الكاتب إلياس الديري «زيّان» إلى مثواه الأخيرhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4577391-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%C2%AB%D8%B2%D9%8A%D9%91%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AB%D9%88%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1
صُنفت روايته «الفارس القتيل يترجل» في المرتبة 101 في قائمة أفضل رواية عربية
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
الكاتب إلياس الديري «زيّان» إلى مثواه الأخير
رحل الكاتب والأديب اللبناني إلياس الديري، الذي اشتهر باسم «زيّان»، وذلك عن عمر يناهز 86 عاماً، قضى معظمها في الصحافة والكتابة وسطر تحاليله التي كانت محط انتظار قرائه في جريدة «النهار». و«زيّان» هو الاسم الذي بقي يوقع به لسنوات عموده المعروف في جريدة «النهار»، وتميز من خلاله بأسلوبه الخاص الذي جمع بين التحليل والسخرية المرّة من القضايا السياسية والاجتماعية.
ولد إلياس الديري في قرية ددة-الكورة، المطلة على مدينة طرابلس (شمال لبنان)، وصنفت روايته «الفارس القتيل يترجل» في المرتبة 101 في قائمة أفضل رواية عربية من قبل اتحاد الكتاب العرب عام 2001، وهو عضو نقابة محرّري الصحافة اللبنانية، وعضو نادي القصّة منذ عام 1960. وقد نعته ابنته الصحافية هنادي الديري فور وفاته كاتبة على حسابها على «فيسبوك»: «الفارس القتيل يترجّل»، مستعيرة اسم روايته المعروفة للتعبير عن حزنها.
وللراحل مسار مهني صحافي طويل، درس في عدة مدارس في طرابلس ومنطقة الكورة الشمالية، عمل في البدء مع والده، ثم انتقل إلى مصلحة التعمير، قبل أن ينخرط في «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، كما العديد من أبناء جيله في منطقته. ثم انسحب كما الكثير من المنسحبين، وعمل في الصحافة، وأصبح رئيس تحرير جريدة «النهار العربي والدولي» التي كانت تصدر في باريس.
وهو عضو نقابة المحررين في لبنان، عمل محللاً سياسياً لـ«إذاعة الشرق» في باريس، وبقي حتى سنوات قليلة ينشر مقالات سياسية في جريدة «النهار» اللبنانية.
مؤلفاته «الطريق إلى مورينا» الذي صدر عام 1969، و«الخطأ» عام 1971، و«الفارس القتيل يترجل» 1979، و«من يصنع الرئيس» عام 1982، وكذلك «عودة الذئب إلى العرتوق» في العام نفسه. وسيوارى الثرى في بلدته ددة يوم الاثنين.
لطالما كانت العلاقة بين الحب والزمن مثار اهتمام الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع، وصولاً إلى الكتاب والفنانين الذين رأوا إلى هذه المغامرة من موقع
كاتبان ارتبطا بعلاقة حميمية وروحية بالعالم العربي، وبالمغرب تحديداً: الأول هو الفرنسي جان جينيه الذي أوصى بدفنه في مدينة العرائش بالشمال المغربي (توفي في…
حسونة المصباحي
انقطاع الإنترنت عن مناطق واسعة يربك المصريينhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4710626-%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%82-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9%D8%A9-%D9%8A%D8%B1%D8%A8%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86
تضرر عدد كبير من المواطنين بانقطاع شبكة الإنترنت (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أدى انقطاع خدمة الإنترنت في مصر، الثلاثاء، إلى ارتباك في جميع قطاعات خدمات «الأونلاين»، سواء في البنوك أو النقل، وأثار الانقطاع الذي استمر عدة ساعات انتقادات واسعة لم تخل من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للشركة المصرية للاتصالات، فإن «خدمات الإنترنت تأثرت في عدة مناطق ببعض المحافظات المصرية نتيجة عطل تقني بأحد أجهزة الشبكة الرئيسية»، وقالت الشركة في بيان رسمي إن «الفريق المختص قام بإصلاح العطل وجارٍ استعادة الخدمة بشكل تدريجي على مستوى جميع مناطق الجمهورية، وستجري إعادة الخدمة بشكل كامل خلال ساعات».
ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بنحو 85.8 مليون مستخدم حتى مايو (أيار) الماضي منهم نحو 11.3 مليون مستخدم للإنترنت الثابت، وفق تقرير وزارة الاتصالات الذي صدر في أغسطس (آب) الماضي.
تضرر عدد كبير من المواطنين بانقطاع شبكة الإنترنت (تصوير: عبد الفتاح فرج)
وأثار انقطاع الإنترنت موجة سخرية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقال صاحب حساب على موقع «إكس» سمى نفسه «سامي ميمي» ساخراً: «رايح فرع شركة محمول عشان يرجعولي النت لقيته فاصل عندهم، روحت فاتحلهم هوت سبوت»، فيما كتب حساب يحمل اسم «هوجان»: «أستئذن حضراتكم طفوا الراوتر وشغلوه تاني»، فيما كتب حساب باسم (أبو مازن) ساخراً: «الإنترنت الأرضي يدوبك فصل وصياحنا اشتغل في كل المنصات وبقي تريند رقم واحد، فما بالك لو العالم كله فصل عنه الإنترنت بصورة نهائية وبلا عودة، إيه اللي ممكن يحصل؟ إحنا مش بنتحكم في الإنترنت هو اللي بقى بالأمر الواقع بيتحكم فينا»، وقال حساب باسم «حتشبسوت» إن «خطوط التليفون كمان عطلانة... البنية التحتية خربانة». وسخر أحمد طارق على «فيسبوك» قائلاً: «النت دخل في تخفيف الأحمال ولا إيه؟».
وأكد النحاس أن «قطاعات عديدة تأثرت بانقطاع الإنترنت، ومنها قطاع الإعلام الذي يعتمد على الشبكة العنكبوتية معظم عمله»، وأشار إلى أن «انقطاع الإنترنت سيوقف خدمات التداول الإلكتروني بالبورصة، بمعنى أنه لا يمكن شراء الأسهم أونلاين، بل يجب أن تكون موجوداً داخل مقر البورصة نفسها أو تتصل بسمسار الأسهم الذي يجب أن يجري عملية البيع أو الشراء من داخل المقر، كما لا يمكن للبنوك خدمة العملاء أو تلبية احتياجاتهم سوى في الفرع الذي يتبعه العميل وليس أي فرع آخر».
بعد تمثيله بالثوب والشماغ... ظافر العابدين لـ«الشرق الأوسط»: اللهجة السعودية صعبة
الفنان ظافر العابدين أثناء حديثه بجدة (الصورة من المهرجان)
ليس سهلاً أن يلعب فنان تونسي دور رجل سعودي ويتحدث باللهجة المحلية على مدى 112 دقيقة، وهو ما فعله ظافر العابدين، الكاتب والمخرج والبطل الرئيسي في الفيلم السعودي (إلى ابني)، حين ارتدى الثوب والشماغ في دور الشاب فيصل، الذي عاش فترة في لندن ثم عاد مع ابنه إلى مسقط رأسه مدينة أبها (جنوب غربي السعودية)، في الفيلم الذي يُعرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة.
