مصر... اكتشاف جبانة كهنة «الدولة الحديثة» في المنيا

ضمت تابوتين لابنة «عظيم الخمسة» و«منشدة جحوتي»

أوانٍ كانوبية (الشرق الأوسط)
أوانٍ كانوبية (الشرق الأوسط)
TT
20

مصر... اكتشاف جبانة كهنة «الدولة الحديثة» في المنيا

أوانٍ كانوبية (الشرق الأوسط)
أوانٍ كانوبية (الشرق الأوسط)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، (الأحد)، اكتشاف جبانة أثرية تعود لعصر الدولة الحديثة للمرة الأولى بمنطقة الغريفة الأثرية في تونا الجبل، بمحافظة المنيا (جنوب القاهرة)، ضمت لقى أثرية وتوابيت خشبية لـ«منشدة الإله جحوتي»، وابنة الكاهن «عظيم الخمسة».

مومياء ناني (الشرق الأوسط)
مومياء ناني (الشرق الأوسط)

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، في مؤتمر صحافي، إن «البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة عثرت على جبانة لكبار موظفي وكهنة الدولة الحديثة، تضم مقابر عدة منحوتة في الصخر وبداخلها عدد من اللقى الأثرية». وأوضح وزيري أن «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على جبانة الدولة الحديثة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا». وبينما عثر في هذا الإقليم خلال الفترات السابقة على جبانات تعود لفترة الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول، والدولة الوسطى شرق نهر النيل في منطقة الشيخ سعيد، ودير البرشا، لم يكن موقع جبانة عصر الدولة الحديثة والعصر المتأخر معروفاً.

مومياء تا دي إيست (الشرق الأوسط)
مومياء تا دي إيست (الشرق الأوسط)

بدوره قال الدكتور ميسرة عبد الله، أستاذ الآثار المصرية، لـ«الشرق الأوسط» إن «النصوص القديمة كانت تقول إن المنطقة تضم جبانة الإله جحوتي، من الدولة الحديثة، لكن الحفائر بمنطقة تونا الجبل، على بعد 5 كيلومترات جنوب الغريفة، كشفت عن جبانة للحيوانات المقدسة، وكبار رجال الدولة من العصر البطلمي، في حين ظلت جبانة الدولة الحديثة مجهولة، لذلك بدأت الحفائر الأثرية بحثاً عنها». ويعود تاريخ حفائر البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار في منطقة الغريفة إلى عام 2017، بهدف البحث عن موقع جبانة الإقليم الخامس عشر خلال عصر الدولة الحديثة.

تماثيل أوشابتي (الشرق الأوسط)
تماثيل أوشابتي (الشرق الأوسط)

وأوضح وزيري أن «الشواهد الأثرية أشارت إلى أن جزءاً من هذه الجبانة المكتشفة أخيراً أعيد استخدامه في العصور المتأخرة». وعثرت البعثة على تمائم وحلي وتوابيت حجرية وخشبية بها مومياوات، إضافة إلى مجموعة من تماثيل الأوشابتى من الفخار والخشب لبعض كبار الموظفين مثل «جحوتي مس»، الذي يحمل لقب المشرف على ثيران معبد آمون.

بعض اللقى الأثرية المكتشفة (الشرق الأوسط)
بعض اللقى الأثرية المكتشفة (الشرق الأوسط)

وتضمن الكشف العثور على تابوتين الأول لسيدة تحمل اسم «ناني»، وكانت تلقب بـ«منشدة الإله جحوتي»، والثاني تابوت خشبي منقوش وملون، وهو لسيدة أيضاً وتدعى تا دي إيست «بنت إيرت حرو» كبير كهنة جحوتي بالأشمونين، وكان والدها يحمل لقب «عظيم الخمسة»، وهو لقب «مهم يخص كهنة تحوت في تلك الفترة» بحسب وزيري.

وعثرت البعثة بجانب تابوت «تا دي إيست» على صندوقين من الخشب يحويان الأواني الكانوبية الخاصة بها، بالإضافة إلى مجموعة كاملة من تماثيل الأوشابتي وتمثال الإله بتاح سوكر.

وقال وزيري إنه «للمرة الأولى تشهد منطقة الغريفة العثور على لفافة بها بردية كاملة بحالة جيدة من الحفظ». وأوضح أن الدراسات الأولية أشارت إلى أن طولها يبلغ ما بين 13 و15 متراً تقريباً، وتضم نصوصاً من «كتاب الموتى»، مشيراً إلى أنه «من المقرر عرضها في المتحف المصري الكبير».

جزء من البردية المكتشفة
جزء من البردية المكتشفة

واستخدمت منطقة الغريفة كجبانة لدفن الموتى في العصر المتأخر بدءاً من الأسرة 26 وحتى العصر البطلمي، ويعود تاريخ الحفائر بها إلى عام 1925، وعلى مدار تاريخها تعرضت للسرقات، مما دفع وزارة الآثار لبدء حفائر إنقاذ عامي 2002 و2003، قبل أن تضمها رسمياً لأملاك الآثار عام 2004.

