«الحشرة الماصة للدماء» ترعب فرنسا (فيديو)

حزب سيطرح القضية في البرلمان... واتهامات للحكومة بالتقاعس

حشرات بق الفراش بأحد المقاعد في باريس (رويترز)
حشرات بق الفراش بأحد المقاعد في باريس (رويترز)
TT

«الحشرة الماصة للدماء» ترعب فرنسا (فيديو)

حشرات بق الفراش بأحد المقاعد في باريس (رويترز)
حشرات بق الفراش بأحد المقاعد في باريس (رويترز)

كما تخطف باريس الأضواء بطبيعتها، وتحديداً، هذا الأسبوع مع فاعليات أسبوع الموضة، تجذب «مدينة النور» الأنظار أيضاً بانتشار غير مسبوق لحشرة بق الفراش، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من الآثار المترتبة على الصحة نتيجة انتشارها. وتشهد العاصمة الفرنسية باريس انتشار موجة غير مسبوقة من «بق الفراش» في الأماكن العامة، مثل مترو الأنفاق وفي القطارات وصالات السينما، إذ نشر فرنسيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، عدداً من الفيديوهات التي توثق انتشار هذه الآفة.

وتعهدت الحكومة الفرنسية، الجمعة، رداً على طلب من بلدية باريس، بـ«التحرك بشكل أكبر» لمواجهة انتشار بقّ الفراش، وأفادت بأنها ستعقد، الأسبوع المقبل، اجتماعاً للجهات الموفّرة لخدمات النقل، بغية اتخاذ إجراءات «حماية» أفضل لمستخدميها، قبل أقل من عام على استضافة باريس «دورة الألعاب الأولمبية».

من جهته، دعا وزير الصحة الفرنسي أوريليان روسو، أمس الثلاثاء، إلى التحلي بالهدوء في مواجهة انتشار حشرات بق الفراش. ونقلت إذاعة «فرنس إنتر» عن روسو قوله: «أعتقد أنه ليست هناك أسباب للذعر العام. لم نشهد اجتياحاً لبق الفراش». وأقرّ روسو بأن انتشار الحشرات الليلية المصّاصة للدماء «جحيم». وأفادت «هيئة تشغيل المواصلات العامة في باريس (آر إيه تي بي)» بأنه لم يجرِ العثور على حالات ثابتة لبق الفراش في خدماتها. وسيطرح القضية «حزب النهضة»، الذي ينتمي إليه الرئيس إيمانويل ماكرون، في البرلمان، وتشير تقارير إلى أن الحزب يعمل على مسوّدة تشريع لتعزيز الوقاية من الحشرات. واتهم «حزب فرنسا الأبية» اليساري الحكومة بالتقاعس في الماضي.

مطالب بخطة عمل

وكتب وزير النقل كليمان بون، على شبكة التواصل الاجتماعي «إكس (تويتر سابقاً)»: «سأجمع الجهات المشغّلة لوسائل النقل، الأسبوع المقبل؛ للبحث في الإجراءات المتخَذة والعمل بشكل أكبر لخدمة المسافرين وطمأنتهم، وتوفير حماية أكبر لهم». وطلبت بلدية باريس، الخميس، من الحكومة وضع «خطة عمل» لمكافحة بقّ الفراش، مُعربة عن قلقها لعودة هذا النوع من الطفيليات «بكثافة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ورأى النائب الأول لرئيس البلدية، إيمانويل غريغوار، أنه «على الدولة أن تعقد اجتماعاً عاجلاً لجميع المعنيين، من أجل تنفيذ خطة عمل تتناسب مع حجم هذه الآفة، في حين تستعدّ فرنسا بأكملها لاستضافة الألعاب الأولمبية». وأُفيد، اليوم الأربعاء، بـ«الاشتباه بوجود بق فراش في مقصورة القيادة» بأحد قطارات الأنفاق، وفقاً لـ«هيئة النقل في باريس»، لكن تبيَّن، بعد فحصه بأكمله، أن النتيجة «سلبية»،

وفق ما أكدت المؤسسة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأشارت إلى أن كل تجهيزاتها «تخضع لتنظيف شامل ودائم (...) ولم تُسجّل، في الأيام الأخيرة، أية حالة مؤكَّدة لوجود بق فراش» في مركباتها، سواء في المترو أم محطة القطارات السريعة أم الترامواي أو الحافلات.

صورة لحشرة بق الفراش في باريس (أ.ف.ب)

كما أفادت مجموعة «إس إن سي إف» للسكك الحديدية، «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، بأنه «لا تأكيد لأي حالة وجود بق فراش، في الأيام الأخيرة، في القطارات الفائقة السرعة» التابعة لها. واختفت هذه الحشرات من الحياة اليومية في خمسينات القرن العشرين، ثم عاودت الظهور، خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، في عدد من الدول المتقدمة بفعل وتيرة الحياة القائمة بشكل متزايد على التنقّل والنمط الاستهلاكي القائم على شراء السلع المستعملة، إضافة إلى تسجيل مقاومة للمبيدات الحشرية.