يتحدث ظافر العابدين لـ«الشرق الأوسط»، مبيناً أنه لم يجد أي صعوبة في لعب دور الرجل السعودي، ويردف: «كان الأهم لدي هو احترام الثقافة وفهمها والدخول في تفاصيلها، وتفاصيل العائلة بما يشمل ذلك طريقة الجلوس والكلام والتواصل فيما بينهم». وكشف ظافر أنه جلس نحو 4 أشهر في مدينة أبها لفهم كل ذلك وتأمل حياة الناس هناك، وكيفية التعامل فيما بينهم، وكيف يتحدثون ويتصرفون، ومن بعدها أصبح الموضوع بالنسبة لديه سلساً جداً، كما يقول.
اللهجة السعودية
إلا أن اللهجة السعودية التي تحدث بها لم تكن مقنعة إلى حد كبير، إذ استخدم اللهجة الجداوية في حين أنه كان يمثل دور ابن لأسرة أبهاوية، وبسؤاله إن كان واجه صعوبة في ذلك يجيب: «أي لهجة في العالم هي لهجة صعبة، وذلك حصل لي مع اللهجة المصرية، ومن يعتقد أن هناك لهجة سهلة فهذا يعني أنه وقع مباشرة، والأمر ذاته مع اللهجة التونسية وغيرها. فلا توجد أي لهجة سهلة على الإطلاق»، مؤكداً أنه اجتهد في تعلّم اللهجة السعودية قبيل التصوير وأثناء التصوير.
تفاعل الجمهور
وعن حفاوة استقبال الجمهور للفيلم في المهرجان، يقول: «القاعة كان تضم نحو 1200 مشاهد، وفي مراحل مختلفة من الفيلم كان الجمهور يتفاعل ويصفق مع بعض المشاهد، وفي نهاية الفيلم وجدت ردة الفعل جميلة جداً، وهذه أهم جائزة يحوز عليها الفنان». ويشير العابدين إلى أن الجمهور الذي حضر عرض الفيلم في القاعة الكبرى في «ريتز كارلتون جدة»، لم يركز كثيراً في التفاصيل ولم يهتم بخلفية كل ممثل، بقدر استمتاعه بقصة وأجواء الفيلم.
بوستر فيلم إلى ابني (من المهرجان)
لماذا أبها؟
بسؤاله عن سر اختياره مدينة أبها تحديداً، يجيب: «كانت أول زيارة لي إلى السعودية قبل نحو 4 سنوات، وكنت أعرف أن هناك مناطق جميلة جداً في البلاد، لكن لم تكن لدي فكرة مسبقة عن جمال أبها، وفجأة وجدت نفسي في مكان يرتفع عن سطح البحر بما لا يقل عن 2200 متر، ومن حولي جبال خضراء وتضاريس مختلفة جداً، ولغزارة الأمطار حينها جلست نحو 3 ساعات في السيارة، فلمست أن المنطقة جميلة جداً وخلابة».
ويوضح العابدين أنه بعد ذلك جاءت قصة الفيلم، التي وجدها تتطلب تقاليد محافظة وعائلة مترابطة، وهو ما يتناسب جداً مع الطابع الاجتماعي لمدينة أبها، ومن هنا قرر تصوير الفيلم في أبها، علماً بأن الشاب المغترب فيصل كان غائباً عن مدينته لنحو 12 سنة، وحين يعود تشعر شقيقتاه نورة وشهد وأخوه الأصغر فارس بسعادة عارمة لرؤيته مرة أخرى، ولكن والده إبراهيم الحساوي لم يستطع مسامحته لتركه العائلة، رغم معارضته لذلك، في سبيل متابعة أحلامه وبناء حياة له في بريطانيا، وهكذا تتوالى الأحداث. وهنا يقول العابدين: «بدأت في كتابة هذا النص قبل نحو سنة ونصف السنة، وكان الأمر في بدايته أشبه بالحلم، لكنه تيسر، ليكتشف الجمهور معي جمال مدينة أبها».
جدير بالذكر أن فيلم «إلى ابني» يضم عدداً كبيراً من الممثلين السعوديين، مثل إبراهيم الحساوي، وسمر ششة، وآيدا القصي، وخيرية نظمي، وآدم أبو سخا، وسارة اليافعي، وغيرهم.
وركز كثيراً على إظهار جبال أبها وسفوحها وأوديتها وطبيعتها الخلابة، الأمر الذي أثار دهشة الجمهور ودفعهم للتساؤل أكثر من مرة إن كانت هذه المدينة الساحرة موجودة في السعودية فعلاً، وهو ما أظهره ظافر العابدين بذكاء وتمرّس، مستخدماً تقنيات الإبهار البصري والاستثمار الفني لجمال المكان.
صوفيا علوي: «أنيماليا» يطرح تساؤلات عن الحياة والخيال العلميhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4710466-%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%8A-%C2%AB%D8%A3%D9%86%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%C2%BB-%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%AD-%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A
صوفيا علوي: «أنيماليا» يطرح تساؤلات عن الحياة والخيال العلمي
المخرجة المغربية صوفيا علوي (الشركة الموزعة لفيلم أنيماليا)
قالت المخرجة المغربية الفرنسية صوفيا علوي، إنها فوجئت بردة فعل الجمهور السعودي خلال عرض فيلمها «أنيماليا» ضمن فعاليات «مهرجان البحر الأحمر»، فقد أسعدها أنه لمس الجانب الروحاني الذي قصدته بالفيلم.
وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فيلمها يطرح تساؤلات في الحياة والخيال العلمي، مشيرة إلى أنها «لم تترك المغرب وأنها تلقت عروضاً بالتمثيل لكنها لا تعده على قائمة خياراتها».
وعُرض «أنيماليا» ضمن برنامج «اختيارات عالمية» في «مهرجان البحر الأحمر»، ويُعد الفيلم الطويل الأول لمخرجته، وتدور أحداثه في جو من الإثارة والغموض من خلال إيتو، وهي امرأة حامل تتطلع بسعادة ليوم من الاسترخاء، بينما يغادر زوجها ووالداه الثريان إلى اجتماع عمل، لتبدأ ظواهر غريبة في الحدوث، حين تتعطل الهواتف ويحدث ضباب غامض، وتبدأ كل الكائنات البشرية والحيوانية في التصرف بشكل غريب، وتفشل إيتو في الوصول إلى زوجها.
وكان الفيلم قد شهد عرضه الأول في مهرجان «صندانس»، كما عُرض في «مراكش السينمائي» أيضاً.
وقالت صوفيا إنها اختارت هذا الشكل لطرح فيلمها لأنها تحب طرح تساؤلات عن الحياة والعالم وعن الخيال العلمي، وأن هذا هو دور الفن الذي يتصدى لإثارة الاهتمام بكثير من القضايا، لافتة إلى أنها لم تقدم فيلماً عن الخيال العلمي، وفي ذلك تقول: «أخشى من أن يحبط محب أفلام الخيال العلمي إذا ما شاهد الفيلم لأن به قدرا من الغموض أكثر من كونه خيالاً علمياً».
