دي كار أول امرأة تتولى رئاسة اللوفر

تريد إصلاح المتحف... فهل تستطيع؟

سائحون بجوار هرم اللوفر في متحف اللوفر بوسط باريس (أ.ف.ب)
سائحون بجوار هرم اللوفر في متحف اللوفر بوسط باريس (أ.ف.ب)
TT

دي كار أول امرأة تتولى رئاسة اللوفر

سائحون بجوار هرم اللوفر في متحف اللوفر بوسط باريس (أ.ف.ب)
سائحون بجوار هرم اللوفر في متحف اللوفر بوسط باريس (أ.ف.ب)

كانت لورنس دي كار موظفة شابة في متحف «أورساي» في عام 1994 عندما راودها حُلم الجمع بين الرسامين الفرنسيين العظيمين، إدوارد مانيه وإدغار ديغا، في معرض واحد. أهمّ أعمالهما كانت موزعة عبر قارات مختلفة، وبعضها لم يكن مُعاراً أبداً؛ لذلك لم يكتشف أي متحف صداقتهما المتنافسة.

افتتح معرض «مانيه/ديغا» في متحف «متروبوليتان» للفنون في 24 سبتمبر (أيلول) بعد جولة دامت 4 أشهر في متحف «أورساي» في باريس، حيث جذب 670 ألف زائر.

تقول دي كار إن المتحف أحد الأسماء الفرنسية النادرة المعترف بها في جميع أنحاء العالم (نيويورك تايمز)

يعود الفضل إلى دي كار التي ترقّت من كونها أمينة متحف «أورساي» إلى رئاسته لمدة 4 سنوات قبل أن تتولى رئاسة متحف «اللوفر» عام 2021، وبدأت في ترتيب معرض «مانيه/ديغا» في حين كانت ما زالت في «أورساي». وعندما أصبح ماكس هولين مدير متحف «متروبوليتان» عام 2018، أقنعته دي كار بالمشاركة في إنتاجه معها، وذلك استخدام أعمال من كلا المتحفين لتحقيق الإنصاف.

إصلاحاتها في «اللوفر»

تواجه دي كار اليوم، تحدّياً من نظام مختلف في متحف «اللوفر»، أكبر متحف في العالم. إذ إن القصر السابق، الذي كان موطناً لملوك فرنسا حتى عام 1682، ينضح بالعظمة والجلال، وهو ذراع القوة الناعمة للدولة الفرنسية؛ ومع ذلك، فهو أيضاً متحف في القرن الـ21 مع ضرورة أن يكون ذا صلة وشمولية، وأن يمنح الملايين من زائريه أوسع فرصة ممكنة لزيارته.

هناك أيضاً المسألة الدائمة المتعلقة بالموناليزا؛ فمنذ سرقتها عام 1911، اجتاحت أعدادٌ متزايدة من الزائرين تحفة عصر النهضة؛ مما جعل السيطرة على هذه الحشود القادمة لرؤيتها أكبر معضلة لأي مسؤول استلم منصب رئاسة متحف «اللوفر».

عمال يزيلون لوحة «الحرية تقود الشعب» لديلاكروا (1798-1863) في متحف اللوفر في باريس (أ.ف.ب)

قالت دي كار في مقابلة أجرتها من مكتبها بمتحف «اللوفر»، الذي أعادت تزيينه بالأثاث المعاصر والصور الفوتوغرافية التي التقطت فيه، بما في ذلك إحدى صور فرقة «البيتلز»، إلى جانب تمثال نصفي كلاسيكي: يُعدّ «(اللوفر) أحد الأسماء الفرنسية النادرة التي يُعترف بها في جميع أنحاء العالم».

ولدى دي كار قضايا ملحّة، فهي تريد إنشاء بوابة ثانية للمتحف عند الواجهة الواقعة في أقصى الشرق، وهي عبارة عن رواق من الأعمدة يعود تاريخه إلى القرن الـ17 ويؤدي إلى جناح النهضة في المتحف؛ يكمن هدفها في تخفيف الازدحام حول «هرم اللوفر»، المدخل الزجاجي الفولاذي الذي صممه المهندس المعماري آي إم بي في الثمانينات لاستقبال 4.5 مليون زائر سنوياً، ولكن في عام 2018، سجل رقماً قياسياً بنحو 10.2 مليون زائر؛ وحسب تقدير المتحف، فإن 80 في المائة من هؤلاء الزائرين يأتون فقط من أجل «الموناليزا»، وهم ينتظرون في صفوف الانتظار ليأتي دورهم لالتقاط صورة ذاتية.

تعدّ السيطرة على الحشود إحدى أكبر المشكلات التي يتعين على دي كار حلها (نيويورك تايمز)

تريد رئيسة المتحف أن تجعل من «اللوفر» تجربة أكثر متعة، من خلال السماح لرواده، لا سيما الفرنسيين منهم، الذين يشكّلون حالياً 30 في المائة فقط من الإجمالي، بتجنب المرور عبر الهرم المزدحم في كل مرة. وتأمل أن تستدرج نقطة الدخول الثانية هؤلاء الزائرين، الذين سيزورون مناطق أكثر في المتحف مقارنة بتلك المؤدية إلى «الموناليزا». كما أنها حدّدت عدد الزائرين اليومي بـ30 ألف زائر، وكان عددهم ما قبل الجائحة قد بلغ 45 ألف زائر. وقالت: «يجب أن نعيد التوازن إلى المتحف».

تريد دي كار إنشاء بوابة ثانية للمتحف في الواجهة الشرقية منه (نيويورك تايمز)

من جانبه، قال ديدييه سيليه، الذي كان المدير العام للمتحف في الفترة من 2000 إلى 2009: إن مصير المتاحف الوطنية في فرنسا تحدّده الدولة في نهاية المطاف، وفي حالة متحف «اللوفر»، يحدده رئيس البلاد، الذي التقى شخصياً المرشحين للوظيفة التي ذهبت إلى دي كار.

تقول دي كار إنه لا بدّ من إعادة التوازن إلى متحف اللوفر (نيويورك تايمز)

في السنوات الأخيرة، حصل «اللوفر» على استقلالية من الدولة عبر التزامه بتوليد ما يقرب من نصف ميزانيته السنوية البالغة نحو 270 مليون يورو (288 مليون دولار). ومع ذلك، فإن الخطة الرئيسية للسيدة دي كار، التي تشمل مدخلاً حديثاً، وبهواً جديداً ومساحة للعرض، تحتاج إلى دعم الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، وما إذا كان تحقيق ذلك يتوقف على استعداده، وقدرته، لوضع بصمته على متحف «اللوفر» بالطريقة التي كان يُباشرها الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران عندما كلّف ببناء الهرم الزجاجي في الثمانينات. كما يعتمد الأمر أيضاً على قوة إقناع دي كار.

عشقها للفن التاريخي وإنجازاتها

وُلدت دي كار لعائلة أرستقراطية، وهي ابنة المؤرخ جان دي كار، المعلق الإعلامي المعروف في فرنسا، وحفيدة الروائي غاي دي كار. وقعت دي كار في حب تخصصها الفني التاريخي، القرن الـ19، أثناء رحلة طفولتها إلى قلاع لودفيغ الثاني، ملك بافاريا في ألمانيا. كان متحف «أورساي» مكاناً طبيعياً لها. وقد ساعدت في تنظيم الكثير من المعارض البارزة، بما في ذلك معرض «غوستاف كوربيه» التاريخي عام 2007، والتكريم الجريء للماركيز دي ساد عام 2014، العام نفسه التي اعتلت فيه منصب مديرة متحف «أورانجيري»، المؤسسة الشقيقة لمتحف «أورساي».

