نجاحٌ جديد يحقّقه الفيلم المصري القصير «عيسى» بوصوله إلى ترشيحات القائمة القصيرة لجوائز «سيزار» الفرنسية في دورتها الـ49 التي تعلن جوائزها في فبراير (شباط) 2024، وتعادل جوائز «الأوسكار» الأميركية و«البافتا» البريطانية.
وأعلن المخرج مراد مصطفى عبر حسابه في «فيسبوك» عن هذا الإنجاز قائلاً: «رسمياً فيلم (عيسى) يصل إلى ترشيحات القائمة القصيرة لجائزة (سيزار) الفرنسية، إلى جانب أغنية (أعدك بالجنة)، في الاختيارات الرسمية لهذه الجوائز المرموقة لعام 2024».
يتتبع فيلم «عيسى»، المعنون بالإنجليزية «أعدك بالفردوس»، قصة المهاجر الأفريقي «عيسى» الذي يعيش في مصر ويسابق الزمن لإنقاذ أحبائه بعد حادث عنيف؛ من بطولة كيني مارسيلينو وكنزي محمد، لسيناريو بمشاركة المخرج مصطفى وسوسن يوسف.
وشهد «مهرجان كان السينمائي» خلال دورته الـ76، العرض الأول للفيلم ضمن مسابقة «أسبوع النقاد»، إذ فاز بجائزة «رايل» لأفضل فيلم قصير، وهي جائزة مرموقة تمنحها لجنة تحكيم مكوّنة من 100 عضو من قِبل محبّي السينما في فرنسا.
وكشف مصطفى لـ«الشرق الأوسط» عن أنّ الوصول إلى القائمة القصيرة لـ«سيزار» لم يكن سهلاً، إذ «خاض المنافسة ضمن 400 فيلم قصير حتى وصل إلى القائمة التي تضم 24 فيلماً فقط، وأصبح رسمياً مرشحاً للجائزة»، معبِّراً عن فخره بهذا الإنجاز، لا سيما أنه يُسجَّل للمرة الثانية في تاريخ السينما المصرية، بعد ترشُّح فيلم «16» للمخرج سامح علاء للجائزة عينها.
وأشاد بجيله من المخرجين الشباب الذين قطعوا خطوات تساهم بوضع السينما المصرية على خريطة السينما العالمية، لافتاً إلى أنّ «عيسى» شارك بأكثر من 30 مهرجاناً دولياً، وحصل على 10 جوائز، أحدثها أفضل فيلم قصير في «مهرجان ميلبورن السينمائي الدولي» بدورته الـ71، كما حظي بردود فعل إيجابية من الجمهور.
وينفرد «مهرجان القاهرة السينمائي» خلال دورته المقبلة بالعرض الأول للفيلم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيُعرض في افتتاح مسابقة الأفلام القصيرة التي يُنافس على جوائزها.
ورأى المنتج صفي الدين محمود، أحد المشاركين في الإنتاج، أنّ وصول «عيسى» إلى القائمة القصيرة حدث مبهج للسينما المصرية وللفيلم، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنّ ذلك سيسهم في إمكان توزيعه أوروبياً.
وأشار إلى أنّ فرص العروض الجماهيرية في السينمات تكون صعبة، متمنياً أن يحرّك نجاح الفيلم في المهرجانات الدولية هذه الصناعة ويدعم الأفلام القصيرة.
وتابع: «للمخرج مشروع سينمائي حقيقي يحمل رؤية مميزة، إضافة إلى أنه يطرح قضايا إنسانية مثل قضية المهاجرين. فقد رصد في (عيسى) حالة إنسانية قد لا تخصّه، قدّمها بشكل لافت، من دون ابتذال وإطلاق أحكام على أبطالها، وهو ما أشادت به لجان تحكيم دولية».
ورغم أنّ مدّة الفيلم لا تتجاوز عشرين دقيقة، فإنه أُنتج بمشاركة 5 جهات. يبرّر محمود ذلك بالقول: «الميزانية كانت كبيرة، كما أنّ فرص تسويق الفيلم القصير تكون صعبة. لذا تسهم كل شركة بجزء من الميزانية، علماً أنّ استعادة ما أُنفِق أمر صعب. ندعم أفلاماً لا سوق لها، ونسعى إلى فتح أسواق لها لوصولها إلى الجمهور في كل مكان».