وعن العرض العربي للفيلم ومدى تجاوب الجمهور معه بين مهرجاني «مراكش» و«البحر الأحمر»، توضح علوي: «في مراكش عُرض وسط أهلي وأصدقائي الذين كانوا متحمسين لمشاهدته، وشهد زحاماً أشعرني بضغط نفسي كبير».
وتضيف صوفيا: «العرض هنا في (مهرجان البحر الأحمر) كان مختلفاً وأقل زحاماً، لكن الجمهور كان حاضراً وهناك مناقشات مهمة طرحوها وما أسعدني أنهم لمسوا الجوانب الروحية بالفيلم».
وحول اختيارات الممثلين في الفيلم تؤكد علوى: «أعمل مع ممثلين محترفين وغير محترفين، لكن المهم أن يكون لديهم شغف واهتمام»، وعن توجيه الممثل تقول إنها لا تحب عمل بروفات قبل التصوير، بل تعمل دائما على «سيكولوجية الشخصية، وأن يفهم كل ممثل أبعاد الشخصية بعمق».
وتشبعت صوفيا بالثقافة المغربية، مثلما تقول: «نصفي مغربي من ناحية الأب، ونصفي فرنسي من الأم، لكنني أعيش في المغرب، وأنا أمازيغية وقد درست في مدارس فرنسية، غير أنني متشبعة أيضاً بالثقافة المغربية بحكم نشأتي».
علوي تفضل الإخراج على التمثيل (الشركة الموزعة لفيلم أنيماليا)
وبشأن ارتباطها بمهرجان «صندانس» الذي حصلت منه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة 2020 عن فيلمها القصير «لا يهم إن نفقت البهائم»، كما شاركت فيه بفيلمها «أنيماليا» خلال دورته الأخيرة، تقول: «في صندانس أشعر أنني في بيتي، وهم يشعرونني أنهم بانتظار عمل جديد لي، لست أنا فقط، بل كل مخرج يعلمون معه فنبدو كأسرة فيه». كما حصلت صوفيا علوي على جائزة «سيزار» الفرنسية لأفضل فيلم قصير عن «لا يهم إن نفقت البهائم»، وترى أن «الجائزة غيرت أشياء كثيرة في مشوارها، فقد جعلتها تستطيع الحصول على تمويل لأفلامها بشكل أسهل، كما اختيرت عربياً ضمن المخرجين الواعدين الذي تعده «أمراً يسعدها»، مؤكدة أن «على المخرج أن يواصل طَرق الأبواب لتقديم أفلامه، وأن يبذل جهداً في ذلك».
وتؤكد صوفيا أن «هناك مخرجين عربا جددا واعدين»، مؤكدة أن «ما يحدث في السينما العربية حالياً هو أمر مدهش»، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أنها بصفتها مسلمة تشعر أن ما يحدث حالياً من حروب يثير تساؤلات موجعة، وأنها تعتقد أنها بصفتها سينمائية تخلق نوعاً من الروابط بين الناس، وأنها «قادرة على إقامة الجسور».
«نادي لكل الناس» يُكرّم مارون بغدادي في الذكرى الثلاثين لرحيلهhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4710301-%C2%AB%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3%C2%BB-%D9%8A%D9%8F%D9%83%D8%B1%D9%91%D9%85-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84%D9%87
«نادي لكل الناس» يُكرّم مارون بغدادي في الذكرى الثلاثين لرحيله
يُعرَض فيلم «همسات» ضمن احتفالية تكريم بغدادي (نادي لكل الناس)
في 11 ديسمبر (كانون الأول) 1993، رحل المخرج اللبناني مارون بغدادي تاركاً مكتبة سينمائية غنية، ونجاحات لم تقتصر على الشرائط اللبنانية، بل شملت أخرى بالفرنسية، وتعاوناً مع المخرج العالمي فرنسيس كوبولا.
وفي الذكرى الـ30 لرحيله، يكرّمه «نادي لكل الناس» بإقامة معرض فوتوغرافي عن حياته، وعرض أفلام، من بينها ما نشاهده للمرة الأولى بعد ترميمه.
مشهد من فيلم «الرجل المحجب» (نادي لكل الناس)
يشير رئيس النادي نجا الأشقر إلى أنّ أهمية بغدادي وإرثه السينمائي، هما خلف هذه المبادرة. ويتابع في حديث مع «الشرق الأوسط»: «في يوم رحيله، 11 ديسمبر، تنطلق هذه اللفتة التكريمية. كما نفتتح لمناسبة 25 عاماً على تأسيس النادي، مكتبة سينمائية تتضمّن أفلاماً وأرشيفاً ورقياً وبصرياً وصوتياً، لا يُستهان به. إلى جانب بغدادي، تتضمّن أفلاماً لسينمائيين لبنانيين وعرب، من بينهم جان شمعون، ومي مصري، وبرهان علوية...».
يبدأ التكريم عند السادسة مساء 11 ديسمبر الحالي، في مبنى جريدة «السفير» ببيروت، فيُقام المعرض الخاص بمسيرته، متضمّناً صوراً نادرة لبغدادي وأخرى غير معروفة من طفولته. وفي الأمسية، يُعرض شريط عن الجريدة مدّته 5 دقائق، «كان بغدادي قد أعدّه بطلب منها، حينها، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها»، وفق الأشقر.
«نادي لكل الناس» ينظم لقاءات عن المخرج الراحل (نادي لكل الناس)
بعده، تُقام جولة في مبنى الجريدة يطّلع فيها المدعوون على مكتبة «نادي لكل الناس»، وقاعة معرض الصور والفيديوهات وأرشيف الجريدة.
وفي 12 ديسمبر، تُنظّم ندوة حول سينما بغدادي، يشارك فيها أشخاص تعاون معهم؛ أمثال فواز طرابلسي، وحسن داود، وفؤاد نعيم. الأخير كان قد اختار بغدادي لأعمال تلفزيونية عندما شغل منصب المدير العام لـ«تلفزيون لبنان». وفي الثامنة مساء بتوقيت بيروت، يُعرض فيلم «كلنا للوطن» لبغدادي بنسخة رقمية جديدة.
بعد مبنى «السفير»، ينتقل الاحتفال التكريمي إلى أماكن أخرى، بدءاً من الجامعة اليسوعية، وتحديداً مسرح «بيريت»، فيُعرض له «نتابع المسيرة» حيث جالت كاميرته في شوارع بيروت «الشرقية والغربية» أيام الحرب الأهلية. يعرض الفيلم مقابلات مع شخصيات سياسية واقتصادية وفنية في فترة ما قبل الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ومن ثَم يُناقَش بإدارة المخرج هادي زكاك.
من الجامعة اليسوعية، تنتقل النشاطات إلى متحف سرسق. وفي السابعة من مساء 14 ديسمبر، يُعرض فيلم «همسات»، ويوضح الأشقر: «يتناول حقبة شبيهة بالتي نعيشها اليوم، علماً أنّ النسخة المعروضة مغايرة عن المتاحة عبر (نتفليكس)؛ لأنها مرمَّمة حديثاً».
يشار إلى أنّ 5 أفلام لبغدادي متاحة مشاهدتها عبر المنصة، تتألّف من وثائقيَّيْن و3 أعمال روائية، هي «بيروت يا بيروت»، و«كلنا للوطن»، و«همسات»، و«حروب صغيرة»، و«خارج الحياة».
