذ 60 عاماً، فما إن يخيّم الصمت على الجبال حتى يبدأ النفث في جوف آلته هواءً يتفاوت اندفاعه وانقطاعه حسب ما يقتضي اللحن، ليخرج منه تناغم مموسق يبدد صمت الوديان، ويوقظ الحياة في المكان.

أسس حديش في سياق تعلقه بالموروث فرقة «رجال الطيب» للفلكلور الشعبي منذ 30 عاماً (وزارة الثقافة)

الناي أو مزمار المزارع كان مرافقاً لحديش الألمعي منذ طفولته، عندما يسير بين الأودية والشعاب للبحث عن كلأ ومرعى لماشيته، وكان خلال ذلك يقطع أوقات الانتظار بين التأمل في وادٍ من الجبال التي يلفّها الهدوء والسكينة، أو مداعباً هذا العود المجوف ليخرِج منه أنغاماً تكاد أن تتمايل الجبال له طرباً. وفي تنقلاته ورحلاته، يتوشح الألمعي الأزياء التقليدية باعتزاز، ومنها الحزمة والسديرية واللحاف الذي تزينه الألوان الزاهية، والجنبية، و«عصابة» من الريحان، والبعيثران، والورد والنباتات العطرية التي تفوح بعبق الأرض من أعلى هامته. يستذكر حديش في حديثه مع «الشرق الأوسط» أيام صباه، قبل نحو 6 عقود حين كان يسوق ماشيته إلى مورد الماء ليدخل في تحدٍ مع الرعاة المجتمعين حول البئر في نفخ الناي، حيث يتباهى كل منهم بأن ماشيته تعرف نغمة ناي صاحبها وحين يبعث إليها الصوت، تستجيب له وتغذّ سيرها إليه استعداداً للرحيل من المرعى. وتتعدد نغمات الناي حسب ما يقول حديش، فلكل وقت ترنيمة خاصة، عند الصباح، أو في طريق العودة من المرعى أو عند اقتراب المساء، كما هناك نغمة إطراب وأخرى للحرب وتحفيز النفوس، وعند عزف المزمار في لعبة الربخة، وهي فن من الرقص الشعبي يضفي لها طابعاً احتفالياً يضج بالفرح والسرور.

بإصغاء يوجّه حديش الألمعي الأجيال الجديدة للعناية بالموروث (وزارة الثقافة)

متحف وناي

ومثلما اشتهر حديش الألمعي بارتباطه مع آلة المزمار التقليدية، فإنه عُرف أيضاً بكونه وجهة للسياحة التراثية واستقبال الوافدين للتعرف على تفاصيل الحياة الاجتماعية القديمة، من خلال النافذة إلى الماضي التي يفتحها متحفه الشخصي لكل من أراد أن يقف من كثب على الحقب القديمة. وبدأ حديش جمع الأدوات والمقتنيات النادرة التراثية منذ تقاعد عن السلك العسكري وتفرغ للحياة على الطريقة التي لطالما ألِفها وأحبها، وبدأ منذ عام 1418 للهجرة، جمع تلك المقتنيات لإغناء متحفه الشخصي بالتحف والقطع الأثرية القديمة، ويستقبل باستمرار وبصدر رحب ضيوفه للتعرف على التفاصيل التي تكاد تندثر لولا هذا الشغف الذي يملأ قلب وصدر حديش. وفي سياق تعلقه بالموروث وعنايته به أسس حديش قبل 30 عاماً، فرقة «رجال الطيب»، وهي فرقة للفلكلور الشعبي، يقول «أضحت الفرقة التي أسستها عام 1418 للهجرة فرقة عالمية، وهي تبرع في أداء اللون التهامي والطروق التراثية وتظهر بالأزياء التقليدية، وأصبح لها اليوم صدى كبير وواسع وتمثل واحداً من الألوان الوطنية، وقد أسستها حباً في حفظ الموروث وإحياءً له بين الأجيال الناشئة، وكذلك الحال مع المتحف الشخصي الذي تحول قريةً تراثية وسياحية متكاملة».

تتويج الموروث الموسيقي للسعودية

كانت لحظة لافتة، عندما اختلط صوت الناي التقليدي الذي يرسله حديش الألمعي مع آلة الهارمونيكا التي عزف بها باول بيسيفيكو الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، واشتعل المسرح بالتصفيق لهذا التناغم المبتكر، وكانت أصوات الطرق بأدوات تقليدية تضفي لمسة إطرابية على المشهد. كان حديش الألمعي في لحظة انتشاء وهو يلوّح بآلته التقليدية التي حافظ على صوتها يصدح في المكان، بينما يتزين بملابسه التراثية وروحه التي تثب مع كل ترنيمة، وأدائه العفوي الذي يلامس القلوب.

كانت لحظة لافتة عندما اختلط صوت الناي التقليدي الذي يرسله حديش الألمعي مع آلة الهارمونيكا التي عزف بها باول بيسيفيكو (وزارة الثقافة)

‏هذه اللحظة، كانت لقطة ختام لإحدى جولات مبادرة طروق السعودية، التي أطلقتها هيئة الموسيقى في السعودية لصون الموروث الموسيقي والأدائي وتدوين ألحان التراث السعودي كافة في مناطق السعودية. وكان هذا الحوار الموسيقي والارتباط المبتكر بين العازفين تتويجاً للحظة فنية وموسيقية احتفت بالموروث وأعلت من شأنه في خريطة المستقبل الموسيقي للسعودية.‏