نجاح سلام ترحل لتطوي مرحلة الفن الجميل

«عَلَمُ لبنان» تعاونت مع عمالقة الفن المصري

نجاح سلام من علامات العطاء الفارقة (مواقع التواصل)
نجاح سلام من علامات العطاء الفارقة (مواقع التواصل)
TT

نجاح سلام ترحل لتطوي مرحلة الفن الجميل

نجاح سلام من علامات العطاء الفارقة (مواقع التواصل)
نجاح سلام من علامات العطاء الفارقة (مواقع التواصل)

انشغلت الأوساط الفنية برحيل عَلَم من أعلام لبنان، زمن الفن الجميل، نجاح سلام. عن 92 عاماً، أغمضت صاحبة لقب «صوت العرب» عينيها، تاركة مدرسة فنية طبعت ذاكرة الأجيال طوال 75 عاماً من العطاء.

أعلنت أسرة الفنانة وفاتها، على أن يُصلَّى على جثمانها، الجمعة، في مسجد الخاشقجي ببيروت. ونعى رئيس الحكومة اللبناني السابق، تمام سلام، الراحلة الكبيرة، قائلاً: «مع وفاتها انطوت صفحة من تاريخ الفن والغناء في عالمنا العربي». كذلك نعاها إعلاميون وفنانون، من بينهم معين شريف الذي قال: «تنعى نقابة الفنانين المحترفين في لبنان رمزاً كبيراً من رموزها، الفنانة نجاح سلام». أما الإعلامي زاهي وهبي فتذكّرها بالقول: «يبقى صوتها المُشعّ حاضراً في الذاكرة والوجدان».

وُلدت نجاح سلام في بيروت عام 1931، وكان جدُّها الشيخ عبد الرحمن سلام مفتياً للديار اللبنانية، ووالدها هو الفنان والأديب محيي الدين سلام؛ أحد أبرز الملحّنين وعازفي العود في لبنان والعالم العربي. تعلّمت أصول الغناء منه، هو الذي كان منزله أشبه بمعهد فني.

شكّلت الحفلات المدرسية بدايتَها في الغناء، وفي عام 1948 عرّفها والدها في القاهرة إلى كبار الفنانين، أمثال أم كلثوم، والموسيقار فريد الأطرش، والشيخ زكريا أحمد، وغيرهم. أما في عام 1949 فسجلت لشركة «بيضافون» أولى أغنياتها، «حوِّل يا غنّام»، تليها أغنية «يا جارحة قلبي»، لتحترف منذ ذلك الحين الغناء.

غنّت في الدول العربية التي تنافست على استضافتها في حفلات ومهرجانات. انطلاقتها السينمائية كانت من خلال فيلم «على كيفك» مع ليلى فوزي. وفي فيلمها الثاني «ابن ذوات»، غنّت «برهوم حاكيني»، و«الشاب الأسمر»، وغيرهما، ثم مثّلت في فيلم «الدنيا لما تضحك» مع شكري سرحان، وإسماعيل ياسين، وفيلم «الكمساريات الفاتنات» مع كارم محمود.

حين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1974، سافرت إلى القاهرة. وعندما تسلَّم الرئيس الراحل إلياس الهراوي رئاسة الجمهورية، زار العاصمة المصرية، فكانت سلام أول المستقبلين له في مبنى السفارة اللبنانية. طالبها بالعودة إلى لبنان؛ لكونها ثروة وطنية وفنانة كبيرة، فلبَّت رغبته وعادت إلى بيروت لتقدّم أعمالاً، منها «لبنان درة الشرق». وقد كرّمها الهراوي في قصر الرئاسة، ومنحها وسام الاستحقاق من رتبة «فارس».

في تعليق، لـ«الشرق الأوسط»، تؤكد الفنانة هيام يونس أن رحيل سلام خسارة فنية كبيرة. وتتابع: «إنها من أهم الفنانات وأعظمهن بصوتها المميّز ومكانتها. كانت صديقة مقرَّبة، وأحزنني رحيلها».

أما الفنان عفيف شيا فيقول إن غيابها يترك وقْعه الأليم عليه، مضيفاً: «تفاجأت بالخبر الحزين. ذكرياتي معها كثيرة، وكنا نتقابل في الإذاعة اللبنانية، أو خلال تصوير أحد أفلامي مع زوجها الراحل محمد سلمان». ويتابع، لـ«الشرق الأوسط»: «إنها فنانة كبيرة أضاءت دنيا العرب، وصاحبة صوت مميز صدح في المشرق. هي ممَن نفتخر بهم، ونُكنّ لهم الاحترام؛ لأنهم مثالنا الأعلى».