«هرم اللوفر» المدخل الزجاجي الفولاذي الذي صممه المهندس المعماري آي إم بي (نيويورك تايمز)

أكثر ما يتذكره الناس عن دي كار في متحف «أورساي» هو معرض «الشخصيات السوداء: من جيريكو إلى ماتيس»، الذي يركز على الشخصيات السوداء في الفن الفرنسي من أواخر القرن الـ18 إلى العصر الحديث. واستقطب نصف مليون زائر، بما في ذلك رواد المتحف للمرة الأولى، وتضمنت البرامج المصاحبة للمعرض عروضاً لمغني الراب الفرنسي عبد المالك، مستوحاة من لوحة ترجع لعام 1850 في المعرض: «صبي أسود صغير يحمل سيفاً» من أعمال الفنان بيير بوفيس دي تشافان. كانت مهمة دي كار السابقة خروجاً عن انشغالها بالقرن الـ19: كانت المديرة العلمية لوكالة المتاحف الفرنسية، وهي الجهة التي وضعت الأساس لمتحف «اللوفر أبوظبي».

وكان دورها الإشراف على الفريق الذي نظم قروضاً من 13 متحفاً شريكاً، بما في ذلك متحف «اللوفر»، واقتناء أعمال للمجموعة الخاصة في متحف «اللوفر أبوظبي»، وإعداد المعارض. كان هذا المشروع ثمرة اتفاقية بقيمة مليار يورو (1.1 مليار دولار) على مدى 30 عاماً، يعدّ متحف «اللوفر» المستفيد الرئيسي منه، حيث تدفع أبوظبي 40 في المائة من هذا المبلغ لمجرد استخدام اسمه، وملايين أخرى للحصول على مجموعات متحف «اللوفر» وخبراته.

سائحون بجوار هرم اللوفر في متحف اللوفر بوسط باريس (أ.ف.ب)

واليوم، يعد متحف «اللوفر أبو ظبي»، الذي يقع في مبنى مُقبّب صممه المهندس المعماري جان نوفيل، واحداً من الوجهات الثقافية الكبرى في العالم، ويُنظر إليه بأنه نموذج لشكل أكثر عالمية وأقل تركيزاً على الغرب في صناعة المتاحف. جزء من هذا الاعتراف يجب أن يكون منسوباً إلى دي كار.

والسؤال الآن هو ما إذا كان بوسعها أن تضيف إصلاحاً شاملاً لمتحف «اللوفر» نفسه على بطاقة الأداء الخاصة بها. ويبدو أن الإصرار كان واضحاً، لكن دي كار قالت إن كونها أول امرأة تتولى رئاسة المتحف خلق ضغوطاً إضافية. وقالت: «عليك الارتقاء إلى مستوى التوقعات، وهناك الكثير منها».

* خدمة: «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

حلُّ لغز مكان رسم الموناليزا

يوميات الشرق التحفة المُحاطة باللغز (شاترستوك)

حلُّ لغز مكان رسم الموناليزا

تعتقد عالِمة الجيولوجيا والمؤرّخة لفنون عصر النهضة آن بيزوروسو أنها نجحت أخيراً في حلّ لغز واحدة من أشهر اللوحات الفنية في العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)

«صدمة» بعد سرقة ذهب عمره 3 قرون في بريطانيا

سُرق طوق وسوار ذهبيّان خلال عملية اقتحام لمتحف «إيلي» البريطاني

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق متحف نبيل درويش (أسرة الفنان الراحل)

مصر: قرار إخلاء متحف «رائد الخزف» نبيل درويش يجدد الجدل

تجدّد الجدل بشأن إزالة متحف الفنان المصري الراحل نبيل درويش (1936- 2002) عقب تلقي أسرة درويش قراراً بإخلاء محتويات المتحف في غضون أسبوعين.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق جامعة الأميرة نورة (واس)

«عِلمي» وجامعة الأميرة نورة يُطلقان برامج لدراسات المتاحف

أطلق مركز «عِلمي» لاكتشاف العلوم والابتكار، بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، مجموعة برامج أكاديمية متخصّصة في دراسات المتاحف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق على هذه الكنبة كان يجلس نعيمة وقد حوّلت سهى كل زاوية إلى ذكرى (الشرق الأوسط) play-circle 04:01

على آخر خُطى ميخائيل نعيمة... «حارسة الذاكرة» تكشف خبايا السنوات الأخيرة

زيارة لمنزل المفكّر ميخائيل نعيمة، حيث كل غرفة وجدار وطاولة وكنَبة يحكي ذكريات أحد أهمّ أعمدة الأدب العربي وصنّاعه.

كريستين حبيب (بيروت)

ماذا نعرف عن الكلام خلال النوم؟

النوم ليس هانئاً طوال الوقت (شاترستوك)
النوم ليس هانئاً طوال الوقت (شاترستوك)
TT

ماذا نعرف عن الكلام خلال النوم؟

النوم ليس هانئاً طوال الوقت (شاترستوك)
النوم ليس هانئاً طوال الوقت (شاترستوك)

تقول «الأكاديمية الأميركية لطبّ النوم» إنّ نحو 65 في المائة من الأميركيين يتكلّمون خلال النوم في مرحلة ما من حياتهم.

ويؤكد اختصاصي طبّ النفس في مركز «هينبين كاونتي الطبي» التابع لـ«جامعة مينسوتا»، كارلوس شينك، أنّ الكلام خلال النوم في ذاته ليس ضاراً، ولكنه قد يكون عرضاً لاضطراب آخر أكثر خطورة من اضطرابات النوم.

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن الأكاديمية قولها إنه «إذا ما زادت مرات التكلُّم في أثناء النوم، أو بدأت تظهر في الكبر، أو حدثت بالتزامن مع أعراض أخرى، مثل تحرُّك الأطراف خلال النوم، أو النعاس في ساعات النهار، فلا بدّ من استشارة طبيب».

وأضافت: «في كثير من الحالات، لا يستدعي الكلام في أثناء النوم تلقّي علاج معيّن، ولكن إذا اقترنت هذه المشكلة باضطراب آخر من اضطرابات النوم، فلا بدّ أن يبدأ الطبيب في علاج المشكلة الرئيسية».

ومن بين محفّزات الكلام أثناء النوم، الشعور بالتوتّر، وشرب الكحول، وعدم انتظام ساعات النوم، أو النوم في مكان جديد أو غير معتاد.

بدورها، رأت اختصاصية طبّ النفس وأمراض النوم في «جامعة نورث ويسترن» بشيكاغو، جنيفر موند، أنّ الكلام خلال النوم قد يمثّل مشكلة بالنسبة إلى شريك الفراش. ونصحت مَن يتشارك الفراش مع شخص يتحدّث وهو نائم تشغيل مصدر ضوضاء منتظم، مثل مروحة صاخبة الصوت، مضيفة: «يمكن أيضاً الاستعانة بسدادات الأذن أو سماعات الرأس الواقية من الصخب».


