إطلاق كرسي «إيسيسكو» للهندسة المستدامة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

جانب من إطلاق كرسي «إيسيسكو» للهندسة المستدامة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (الشرق الأوسط)
جانب من إطلاق كرسي «إيسيسكو» للهندسة المستدامة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (الشرق الأوسط)
TT

إطلاق كرسي «إيسيسكو» للهندسة المستدامة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

جانب من إطلاق كرسي «إيسيسكو» للهندسة المستدامة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (الشرق الأوسط)
جانب من إطلاق كرسي «إيسيسكو» للهندسة المستدامة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (الشرق الأوسط)

أطلقت «منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)» والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، كرسي الإيسيسكو للهندسة المستدامة، والذي يهدف إلى بناء قدرات الخبراء والباحثين في مجال الهندسة المستدامة، وصقل مهاراتهم، وتعزيز نظم البحث العلمي والتدريب.

وجرى الإطلاق، يوم الاثنين الماضي، بحضور كل من الدكتور محمد شريف، مستشار في قطاع العلوم والتقنية بالإيسيسكو، والدكتور تان سري ذو الكفل عبد الرزاق، رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، ومحمد يوسف بن عبدال، نائب وزير التعليم العالي في ماليزيا، وعدد من المسؤولين في المنظمات والمؤسسات الدولية والمراكز البحثية.

يأتي إطلاق كرسي الإيسيسكو للهندسة المستدامة، في إطار مشاركة المنظمة بتنظيم المؤتمر التاسع لشبكة المستقبل في آسيا والمحيط الهادئ، الذي عقده المركز الدولي للشباب في العاصمة الماليزية كوالالمبور يومي 18 و19 سبتمبر (أيلول) الحالي، تحت شعار «التفكير الاستشرافي في الممارسة العملية: مد الجسور بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والمجتمع نحو الاستدامة والرفاهية».

وأبرز الدكتور شريف، في كلمة له، أن الشراكة بين المنظمة والجامعة تُعدّ انطلاقة لتعاون بنّاء يهدف لاستقطاب باحثين وعلماء وطلاب قادرين على تطوير مجال الهندسة، للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز البحث العلمي والابتكار في ماليزيا ودول العالم الإسلامي.

من جانبه، ثمّن الدكتور عبد الرزاق مجهودات «الإيسيسكو» وما تقدمه لدعم البحث العلمي، مُبرزاً أهمية البرامج التي تنفذها المنظمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وحرصه على تطوير الشراكة التي تجمع المنظمة والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.

ويهدف الكرسي، وفق بنود الاتفاقية، إلى تعزيز التعاون مع شبكة المستقبل في آسيا والمحيط الهادئ، من خلال عقد عدد من وِرش العمل وجلسات عصف ذهني، وتنظيم مؤتمرات ودورات تدريبية، وإنجاز دراسات حول سبل وآليات تعزيز التحاق الطلاب بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ودمج الدراسات الاستشرافية والاستدامة في تطوير السياسات، لبناء القدرات في مجال الهندسة.



«نص صعيدي ونص خواجة» يوثّق صورة مصر في عيون الجاليات الأجنبية

ريكاردو خلال مناقشة كتابه «نص صعيدي ونص خواجة» (الشرق الأوسط)
ريكاردو خلال مناقشة كتابه «نص صعيدي ونص خواجة» (الشرق الأوسط)
TT

«نص صعيدي ونص خواجة» يوثّق صورة مصر في عيون الجاليات الأجنبية

ريكاردو خلال مناقشة كتابه «نص صعيدي ونص خواجة» (الشرق الأوسط)
ريكاردو خلال مناقشة كتابه «نص صعيدي ونص خواجة» (الشرق الأوسط)

بفهرس عناوين غير تقليدي يتضمن «قائمة طعام»، يدخل كتاب «نص صعيدي ونص خواجة» إلى عالم من المكونات والمقادير والوصفات الإيطالية التقليدية التي يستعرضها المؤلف، مازجاً الوصفات بالحكايات الشخصية والعائلية والتاريخية حول أبناء الجاليات الأجنبية أو العائلات الإيطالية التي عاشت في مصر سنوات طويلة.

ريكاردو فريد مانكوزو المولود لأب مصري وأم إيطالية، عاش سنوات طويلة في مصر قبل أن يستقر الآن في إيطاليا، ولا يزال يتذكر صوت والده «الصعيدي» وهو يمازحه في الطفولة، قائلاً له أنت «نصف صعيدي ونصف خواجة»، وهي الجملة التي اختارها ريكاردو عنواناً لكتابه كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً أن «تلك العبارة هي أفضل جملة يمكن أن تصف هُويتي كرجل لأب مصري وأم إيطالية».