ويؤكد شيا أن الراحلة كانت ذكية وخفيفة الظلّ وتعرف ماذا تريد: «شاءت امتهان الغناء والتركيز عليه أكثر من أي فن آخر. خاضت تجارب سينمائية قليلة، وعُرفَت بالطرب الأصيل. أمثالها زرعوا للأجيال مِن بعدهم، فكانوا ركائز فنية لا تتزعزع على مرّ العقود».

نجاح سلام اسم مهم في الغناء العربي خلال فترتَي الستينات والسبعينات (مواقع التواصل)

نجاح سلام الحاضرة في مصر

من جهته، يؤكد الناقد الفني أشرف غريب، لـ«الشرق الأوسط»، أن الراحلة «اسم مهم جداً في تاريخ الحركة الغنائية والموسيقية العربية عموماً»، مضيفاً: «رغم اعتزالها منذ عام 1998، فإنّ مكانتها عالية، فقد عاصرت عمالقة الفن المصري وتعاونت معهم، ولديها أغنيات راسخة في أذهانها والوجدان العربي، منها (يا أغلى اسم في الوجود)، التي تُستحضَر في كل مناسبة وطنية وقومية؛ غنّتها أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، من ألحان الموسيقار محمد الموجي. وأيضاً (عايز جواباتك)، من كلمات الشاعر حسين السيد، وألحان رياض السنباطي. يكفيها أنها قدّمت هذه الأعمال وغيرها، مثل قصيدة (أنا النيل مقبرة للغزاة)، من كلمات الشاعر محمود حسن إسماعيل، ولحن السنباطي». ويضيف غريب، الذي التقى سلام في بداية التسعينات: «الذي يخفى على كثيرين أنها جاءت إلى القاهرة للتمثيل في فيلم (العيش والملح). أراد الفنان محمد عبد الوهاب، من خلال شركته للإنتاج أن ينتجه لها عام 1949، أمام ابن أخيه المطرب سعد عبد الوهاب. حينها، أجرت سلام الاختبار أمام المخرج حسين فوزي، لكن لأسباب مختلفة، منها صغر سنّها، أُسند الدور للفنانة نعيمة عاكف، وشكّل نقطة انطلاقها، ما أخَّر ظهور سلام نجمة سينمائية، رغم أنها بدأت الغناء مبكراً عام 1948 في بيروت ودمشق، ثم في القاهرة عام 1949». ويشير إلى أن بداية نجاحها السينمائي كانت في عام 1952، إذ شكّل فيلم «ابن ذوات» (1953) انطلاقتها الحقيقية، وبعده «الدنيا لما تضحك» مع إسماعيل ياسين.

مع رحيل نجاح سلام تُطوى مرحلة كاملة (مواقع التواصل)

ولم تقدّم سلام، وفق غريب، كثيراً في السينما، لكنّ أفلامها كانت مهمة آنذاك، بما في ذلك «سر الهاربة» عام 1963 مع سعاد حسني وكمال الشناوي. وفي تلك الفترة، تزوّجت من الملحّن والمطرب والمخرج محمد سلمان، وأنجبت ابنتها الوحيدة سمر التي تزوّجت من المطرب أمجد العطيفي، وظلّت تقيم في مصر.

من جهته، يقول رئيس «مهرجان الإسكندرية السينمائي» الناقد المصري الأمير أباظة، إنّ سلام كانت من الأسماء المهمة في الغناء العربي خلال فترتَي الستينات والسبعينات، وكانت صاحبة طلّة خفيفة على الشاشة المصرية، أحبّها الجمهور، وشاركها فنانون كبار تلك الأعمال.


مقالات ذات صلة

صناع مسلسل «أم كلثوم» يستعيدون الكواليس بعد ربع قرن

يوميات الشرق سميرة عبد العزيز ترفع درع تكريمها (الهيئة الوطنية للإعلام)

صناع مسلسل «أم كلثوم» يستعيدون الكواليس بعد ربع قرن

شهد الحفل حضوراً من نجوم الفن إلى جانب صناع مسلسل «أم كلثوم»، وبعض الإعلاميات من بينهن فريدة الزمر وسناء منصور وسوزان حسن.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق بيونسيه تحتضن ابنتها بلو آيفي كارتر بعد فوزها بـ«غرامي» أفضل ألبوم (رويترز)