«بروش» ألماسيّ يُشبه الخاص بالملكة إليزابيث سعرُه 6 ملايين دولار

الجمال النادر (رويترز)
الجمال النادر (رويترز)
TT

«بروش» ألماسيّ يُشبه الخاص بالملكة إليزابيث سعرُه 6 ملايين دولار

الجمال النادر (رويترز)
الجمال النادر (رويترز)

من المتوقَّع أن يُطرَح «بروش» من الألماس الأصفر، يُشبه ذلك الذي ارتدته ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث، للبيع مقابل نحو 6 ملايين دولار في مزاد تنظّمه دار «سوذبيز» في جنيف هذا الأسبوع.

وذكرت وكالة «رويترز» أنّ ألماسة «ألنات»، التي تحمل اسم مالكها الأول وهو رياضي بريطاني، هي حجر نادر ذو لون أصفر زاهٍ، ويبلغ وزنها 101.29 قيراط.

الفخامة بسعر 6 ملايين دولار (رويترز)

وتولّت دار «كارتييه» تركيبها، مستخدمةً تصميماً زهرياً يُشبه إلى حدّ كبير ألماسة ويليامسون الوردية التي ارتدتها الملكة إليزابيث، والتي قُدِّمت لها هديةَ زفاف عام 1947.

وقالت «سوذبيز» إنّ ألماسة أخرى غير مركَّبة ولا تشوبها شائبة من الداخل يزيد وزنها على 37 قيراطاً، ستُعرض للبيع في المزاد عينه.


إيلين... موسم العودة والبَوح: لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل

الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
TT

إيلين... موسم العودة والبَوح: لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل

الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)

طوال السنتَين اللتَين أمضتهما بعيداً عن الشاشة بعد توقّف برنامجها، بدت الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس وكأنها في توقٍ دائمٍ إلى الإطلالة على الجمهور والتواصل معه. جنّدت صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي للنبشِ في أرشيف برنامجها، وإعادة نشر مقاطع منه بوتيرة شبه يوميّة.

لم تتصالح مع فكرة الغياب، خصوصاً أنّ خروجها من دائرة الضوء جاء دراماتيكياً، على خلفيّة تورّط منتِجي البرنامج في سلوكيّاتٍ مستَهجنة. وما كادت تمرّ سنتان على الحلقة الأخيرة من «The Ellen Show» (برنامج إيلين)، حتى استجمعت قواها وشوقَها وصراحتها المعهودة، لتُطلق جديدَها إنما على هيئة «ستاند أب» هذه المرة.

«ستاند أب إيلين الأخير» يجول على الولايات الأميركية خلال ربيع وصيف 2024 (إنستغرام)

اختارت ديجينيريس مسرح «كورونيت» في هوليوود، لتفتتح من على خشبته عرضها الجديد بعنوان «ستاند أب إيلين... الجولة الأخيرة». هي اليوم في الـ66 من العمر ولديها الكثير لتبوح به قبل أن تسدل الستارة نهائياً، على ما يوحي العنوان.

«نعم، لقد طُردت من المجال»؛ من أولى عبارات العرض بدا واضحاً أنّ إيلين آتية لتدلي بما في دلوِها الطافح، وأنها ليست هنا هذه المرة لمجرّد الترفيه عن الناس وإضحاكهم. ثم توالت الرسائل المباشرة والساخرة التي توجّهت فيها الإعلاميّة إلى مَن نعتوها بالشرّيرة: «لقد حُصرت شخصيتي بكائنٍ يرقص ويُغدق الهدايا... لكن، هل من عادة الأشرار أن يرقصوا ويقدّموا الهدايا؟».

عام 2020، وبعد أن وصف أفراد من فريق عملها علناً بيئة البرنامج بالسامّة على عكس هويّته الإيجابيّة واللطيفة، اعتذرت إيلين على الهواء مباشرة. إلّا أن الاعتذار لم يكفِ، فبعد عامين اضطرّت إلى إنهاء البرنامج بعد مسيرة 20 عاماً. هذه المرة، وثّقت إفاداتُ الموظفين تصرّفاتٍ عنصريّة، وتحرّشاً، وسياسات تخويف في كواليس أحد أشهر البرامج في أميركا والعالم.

رضخت إيلين للضغط لكن من الواضح أنها فعلت على مضض، وما محتوى عرضها الجديد سوى دليل على ذلك. «لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل. كرهتُ الطريقة التي اختُتم فيها البرنامج. أحب هذا البرنامج كثيراً وما كنت أرغب في أن يراني الجمهور للمرة الأخيرة في هذا الوضع». فتحت إيلين قلبها للجمهور المحتشد في القاعة وأخبرتهم بأنّ تلك النهاية آلمتها وزعزعت ثقتها في نفسها وكبريائها، مبدية أسفها لأنّ «صوت الكارهين غالباً ما يكون أعلى من صوت المحبّين».

رغم أنّ التُهم المسيئة لم تكن موجّهة ضدّها، فإنّ إيلين تعاطت مع الأمر على أنه استهداف شخصي لها. ومن بين ما قالته أمام الحضور خلال عرضها: «لقد استمرّ الكُره وقتاً طويلاً، إلى درجة شعرت فيها بأني أكثر شخصٍ منبوذ في أميركا آنذاك. والفتاة اللطيفة التي كانت تُحاضر باللطف، ما عادت لطيفة... هكذا كان العنوان المتصدّر».

في تلك الفترة، ضمّت شخصياتٌ معروفة أصواتها إلى صوت فريق عمل برنامجها الذي فضح المستور، واصفة شخصية إيلين اللطيفة بأنها مجرّد «واجهة مزيّفة». وقد ذهب الممثل براد غاريت إلى حدّ التغريد على منصة «إكس» (تويتر آنذاك) قائلاً: «أعرف أكثر من شخص تعرّض لمعاملة مريعة من قِبل ديجينيريس شخصياً». أما الكوميدي كيفن بورتر فقال: «ليس سراً أنّ إيلين هي من بين أكثر البشر شراً على قيد الحياة».

بعد اتهاماتٍ لفريق البرنامج بالعنصرية والتحرّش أنهت إيلين رحلة تلفزيونية استمرت 20 سنة (أ.ب)

وسط تصفيق الجمهور، أكدت ديجينيريس أنها لا ترغب في الثأر إطلاقاً كما أنها بدت متأثّرة حين قالت: «ها أنا أُطلق النكات على ما جرى، لكن في الواقع كان الأمر مدمّراً». وهي وعدت الحضور بمزيدٍ من العروض خلال الربيع والصيف، على أن تجول بين عدد من الولايات الأميركية، قبل أن ينتقل الـ«ستاند أب» إلى شاشة «نتفليكس» في موعدٍ لاحق.

باستعادتها لنشاطها، تنفض إيلين الغبار عن سنتَين أمضت معظمهما في منزلها في كاليفورنيا. هناك، وإلى جانب الغرق في نوستالجيا البرنامج ومشاركة أجزاء منه على صفحات التواصل الاجتماعي، اهتمّت بأحصنة مزرعتها والدجاجات على ما يُظهر عددٌ من الفيديوهات. حاولت الحفاظ على الصورة الإيجابية التي لطالما ارتبطت بشخصيّتها، والتي انعكست في برنامجها حيث غالباً ما انهمرت دموع الحضور فرحاً، ومعها انهمرت الهدايا والمفاجآت فوق رؤوسهم.