وعلى الرغم من أن مؤلف الكتاب يعمل في مجال الهندسة بإيطاليا، فإن هوايته الطبخ خصوصاً الإيطالي الذي حبّبته فيه والدته، كانت دافعه لمشاركة وصفاته عبر إحدى مجموعات الطبخ المصرية الشهيرة على «فيسبوك» لسنوات، وكان يكتب وصفاته بطريقة يغلب عليها الطابع الوصفي المرح، ما جعل منشوراته تتمتع بشعبية «سوشيالية»، خصوصاً أنه كان يُضمّنها حكايات من التاريخ الإيطالي.

الكتاب يمزج وصفات الطعام بالتاريخ (الشرق الأوسط)

يقول مانكوزو: «هوايتي في الطبخ نابعة من الساعات التي كنت أقضيها في المطبخ مع أمي، وحبي للتاريخ نابع من الدردشة التي كانت تملأ كل وقتي مع والدي».

في الكتاب، الصادر عن دار «الكرمة» للنشر في مصر، يقدّم ريكاردو فواصل من الوصفات الإيطالية التقليدية، التي يضعها في سياق نشأتها والمناطق المشهورة بها في إيطاليا، فيقدم لحم البوفتيك على طريقة مدينة فلورنسا، كما يتوقف عند الخبز الإيطالي الشهير «فوكاتشيا» الذي ينحدر من منطقة ليغوريا الإيطالية، وله جذوره المعروفة من العهد الروماني، ومع ذلك صار الخبز الرئيسي في كل البيوت الإيطالية اليوم، ويستعرض ريكاردو مكونات الخبز الشهير الرئيسية من دقيق وخميرة وماء دافئ وسكر، ولا ينسى أن ينصح القارئ بمكونات إضافية اختيارية لضمان جودة الخبز؛ مثل زيت زيتون وورق الروزماري والملح الخشن.

يتشعّب الكاتب من وصفات المطبخ الإيطالي إلى حكايات تتطرق إلى طفولته في مرحلة الثمانينات في مصر، وأخرى حول قصص ملهمة لأعضاء من الجالية الإيطالية الذين عاشوا في مصر، وصار لهم باع فني بها، وهو ما يستعرضه الكتاب في تناغم بين الوصفات لا يخلو من خفة ظلّ وتأكيد على «اللكنة» المصرية الإيطالية بطابعها الذي أبرزته السينما المصرية في العديد من أفلام الأبيض والأسود.

الفنان الراحل إستيفان روستي من أبطال الكتاب (ريكاردو فريد)

ويمكن تذكر الجرس المميز لهذه اللكنة من وجوه سينمائية ذات أصول إيطالية وأشهرها إستيفان روستي، وهو ابن راقصة إيطالية مصرية ودبلوماسي نمساوي، برع في تشخيص أدوار الشر والكوميديا على السواء، ويستعرض الكتاب سيرته، ويتوقّف عند نهايته المأساوية هو وزوجته الإيطالية مع الفقر.

يقول المؤلف: «نهايته كانت تمثل كثيراً من أبناء الجالية، حيث واكب قرار التأميم في مصر إعادة تعريف الحكومة لمفهوم هوية المواطن المصري، ما جعل كثيراً من الطليان يعيدون تقييم فكرة وجودهم ومكانهم في مصر بعد وجود أجيال منهم في مصر، الأمر الذي تزامن مع دخول الاقتصاد الإيطالي في مرحلة توسع، وقرار الإيطاليين العودة لوطنهم الأم».

يشير الكاتب هنا إلى أن تلك المرحلة التي شهدت «خسارة لكل الأطراف»، ويقول: «مصر كانت حافلة بجاليات من الإيطاليين واليونانيين واليهود والمالطيين وغيرهم، وعندما تركوا مصر حزنوا كثيراً، ونزح من مصر جزء مهم من تركيبتها الاجتماعية، وتغير التركيبة الاجتماعية يُعد أكبر مأساة في المجتمع المصري الذي كان مجتمعاً متعدد الجنسيات».

بعد إحدى حفلات توقيع الكتاب (الشرق الأوسط)

ينفتح الكتاب على الحكايات التاريخية التي تجمع بين أعلام إيطاليين عاشوا في مصر، بما في ذلك مجال الهندسة والعمارة والتمثيل والرقص وغيرها من المجالات، مما يدعم أهميته باعتباره «وثيقة» حيّة من أحد أحفاد تلك الجالية الذي ارتبط بالثقافة المصرية.

وعن هوايته بخصوص وصفات الطعام يقول مانكوزو: «كنت أفاجأ بالتعليقات التي تسعى لمعرفة المزيد من الوصفات والحكايات المرتبطة بالجالية الإيطالية التي أشاركها على (فيسبوك) في المجموعة المخصصة لوصفات الطعام، والآن لم أكن أتخيّل أن تتطور تلك المنشورات إلى سرد موّسع في كتاب فتح حواراً موسعاً حول هذا التاريخ، الأمر الذي لاحظته في حفلات التوقيع التي أجريتها في مصر، فهناك فضول حول تاريخ الجالية الإيطالية وتراث الطهي اللذين لا حدّ لاستمتاعي بالحديث عنهما».