الدوحة تستضيف المؤتمر الـ12 لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي

تنظمه منظمة «إيسيسكو» بالتعاون مع وزارة الثقافة القطرية

منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة
منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة
TT

الدوحة تستضيف المؤتمر الـ12 لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي

منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة
منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة

تستضيف الدوحة يومي 25 و26 سبتمبر (أيلول) 2023، أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي تنظمه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع وزارة الثقافة القطرية.

ويحضر المؤتمر وزراء الشؤون الثقافية في عدد كبير من الدول الأعضاء بمنظمة «الإيسيسكو»، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجالات الثقافية والتراثية، لمناقشة تجديد العمل الثقافي المشترك، وسبل تعزيز وتطوير التعاون بين دول العالم الإسلامي في هذا الشأن.

وستتضمن أعمال المؤتمر، الذي ينعقد تحت شعار «نحو تجديد العمل الثقافي بالعالم الإسلامي»، جلسات عمل لمناقشة عدد من الموضوعات، تشمل اعتماد التقارير الخاصة بشأن نجاح الاحتفاء بالدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، والاجتماع الثامن عشر للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، وإنجازات «الإيسيسكو» في المجال الثقافي، ووثيقة المبادئ التوجيهية للسياسات الثقافية ومؤشرات التنمية المستدامة في عالم متحول: مبادرة «الإيسيسكو» للهدف الثقافي الثامن عشر للتنمية المستدامة نموذجاً، بالإضافة إلى اعتماد تقرير لجنة التراث في العالم الإسلامي، وتشكيل اللجنة للدورة المقبلة.

كما ستشهد جلسات عمل المؤتمر استعراض عدد من مشروعات البرامج والوثائق واعتمادها، مثل وثيقة الخطوط العريضة لبرنامج تثمين الكنوز البشرية الحية والمعارف التقليدية في العالم الإسلامي، ووثيقة تطوير برنامج «الإيسيسكو» لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، ووثيقة حول مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.

وسيتم تنظيم ندوة فكرية على هامش المؤتمر لمناقشة مستجدات القضايا الحضارية في العالم الإسلامي وأثرها على الإنسانية، ويختتم المؤتمر أعماله باعتماد «إعلان الدوحة» حول تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي، وتحديد موعد ومكان انعقاد دوراته المقبلة.

وقبل بدء أعمال الاجتماع الوزاري، يعقد المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، الذي تتولى «الإيسيسكو» أمانته العامة، اجتماعه الثامن عشر يوم السبت المقبل، لمناقشة الوثائق الخاصة بأعمال المؤتمر الوزاري، وعلى رأسها اعتماد مشروع جدول أعمال المؤتمر الوزاري، وتشكيل أجهزته المختصة.

وتأتي استضافة دولة قطر لأعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي تتويجاً لنجاح أنشطة الاحتفاء بالدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021، تحت شعار «ثقافتنا نور»، خلال الفترة ما بين 8 مارس (آذار) 2021 و17 يناير (كانون الثاني) 2022، التي شهدت تنظيم نحو 250 فعالية ونشاطاً ثقافياً، وجاءت ضمن برنامج «الإيسيسكو» لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي.


مقالات ذات صلة

فعاليات احتفالية اليونيسكو باليوم العالمي للغة العربية

يوميات الشرق الأميرة هيفاء آل مقرن، مندوبة السعودية لدى اليونيسكو   -  صالح الخليفي، مدير عام مؤسسة الأمير سلطان الخيرية (الشرق الأوسط)

فعاليات احتفالية اليونيسكو باليوم العالمي للغة العربية

للمرة الأولى، في 18 ديسمبر (كانون الأول) عام 2012، احتفلت اليونيسكو باليوم العالمي للغة العربية، بحيث انضمت هذه اللغة إلى اللغات الخمس العالمية، التي كرست لها الأمم المتحدة يوماً خاصاً بها، وهي اللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والروسية. وباستثناء اللغة الإسبانية، فإن اللغات الأربع الأخرى عائدة للدول المتمتعة بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، وهي، من جانب آخر، الدول النووية «الرسمية» في العالم.