على عكس الشخصيّة المَرحة التي اشتُهرت بها ديجينيريس، فهي أمضت طفولة شبه خالية من الضحك. تربّت وسط عائلة محافظة إلى درجة التزمّت، فكانت تميل إلى الانطوائية وغالباً ما شعرت بأنها مختلفة عن سائر الأطفال ودخيلة عليهم. وقد فرض انتماء والدَيها إلى الكنيسة العلماويّة نفسَه، فكان ممنوعاً عليها مثلاً أن تتلقّى اللقاحات التي تُعطى للأطفال، ولا حتى أن تتناول دواءً لألم الرأس. هكذا استذكرت طفولتها في حديثٍ أجرته مع صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2018.

في سنّ الـ16، تعرّضت إيلين لاعتداء جنسي من قبل زوج والدتها فهربت من المنزل وأمضت ليلتها في أحد المستشفيات. وعندما فاتحت أمّها بالحادثة بعد سنوات، رفضت الأخيرة أن تصدّقها وبقيت إلى جانب زوجها.

تلاحقت المآسي لتجد نفسها عاجزة عن إكمال دراستها الجامعيّة في علوم التواصل بسبب ظروفها المادية الصعبة. اضطرّت حينذاك إلى التنقّل بين وظائف كثيرة، فعملت مساعدة في مكتب للمحاماة، ثمّ نادلة، ومضيفة، كما كانت تتولّى ورش طلاء جدران المنازل.

ديجينيريس في أولى سنوات الشهرة (إكس)

لم تتأخر الشهرة لتقرع باب إيلين، فهي رغم ظروفها الصعبة، اعتمدت البسمة أسلوب حياة. وفي مطلع الثمانينات، بعد تقديمها عروضاً كوميدية صغيرة في المقاهي، بدأت جولة على نطاق أوسع عبر الولايات الأميركية. أما في عام 1984، فأطلقت عليها شبكة «شوتايم» لقب الشخصية الفكاهيّة الأولى في أميركا.

تبلغ ثروة ديجينيريس 370 مليون دولار، أما حب الجماهير لها فثروة تحاول الإعلامية والممثلة إعادة تكوينها بعد اهتزازات السنوات القليلة الماضية.


بعد عامين من الانفصال... ميليندا غيتس تترك مؤسسة غيتس الخيرية مقابل 12.5 مليار دولار

ميليندا فريش غيتس (أ.ب)
ميليندا فريش غيتس (أ.ب)
TT

بعد عامين من الانفصال... ميليندا غيتس تترك مؤسسة غيتس الخيرية مقابل 12.5 مليار دولار

ميليندا فريش غيتس (أ.ب)
ميليندا فريش غيتس (أ.ب)

قالت ميليندا فريش غيتس إنها ستتخارج من المؤسسة الخيرية التي أسستها بالشراكة مع زوجها السابق بيل غيتس قبل أكثر من 20 عاماً وستحصل على 12.5 مليار دولار عن عملها الخاص لدعم النساء والأسر.

وانفصل الزوجان في 2021 بعد زواج دام 27 عاماً، لكنهما تعهدا بمواصلة العمل الخيري معاً. ولم يتضمن قرار طلاقهما النهائي في محكمة سياتل أي تفاصيل عن اتفاق بينهما بشأن كيفية تقسيم أصولهما الزوجية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت ميليندا غيتس عبر منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «وفق شروط اتفاقي مع بيل، سأحصل عند ترك المؤسسة على 12.5 مليار دولار إضافية عن التزامي بالعمل من أجل النساء والأسر»، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقال مارك سوزمان، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، إنه برحيلها بصفتها رئيسة مجلس إدارة مشارك ستغير المؤسسة اسمها إلى مؤسسة غيتس، وسيكون بيل غيتس رئيسها الوحيد.

وتعد المؤسسة واحدة من أبرز القوى وأكثرها تأثيراً في مجال الصحة العامة عالمياً، إذ أنفقت أكثر من 75 مليار دولار منذ إنشائها على مكافحة الفقر والمرض.

وسيكون السابع من يونيو (حزيران) آخر أيام ميليندا في المؤسسة.

تدير ميليندا غيتس، التي تبلغ ثروتها الصافية 11.3 مليار دولار وفق مجلة «فوربس»، بعض استثماراتها وأعمالها الخيرية من خلال شركة بيفوتال فينتشرز الاستثمارية، التي تأسست عام 2015 وتركز على النساء والأسر.


«كان» للافتتاح اليوم... بـ «فيلم مفاجئ»

فيلم «الفصل الثاني» (آر تي أ. فرانس سينما)
فيلم «الفصل الثاني» (آر تي أ. فرانس سينما)
TT

«كان» للافتتاح اليوم... بـ «فيلم مفاجئ»

فيلم «الفصل الثاني» (آر تي أ. فرانس سينما)
فيلم «الفصل الثاني» (آر تي أ. فرانس سينما)

من المقرر أن يُفتتح «مهرجان كان»، اليوم (الثلاثاء)، بفيلم كوميدي عاطفي على غير العادة، مما أحدث صدى كبيراً في الحدث السينمائي الأكبر في العالم.

وقد جرى اختيار الفيلم المفاجئ «الفصل الثاني»، لمخرجه كونتِن دوبيّو، من بين عشرات الأفلام الفرنسية والأوروبية التي عُدّت مناسبة أكثر للافتتاح. وقال المدير العام للمهرجان تييري فريمو عن الفيلم: «لا نختار الأفلام لقيمتها الفنية، بل لما نراه صالحاً للمهرجان».

«الفصل الثاني» قد يكون جوهرة تُكتشف، لكن ملخص حكايته لا يشي بذلك، فهو عن امرأة اسمها فلورنس (ليا سيدو)، تحب ديفيد (ليوي غارل) بشدّة، وتعتزم تقديمه لوالديها والزواج منه. لكن ديفيد ليس مستعجلاً ولا حتى منجذباً إلى فلورنس كما تعتقد، ويريد التخلص منها بتعريفها إلى صديقه ويلي (رافايل كوينار).

وترصد «الشرق الأوسط» فعاليات المهرجان الذي يستمر حتى 25 من الشهر الحالي، ويجري فيه عرض 23 فيلماً متسابقاً.

وتضم القائمة أعمالاً لكبار المخرجين، وأخرى من نوع الاكتشافات. هناك مسابقة «مرة ما»، وتظاهرة «أسبوع النقاد»، وأُضيفت مسابقة ثالثة لأصحاب الأفلام غير القابلة للتصنيف ولتلك التجريبية.

هذا عدا قسم «نصف شهر المخرجين» الذي هو جزء منفصل عن البرنامج الرسمي، لكنه من بين أفضل أقسامه.