وأوضح ميسرة أن «منطقة الغريفة من أهم المواقع الأثرية المستحدثة، حيث لم تكن على خرائط الآثار القديمة، ولم تقم بها حفائر كبيرة»، مشيراً إلى أنها «منطقة بكر بعيدة عن العمران، ولم يكن أحد يتوقع العثور على آثار بها».

بعض الأواني الكانوبية (الشرق الأوسط)
بعض الأواني الكانوبية (الشرق الأوسط)

وخلال المواسم الأثرية السابقة منذ عام تمكنت البعثة العاملة بالمنطقة من العثور على جبانة العصر المتأخر في أقصى شمال المنطقة، وهي عبارة عن آبار دفن محفورة في الصخر تؤدي إلى حجرات دفن بها توابيت حجرية وخشبية وأكثر من 25 ألف تمثال أوشابتي، وعدد كبير من الأواني الكانوبية وآلاف التمائم، وبعض التماثيل الحجرية والخشبية، التي تم عرض جزء منها في المتاحف المصرية.


مقالات ذات صلة

تحويل ميدان «السيدة عائشة» إلى ممشى سياحي في القاهرة التاريخية

يوميات الشرق القلعة تقف على حدود القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تحويل ميدان «السيدة عائشة» إلى ممشى سياحي في القاهرة التاريخية

ضمن خطة مصر لتطوير القاهرة التاريخية، بدأتْ خطوات تحويل ميدان السيدة عائشة الذي يقع على أطراف المنطقة التاريخية جنوب قلعة صلاح الدين إلى ممشى سياحي عالمي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
ثقافة وفنون سفنكس من موقع سلوت يقابله سفنكس من موقع الدُّور وآخر من موقع الفويدة

«سفنكس» عُمان

خرجت من موقع حصن سلوت الأثري في سلطنة عُمان مجموعةٌ من القطع البرونزية المنحوتة، تتميز بطابعها التصويري

محمود الزيباوي
يوميات الشرق عمرها آلاف السنوات (وزارة الثقافة في بيرو)

مومياء نادرة تكشف عن قوة النساء في أقدم حضارة بالأميركتين

اكتشف علماء آثار في بيرو رفات امرأة من النبلاء تعود إلى 5 آلاف سنة في مدينة كارال، وهي منطقة كانت تُستخدم لعقود مكباً للنفايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مطالبات بتشديد قواعد تنظيم الحفلات في المواقع الأثرية في مصر (حساب جمال على «فيسبوك»)

حفلات المواقع الأثرية تفجّر انتقادات في مصر

فجرت واقعة سقوط حامل إضاءة على جمهور أمسية فنية في ساحة قصر البارون الأثري، مساء السبت، في القاهرة جدلاً وانتقادات واسعة في الأوساط الأثرية والسياحية بمصر.

عصام فضل (القاهرة )
يوميات الشرق منطقة الإمام الشافعي بعد هدم مقابر بها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: خبراء يتهمون «الآثار» بـ«المماطلة» في تسجيل المقابر التاريخية

أثارت عملية الهدم الجديدة لمدافن بجبانة القاهرة التاريخية، انتقادات واتهامات للمجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار، بـ«المماطلة»

عصام فضل (القاهرة)

«نقابة الموسيقيين» المصرية تعاقب «بيكا» و«البحراوي» بالإيقاف المؤقت

رضا البحراوي تعرض لانتقادات في أكثر من مناسبة (حسابه على «فيسبوك»)
رضا البحراوي تعرض لانتقادات في أكثر من مناسبة (حسابه على «فيسبوك»)
TT
20

«نقابة الموسيقيين» المصرية تعاقب «بيكا» و«البحراوي» بالإيقاف المؤقت

رضا البحراوي تعرض لانتقادات في أكثر من مناسبة (حسابه على «فيسبوك»)
رضا البحراوي تعرض لانتقادات في أكثر من مناسبة (حسابه على «فيسبوك»)

أعلنت «نقابة الموسيقيين» المصرية معاقبة مؤدي المهرجانات المصري حمو بيكا، والمطرب الشعبي رضا البحراوي بالإيقاف المؤقت، بعد اتهامهما بـ«الإساءة لإحدى مؤسسات الدولة»، وقررت النقابة إيقاف حامل تصريح «الأداء الصوتي»، حمو بيكا، شهرين، بينما تعرض رضا البحراوي للإيقاف لمدة شهر، والتحويل لمجلس تأديب.

وتعرض بيكا للعقوبة على خلفية الفيديو الذي «تم تداوله منذ أيام عبر مواقع (سوشيالية)، ويظهر خلاله وهو يغني كلمات لا تليق بواحدة من أهم مؤسسات الدولة، بالإضافة لظهوره بجانب راقصات بشكل مسيء، ويتعارض مع القيم المجتمعية، ويخالف ما ورد بقانون النقابات رقم 35 لسنة 78»، وفق بيان النقابة.

كما عاقبت النقابة المطرب رضا البحراوي بالإيقاف لمدة شهر، وإحالته لمجلس تأديب بعد مخالفته لجلسة تحقيق سابقة، حيث أقر وتعهد بعدم استخدام الشعارات الخارجة عن آداب المهنة، ومخالفته لنص المادتين 50 و61 بقانون النقابات الفنية رقم 35 لعام 1978.