مارون بغدادي مُكرَّماً في الذكرى الثلاثين لرحيله (نادي لكل الناس)
بُعيد العرض، تُقام جلسة حوار مع نبيل إسماعيل وحسن نعماني اللذين تعاونا مع بغدادي. فالأول مُصوِّر، وسبق أن مثّل في بعض أفلامه، منها «همسات» و«حروب صغيرة». والثاني كان مدير التصوير المسؤول عن أفلامه، فيتحدّثان عن مشوارهما مع الراحل، وذكريات جمعتهما به.
أما في 15 ديسمبر، فتنتقل الاحتفالات إلى جامعة هايكازيان في منطقة الحمراء، التي تحتفل بمرور 100 عام على صدور كتاب «الغربال» للأديب الراحل ميخائيل نعيمة. يشارك «نادي لكل الناس» بهذه الاحتفالية عبر عرض فيلم «تسعون» لبغدادي، لينتقل المدعوون مرة أخرى إلى متحف سرسق.
«هناك سيُعرض فيلم (رجل محجب) للمرة الأولى في لبنان (إنتاج فرنسي)، بعد رقمنته وترجمته إلى العربية والإنجليزية، على أن يتقدّم الضيوف فؤاد نعيم المُشارِك في التمثيل»، يقول الأشقر. وكان «نادي لكل الناس» قد اشترى حقوق عرض الفيلم، وتُرجم من الفرنسية إلى العربية والإنجليزية. وضمن تكريم بغدادي، سيصدر كتاب خاص به، يحتوي نصوصاً كتبها في صحيفة «أوريان لوجور» الصادرة بالفرنسية من بيروت، إلى أخرى بمثابة خواطر خلال مشوار الحياة.
جانب من المكتبة السينمائية (نادي لكل الناس)
يختم نجا الأشقر: «في 11 ديسمبر، سيصدر كتاب عن المكتبة السينمائية للنادي بعنوان (السينما البديلة)، فيه 13 مقالاً لـ13 شخصية ثقافية لبنانية وعربية، يتناولون السينما المستقلّة ومدى حضورها، من بينهم وليد شميط، وكريم مروة، وإبراهيم العريس من لبنان».
«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» يستضيف كريس هيمسورث في جلسة حواريةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4710281-%C2%AB%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%C2%BB-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B6%D9%8A%D9%81-%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D9%87%D9%8A%D9%85%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%84%D8%B3%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9
«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» يستضيف كريس هيمسورث في جلسة حوارية
جمانا الراشد ومحمد التركي يستقبلان هيمسورث ولورمان (مؤسسة البحر الأحمر)
في حدث فريد من نوعه، حاور باز لورمان مخرج أفلام «إلفيس»، الممثل الأسترالي كريس هيمسورث، ضمن واحدة من الجلسات الحوارية التي ينظمها «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الثالثة، ناقشا خلالها مجموعة متنوعة من المواضيع الفنية والأفكار الملهمة.
هيمسورث قدم إلى مدينة جدة (غرب السعودية) من معرض «كوميك كون» البرازيلي، حيث يعمل حالياً على إطلاق المقطع الدعائي الأول لفيلم «فيريوسا» (Furiosa)، الذي انتهى من تصويره قبل عام، أحدث إصدار من سلسلة «Mad Max» من تأليف جورج ميلر.
رئيس لجنة تحكيم البحر الأحمر المخرج باز لورمان يحاور كريس هيمسورث (الشرق الأوسط)
واستقبل الممثل كريس هيمسورث في قاعة «البحر الأحمر» التي امتلأت بحشود غفيرة من معجبيه، كلٌ من جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، ومحمد التركي الرئيس التنفيذي للمؤسسة، بحضور المخرج باز لورمان رئيس لجنة التحكيم في المهرجان.
تحدث هيمسورث عن مشواره المهني وأبرز محطات مسيرته الفنية، وعلى رأسها فيلمه الجديد «فيريوسا»، وفي بداية الجلسة الحوارية تحدث لورمان عن أنه قبل 45 عاماً عندما كان طفلاً، شاهد جورج ميلر في أستراليا وهو يصنع هذا الفيلم، وهو ما ألهمه كثيراً، مشيراً إلى أن الأستراليين لديهم طريقة خاصة في سرد القصص.
وأكد هيمسورث على كلامه قائلاً إنه في فترة الطفولة كان لديه الحماس والشغف ليكون ممثلاً أو ضمن صناع الفيلم، ولديه ذكريات حية عن رسائله ونوع القصة، ثم بعد ذلك دخل التمثيل، مبيناً أن ميل جيبسون الذي كان في الفيلم ممثلاً شاباً حين كان في الـ20 من عمره، أنشأ الجسر لكثير من الأستراليين للذهاب إلى أميركا.
واتفق هيمسورث ولورمان على أن للإلهام والشجاعة في سرد القصص تأثيراً مضاعفاً، إذ إنهما ينميان الصناعة ويثيران الإبداع. وعن التعاون قال باز: «هو جزء جميل من صناعة الأفلام، والشعور بأنك لست وحيداً»، في حين قال هيمسورث إن «المخرجين مثل جورج ميلر يقدرون اللطف والخبرة المشتركة، فكل شخص لديه بصمة إبهام».
وناقش لورمان وهيمسورث صناعة السينما الإبداعية، بما في ذلك كتابة الموسيقى وإنتاجها، والعمل على الأفلام القصيرة والإعلانات التجارية.
ووصف لورمان التمثيل برياضة ركوب الأمواج، التي تتطلب اللعب الغريزي بعد التحضير، وتحدث هيمسورث في أهمية الاستماع في التمثيل، مع التأكيد على الحاجة إلى التخلي عن الوعي الذاتي والاستماع حقاً إلى اللاعب الآخر، ووافق لورمان على ذلك، مسلطاً الضوء على الفرق بين التفكير في خطوط المرء مقابل الرد الحقيقي على اللاعب الآخر في الوقت الحالي.
وناقش لورمان انتشار العناصر الرومانسية في أفلامهم، معترفاً بأنهم رومانسيون رغم محاولتهم تجنب ذلك، ووافق هيمسورث على ذلك، مسلطاً الضوء على اللغة العالمية للحب والتعاطف في الأفلام، حتى فيما يتعلق بالأشرار.
كريس هيمسورث في جدة (مؤسسة البحر الأحمر)
وأقر لورمان بمسؤولية المخرج في تحديد النغمة وتنظيم التعاون في موقع التصوير، في حين شدّد هيمسورث على أهمية سماع الممثل ورؤيته في مساحة العمل، وتأثير ذلك على الإنتاجية، مشاركاً تجربته في العمل مع جورج ميلر؛ مسلطاً الضوء على قدرته في إبراز أداء صادق من ممثلين ذوي ماضٍ معقد.
وعن الالتزام بالنص والارتجال قال هيمسورث: «أذكر، روبرت إنغلوند، تحدث عن هذا الأمر حول الارتجال قائلاً: (لا يمكنك الارتجال إلا من خلال الإعداد. ولديك بعض الحيل والأفكار، ولكن الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها ترك الشخصية والعيش فيها بشكل غريزي وصادق حتى تلك اللحظة، هي إذا كان لديك تراكم من المعلومات الكاملة للقصة)، أعتقد أن هذه هي الطريقة نفسها أنه يمكنك أن تأخذ منعطفاً مختلفاً وبعد ذلك ستكون لدينا لحظة كهذه».
