كاحل آلي يُحسّن حركة مبتوري الأطراف

يمكن استعادة قدرات عدّة بما فيها الجلوس في وضع القرفصاء

يجري التحكم في الكاحل الآلي الجديد عبر النبضات العصبية (جامعة ولاية نورث كارولاينا)
يجري التحكم في الكاحل الآلي الجديد عبر النبضات العصبية (جامعة ولاية نورث كارولاينا)
TT

كاحل آلي يُحسّن حركة مبتوري الأطراف

يجري التحكم في الكاحل الآلي الجديد عبر النبضات العصبية (جامعة ولاية نورث كارولاينا)
يجري التحكم في الكاحل الآلي الجديد عبر النبضات العصبية (جامعة ولاية نورث كارولاينا)

كشفت دراسة أميركية أنّ كاحلاً آلياً جديداً يجري التحكم به عن طريق النبضات العصبية، سمح لمبتوري الأطراف بالتحرّك «بشكل طبيعي» أكثر، ما يحسّن استقرارهم. وأوضحت أنّ التحكم العصبي في الكاحل الاصطناعي يمكن أن يستعيد قدرات عدّة، بما فيها الوقوف على الأسطح الصعبة والجلوس في وضع القرفصاء. ونشرت النتائج الأربعاء بدورية «ساينس روبوتيكس».

وفي الأساس، عندما نقف ساكنين، تُجري أجسادنا تعديلات باستمرار للحفاظ على استقرارنا. على سبيل المثال، إذا اصطدم شخص ما بنا لدى وقوفنا في صفّ، فإنّ أرجلنا تؤدّي مجموعة حركات واسعة لا ندركها بالضرورة من أجل إبقائنا في وضع مستقيم.

وقال الباحثون إنهم يعملون مع أشخاص تعرّضوا لبتر في أطرافهم السفلية، ويمثّل تحقيق هذا النوع من الاستقرار باستخدام الأجهزة التعويضية تحدّياً كبيراً بالنسبة إلى المرضى. وخلال الدراسة، عمل الباحثون مع 5 أشخاص خضعوا لعمليات بتر أسفل الركبة في ساق واحدة. وزُوِّد المشاركون بنموذج أولي من الكاحل الآلي الذي يستجيب لإشارات تخطيط كهربية العضل، تلتقطها أجهزة الاستشعار على الساق.

وتبين للباحثين أنّ الكاحل الآلي جيد بشكل استثنائي في السماح للمستخدمين بتحقيق هذا الاستقرار الطبيعي. وإشارات تخطيط كهربية العضل هي الإشارات المُسجّلة من عضلات الفرد.

في هذا السياق، يقول الباحث المُشارك في الدراسة بجامعة ولاية نورث كارولينا الأميركية، آرون فليمنغ: «في الأساس، توضع أجهزة الاستشعار فوق العضلات في موقع البتر، وعندما يفكر أحد المشاركين في الدراسة بتحريك الطرف المبتور، فإنّ ذلك يرسل إشارات كهربائية عبر العضلات المتبقّية في الطرف السفلي، وتلتقط المستشعرات هذه الإشارات من خلال الجلد وتترجمها إلى أوامر للجهاز الاصطناعي»، وفق موقع «سايني ديلي».

وأجرى الباحثون تدريباً عاماً للمشاركين في الدراسة باستخدام الجهاز النموذجي، حيث أصبحوا على دراية بالتكنولوجيا إلى حد ما. وكُلِّفوا بعد ذلك بالاستجابة لـ«اضطراب متوقّع»، ما يعني أنه تتعيّن عليهم الاستجابة لشيء قد يخلّ توازنهم.

وطُلب من المشاركين الاستجابة للاضطراب المتوقّع بشرطين، هما استخدام الأجهزة التعويضية التي يستخدمونها عادة، واستخدام النموذج الأولي للكاحل الآلي. يقول فليمنغ: «وجدنا أنّ المشاركين كانوا أكثر استقراراً بشكل ملحوظ عند استخدام الكاحل الآلي، وكانوا أقل عرضة للتعثّر والسقوط».

ووفق الفريق، تُعدّ هذه النتائج اكتشافاً سريرياً مهمّاً، لأنّ الاستقرار أمر ضروري للأشخاص الذين يستخدمون الأجهزة التعويضية.

وفي جزء منفصل من الدراسة، طُلب من المشاركين التأرجح ذهاباً وإياباً أثناء استخدام الطرف الاصطناعي الطبيعي، وأثناء استخدام الكاحل الآلي. وزُوِّدوا بأجهزة استشعار مُصمَّمة لقياس نشاط العضلات في الجزء السفلي من الجسم بأكمله. ووجد الباحثون أنّ أنماط تنشيط العضلات عند استخدام الكاحل الآلي كانت مشابهة جداً لأنماط مَن لديهم طرفان سفليان سليمان.


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
تحليل إخباري سيارة إسعاف بموقع استهدفته غارة إسرائيلية في بيروت (رويترز)

تحليل إخباري خبراء لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق وقف إطلاق النار لا يمنع عودة «حزب الله» إلى ما كان عليه

هل الاتفاق، الذي يبدو أنه جُزّئ بين «حزب الله» و«إسرائيل»، يعني أن يدَ «الحزب» العسكرية ستبقى طليقة في لبنان.

إيلي يوسف (واشنطن)
آسيا خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

ارتفعت حصيلة هجومين استهدفا، أمس (الخميس)، موكبين لعائلات شيعية في شمال غربي باكستان، الذي يشهد عنفاً طائفياً، إلى 43 شخصاً من بينهم 7 نساء و3 أطفال.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده.

«الشرق الأوسط» (سيول)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.