مطرب المهرجانات المصري حمو بيكا (حسابه على «فيسبوك»)
مطرب المهرجانات المصري حمو بيكا (حسابه على «فيسبوك»)

من جانبه قال الدكتور محمد عبد الله المتحدث الرسمي لنقابة «الموسيقيين» إن قرار الإيقاف الخاص بكل من بيكا والبحراوي لا رجعة فيه، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن بيكا لن يخضع لمجلس التأديب، لأنه ليس عضواً عاملاً بالنقابة.

وأوضح عبد الله في حديثه أن قرار إيقاف البحراوي احترازي، لكن العرض على مجلس التأديب من شأنه إصدار العقوبة النهائية، لافتاً إلى أن عقوبة المجلس تتنوع ما بين التنبيه، أو اللوم، أو الإيقاف لمدة لا تزيد عن سنة، أو حسب ما يجدونه مناسباً.

رضا البحراوي تعرض للإيقاف المؤقت (حسابه على «فيسبوك»)
رضا البحراوي تعرض للإيقاف المؤقت (حسابه على «فيسبوك»)

وأكد عبد الله أن «الموسيقيين» تقف على الحياد من الجميع، وأن ظهور أي فيديو مسيء وموثق لأي مطرب نقابي أو حاصل على تصريح، فسيتم التحقيق معه ومعاقبته، لكن لا يمكنهم الحكم على أي مطرب من خلال الصوت فقط.

وأعلنت نقابة الموسيقيين اعتراضها على الفيديو المنسوب لحمو بيكا، والذي يغني فيه كلمات اعتبرها البعض لا تليق، وتسيء لإحدى مؤسسات الدولة، الأمر الذي دعا النقابة لإصدار قرار بإيقاف تصريحه، وتحويله للشؤون القانونية للتحقيق العاجل.

وكتب بيكا عبر حسابه بموقع «فيسبوك» حينها مدافعاً عن نفسه عقب قرار إيقافه والتحقيق معه، لافتاً إلى أن الأغنية هي موال قديم، وأنه لم يقصد الإساءة، وأن الكثير من المطربين يقومون بغنائها في حفلاتهم، واستشهد بفيديوهات لبعض منهم، من بينهم رضا البحراوي، لافتاً في تعليقاته إلى أن «المساواة في الظلم عدل»، الأمر الذي عرض البحراوي للتحقيق والعقوبة أيضاً.

وقف بيكا عن العمل لمدة شهرين (حسابه على «فيسبوك»)
وقف بيكا عن العمل لمدة شهرين (حسابه على «فيسبوك»)

ووصف الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي مطربي المهرجانات بأنهم «نقطة سوداء في ثوب الغناء المصري، وليسوا أهلاً للغناء، وليس لديهم إدراك لدور الأغنية، ورسالتها، وقيمتها» وفق تعبيره.

ويؤكد السماحي لـ«الشرق الأوسط» أن العقوبة على قدر الجرم، ويجب التعامل مع المتجاوز بكل قوة وحزم، مطالباً وسائل الإعلام بعدم استضافتهم، والترويج لهم، لأنهم لا يقدمون أي شيء للمجتمع.

وبجانب بيكا والبحراوي قامت «نقابة الموسيقيين»، بالتحقيق مع مؤدي المهرجانات عصام صاصا مؤخراً، بعد انتقادات واسعة طالت بعض أعماله، ورصد تجاوزات في كلمات أغنياته، ومن بينها أغنية «محكمة ودخلنا على المفرمة» التي طرحها قبل أسبوعين عبر «يوتيوب».

رضا البحراوي تعرض لانتقادات في أكثر من مناسبة (حسابه على «فيسبوك»)
رضا البحراوي تعرض لانتقادات في أكثر من مناسبة (حسابه على «فيسبوك»)

ويرى الناقد الفني المصري سمير الجمل أن «ما يفعله مطربو المهرجانات ليس جديداً، وأنهم لن يتغيروا مهما تعرضوا لعقوبات».

وطالب الجمل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالانتباه لوجودهم، وما يطرحونه، موضحاً أنهم «ظاهرة لن تدوم وستنتهي مثل غيرها، لأن مصر أنجبت، ولا تزال أسماء فنية كبيرة ساهمت في تشكيل الوعي والارتقاء بالذوق العام». على حد تعبيره.

في المقابل علق الناقد الفني المصري طارق الشناوي على تجاوزات بعض مطربي المهرجانات قائلاً في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكن لأحد الدفاع عن الخطأ، ومن أخطأ فعليه تحمل نتيجة ذلك، مشيراً إلى أن «التعميم في حالتهم لا يجوز، خصوصاً أن ثقافة البعض منهم محدودة ولا يعلمون خطورة ما يقدمون». ولفت الشناوي إلى أن «محمد عبد الوهاب وأم كلثوم تعرضا لاتهامات من إحدى المؤسسات الدينية بسبب كلمات أغنياتهما، لذلك فإن النقد لا يقتصر على فئة بعينها».