وأثناء اللقاء تأمل هيمسورث في مسيرته الفنية الإبداعية، من سرد القصص في مرحلة الطفولة إلى صناعة الأفلام، مؤكداً استمتاعه بسيد الخواتم عندما كان مراهقاً، ورغبته في أن يكون جزءاً من الأرض الوسطى.
وأكد لورمان أنه لا يزال يستمتع بالانغماس في عوالم مختلفة من خلال الأفلام، ويبحث عن الإثارة والحماس الخالصين في المشاريع، فيما تحدث هيمسورث عن كيفية تأثير ممثلين مثل جيمي ستيوارت، وكيت بلانشيت، وتوم كروز على حياتهم وفنهم.
وقال هيمسورث إن طول عمر توم كروز وأخلاقيات العمل في هوليوود مثيرة للإعجاب، رغم الشجاعة والحرية الإبداعية، مناقشاً أهمية البقاء نشطاً ومشاركاً في العمل الإبداعي، حتى في التقاعد، للحفاظ على نشاط الدماغ والجسم وتجنب الشعور بعدم الارتياح أو عدم الوفاء.
وشارك لورمان تجربته الشخصية في الشعور بعدم التحفيز وعدم الارتياح بعد أخذ استراحة طويلة من العمل، مسلطاً الضوء على أهمية وجود أخلاقيات عمل قوية ومنافذ إبداعية للبقاء على قيد الحياة والرضا، مشدداً على أهمية المساهمة في المجتمع وإيجاد هدف في الحياة.
الدورة الـ21 لـ«مهرجان أبوظبي»... «إرادة الأمل» بالفن والمحاولات
فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)
بشعار «إرادة الأمل»، تستعدّ الدورة الـ21 لـ«مهرجان أبوظبي» للانطلاق. يحتفل برنامجها بعروض الباليه، والموسيقى الكلاسيكية، والجاز، والأوبرا، والأمسيات العربية التقليدية، ويخصّص لفلسطين النازفة جزءاً من عائدات بيع تذاكره، ضمن حملة «تراحم من أجل غزة»، بالتعاون مع «الهلال الأحمر الإماراتي».
الصين ضيفة شرف مهرجان يسعى سنوياً إلى الفرادة. في الزمن الصعب، يشاء بإطلاقه شعار «إرادة الأمل»، عناق الروح الموجوعة، بقدرة الفن على إعلاء الإيجابية والأخوّة الإنسانية.
الدورة الحالية للمهرجان تحتفي بالأوركسترا الصينية (الجهة المنظّمة)
قُبيل الانطلاق في يناير (كانون الثاني) المقبل، تنهمك مؤسِّسة «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، المؤسِّسة والمديرة الفنية لـ«مهرجان أبوظبي» هدى إبراهيم الخميس، بالحرص على التفاصيل. تقول: «يفتتح المهرجان عقده الثالث بإعلان برنامج دورته لعام 2024، تحت شعار (إرادة الأمل)، حاملاً رسالة تمكين الثقافة والفنون لترسيخ قيم التنوير والسلام، بإرادة لا تُقهر».
تُجدّد الالتزام بتقديم المهرجان روائع الأعمال العالمية، من أعمال التكليف الحصري والإنتاج المشترك، على مسارح أبوظبي، وللمرة الأولى في العالم العربي، مع فرقة الباليه الصينية ضمن العرض المبتكر «السنة الصينية الجديدة»، رائعة باليه «كسارة البندق»، أحد أعمال تشايكوفسكي الأكثر شهرة.
لأنّ جرح فلسطين عميق جداً، تضيف: «نخصص جزءاً من عائدات التذاكر لدعم شعب غزة، والمساهمة في رفع المعاناة عنه، وتخفيف حدّة الأزمة الإنسانية التي يواجهها».
ضمن برنامج العروض؛ الموعد في قصر الإمارات يومَي 26 و27 يناير (كانون الثاني) المقبل، بعرض «كسارة البندق» لتشايكوفسكي، تُقدّمها فرقة الباليه الصينية، التي قدَّمت، منذ تأسيسها عام 1959، قائمة من فنانين كبار تألّقوا باستعادة أعمال الباليه الروسية العريقة. يوصّف المهرجان العرض: يبدأ بمشهد مذهل في أرض المعبد ببكين، حيث يستعد الناس للاحتفال بالعام الجديد بالأقنعة والفوانيس الورقية. تستمر الرحلة إلى الأراضي الخيالية لمملكة طائر الكركي، ومملكة البورسلين، حيث تجتمع الطيور والوحوش والنمور الصغيرة، لأداء رقصات المراوح الرشيقة والدوامات الدوارة، والسبائك الذهبية المتلألئة، وصولاً إلى نهاية مشوّقة آسرة بالمفرقعات والألعاب النارية.
يامن سعدي من ضيوف هذه الدورة (الجهة المنظّمة)
أمسية أوبرا بوتشيني بعد قرن على غياب جياكومو بوتشيني
يحتفل القصر عينه في 31 يناير بالذكرى المئوية لرحيل مؤلّف الأوبرا العالمي جياكومو بوتشيني، بتقديم أوركسترا مهرجان بوتشيني في توري ديل لاغو، بقيادة المايسترو البريطاني جان لاثام كونيغ، ومشاركة السوبرانو فيديريكا غويدا ومونيكا كونيسا، والتينور فينتشنزو كوستانزو، مع فرقة الأوركسترا التي تُعدّ من الأبرز عالمياً، وسبق لها أن جمعت كبار فناني الأوبرا من إيطاليا واليابان والصين، وجالت في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، لتقدم فعاليات خاصة، منها ماراثون بوتشيني في اليابان مع أوبرا «السيدة الفراشة» بطوكيو، وكوبي وناغازاكي، وأوبرا «توراندوت» ببكين.
بابلو فيرانديز وكامازي واشنطن
ضمن البرنامج، تستضيف القاعة الزرقاء في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، يوم 1 فبراير (شباط) المقبل، العرض العربي الأول للعازف بابلو فيرانديز المُلقَّب بـ«عبقري التشيلو الجديد»، فيقدّم مشهدية مؤثرة لعشّاق الموسيقى الكلاسيكية.
بالعودة إلى قصر الإمارات، يطلّ عازف الساكسفون كامازي واشنطن في 3 فبراير، ضمن عرض يعيد تعريف حدود موسيقى الجاز من خلال نهج متطوّر وارتجالي، يستمده من التأثيرات الموسيقية المتنوّعة، فيدعو الجمهور لتجربة موسيقية لا تُنسى.
إقامة فنية وحفل مع ليا تزو
في 9 فبراير، تعمل عازفة الكمان ليا تزو، البالغة 17 عاماً، بتكليف من المهرجان، مع 30 موسيقياً شاباً في الإمارات، خلال إقامة إبداعية مدّتها أسبوع، تُتوّج بحفل لها، يرافقها الموسيقيون والطلبة الموهوبون.