مهرجانات سينمائية مصرية تدعم كوادرها بـ«خبرات عربية»

ليندا بالخيرية تدير برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما (صفحتها بموقع «فيسبوك»)
ليندا بالخيرية تدير برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما (صفحتها بموقع «فيسبوك»)
TT

مهرجانات سينمائية مصرية تدعم كوادرها بـ«خبرات عربية»

ليندا بالخيرية تدير برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما (صفحتها بموقع «فيسبوك»)
ليندا بالخيرية تدير برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما (صفحتها بموقع «فيسبوك»)

اتجهت مهرجانات سينمائية مصرية للاستعانة بـ«خبرات عربية» لدعم كوادرها وبرمجة أفلامها وتولي مسؤوليات إدارية وفنية بها، لا سيما بعد ما حققه الناقد العراقي انتشال التميمي من نجاح في إدارة مهرجان الجونة السينمائي على مدى 6 سنوات.

كان مهرجان القاهرة السينمائي، برئاسة الفنان حسين فهمي، استعان خلال دورته قبل الماضية بالجزائرية ليندا بالخيرية مديرةً لبرنامج أيام القاهرة لصناعة السينما «كايرو كونيكشن»، التي عملت على تطويره، ويتواصل دورها في المهرجان المصري بدورته المقبلة المقرر تنظيمها خلال الفترة من 13 - 22 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وأعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عن اختيار المخرجة والممثلة العراقية السويسرية عايدة شليفر مديراً للمسابقة الرسمية للأفلام الروائية لدول البحر المتوسط خلال دورته الأربعين المقرر تنظيمها في الفترة ما بين 1 - 5 أكتوبر(تشرين الأول) المقبل، وللمخرجة الشابة رصيد من الأفلام القصيرة والطويلة، وقد تم أرشفة فيلمها «نون» في أحد أكبر وأهم الأرشيفات السينمائية، وهو «جوسسفيلموند» بروسيا، كما تأهل فيلمها «أرواح عابرة» لتصفيات الأوسكار، وشاركت شيلفر في لجان تحكيم عدد كبير من المهرجانات، وهي مديرة وأحد مؤسسي «مهرجان الفيلم العربي الدولي» بزيورخ.

المخرجة العراقية السويسرية عايدة شليفر تترأس المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالإسكندرية السينمائي (إدارة المهرجان)

كما اختار الناقد الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية، المخرج والمنتج اللبناني سام لحود مديراً لمسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة لدول البحر المتوسط خلال الدورة المقبلة أيضاً، ولحود هو مؤسس ورئيس جمعية مجمع بيروت السينمائي، ويعد شخصية بارزة في صناعة السينما والمسرح بلبنان.

وكشف أباظة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «اختار شخصيات عربية مرموقة لها خبرة واسعة في تنظيم المهرجانات وعلاقات بصناع الأفلام ليتولى كل منهم إحدى مسابقات المهرجان بدلاً من الاستعانة بمدير فني واحد كما كان معتاداً لمسابقات المهرجان»، مشيراً إلى أن «عايدة شليفر تقيم في سويسرا، وتتابع السينما الأوروبية التي تمثل جانباً من أفلام البحر المتوسط المختص بها المهرجان، وأن سام لحود يعد بمثابة مؤسسة سينمائية».

اللبناني سام لحود مديراً لمسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة بمهرجان الإسكندرية (إدارة المهرجان)

كما كشف أباظة عن اختيار مهرجان الإسكندرية التونسية نورس الرديسي التي تعمل منذ سنوات بمهرجان قرطاج السينمائي لرئاسة مسابقة أفلام الطفل التي يقيمها مهرجان الإسكندرية لأول مرة في دورته المقبلة مراهناً على «قدرتهم في إحداث تغيير بالمهرجان».

فيما أعلن اليوم الاثنين مهرجان الغردقة لأفلام الشباب عن اختيار الإعلامية الجزائرية رابحة عشيت مستشاراً فنياً للمهرجان في دورته الثانية المقررة في الفترة 19 - 25 سبتمبر (أيلول) المقبل، وكانت رابحة تولت لعدة سنوات إدارة المكتب الفني والإعلامي لمهرجان وهران للفيلم العربي، كما شاركت كمبرمجة أفلام بمهرجانات دولية وعربية.

وأوضح الكاتب محمد الباسوسي، رئيس مهرجان الغردقة لسينما الشباب، أنه «في ظل التطلع لإقامة مهرجان دولي، فمن المهم وجود خبرة عربية تتمتع برؤى جديدة وعلاقات قوية، حيث يسعى للتوسع في فعاليات الدورة القادمة»، لافتاً إلى أن «الاستعانة بخبرات خارجية ليس تقليلاً من الكفاءات المصرية، وإنما ستكون إضافةً بلا شك للمهرجانات المصرية».

ويرى الناقد الفني المصري أشرف غريب أن «الاستعانة بخبرات عربية أمر طبيعي ولا ينطوي على أي حساسية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من حق أي مهرجان الاستعانة بالخبرات التي تسهم في تطوره ونجاحه»، لافتاً إلى نجاح انتشال التميمي في تجربته بمهرجان الجونة السينمائي، وعدّ «توجه مهرجانات القاهرة والإسكندرية والغردقة للاستعانة بخبرات عربية وأجنبية ستثبت في النهاية إذا كان الشخص الذي تم اختياره مؤهلاً وعلى قدر المسؤولية أم لا بصرف النظر عن جنسيته»، مؤكداً أن «الأصل في المهرجانات العربية التكامل وتبادل الخبرات وليس التنافس».


«سواحل عسير»... موانئ عتيقة وحكايات صيادين بين الطبيعة والتاريخ

منذ أكثر من خمسين عاماً لا يزال إبراهيم متحمي يمخر بقاربه الصغير أعماق البحر مطلع كل يوم بحثاً عن رزقه (واس)
منذ أكثر من خمسين عاماً لا يزال إبراهيم متحمي يمخر بقاربه الصغير أعماق البحر مطلع كل يوم بحثاً عن رزقه (واس)
TT

«سواحل عسير»... موانئ عتيقة وحكايات صيادين بين الطبيعة والتاريخ

منذ أكثر من خمسين عاماً لا يزال إبراهيم متحمي يمخر بقاربه الصغير أعماق البحر مطلع كل يوم بحثاً عن رزقه (واس)
منذ أكثر من خمسين عاماً لا يزال إبراهيم متحمي يمخر بقاربه الصغير أعماق البحر مطلع كل يوم بحثاً عن رزقه (واس)

منذ أكثر من 50 عاماً، وإبراهيم متحمي يمخر بقاربه الصغير أعماق البحر مطلع كل يوم بحثاً عن رزقه، وهي المهنة التي لم يتخلَّ عنها، والموعد الذي لم يخلفه يوماً، يذهب إليه مليئاً بالطاقة لمواجهة المخاطر التي تطرأ كل يوم. ورغم أنه جاوز عقده السابع من العمر، فإن هذا الشيخ لا يزال مستعداً لخوض غمار حياة لا تنفصل عن البحر والقارب، وهي الثنائية التي رافقته طوال أيام حياته التي لم تكن خطاً متصلاً من الرتابة، بل واجهتها المتاعب والمجهول في كثير من الأحيان.

