تحت شعار «السينما ترقص وتغني» أقيم حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ39 (مساء الأحد).
بدأ الحفل بأوبريت «لسه الأغاني ممكنة» الذي تضمن مشاهد لأشهر أغاني الأفلام، من محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، إلى عبد الحليم حافظ، وعمرو دياب، بينما قدم شباب الإسكندرية رقصات استعراضية على المسرح مصاحبة لمشاهد من بعض الأعمال السينمائية.
واختار المهرجان شعاره للعام الحالي، انطلاقاً من الاستفتاء الذي أجراه لهذه الدورة لاختيار أفضل مائة فيلم غنائي، الذي تصدره «غرام في الكرنك» من بطولة فريدة فهمي ومحمود رضا وإخراج علي رضا.
حفل الافتتاح أقيم في مكتبة الإسكندرية، وشهد تكريم عدد من الفنانين المصريين والأجانب. وألقى الناقد أمير أباظة رئيس المهرجان، كلمة أكّد فيها احتفاء جمعية كتاب ونقاد السينما بمرور نصف قرن على تأسيسها.
وخلال الحفل كُرّمت الفنانة المصرية إلهام شاهين التي تحمل دورة المهرجان اسمها، وسلّمها الفنان محمود حميدة درع المهرجان، الذي قالت عنه: «أجمل شيء أن يكرمني شريك مشواري الذي قدمت معه أعمالاً ناجحة، وهو فنان يحب السينما ويحترم فنه». وارتدت شاهين فستاناً أبيض، وحرصت على أن تحضر بصحبة أشقائها، مؤكدة أن المهرجان هو عرس السينما «وأشعر بأنني عروس هذا اليوم، وأفلامي هي أولادي، ولدي أكثر من مائة ولد».
ونال الفنان المصري خالد زكي تكريماً عن مسيرته، موجهاً الشكر لكل من وقف بجانبه على مدى 50 عاماً، متمنياً أن يمثّل حتى آخر يوم في عمره، وسلمته جائزة التكريم الفنانة شيرين.
من جانبها، عبرت الفنانة المصرية حنان مطاوع عن امتنانها للتكريم، مشيرة إلى أنها بطبيعتها «شخصية خجولة» والفن منحها الجرأة وجعلها تدرك أن الإنسانية تزداد إنسانية بالفن.
وحضرت الفنانة ليلى علوي لتكريم المخرج اليوناني كوستاس فيريس، وهو من مواليد حي شبرا في القاهرة، وحدثته ليلى باليونانية، وقالت له: «يشرفني أن أسلمك الجائزة، نحن فخورون بك وبكل اليونانيين». وردّ عليها باللغة العربية، قائلاً: «ولدت في مصر وشربت من نيلها وها أنا أعود إليها اليوم»، ومن ثَمّ أردف بصوت مبهج: «سلامات يا شبرا»، ليحظى بتصفيق الحضور.
وشهد حفل الافتتاح تكريم الممثلة الفرنسية كارولين سيلول، التي حصل فيلمها «كل صباحات العالم» على 7 جوائز دولية، وهي تجمع بين الكتابة والتمثيل والإنتاج. وحاز المنتج الفرنسي جون لوي ليفي على تكريم مماثل، ويعدّ ليفي واحداً من أهم وأكبر منتجي السينما في فرنسا وأوروبا.
وكُرّم أيضاً، الفنان المصري مدحت صالح، إذ أشارت الجهة المنظمة إلى أن المهرجان في حفل ختامه سيحتفي بمجموعة من الفنانين والفنانات الذين قدّموا السينما الغنائية ضمن الاحتفال باستفتاء أفضل 100 فيلم غنائي، وستُكرّم أيضاً لطيفة، وسيمون، ومصطفى قمر، وخالد سليم.
وتشهد مسابقة الأفلام الطويلة للدورة الحالية، مشاركة 10 أفلام هي: «5 هكتارات» (فرنسا)، و«طعام فضائي» (إيطاليا)، و«أغنية 22» (البوسنة والهرسك)، و«ع مفرق طريق» (لبنان)، و«بينني» (سلوفينيا)، و«الحجر الأسود» (اليونان)، و«إليريكوم» (إنتاج مشترك لدول عدّة)، و«إيمان» (قبرص)، و«ماتريا» الوطن الأم (المغرب)، و«سلم وسعى» (المغرب)، وتضم لجنة تحكيمها الكاتب المصري عبد الرحيم كمال، والممثلة الألبانية فلونيا كوديللي، والمنتج الإسباني خوانما باجو، والمخرج مياليس جكتسوج، وكان الفنان السوري جمال سليمان الذي اعتذر عن عدم رئاسة لجنة التحكيم بسبب سفره إلى العراق لمؤازرة منكوبي حريق «الحمدانية» ولم يعد بعد.
فيما يترأس الفنان محمد رياض لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، وتضمّ في عضويتها المخرج الإماراتي عامر سالمين المري مؤسس ومدير مهرجان العين السينمائي، والمخرج الإيطالي أندريا لودوفيتشيني، ويتنافس على جوائزها 22 فيلماً من مختلف دول البحر المتوسط. كما يقدم المهرجان مسابقتين للأفلام المصرية، وهي مسابقة أفلام شباب مصر وتختص بأفلام الطلبة، وترأس لجنة تحكيمها الفنانة السورية جومانا مراد، ومسابقة الفيلم المصري وترأسها الفنانة شيرين.
وكانت مذيعة التلفزيون المصري سهير شلبي قد شاركت في تقديم الافتتاح لأول مرة منذ سنوات، مع الإعلاميين كريم كوجاك وغادة شاهين، وعرض عقب انتهاء الحفل الفيلم القصير «فاطيما» وهو من إنتاج مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط.
وخلال ندوة تكريمها التي أقيمت (الاثنين)، قالت الفنانة إلهام شاهين إنها «تعلّمت منذ بدايتها على أيدي فنانين مخرجين وممثلين استفادت منهم كثيراً»، مشيرة إلى أنها «تشعر بالشفقة على الممثلين الجدد الذين يقدمون تجاربهم الأولى مع مؤلفين ومخرجين جدد مثلهم، مما يفقدهم خبرات الكبار»، مؤكدة أنها «استجابة للفنانة الراحلة فاتن حمامة حين التقتها في إحدى المناسبات، وقالت لها أنت تشبهيني أكثر من ابنتي، لكن عليك أن تكوني شخصيتك، ووعدتها حينها بأن أرفض الأدوار التي تحاول حصري في شخصيات محددة».
الناقد الفني أشرف غريب مؤلف كتاب تكريم إلهام شاهين «خلطة إلهام شاهين» على غرار فيلمها «خلطة فوزية»، أكد أن «إلهام حققت بطولاتها بموهبتها وتراكم خبراتها، ودراستها الأكاديمية انعكست على اختياراتها الفنية التي اتّسمت بالتنوع والثراء».