بريتي يندي، فرانشيسكو ديمورو، ويامن سعدي
أيضاً، يقدّم المهرجان في المسرح الأحمر بمركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي يوم 11 فبراير، عرضاً غنائياً يتضمّن مقتطفات من أعمال دونيزيتي، فيردي، بيليني، وغونود، تؤدّيها السوبرانو بريتي ييندي والتينور فرانشيسكو ديمورو، برفقة عازف البيانو الشهير فينتشينزو سكاليرا.
أما يامن سعدي، فيقدّم برفقة عازفة البيانو جوليان كوينتين، عرضاً يجمع بين مهارة الأداء والشعر الغنائي والتعابير الموسيقية، على المسرح عينه في 13 فبراير.
في 19 فبراير، سيجمع أداء ثنائي البيانو الأخوين لوكاس وآرثر جوسن، بين أعمال لموزارت، شومان، ويدمان، ديبوسي، ورخمانينوف، ليتيحا فرصة قضاء أمسية مميزة. أما في 25 منه، فيقدّم المهرجان العرض العربي الأول لنجم الأوبرا العالمي لورانس براونلي، برفقة عازف البيانو فابيو سينتاني.
كيريل غيرستين والشيخ محمود التهامي
بدوره، يقدّم عازف البيانو كيريل غيرستين أعمال شوبان، فوري، بولينك، ليزت، شومان، وجودوفسكي، على خشبة المسرح الأحمر في مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، يوم 27 فبراير، ليقدّم شيخ المنشدين في مصر محمود التهامي، عمل «بنات النجار» الذي يُبرز دور المنشدات في تاريخ الإسلام، فتؤدّي مجموعة من 30 منشدة قصائد شهيرة من تراث الإنشاد في مصر، والسودان، وتونس، والمغرب العربي. تتضمّن الأمسية عمل «أنين العاشق» الذي يجسّد الأصالة الإنشادية.
أوركسترا الصين الوطنية السيمفونية
إلى قصر الإمارات مجدداً، حيث الختام مع أوركسترا الصين السيمفونية، التي تأسّست عام 1996، وقدّمت روائع الكلاسيكيات الغربية والموسيقى الصينية، ضمن عروضها المحلية في أنحاء البلاد، والعالمية في اليابان وماليزيا وإسبانيا.
الموت يغيب ناهد فريد شوقي (حساب ابنتها على فيسبوك)
القاهرة :«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة :«الشرق الأوسط»
TT
رحيل المنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي
الموت يغيب ناهد فريد شوقي (حساب ابنتها على فيسبوك)
غيب الموت، الأحد، المنتجة المصرية ناهد فريد شوقي، ابنة الفنان الكبير الراحل فريد شوقي والفنانة هدى سلطان عن عمر ناهز 73 عاماً، ونعى عدد كبير من الفنانين المنتجة الراحلة من بينهم دنيا سمير غانم التي نشرت صورة للراحلة تجمعها بابنتها ناهد السباعي، وعلقت عليها قائلة: «البقاء لله المنتجة ناهد فريد شوقي خالص التعازي لابنتها الزميلة والصديقة العزيزة ناهد السباعي، وأختها الصديقة العزيزة رانيا فريد شوقي، ربنا يصبركم يا رب»، كما نعتها الفنانة بشرى عبر حسابها على «فيسبوك»: «مع السلامة يا ناهد هتوحشينا».
وقدمت المنتجة الراحلة المولودة عام 1950عدة أعمال فنية من خلال شركة الإنتاج الخاصة بها، على غرار فيلم «هيستريا» الذي أخرجه عادل أديب، وقام ببطولته الفنان أحمد زكي عام 1998، وفيلم «من نظرة عين» للفنانة منى زكي، و«اللعبة الأمريكاني»، كما عملت مشرفة على الإنتاج ومنتجة منفذة في عدد من المسلسلات منها «لن أعيش في جلباب أبي»، و«لقمة القاضي»، و«نونة الشعنونة»، و«امرأة آيلة للسقوط».
المنتجة الراحلة مع ابنتها ناهد السباعي (حساب ابنتها على فيسبوك)
ووصفها الناقد المصري طارق الشناوي بـ«السيدة العظيمة»، مضيفاً عبر حسابه على «فيسبوك»: «راهنت على الإبداع في زمن (السبهللة)... ابنة (الملك) فريد شوقي، و(الأسطورة) هدى سلطان، وخالها الموسيقار العظيم محمد فوزي... غادرتنا قبل قليل وقفت دائماً على الحافة؛ حافة الخطر، أنفقت كل ما لديها على الفن، وكادت تدفع ثمن جرأتها بالسجن».
وأضاف: «رغم أنها صرفت أكثر مما تملك من أموال، فإنها لم تعرف سوى المغامرة. حكت لي كثيرا عن المسكوت عنه في علاقة هدى سلطان بفريد شوقي، وكيف امتدت لما بعد الطلاق، لديّ كثير لأرويه، لكنني لم أستأذنها في النشر، يوماً ما سأكتب عما يجوز نشره من دون استئذان».
ونشرت ابنتها ناهد السباعي صورتها مع والدتها ناهد فريد شوقي عبر حسابها على «إنستغرام»، وعلقت قائلة: «توفيت أمي وكل حياتي»، وهو ما علقت عليه الناقدة ماجدة خير الله، قائلة عبر حسابها على «فيسبوك»: «قلبي مع الفنانة الشابة ناهد السباعي فقد كانت شديدة الالتصاق بأمها ناهد فريد شوقي، وكانت تتراجع عن الزواج في اللحظات الأخيرة حتى لا تبتعد عنها، كانتا مثل توأمين ملتصقين».
ناهد فريد شوقي قدمت عدة أعمال فنية (حساب ابنتها على فيسبوك)
وأضافت «قابلتهما معاً، منذ عامين في مهرجان أسوان لأفلام المرأة، في ندوة لتكريم المنتجة الكبيرة الراحلة ناهد فريد شوقي، وكانت تتمتع وقتها بكامل لياقتها الذهنية والصحية وتتحدث بوعي عن مشاكل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، تلك المشاكل التي أوقفتها عن استكمال دورها منتجة».
وتمنت خير الله أن «تستطيع ناهد السباعي التعايش مع أزمة فراق أقرب الناس إليها، وتنهمك في العمل وتفكر بشكل مختلف في مستقبلها الفني، لا سيما أنها تتمتع بالموهبة والحضور، فقد حصلت على جائزه تمثيل عن دورها الصعب في فيلم (يوم للستات)، ولعبت دوراً شديد التميز في مسلسل (منورة بأهلها)».
تطوير طريقة لإعادة تدوير ركام المبانيhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4710181-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A
الدكتور علي أكبر غلامبور يعرض الخليط المعاد تدويره من ركام المنازل (جامعة فلندرز)
أعلن باحثون في أستراليا، تطوير طريقة لإعادة تدوير ركام المنازل، يمكن أن تسهم في تقليل الانبعاثات الدفيئة. وأوضحوا أن الطريقة الجديدة تعتمد على إعادة تدوير الركام الخشن لإنتاج خرسانة قوية ومتينة بعد إضافة كمية صغيرة من الغرافين. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «ريسورسز كونسيرفيشن آند ريسايكلينغ».