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج السعودية و«إيسيسكو» تناقشان فرص تعزيز التعاون

السعودية و«إيسيسكو» تناقشان فرص تعزيز التعاون

استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» الدكتور سالم المالك، جهود المملكة في دعم الثقافة والعلوم إقليمياً ودولياً، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وناقش الجانبان خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان الدكتور سالم المالك بالرياض، فرص تعزيز التعاون بين السعودية والمنظمة في ضوء «رؤية المملكة 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق السعودية تختار هاني المقبل ممثلاً لها في «إلسكو»

السعودية تختار هاني المقبل ممثلاً لها في «إلسكو»

اختارت السعودية أمس، هاني المقبل، ممثلاً لها في عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إلسكو). ووفق بيان وكالة الأنباء السعودية، جاء اختيار المقبل، بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بناءً على ترشيح الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة. والمقبل، خريج كلية هارفارد للأعمال في مجال القيادة بعد أنهى برامج تدريبية تنفيذية متنوعة ومنها في تطوير القيادات لمدة 6 أشهر، كما يحمل درجة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود. وسبق له أن عمل مديراً تنفيذياً لمركز الملك سلمان للشباب (2014 -

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «الإيسيسكو» تناقش غداً التحديات الثقافية خلال الأزمات

«الإيسيسكو» تناقش غداً التحديات الثقافية خلال الأزمات

تعقد منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» يوم غدٍ (الأربعاء)، مؤتمراً استثنائياً افتراضياً، لبحث التحديات الثقافية خلال الأزمات، ومستقبل القطاع. وسيشارك في المؤتمر الافتراضي لوزراء الثقافة والتراث في عدد من الدول الأعضاء، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، والمندوب السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، ووزراء وممثلي كثير من المنظمات الدولية العاملة بمجالات الثقافة والسياحة والرياضة، منها الاتحاد العالمي لكرة القدم «فيفا»، ومنظمة السياحة العالمية، والمدير العام لـ«الإيسيسكو» الدكتور سالم المالك. وسيناقش المشاركون عدداً من القضاي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
يوميات الشرق «إيسيسكو» و «فيفا» يحتفيان بالعاملين في مجال الرعاية الصحية في العالم

«إيسيسكو» و «فيفا» يحتفيان بالعاملين في مجال الرعاية الصحية في العالم

أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مقطع فيديو يعبر فيه لاعبو كرة القدم السابقون والحاليون عن شكرهم وتقديرهم للعاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم على عملهم المتميز، باعتبارهم يقفون على خط المواجهة لحماية المجتمعات البشرية من جائحة كوفيد - 19. في هذا الفيديو الفريد من نوعه، يقوم نجوم كرة القدم العالميون المشهورون من الذكور والإناث، بما في ذلك بيليه، دييغو مارادونا، رونالدو، ديفيد بيكهام، كاكا، مارتا، ماركو فان باستن، زين الدين زيدان، بارك جي سونغ، يايا توريه، لوسي برونز، صمويل إيتو، فابيو كانافارو وغيرهم كثيرون، بالتصف

«الشرق الأوسط» (الرباط)

اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
TT

اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)

عُثر على آلاف من آثار أقدام الديناصورات، العائد تاريخها إلى 210 ملايين عام، في محمية وطنية شمال إيطاليا.

وتنتظم آثار الأقدام، التي يصل قُطر بعضها إلى 40 سنتيمتراً، في صفوف متوازية، ويُظهر كثير منها آثاراً واضحة للأصابع والمخالب.

ووفق «بي بي سي»، يُعتقد أنّ هذه الديناصورات كانت من نوع «بروساوروبود»، وهي ديناصورات عاشبة تتميَّز بأعناق طويلة ورؤوس صغيرة ومخالب حادّة.

وقال عالم الحفريات المقيم في ميلانو، كريستيانو دال ساسو: «لم أكن أتخيّل أبداً أنني سأعثر على مثل هذا الاكتشاف المذهل في المنطقة التي أعيش فيها».

كان مصوّر فوتوغرافي قد رصد في سبتمبر (أيلول) الماضي آثار الأقدام، وهي تمتد لمئات الأمتار على جدار جبلي رأسي في محمية «ستيلفيو» الوطنية، شمال شرقي ميلانو.

وفي العصر الترياسي، قبل ما يتراوح بين 250 و201 مليون سنة تقريباً، كان هذا الجدار مسطّحاً طينياً ساحلياً (منطقة مد وجزر)، وأصبح لاحقاً جزءاً من سلسلة جبال الألب.