ويحتضن الميناء التاريخي العريق على ساحل عسير، الكثير من الحكايات الفريدة لصيادي السمك الذين ورثوا المهنة عن آبائهم، بعد أن قضى بعضهم عقوداً من الزمن في البحر، وزخرت حياتهم بقصص ومواقف وارتسمت في ذاكرتهم آثار علاقة أثيرة مع القوارب ووجوه الرزق، وفضاء طبيعي بديع يضم الماء والجبل والساحل. لم يختلف الكثير اليوم، لا يزال بعض الشباب يزاول المهنة التي ورثها عن والده، وهو ينشط كل صباح للبحث عن مظان الصيد الوفير في عرض الماء، مضافاً إليها نشاطات جديدة مثل تنظيم رحلات وجولات بحرية في عرض البحر، حيث تنتشر الجزر البكر التي لم تصل إليها يد ولم تطأها قدم، وهي مكسوة بالحياة على طبيعتها، تسافر إليها ومنها أسراب الطيور وتنبت على ثراها الشجيرات الغضّة، ويحيط بها ماء نقي صافٍ يلامس في كل مدّ ذرات تراب الجزيرة البديعة.

كان أول موانئ المنطقة الجنوبية محطة مهمة لتبادل البضائع الواردة والصادرة بواسطة السفن والقوافل التجارية (تصوير: حسين اليحياوي)

لا تزال آثار المدينة التاريخية في ميناء القحمة باقية وشاهدة على الحركة الاقتصادية والاجتماعية التي كان يشهدها (تصوير: حسين اليحياوي)

يقول حسين اليحياوي إن الكثير من وجوه المجتمع المحلي لميناء القحمة، تركوا لأبنائهم من بعدهم هذا الإرث العريق، ويضيف: «العم علي الشاعري الذي يقترب عمره الآن من 100 عام، كان أشهر الصيادين، عاصر حقباً تاريخية متعددة، وشهد على نهضة هذا الميناء التاريخي الذي خسر الكثير من حيويته وبقيت أطلاله شاهدة على تاريخه، وكان آخر ما بقي من تلك المرحلة هم الأبناء ممن ورث مهنة والده وواصل مسيره اليومي إلى البحر».

ويتابع أن الصياد كان بمثابة الحكواتي الذي «نفرح بالجلوس إليه والحديث معه، وكانت تسفر كل رحلة له عن قصة أو موقف، يتجلى فيها جميل صنع الله في المخلوقات البحرية، أو لطف الله في المواقف والمشاق التي تكاد في بعض الأحيان تودي بحياة الصياد، قبل أن يحيط به قدر الله ويجوز بقاربه الصغير من عوادي الأمواج العاتية».

يتذكر اليحياوي الأهازيج التي كان يرددها الصيادون في عرض البحر، وعنها يقول: «للصيد طقوس، والبحر أفضل معلم يصنع في نفس الإنسان طباعاً وقيماً وعادات فريدة، ويتصل كل صياد بعلاقة خاصة مع البحر وطبيعته وكائناته. بعض الصيادين يخص كل نوع سمك بزامل خاص، وكأنه يناجيه ويتخاطب معه، ويضمن رزقه ومصدر عيشه، وخير ما يعود به الصياد هو غلة مليئة بخيرات البحر ورزقه».

140 كيلومتراً من الطبيعة الأخّاذة

وعلى ساحل البحر، تمتد سواحل عسير التي تشمل محافظة البرك ومراكز سعيدة الصوالحة والقحمة والحريضة، بطول يتجاوز 140 كيلومتراً، وتستقبل مرتاديها بطبيعة أخّاذة ونباتات متنوعة مثل الشورى (المانجروف) والنخيل والدوم. وبينها شاطئ القحمة، الذي يعد واحداً من أكثر شواطئ عسير هدوءاً، ويمتاز برماله البيضاء التي تبزغ منها النباتات والشجيرات، وهو مقصد سياحي للراغبين في تأمل تفاصيل الطبيعة والجزر السياحية والمواقع الأثرية المسجلة في قائمة التراث الوطني. ويعد الشاطئ الذي يقع في أقدم المدن التاريخية في عسير جنوب السعودية، بموقعه الاستراتيجي المهم على البحر الأحمر، أول موانئ المنطقة الجنوبية.

ولا تزال آثار المدينة التاريخية في ميناء القحمة، باقية وشاهدة على الحركة الاقتصادية والاجتماعية التي كان يشهدها المكان تاريخياً؛ بيوت من الحجر والنخل تحاول التماسك رغم مرور الوقت، ومخازن لحفظ البضائع التي تفد من البحر على متن السفن القادمة من مختلف شواطئ العالم، أو المنتجات المحلية التي كانت تصل عبر القوافل من مختلف المناطق الداخلية لعسير على ظهور الجمال، استعداداً لنقلها إلى الخارج.

يحتضن الميناء التاريخي العريق على ساحل عسير الكثير من الحكايات الفريدة لصيادي السمك الذين ورثوا المهنة عن آبائهم (واس)

يعدّ شاطئ القحمة واحداً من أكثر شواطئ عسير هدوءاً ويمتاز برماله البيضاء التي تبزغ منها النباتات والشجيرات (وزارة الثقافة)

وكان أول موانئ المنطقة الجنوبية محطة مهمة لتبادل البضائع الواردة والصادرة بواسطة السفن والقوافل التجارية، وكان ميناء القحمة بموقعه الاستراتيجي في منتصف البحر الأحمر وعلى ملتقى عدد من الخطوط التجارية البحرية، مركزاً حيوياً لم يفقد أهميته مع بداية العهد السعودي؛ إذ وجّه الملك عبد العزيز بتنظيم الموانئ وتنسيق عملها، وشملت جهود الإصلاح والتطوير ميناء القحمة التاريخي والمباني الأثرية التابعة له، مثل مبنى إدارة الميناء والجمارك وفرع المالية والجوازات وخفر السواحل والشؤون البحرية والمراكز الأمنية الأخرى. وفي بداية العهد السعودي، زار الملك سعود بن عبد العزيز الميناء قادماً من جدة خلال رحلته البحرية التفقدية، ونزل في القحمة وزار عدداً من المقرات الحكومية، والتقى بالمواطنين، وأمر ببناء مسجد جامع في المدينة على نفقته الخاصة، وما زال المسجد يحمل اسمه حتى اليوم.


مهرجان «كان» ينطلق اليوم بكوميديا عاطفية

ملصق الدورة الـ77 لمهرجان «كان» في مدينة كان بجنوب فرنسا (أ.ف.ب)
ملصق الدورة الـ77 لمهرجان «كان» في مدينة كان بجنوب فرنسا (أ.ف.ب)
TT

مهرجان «كان» ينطلق اليوم بكوميديا عاطفية

ملصق الدورة الـ77 لمهرجان «كان» في مدينة كان بجنوب فرنسا (أ.ف.ب)
ملصق الدورة الـ77 لمهرجان «كان» في مدينة كان بجنوب فرنسا (أ.ف.ب)

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» - 1

المقدّمة الإعلانية لفيلم كونتِن دوبيّو «الفصل الثاني»، تُصوِّر 5 من ممثليه وهم يسيرون بعضهم وراء بعض فوق أرض ريفية، مشية من يبغي الوصول إلى مكان معين. يتحدّث كلٌ منهم للكاميرا عن الفيلم ما يخالف به حديث الآخرين. هذا في نحو دقيقة ونصف الدقيقة. كل ممثل لديه نحو 15 ثانية ليقول شيئاً مفيداً في هذا الصدد.