ووسط أنقاض الزلازل الكبيرة أو الحروب أو غيرها من الكوارث، ومع استبدال المباني والبنية التحتية القديمة، غالباً ما تُنقل جبال من الخرسانة إلى مكبّ النفايات أو تُحوّل إلى أنقاض لبناء الطرق.
وعكف الباحثون على إيجاد طريقة لتحسين جودة الركام الخرساني المعاد تدويره عبر إضافة مادة الغرافين إليها، وحسب اعتقادهم، فإن هناك حاجة ماسّة لمثل هذه الأساليب في إدارة النفايات، إذ من المتوقع أن ترتفع منتجات نفايات الهدم والبناء إلى ما يقرب من 2.6 مليار طن بحلول عام 2030 على مستوى العالم.
وفي الوقت نفسه، يزيد إنتاج الخرسانة من تغير المناخ مع مساهمته في انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتمثل في غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل أساسي، مما يزيد من التأثيرات البيئية.
ويعود السبب الرئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن إنتاج الخرسانة إلى عملية إنتاج الإسمنت، وهو المكون الرئيسي للخرسانة، حيث يُنتَج الإسمنت عن طريق تسخين الحجر الجيري والطين في أفران بدرجات حرارة مرتفعة للغاية، وينتج عن هذه العملية تفاعل كيميائي يطلق ثاني أكسيد الكربون.
وأضافوا أن طريقتهم الجديدة هذه تكتسب شعبية كل يوم مع اكتشاف رواسب الغرافين الجديدة واستخراجها، مما يؤدي إلى انخفاض سعر تلك المادة الخام مع استمرار ارتفاع تكلفة الإسمنت والركام.
واختبروا النتائج بعد إضافة محلول الغرافين إلى الركام المعاد تدويره لإنتاج خرسانة يُحتمل أن تكون متفوقة على الركام المعاد تدويره غير المعالج في الخلائط القائمة على الإسمنت.
ووجد الباحثون أن طريقتهم ستلعب دوراً حيوياً في تحسين جودة وأداء الركام الخرساني المعاد تدويره، مع تقليل البصمة البيئية.
من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة، وكبير المحاضرين في الهندسة المدنية والإنشائية بجامعة «فلندرز» الأسترالية د.علي أكبر غلامبور: «إن نجاح الطريقة الجديدة يمكن أن يساعد أيضاً في تلبية الطلب المتنامي على مواد البناء حول العالم».
وأضاف عبر موقع الجامعة: «قد يكون تصنيع هذا الشكل الجديد من الركام الخرساني المُعاد تدويره أكثر تكلفة في الوقت الحالي، ولكن عند النظر في دورة حياة المواد، فإن التكاليف ستنخفض بسرعة مستقبلاً».
«أسبوع السينما الفلسطينية» في القاهرة يُذكّر بمعاناة «أصحاب الأرض»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4710166-%C2%AB%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%8A%D9%8F%D8%B0%D9%83%D9%91%D8%B1-%D8%A8%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%C2%AB%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6%C2%BB
«أسبوع السينما الفلسطينية» في القاهرة يُذكّر بمعاناة «أصحاب الأرض»
مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)
يواصل أسبوع «السينما الفلسطينية»، الذي يتضمن عرض 6 أفلام روائية ووثائقية ورسوم متحركة تُسلط الضوء على معاناة «أصحاب الأرض»، عروضه في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة).
جانب من مناقشات عرض فيلم الافتتاح (صندوق التنمية الثقافية)
وأفلام الأسبوع هي «تحت الركام»، و«غزة مونامور»، و«شيرين أبو عاقلة»، و«العنصرية»، و«كريم حُراً»، و«البرج».
وفي حين يتناول فيلم «كريم حُراً»، الذي يركز على قضية معاناة الأسرى الفلسطينيين بشكل عام، قصةَ خروج الأسير كريم يونس من اعتقاله في السجون الإسرائيلية بعد 40 عاماً، فإن الفيلم الوثائقي «شيرين أبو عقلة» يرصد جانباً من مسيرة الإعلامية الفلسطينية الراحلة، ولحظة استهدافها خلال أداء عملها في تغطية الأحداث.
وتدور أحداث فيلم «غزة مونامور»، المستوحى من أحداث واقعية، حول قصة حب تجمع بين صياد ستيني وجارته في السوق، في حين يدخل بمشكلات بعد عثوره على تمثال أثري.
وتتناول أحداث فيلم الرسوم المتحركة «البرج» قصة فتاة، تعيش في مخيم لاجئين، تتعرف على عائلتها وتاريخها من خلال قصص الأجيال السابقة من اللاجئين.
«اختيار الأفلام الستة استغرق نحو 6 أسابيع»، وفق الناقدة السينمائية شاهندة محمد علي، المبرمجة المسؤولة عن اختيار الأفلام، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «اقتراح الفكرة والبدء في العمل عليها جاءا بعد اندلاع (حرب غزة) بأسبوع تقريباً»، مشيرة إلى أنها «تواصلت مع مختلف شركات توزيع الأفلام العربية في مصر لمعرفة الأفلام التي لديهم ويمكن عرضها ضمن فعاليات الأسبوع».
ووفق مبرمجة «أسبوع السينما الفلسطينية» فإنها «شاهدت لدى إحدى الشركات 25 فيلماً تمتلك حق توزيعها بالفعل، واستقرت على اختيار 3 منها، وعندما تواصلت مع مكتب هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية الموجودة في القاهرة، رشح لها المخرج الفلسطيني فايق جرادة أفلاماً أخرى لتُعرض ضمن الفعاليات لتختار منها الأفلام الثلاثة الأخرى التي سيشاهدها الجمهور»، لافتة إلى «أنها راعت بالأفلام المختارة تقديمها جوانب مختلفة عن القضية الفلسطينية».
ورغم الدعم الذي تلقته المبرمجة المصرية من فايق جرادة، الذي يعرض فيلمه الوثائقي الطويل «العنصرية» ضمن برنامج الأسبوع، فإنه شدّد على عدم حضوره عرض الفيلم رغم إقامته في القاهرة، مبرراً ذلك بقوله: «أفضّل عدم المشاركة والتفاعل في وقت لا تزال بلادي تتعرض فيه للعدوان الإسرائيلي».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أساعد القائمين على فعاليات الأسبوع للتواصل مع صناع الأفلام من أجل عرض كلمات مصورة لهم خلال عرض أعمالهم».
وينظم الأسبوع السينمائي بالتعاون بين «صندوق التنمية الثقافية»، التابع لوزارة الثقافة المصرية، و«المركز القومي للسينما»، وتعقبه ندوات بمشاركة عدد من السينمائيين، منهم مدير التصوير سعيد شيمي، والمخرجة هالة جلال.
أفيش فيلم «من تحت الركام» (المخرجة)
وأدار ندوة الفيلم الوثائقي الطويل «من تحت الركام»، الذي افتتح الأسبوع، الناقد عصام زكريا الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن تنظيم (أسبوع السينما الفلسطينية) في القاهرة، يعد أحد أشكال الدعم التي تقدّم للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها»، مؤكداً أن «الأفلام المختارة توثق وترصد مراحل وجوانب مختلفة من معاناة هذا الشعب».
