خريطة تظهر 27 نوعاً مختلفاً من المحبة في الجسم

الأنواع المختلفة من الحب (شاترستوك)
الأنواع المختلفة من الحب (شاترستوك)
TT

خريطة تظهر 27 نوعاً مختلفاً من المحبة في الجسم

الأنواع المختلفة من الحب (شاترستوك)
الأنواع المختلفة من الحب (شاترستوك)

يبدو أن بعض أنواع المحبة لا يُشعرُ بها إلا في الصدر فقط، فيما يُشعرُ ببعض الأنواع الأخرى في كل مكان. وقد رسم العلماء خريطة للمكان الذي يشعر فيه الناس بأنواع مختلفة من الحب في الجسم، مثل الحب العاطفي والحب الأبوي، ومدى قوة تجربتهم. وهو تقدم يلقي مزيداً من الضوء على الاختلافات في التجربة الإنسانية، حسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

ولطالما ميز الفلاسفة بين الأنواع المختلفة من الحب، بما في ذلك حب الذات، والحب الرومانسي، والحب الأفلاطوني. في الوقت نفسه، يتطلع علماء النفس والأعصاب إلى فهم أكثر للعواطف، وكذلك آليات الإشارات السلوكية والعصبية في الجسم المرتبطة بالحب الرومانسي والحب الأبوي. مع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت النماذج التي وضعها الفلاسفة مرتبطة بالتجارب الفعلية للحب، وكذلك مدى كونها مجرد إبداع اسمي.

وفي الدراسة الجديدة، المنشورة أخيراً في مجلة «علم النفس الفلسفي»، حاول الباحثون التمييز بين 27 نوعاً مختلفاً من الحب، من خلال تقييم كيفية تجربتها بوصفها مشاعر مجسدة، وكيف أن هذه التجارب مرتبطة بعضها مع بعض. قالت بارتيلي رين، من جامعة آلتو: «من الجدير بالملاحظة -وإن لم يكن ذلك مفاجئاً للغاية- أن أنواع الحب المرتبطة بالعلاقات الوثيقة متشابهة، وهي الأكثر خبرة». وسأل الباحثون أيضاً عن كيفية شعور المشاركين بأنواع الحب المختلفة جسدياً وعقلياً، ومدى متعة هذا الشعور، وكيف كان مرتبطاً باللمس. كما طُلب من المشاركين تقييم مدى قرب أنواع الحب التي يشعرون بها.

وكتب الباحثون في الدراسة: «توفر دراستنا أول خريطة للتجارب المتجسدة المرتبطة بأنواع مختلفة من الحب». وتشير النتائج إلى أن أنواع الحب المختلفة تشكل سلسلة متصلة من الأضعف إلى الأقوى. كما أشارت الدراسة إلى أنه «نقترح أن يُنظر إلى (الحب) من الناحية النظرية على أنه فئة خبرة مفتوحة، و(غامضة)، ومستمرة، من أنواع فرعية لا تنضب، متماسكة معاً بدرجات متفاوتة من التشابه في المشاعر العاطفية المتوازنة بشكل إيجابي».



«كريسماس أون آيس 2»... الحبّ يُغيِّر العالم

الفنانون حضروا من الخارج رغم جميع الاحتمالات (الشرق الأوسط)
الفنانون حضروا من الخارج رغم جميع الاحتمالات (الشرق الأوسط)
TT

«كريسماس أون آيس 2»... الحبّ يُغيِّر العالم

الفنانون حضروا من الخارج رغم جميع الاحتمالات (الشرق الأوسط)
الفنانون حضروا من الخارج رغم جميع الاحتمالات (الشرق الأوسط)

بإمكان قصة تتبنّى الأمل بشكله «الطفولي» أن تجعل الراشد يفكّر. ذلك الأمل المُتمثّل بلقاء بعد صقيع الحضن ولمَّة بعد وحشة، والمُغلَّف بالحب. بدت وجوه الأطفال شاردة في المعاني. فـ«كريسماس أون آيس»، بنسخته الثانية، يملك مهارة استمالة الجالسين على مقاعدهم في «واجهة بيروت البحرية» نحو عالمه. بألوان الأبيض وتدرّجات البنفسجي، مع اللمَّاع الطاغي على أزياء محبوكة بلمسة سحر، وبالغناء والموسيقى والرقص والاستعراض، يقول العرض الممتدّ حتى 5 يناير (كانون الثاني) المقبل إنّ الإنسانية تمنح المرء جدوى وجوده.

يقول العرض إنّ الإنسانية تمنح المرء جدوى وجوده (الشرق الأوسط)

مهَّد الاسمُ اللبناني وراء الحدث الميلادي، صاحب شركة «آرتستس آند مور» المُنتجة مع «كرايزي إيفنتس»، أنطوني أبو أنطون، لعرض آسر، متحدّثاً عن ديكور أُنجز بأيام بعد إلغاء قسريّ فرضته الحرب، وعن فنانين حضروا من الخارج رغم جميع الاحتمالات. شكَّل تحدّياً ما شاهدناه على المسرح. ديكور حالم وحلبة تزلّج يعبُرها راقصون يستطيعون حَبْس النَفَس، وقصة طافحة بالبساطة، لكنّها من صنفٍ يمنح الدفء. بساطة الأطفال وبراءتهم، وبساطة الخيال مثل الخربشات الأولى المُحمَّلة بخفقان لا يُنسى.