المشهد يشبه آخر، لعبت الممثلة ليا سيدو بطولته قبل أعوام قليلة هو «ذَ لوبستر»: أربع شخصيات تسير فوق طريق ريفية بعيدة وتتحدث.

لكن لا شيء عن الفيلم في هذه المقدّمة، ونقادُ فرنسا لم يشاهدوا الفيلم بعد، ولحين كتابة هذه الكلمات قبل يوم من عرضه في افتتاح الدورة الـ77 من 14 إلى 25 مايو (أيار)، وبالتالي هناك كتابات كثيرة عنه.

«الفصل الثاني» يفتتح المهرجان مستنداً إلى عاملين يدور الحديث عنهما وهما: إنه الفيلم الكوميدي الأول لمخرجه النشط دوبيّو، والثاني إن «كان» اختارته من بين عشرات الأفلام الفرنسية والأوروبية التي عُدّت مناسبة للحدث السينمائي الأكبر في العالم.

لا بدّ أن الفيلم يستحق مثل هذا الشرف، لكن لا يستطيع المرء الوثوق بذلك. المدير العام للمهرجان تييري فريمو نفسه قال: «لا نختار الأفلام لقيمتها الفنية، بل لما نراه صالحاً للمهرجان».

والصالح هنا هو اختيار الفيلم الذي يترك صدى كبيراً، إن لم نقل مدوّياً، لكن من بعد ساعات قبل مشاهدته لا يمكن معرفة ما إذا كان سيترك الصدى الموعود خصوصاً أنه فيلم كوميدي على عكس فيلم افتتاح دورة العام الماضي «جين دو باري»، الذي كان فرنسياً أيضاً، لكنه عرض بعض التاريخ وحفِل بتصاميم القصور وتفاصيل الحياة وشخصياتها في أواسط القرن الثامن عشر. ذلك الفيلم الفرنسي الذي أخرجته ولعبت بطولته مايوَن (تكتفي باسمها الأول) كان حافلاً، لكنه تلقّى تجاوباً نقدياً فاتراً.

فيلم «الفصل الثاني» (آر تي أ. فرانس سينما)

فصول ممثلة

«الفصل الثاني» قد يكون جوهرة ستُكتشف، لكن ملخص حكايته لا يشي بذلك فهو عن امرأة اسمها فلورنس (ليا سيدو)، تحب ديفيد (ليوي غارل) بشدّة، وتعتزم تقديمه لوالديها والزواج منه. لكن ديفيد ليس مستعجلاً ولا حتى منجذباً إلى فلورنس كما تعتقد، ويريد التخلص منها بتعريفها إلى صديقه ويلي (رفايل كوينار).خلص. هذه هي الحبكة.

قد تكمن القيمة في التفاصيل وفي الكيفية التي سيدير بها المخرج هذا الفيلم الأول له ككوميديا. دوبيّو معروف في فرنسا بوصفه أحد المخرجين الأكثر نشاطاً هذه الأيام، وسلسلة أفلامه تشمل كثيراً من النجاحات داخل فرنسا. والمهرجان عرض له سابقاً «السجائر تسبب السّعال» خارج المسابقة سنة 2022. قبل ذلك بـ12 سنة عرض له المهرجان أحد أفلامه الأولى (وعنوانه «مطاط» Rubber) في قسم «أسبوع النقاد».

بطلة الفيلم، ليا سيدو، تشارك فنسنت ليندو، ولوي غارل، ورافييل جونار البطولة، وهي بدورها جديدة على الكوميديا إذ لم تظهر في فيلم من هذا النوع من قبل، رغم أدوارها الكثيرة خلال عقدين، (53 فيلماً منذ دورها الأول في «غيرلفرندز» سنة 2006).

حتى عام 2013 عندما ظهرت في فيلم عبد اللطيف كشيش «اللون الأزرق هو الأكثر دِفئاً»، كانت تُختار. الآن هي التي تختار، كما كتبت الصحافية الفرنسية إلسي كارلِن مؤخراً.

يمكن أن نضيف هنا أن فيلم كشيش، الذي وضعها في مشاهد إيروتيكية، اختارها بعدما شاهدها في فيلمين هما «أخوات» (Sisters)، و«غراند سنترال» (2012 و2013 على التوالي). ما صنعه هذا الفيلم (الذي عدّه هذا الناقد أحد أسوأ ما عرضه مهرجان «كان» في عام إنتاجه) هو إطلاق نجوميّتها على نحو واسع.

ما يُسجل لها أنها تسعى منذ ذلك الحين لاختيار المخرجين. المخرج هو باب الدّخول إلى أي فيلم تختاره. تريده معروفاً ومميّزاً وناجحاً والنماذج التي تجمع هذه الصفات عديدة. في الواقع، سألت سيدو المخرج أرنو دسبليشن عندما كانت تمثل تحت إدارته فيلمه «خداع» سنة 2020، عمّن يعتقده أفضل مخرجي الفترة الحالية من سينمائيي فرنسا. قال لها: «كثيرون». أصرّت قائلة: «أعطني أسماء بعضهم»، لكنه تحاشى الإجابة وكرر كلمته «كثيرون».

أن يكون شاغلها هو الاستمرار في العمل، وقد بلغت 37 سنة، تبعاً لاختياراتها من المخرجين وليس تبعاً لعروض مختلفة تطلبها للعمل، يعني أنها صادقة في رغبتها تمييز عمها ومنحه فرديّته.

لجانب كشيش مثلت تحت إدارة بنوا جاكو، وميا هانسن لڤ، وليوس كاراكس، وبرتران بونيللو.

هذه الأسماء ليست معروفة على نطاق ما حول العالم، لذلك بقدر ما كانت حريصة على العمل مع هؤلاء بقدر ما حرصوا على العمل معها دعماً لأفلامهم.

الدورة الـ77 من مهرجان «كان» (أ.ف.ب)

سيد المهرجانات

بوجود 23 فيلماً متسابقاً، وأضعاف ذلك في كل العروض والتظاهرات الموازية يبدو هذا المهرجان كما لو أنه أراد حشد كلّ ما يستطيع احتوائه من أعمال «تصلح له» حسب وصف مديره.

هناك كل شيء يمكن لمهرجان أن يحتويه. أفلام في مسابقة بينها أعمال لكبار المخرجين، وأخرى من نوع الاكتشافات. هناك مسابقة «مرة ما»، وتظاهرة «أسبوع النقاد»، وأُضيفت مسابقة ثالثة لأصحاب الأفلام غير القابلة للتصنيف ولتلك التجريبية. هذا عدا قسم «نصف شهر المخرجين» الذي هو جزء منفصل عن البرنامج الرسمي، لكنه من بين أفضل أقسامه.

هناك عروض على الشاطئ، وعروض في منتصف الليل، وعروض لأفلام كلاسيكية قديمة. ثم هناك السوق الكبرى التي يجني منها المهرجان إيراداً كبيراً كون المؤسسات والشركات تستأجر مساحاته لإقامة مراكزها التجارية والإعلامية.

«كان» يقول تبعاً لذلك: أنا سيد المهرجانات وليس هناك من منافس.

الحقيقة أن المسألة فيها نظر؛ «كان» هو الأكبر، لكن «فينيسيا» هو المتحرّر من الانصياع لشركات الإنتاج والتوزيع وصالات السينما، وبهذا تنفّذ عروضه من الوصايا والهوية الواحدة.