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

صحتك يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

للضوء دور كبير في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية. ولهذا السبب يميل كثير منا إلى الشعور بمزيد من الإيجابية في فصلَي الربيع والصيف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الدراسة وجدت أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من درجة حرارة غير المصابين بالمرض (رويترز)

دراسة تكشف عن وجود علاقة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم

كشفت دراسة علمية جديدة أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من تلك الخاصة بغير المصابين بالمرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية القيام بذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)

لهذه الأسباب نحتاج إلى الضوضاء لنتمكن من النوم

هناك عدة أسباب قد تجعلنا نحتاج أو نريد الضوضاء للنوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الانتماء إلى الثلث الأكثر ثراءً من السكان يرتبط بانخفاض احتمالات التحول من الإصابة بالتدهور الإدراكي الخفيف إلى الخرف (أرشيفية)

كيف يمكن لوظيفتك وثروتك أن يؤثرا على إصابتك بالخرف؟

وجدت دراسة جديدة أن المهنيين الحاصلين على تعليم عالٍ في الثلث الأكثر ثراءً من السكان أقل عرضة للإصابة بضعف إدراكي خفيف، وهي الحالة التي تتطور إلى الخرف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

صداقة غير متوقَّعة بين قندس ورجل تُهوِّن يُتمهما

الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)
الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)
TT

صداقة غير متوقَّعة بين قندس ورجل تُهوِّن يُتمهما

الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)
الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)

تغيَّرت حياة بيلي وسوزان ميل إلى الأبد بظهور شبل قندس صغيرة تتضوَّر جوعاً عند عتبة منزلهما في شيتلاند. كان ذلك في 3 مارس (آذار) 2021، عندما لمح بيلي القندس الهزيلة، التي أطلق عليها لاحقاً اسم «مولي».

في هذا السياق، تنقل عنه «بي بي سي» قوله إنّ رعايتها حتى استعادة صحّتها جعلته يعيد اكتشاف الفرحة التي فقدها بعد وفاة والديه مؤخراً. ألهم ذلك صانع أفلام الحياة البرّية تشارلي هاملتون جيمس تحويلَ صداقتهما غير المتوقَّعة فيلماً وثائقياً حاز على جوائز. بدأ كل شيء عندما كان بيلي (57 سنة) جالساً في بيته ورأى القندس الصغيرة تغوص قبالة القارب المجاور. يقول: «غلبني الفضول وقرّرت أن أرى إلى أيّ مدى يمكنني الاقتراب منها». علم بيلي أنّ ثمة أمراً ما لجلوس القندس الخجولة بجانبه لتأكل فريستها، سرطان البحر.

بين بيلي والقندس علاقة صداقة (ناشيونال جيوغرافيك)

يروي: «توقّفتْ عن تناول الطعام، ونظرتْ في عينيَّ مباشرة، ثم عادت إلى تناوله. لمحتُ الغرابة، فالقندس البرّي لا بدَّ أن يهرب في تلك اللحظة». علم بيلي أنه عُثر على أنثى القندس ميتة في المنطقة مؤخراً، لذلك افترض أنّ الشبل كانت وليدتها اليتيمة: «كانت هزيلة، لكنها لم تكن في صحّة سيئة. كانت جائعة فقط». نصحه أحد ملاجئ الحياة البرّية المحلّية بإطعامها ما دام أنه لم يدجّنها. وبعد حصوله على الموافقة من زوجته سوزان، أصبحت «مولي» جزءاً من عائلة ميل.

يقول الزوجان إنّ «مولي» جاءت إلى حياتهما في وقت مناسب، فقد انتقلا مؤخراً إلى شيتلاند، حيث ينتمي بيلي، بعد فترة قصيرة من فقدانه والديه. يعلّق: «كان ثمة كثير من الأشياء التي تحدُث في ذلك الوقت، وجاءت (مولي) في منتصفها. لقد شكَّلت مصدراً رائعاً للتحمُّل».

بدورها، تقول سوزان (59 عاماً) إنها لاحظت تغيُّراً في مزاج زوجها، لافتة إلى أنّ «مساعدة حيوان يحتاج إليه كان أمراً عاطفياً ومؤثّراً جداً». وتُعقِّب أنها عانت بداية صعبة مع «مولي»، إذ كانت تتدحرج في قدور نباتاتها وتطاردها في السقيفة عندما لم يكن بيلي في الجوار. كما كانت خائفة قليلاً لأنها لم تتفاعل قطّ مع حيوان برّي من قبل. وختمت سوزان: «كلما تعلّمتْ أكثر، رأيتُ أنها لم تكن عدوانية على الإطلاق».