«غرامي 2025»... بيونسيه تفوز أخيراً وشاكيرا تتضامن مع المهاجرين

احتفالية الـ«غرامي»... أبرز الفائزين وأقوى الخطابات وأكثر اللحظات تأثيراً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أم كلثوم (وزارة الثقافة المصرية)

«الثقافة المصرية» تعلن 2025 عاماً للاحتفاء بـ«كوكب الشرق»

تقديراً للزخم الذي تركته «كوكب الشرق» أم كلثوم في الوجدان المصري والعربي، أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن إطلاق «عام أم كلثوم» 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق النجم الأميركي ويل سميث (رويترز)

ويل سميث يعلن عن ألبومه الأول منذ 20 عاماً

كشف الممثل ومغني الراب البالغ من العمر 56 عاماً عن ألبومه المنفرد الخامس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رجل يرتب أشرطة صوتية لأغاني أم كلثوم في متجر موسيقى بالكويت (أ.ف.ب)

من المحيط للخليج... أم كلثوم تتربع على قمة الغناء العربي لمدة نصف قرن

على الرغم من وفاتها قبل 50 عاماً، لا تزال أم كلثوم «صوت الأمة» العربية من شوارع القاهرة الصاخبة ومقاهي بغداد التاريخية لبيوت الملايين من أقصى المغرب حتى الخليج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«مهمة جداً»... خطوة يجب ألاّ تهملها للنجاح في مقابلة عمل

ملابسك تقول الكثير عن احترافيتك واهتمامك بالتفاصيل (رويترز)
ملابسك تقول الكثير عن احترافيتك واهتمامك بالتفاصيل (رويترز)
TT

«مهمة جداً»... خطوة يجب ألاّ تهملها للنجاح في مقابلة عمل

ملابسك تقول الكثير عن احترافيتك واهتمامك بالتفاصيل (رويترز)
ملابسك تقول الكثير عن احترافيتك واهتمامك بالتفاصيل (رويترز)

للنجاح في مقابلة عمل، عليك أن تظهر بملابس لائقة وأنيقة، فغالباً ما يكون مظهرك هو أول ما يلاحظه من يجري معك المقابلة، ويمكن أن تقول ملابسك الكثير عن احترافيتك واهتمامك بالتفاصيل.

واختيار مجموعة ملابس متماسكة هي الخطوة الوحيدة التي تذكر إيرين ماكغوف، مدربة مهنية مقيمة في نيويورك، الناس بعدم إهمالها عند الاستعداد لمقابلة عمل. تشارك ماكغوف بشكل متكرر نصائح مهنية على حسابها عبر منصة «تيك توك»، حيث يتابعها أكثر من 2.7 مليون مستخدم.

قالت ماكغوف (28 عاماً)، لشبكة «سي إن بي سي»: «يبدو الأمر غريباً، لكن أن تبدو في أفضل مظهر أمر مهم حقاً في مقابلة العمل».

أوضحت ماكغوف أن ارتداء الملابس الأنيقة قد يساعدك على الأداء بشكل أفضل في مقابلة العمل لعدة أسباب، وأهمها «التحيز البشري».

وتابعت: «هناك شيء يسمى (تأثير الهالة)، حيث نميل إلى إسناد السمات الإيجابية التي نجدها في مظهر شخص ما إلى بقية خصائصه. لذا إذا كنت تبدو أنيقاً، فهذا في الواقع ينقل عنك صورة دون وعي أنك شخص أنيق».

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعزز الملابس الثقة بالنفس. وأضافت ماكغوف: «نشعر بمظهرنا، لذلك إذا كنت تشعر بالنظافة والأناقة، فسوف تتصرف دون وعي بثقة أكبر».

قالت المدربة مؤخراً إن القاعدة الأساسية الجيدة هي ارتداء ملابس أكثر أناقة بخطوة واحدة من الموظفين في الشركة التي تتقدم للعمل فيها:

-إذا كان الموظفون يرتدون زياً موحداً في العمل، ارتدوا ملابس أنيقة غير رسمية (الجينز، والسترات، أو القمصان ذات الألوان المحايدة).

-إذا كان الموظفون يرتدون ملابس أنيقة غير رسمية، ارتدوا ملابس رسمية (السراويل، والفساتين، والقمصان ذات الأزرار).

-إذا كان الموظفون يرتدون ملابس عمل غير رسمية، ارتدوا ملابس عمل احترافية (البدلات وربطات العنق، والبدلات الرسمية، والتنانير الطويلة، والأحذية ذات الكعب العالي.

أما نصيحة ماكغوف الأخيرة، فتقول: «ارتكب دائماً خطأ ارتداء ملابس مبالغ فيها».