تحويل هيكل طائرة إلى مكتبة لمدرسة ابتدائية

يمكنك أن تكون داخل الطائرة في مدرستك مع الكتب (مدرسة سانت هيلين)
يمكنك أن تكون داخل الطائرة في مدرستك مع الكتب (مدرسة سانت هيلين)
TT

تحويل هيكل طائرة إلى مكتبة لمدرسة ابتدائية

يمكنك أن تكون داخل الطائرة في مدرستك مع الكتب (مدرسة سانت هيلين)
يمكنك أن تكون داخل الطائرة في مدرستك مع الكتب (مدرسة سانت هيلين)

أعلنت إحدى المدارس في بريطانيا عن «ازدهار» نادي الكتاب التابع لها، بعد تحويل هيكل طائرة إلى مكتبة. وكانت مدرسة «سانت هيلين» الابتدائية، في ألفيستون بالقرب من مدينة بريستول الإنجليزية، قد عكفت على توفير المال بهدف شراء هذه المساحة الفريدة، التي استحوذت عليها بالفعل في يناير (كانون الثاني) 2023. وبجانب استخدامها مكتبة، يمكن استغلال هذه المساحة كذلك لتكون فصلاً دراسياً في الهواء الطلق.

وفي هذا الصدد، قال ريتشارد آدامز، نائب مدير المدرسة، إن الطلاب ينالون «إحساساً حقيقياً بالمتعة» من القراءة هنا.

يذكر أن الافتتاح الرسمي للمكتبة الجديدة تزامن مع اليوم العالمي للكتاب، في وقت سابق من هذا العام. وأضاف آدامز أن الفكرة ظهرت بعد أن أجرت المدرسة مسابقة للأطفال لاختيار أسماء جديدة للمنازل، وتوصل التلاميذ إلى «فكرة رائعة تتمثل في تسميتها بأسماء طائرات».

وأوضح أن المنطقة تتميز بتاريخ عظيم يتعلق بالطائرات، وبعد رحلة مدرسية توصّلوا إلى «فكرة رائعة لإنقاذ طائرة انتهت خدمتها، وأُلقي بها في مقبرة الطائرات».

وذكر أن الطائرة كان قد جرى بناؤها في منطقة فيلتون القريبة - حيث جرى تصميم وبناء طائرة «كونكورد».

وفي البداية، كانت متداعية بعض الشيء. لذلك، قرر المدير السابق للمدرسة والمجتمع المحلي إطلاق مشروع معاً لشرائها وتجديدها، ثم نقلها إلى المدرسة.

وأضاف: «جرت إعادة بناء الهيكل بالكامل من الداخل ليصبح مكتبة». وجرت الاستعانة برافعة كبيرة لسحب جسم الطائرة إلى ساحة المدرسة.


ظهور مطربة مصرية محجبة مع اللبناني جاد شويري يثير انتقادات

شويري اختار مطربة محجبة لمشاركته ديو «الصيت» (الشرق الأوسط)
شويري اختار مطربة محجبة لمشاركته ديو «الصيت» (الشرق الأوسط)
TT

ظهور مطربة مصرية محجبة مع اللبناني جاد شويري يثير انتقادات

شويري اختار مطربة محجبة لمشاركته ديو «الصيت» (الشرق الأوسط)
شويري اختار مطربة محجبة لمشاركته ديو «الصيت» (الشرق الأوسط)

أثار ظهور مطربة مصرية محجبة مع الفنان اللبناني جاد شويري، في ديو «الصيت»، موجة انتقادات على «السوشيال ميديا»، فور طرحه عبر منصات إلكترونية قبل أيام.

ويعدّ ديو «الصيت» الذي كتب كلماته رمضان محمد ولحّنه شادي حسن وأشرف عليه فنياً أحمد الشّال، أول تعاون بين شويري والفنانة المصرية سهيلة التي قدمت أولى أعمالها الغنائية الاحترافية بالحجاب مع شويري المعروف بأعماله الجريئة المثيرة للجدل وفق نقاد ومتابعين.

وتحدث جاد شويري عن تفاصيل الأغنية التي حقّقت ما يقرب من نصف مليون مشاهدة عبر قناته على موقع «يوتيوب» منذ طرحها، قائلاً: «بدأ المشروع عند الملحن شادي حسن، الذي عرض عليّ الأغنية باللهجة المصرية، وأعجبت بها كثيراً ووجدت أنها فكرة مختلفة، وتدعو للتفاؤل والعيش ببساطة والبعد عن المشاحنات».

المطربة المصرية سهيلة قدمت أولى أغنياتها الاحترافية مع شويري (الشرق الأوسط)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كانت رغبة صناع العمل أن تشارك في تقديم الأغنية فتاة محجبة، ووجدنا أن سهيلة ستكون الفتاة المناسبة بعد مشاهدة مقاطع لها عبر (تيك توك)، وبالفعل تواصلنا معها وعملنا معاً على المشروع حتى خرج للنور».

وأبدى شويري سعادته البالغة كونها «المرة الأولى التي يظهر بها مع مطربة محجبة»، بينما رفض التعليق على الانتقادات التي طالت «الديو» قائلاً: إن «إعجاب الناس بالعمل وردود الفعل الإيجابية والمشاهدات الواسعة كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي وهذا ما يشغلني». وتساءل: «هل المشكلة في غنائي مع مطربة محجبة، أم في أنها محجبة وظهرت معي تحديداً؟».

وترى المطربة المصرية الشابة سهيلة أن ظهورها مع جاد شويري فرصة مميزة لأنه فنان ومخرج كبير وله جمهور عريض، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها قدمت أغنيات بصوتها منذ فترة طويلة عبر موقع «تيك توك»، وانتشرت من خلاله.

الفنان والمخرج اللبناني جاد شويري عرف بأغنياته الجريئة (الشرق الأوسط)

وتؤكد سهيلة أنها «لم تخف من مشاركة شويري المعروف عنه الجرأة بأعماله، عندما عرض عليها الديو، لكنها خشيت الانتقادات السلبية التي طالتها بالفعل»، وفق قولها. وأشارت إلى أن جاد دعمها كثيراً وطالبها بألا تتخلّى عن الحجاب، وبأن تفرض شخصيتها على أعمالها لا العكس، كما اختار معها أزياء الديو الذي جمعهما.

وذكرت سهيلة أن «الانتقادات التي طالت العمل كانت مسيئة ولا تعرف سبب ما تعرضت له من هجوم عبر تعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي»، وتساءلت: «هل الانتقادات كانت بسبب مشاركتي جاد في العمل أم بسبب ظهوري بالحجاب؟»، لافتة إلى أن «هناك مطربات محجبات في الساحة الفنية على غرار هلا رشدي ونداء شرارة».

وفي حين قالت سهيلة إنها «لم تدرس الموسيقى والغناء بشكل أكاديمي»، أكدت أنها «تفكّر في ذلك خلال الفترة المقبلة»، وشدّدت على أنها «لن تتخلّى عن الحجاب مهما كانت المغريات والعروض الفنية»، ورفضت الرّد على الانتقادات السلبية وقالت: «تكفيني التعليقات التي أشادت بصوتي، كما يكفيني دعم أهلي وأصدقائي».