وقررت المخرجة الأسترالية آن سوليس، توثيق جانب من معاناة سكان غزة إثر رؤيتها تداعيات القصف الإسرائيلي المتكرر للقطاع المنكوب. وركزت المخرجة في فيلمها على شهادات الأطفال الذين عاشوا تجارب الحرب.
وتؤكد المبرمجة المسؤولة عن إدارة الفعاليات حرصها على «إجراء مناقشات بشكل غير تقليدي من خلال استضافة نقاد لإدارة الندوات، ومشاركة مخرجين ومديري تصوير في المناقشات مع الجمهور لتكون بمنزلة جلسات غير تقليدية تسلط الضوء على جوانب عدة في حياة الشعب الفلسطيني، وهو ما يظهر أيضاً من تنوع مضمون الأفلام المختارة».
الملصق الدعائي للأسبوع (صندوق التنمية الثقافية)
ويعدّ زكريا أن «ما يميز السينما الوثائقية قدرتها على التوثيق في ظل الأخبار المتسارعة التي تختفي في اليوم التالي لحدوثها، بينما توثق الأفلام الروائية الأحداث بشكل مختلف، إذ تمكّن من مشاهدة ما حدث ورصده بعد سنوات».
يورغن بوديتس لـ«الشرق الأوسط»: أظهرتُ بشاعة الحروب وعرّفتُ بالأماكن المنسيّة
المصوّر العراقي لطيف العاني في مشهد من الفيلم (صور المخرج)
للعراق وجهٌ خفيٌّ، يظهر بوضوح في أرشيف المصوّر لطيف العاني، الذي التقط صوراً لبلده طوال 30 عاماً. حين بلغ الـ86، سافر بحثاً عن أشخاص وأماكن صوَّرها في الماضي. هذه باختصار قصة الوثائقي «جمال العراق الخفي» الذي يُعرض حالياً في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» بجدة، ضمن عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يقول العاني في الشريط: «العراق هو البلد الوحيد الذي يُعدّ ماضيه أفضل من حاضره»، ثم يأخذ المشاهدين، عبر هذا الوثائقي العاطفي، في رحلة إلى داخل بلاده المنكوبة بحثاً عن موضوعات صوّرها، فيشارك أرشيفه الفريد، وقصصه مع عراقيين لا يصدّقون أنّ بلدهم الجميل بعدسته، هو نفسه ما رأوه بعيونهم الحزينة.
يُظهر الفيلم الذي صوّره طوال 5 سنوات، وجه العراق قبل الحروب، وهو أشبه بشهادة عاطفية لأهم مصوِّر في تاريخ هذا البلد؛ عاش تفاصيله بصور نادرة، فشكّلت أرشيفاً فريداً من الخمسينات إلى السبعينات.
«بوستر» الفيلم (صور المهرجان)
الأماكن العراقية المنسيّة
لافتٌ أنّ الفيلم من إنتاج وكتابة وإخراج مخرج بلجيكي هو يورغن بوديتس، فيوضح في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» أنه تعرّف إلى أعمال لطيف العاني من خلال كتاب لدى صديقه العراقي، ضمَّ صوراً مذهلة عن مكان لم يره في حياته. ويضيف: «في أوروبا، حين نشاهد نشرات الأخبار، نرى فقط الكوارث والمشكلات في البلدان العربية. عندما عاينتُ صور العاني، وجدتها ممتازة وكاملة. تواصلتُ معه، وطرحت عليه فكرة إعداد الفيلم، في مغامرة رائعة حاولنا من خلالها إظهار الأماكن العراقية المنسيّة».
ويشير بوديتس إلى أنّ لقاءه العاني كان في العام عينه الذي حصد فيه جائزة «الأمير كلاوس» المرموقة (2015)، التي تمنحها العائلة المالكة الهولندية سنوياً. ويتابع: «بعد هذه الجائزة، بدأ الإعلام الأوروبي يهتمّ بالعاني، وأردتُ بدوري فهم لماذا تغيّرت الأمور في العراق خلال 17 عاماً، فاختلف البلد كثيراً».
المخرج البلجيكي يورغن بوديتس خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)
60 يوماً في 5 سنوات
بسؤاله عن رحلته الطويلة التي استغرقها إعداد الفيلم، يعزو ذلك إلى الجهد البحثي وتحدّيات الميزانية، ويضيف: «لم أرغب بإنجاز وثائقي قصير، بل أردتُ فيلماً شاعرياً عن حياته، مع تخصيص الوقت المناسب لذلك، فعملنا يتعلّق بالوقت»، مشيراً إلى صعوبات واجهها، لمعاناة العراق عدم الاستقرار الأمني، بينما كان تنظيم «داعش» يلفظ أنفاسه الأخيرة، علاوة على جائحة «كورونا» التي شلَّت العالم.
يتابع: «التصوير الفعلي استغرق نحو 60 يوماً طوال 5 سنوات». وعن كيفية التعامل مع رجل في منتصف الثمانين، يجيب: «لطيف صوَّر جميع الرؤساء العراقيين، وكان عليه أن يكون ذكياً لبلوغ ما حقّقه، وليبقى على قيد الحياة من بعدهم. لم يكن سهلاً أن نصنع فيلماً عنه، فهو بالغ الذكاء».
فريق الفيلم رافق لطيف العاني طوال 5 سنوات (صور المخرج)
بشاعة الحروب
وإذ يؤكد بوديتس أنّ رسالة الفيلم تُظهر بشاعة الحروب وتنادي بإيقافها، يتابع: «كان من الصعب أن نحدّد المعنى الحقيقي للجمال، لكنَّ لطيف منحني انطباعاً بأنه مهم جداً لنا كبشر للبقاء على قيد الحياة. في غياب الجمال لا نستطيع تحديد شكل البشاعة». أما عن أكثر ما لفته في العراق، فيردّ: «كأوروبي، أدهشني التواصل بين الناس، والصداقات، والانفتاح والرغبة القوية في إنجاز أشياء جميلة ومتقدّمة».
يقف الفيلم على ما فعلته الحرب في العراق (صور المخرج)
أبو التصوير العراقي
يُذكر أنّ لطيف العاني من مواليد 1932 في بغداد، وكان أول مَن صوَّر الحياة العراقية في خمسينات القرن الماضي وسبعيناته، وعُرف باسم أبو التصوير العراقي.
تُمثّل صوره بالأبيض والأسود ذاكرة بصرية فريدة للبلد خلال زمنه الجميل، كما قدّم الحضارة العراقية النابضة بالحياة بكثافتها وتعقيدها. وبالإضافة إلى توثيق الحياة اليومية المتحضّرة، والثقافة السياسية والصناعية، التقط صوراً للعراق من الجوّ لشركة نفطية.
وفي فترة حُكم الرئيس الراحل صدام حسين، توقّف العاني عن التصوير. واليوم، تشهد صوره على عصر مضى. خلال بينالي البندقية في عام 2016؛ ركز المعرض في جناح العراق على أعماله من الفترة المبكرة من حياته المهنية، والتي أظهرت موضوعاتها اتجاهات التحديث والحفاظ على التقاليد.