الديكور أُنجز في أيام بعد إلغاء قسريّ فرضته الحرب (الشرق الأوسط)

تتداخل الحكاية مع العرض المشهديّ كأنهما رقصة. يصبح القصر الملوَّن بما يُريح العين نقيضَ عالمٍ تحكمه القسوة، ويُغلِّب الحياة بجانبها المضيء رغم تسلُّل الظلمة. فلا التجمُّد قدر «كسارة البندق»؛ بطل القصة التائه في مصيره، فتناديه الوُجهة، أو يناديها، لا فرق، ما دام أنه نداء الحبّ. وهو تجمُّد ليس بالمعنى الحرفي حين يحلُّ الصقيع ويشلّ الأطراف، إنما يتخطّاه إلى برودة الروح ومقتلها جرّاء الوحدة والضيق والصمت.

يُراد من «كريسماس أون آيس 2» أن يُشكّل رحلة جماعية نحو «الخلاص». في ذلك، معنى الميلاد. بغلبة الحبّ على بشاعة العالم والنجاة على التوحُّش. ورغم بساطة الحبكة، ثمة ما يمكن تلقّفه، وإنْ بلغ المرء من العُمر مبلغاً؛ الأحلام التي تتحلّى بالقوة، فترفض أن تختبئ. القلب المتّسع لِما لم تعُد تتّسع له النفوس، والخوف المُغادِر إلى حيث الحرية. «ناو أور نفر»، تردّدها الشخصيتان، «كسارة البندق» و«إميلي فروست»، لدقّ الجرس الصامت في الكبار أولاً. أجراس الطفولة تُقرَع على وَقْع الأحلام والأماني. مَن أصابهم العُمر، أُحيلوا على إسكات الأصوات.

شكَّل تحدّياً ما شاهدناه على المسرح (الشرق الأوسط)

الدخان يعبَق، متطايراً مع طابات باللون الأبيض بما يُشبه حفلة ثلج. فصلٌ من الحكاية، يُتبَع بعرض راقص؛ وإذا براقصة ترتفع عن الأرض. يصبح الحبل لا مرئياً أمام خفّتها وبهجة التمايُل. تعلو وتدور، مُشكِّلةً حلقات تكاد تبدو بلا نهاية، بدهشة العبور إلى ما يتجاوز الإحساس بالدوار، نحو الشعور بالحياة.

مثل جميع قصص الأطفال، تنتصر النهاية السعيدة. يلتقي القلبان بعد تمادي المجهول، ويسطع النور من الليالي الطويلة. هنا لا يغدو المشهد الساحر خارجياً، بتجسُّده في الأزياء والأجواء، وإنما داخلي بمحاكاته قدرة الحبّ على إعادة تعريف الأشياء، فتصبح المعادلة: لا أحد يملك الأبد. جميعنا رهنُ الآن.

نبيلٌ إدخال مشهد الأرزة اللبنانية في صميم العرض. إنه صرخة حياة وإعلان ولادة جديدة في كل مرّة تعمّ الجنائز. أمكن جَعْله على صلة ما بالحكاية، فلا يبدو «مُقحَماً»؛ هشَّ السياق. وطنياً، فيه العزم والصلابة، والعناد وبراعم الأمل. فنّياً، توظيفه يكتمل لو احتضنه سياق مقنع.

نبيلٌ إدخال مشهد الأرزة اللبنانية في صميم العرض (الشرق الأوسط)

ماذا لو انتظر الحبّ الباحثين عنه وحلّ فيهم بوَقْع مباغت؟ العرض يجيب. تأتي الإجابة على هيئة تُناقض الاحتكام إلى الشكل الواحد؛ وهو في هذه الحالة التجمُّد. فالمرء لا يدرك حجم الصقيع في داخله حتى يجد مَن يُحيله على الذوبان الدافئ. لعلّه شخص أو سكينة أو محاولات. يمنح «كريسماس أون آيس» فسحة للشعور بالعالم عوض الاختباء منه، وعناق اللحظة بصفتها المناسِبة دائماً عوض انتظار متى يحين الوقت فينقضي العُمر.

لنحو الساعة ونصف الساعة، تقول الشخصيتان الرئيسيتان ومعهما الراقصون إنّ الحبّ يستطيع مدَّ الحياة بالسحر. «ماجيك» على هيئة تفهُّم واحتضان وحكاية في قصر. وإن استبدَّ كلُّ ما يقع خارجه وشاء هزيمة الأبيض البرّاق، وتدرّجات البنفسجي الآسرة، يمكن للفسحة أن تعوِّض تعذُّر الشعور بالعالم، فتصبح الملاذ. الدواخل الإنسانية هي التي ترقص في العرض. الأقدام تابعة.