شهدت مواقع «السوشيال ميديا» في مصر جدلاً بشأن موقف نجم الكرة المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، من الحرب الدائرة في غزة؛ فبينما يطالب مصريون صلاح بإعلان دعمه «غزة» عبر حساباته على الـ«سوشيال ميديا»، بعدّه من المؤثرين العالميين؛ فإن آخرين عدّوا هذا «الإلحاح» نوعاً من «المزايدة على اللاعب الذي يتصرف بوصفه محترفا».
وسلط قيام اللاعب المصري المحترف في صفوف نادي آرسنال الإنجليزي، محمد النني، بدعم الفلسطينيين علانية عبر تثبيت صورة تتضمن العلم الفلسطيني والمسجد الأقصى في حسابه على «فيسبوك»، الضوء على أهمية دعم اللاعبين العرب المشاهير للفلسطينيين.
وطالب متابعون لصفحة محمد صلاح على «فيسبوك» بإعلان موقفه من «حرب غزة» ضمن منشور له عبارة عن إعلان لشركة عقارات.
وألح متابعون كثيرون من بينهم محمود سيف الدين، ورضوان خالد، على ضرورة إعلان صلاح عن موقفه من حرب غزة، وكتب الأول «يا ريت يا فخر العرب بتويتة أو منشور تشير لقضية العرب... مجرد منشور من 5 أو 6 كلمات أو حتى (غزة تحت القصف) هيكون لها تأثير كبير». فيما تساءل الثاني: «ما تعليقك على ما يحدث في فلسطين؟».
ورفض نقاد مصريون الضغط على محمد صلاح لإجباره على إعلان شيء من المؤكد أنه مقتنع به في قرارة نفسه.
ويقول الناقد الرياضي المصري محمود صبري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن صلاح يعد «أحد السفراء الرياضيين العرب في أوروبا»، لافتاً إلى أن «الموقفين الأوروبي والغربي بشكل عام يدعم إسرائيل، وأن نجم (الريدز) يعيش وسط لوبي شرس». على حد تعبيره.
ورفض صبري المقارنة بين موقفي صلاح وأبو تريكة، بعدّ كل منهما في «مكان ووضع مختلفين»، وعدّ ذلك نوعاً من «المزايدة» على مواقف محمد صلاح.
ووفق صبري فإنه قد «بدت علامات التأثر على صلاح خلال مباراته الأخيرة في الدوري الإنجليزي يوم الأحد الماضي أمام برايتون، قبل التوقف الدولي، ورغم إحرازه هدفين في المباراة، فإنه لم يبدِ أي سعادة بهما».
وقد سبق لمحمد صلاح، أن أعلن تضامنه مع القضية الفلسطينية، بتغريدة على موقع «إكس» (تويتر سابقاً) جرى تداولها على نطاق واسع، في مايو (أيار) 2021، ونشر صورة له أمام المسجد الأقصى، معلقاً عليها : «أدعو جميع قادة العالم، بما في ذلك رئيس وزراء البلد الذي هو موطن لي طوال السنوات الأربع الماضية، إلى بذل كل ما في وسعهم للتأكد من توقف العنف وقتل الأبرياء على الفور». واختتم صلاح تغريدته: «لقد طفح الكيل».
ويتمتع صلاح بشعبية كبيرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، إذ يزيد عدد متابعيه عبر منصة «إكس» على 18 مليون متابع، بالإضافة إلى 17 مليون متابع على «فيسبوك» ونحو 63 مليون متابع على «إنستغرام».
ورأى الناقد الرياضي أشرف محمود، أن صلاح «ليس حراً تماماً فيما يكتبه أو يعلنه»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد مواطن عربي غير متعاطف مع غزة». وقال محمود، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «صلاح ربما قرر أن يدعم غزة بطريقة أخرى لا نعرفها، ربما تكون أكثر إفادة للقضية الفلسطينية ولغزة».
ويخشى عدد من لاعبي الدوري الإنجليزي العرب والمسلمين حسب نقاد، من إجبارهم على «دعم الجانب الإسرائيلي» خلال المباريات المقبلة، لمواكبة الدعم السياسي الذي تظهره الحكومة البريطانية لإسرائيل، على غرار ما حدث العام الماضي، عندما قررت رابطة الدوري الإنجليزي إظهار التضامن الكامل مع أوكرانيا ضد حرب روسيا.
وحسب الناقد الرياضي محمود الشيخ فإن هناك لوائح وشروطاً تحكم مواقف اللاعبين، وقال في تصريحات تلفزيونية إن «محمد صلاح لا يستطيع كتابة كلمة على الـ(سوشيال ميديا) إلا بعد موافقة رسمية مكتوبة من إدارة فريقه؛ لأن ذلك يرتبط بعوامل أخرى، من الممكن أن تؤثر على البث الفضائي أو الرعاة أو جماهير النادي في البلاد المختلفة».