وقال دال ساسو: «كان هذا المكان يعجّ بالديناصورات في الماضي. إنه كنز علمي هائل».

وأضاف أنّ القطعان كانت تتحرّك في تناغم، «وهناك أيضاً آثار لسلوكيات أكثر تعقيداً، مثل تجمُّع مجموعات من الحيوانات في دائرة، ربما لأغراض الدفاع».

كانت ديناصورات «البروساوروبود»، التي قد يصل طولها إلى 10 أمتار، تمشي على ساقين، ولكن في بعض الحالات عُثر على آثار أيدٍ أمام آثار الأقدام، ممّا يشير إلى أنها ربما توقّفت وأراحت أطرافها الأمامية على الأرض.

وقال المصوّر الذي اكتشف الموقع إيليو ديلا فيريرا، إنه يأمل أن يثير هذا الاكتشاف «تأمّلاً فينا جميعاً، ويسلّط الضوء على مدى ضآلة ما نعرفه عن الأماكن التي نعيش فيها: وطننا، كوكبنا».

ووفق بيان صحافي صادر عن وزارة الثقافة الإيطالية، فإنّ المنطقة نائية ولا يمكن الوصول إليها عبر الممرات، لذا ستُستخدم الطائرات المُسيّرة وتقنيات الاستشعار من بُعد بدلاً من ذلك.

وتقع محمية «ستيلفيو» الوطنية في وادي «فرايلي» عند حدود إيطاليا مع سويسرا، بالقرب من المكان الذي ستُقام فيه الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل.

وقالت وزارة الثقافة الإيطالية: «الأمر يبدو كأنّ التاريخ نفسه أراد أن يُقدّم تحية لأكبر حدث رياضي عالمي، جامعاً بين الماضي والحاضر في تسليم رمزي للشعلة بين الطبيعة والرياضة».


وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

 نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
TT

وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

 نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

تُوفيت الفنانة المصرية نيفين مندور صباح اليوم (الأربعاء)، عن عمر يناهز 53 عاماً، وذلك إثر حريق مفاجئ شبّ في منزلها.

وأُعلن الخبر على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، اليوم (الأربعاء).

وكان الفنان شريف إدريس قد كتب، عبر صفحته الرسمية في «فيسبوك»: «لا إله إلا الله... الصديقة الطيبة الجميلة نيفين مندور في ذمة الله، الله يرحمك ويحسن إليكِ».

لقطة من دور قدمته نيفين مندور في فيلم «اللي بالي بالك» (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

واشتهرت نيفين مندور بشخصية «فيحاء» التي جسّدتها ضمن أحداث فيلم «اللي بالي بالك» أمام الفنان محمد سعد، الذي صدر عام 2003. وكان آخر أعمالها المسلسل الكوميدي «المطعم» الذي عُرض عام 2006.


«ويلة عيد»... نيّة صادقة ونتيجة خفيفة

النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)
النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)
TT

«ويلة عيد»... نيّة صادقة ونتيجة خفيفة

النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)
النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)

تكثُر الأعمال المسرحية التي تُراهن على موسم الأعياد بوصفه مدخلاً مضموناً إلى عاطفة الجمهور. غير أنّ الانتماء إلى أجواء الميلاد لا يكفي وحده لمنح العمل قيمة فنّية أو ثقلاً مسرحياً. فبين الزينة والضوء والموسيقى، لا بدّ من سؤال عمّا يقول العرض وكيف يقوله، وإلى أيّ حدّ ينجح في تحويل النيّة إلى تجربة مُكتملة؟

مسرحية «ويلة عيد»، المعروضة على خشبة مسرح «ديستركت 7» في منطقة الصيفي البيروتية، تنتمي إلى هذه الفئة من الأعمال التي تطلّ على المُتلقّي بنيّة طيّبة، لكن من دون أن تمتلك الأدوات الكافية لحَمْلها فنياً. الكاتبة والمخرجة مايا سعيد أرادت تقديم عمل رمزي يُحيّي الطاقم الطبّي الذي يعمل في ليالي الأعياد، أولئك الذين لا يعرفون معنى الإجازة حين يحتفل الآخرون. تنبع الفكرة من تجربة شخصية، فوالدها مارس مهنة الطبّ، ويبدو العمل أقرب إلى تحية خاصة له، أو إلى محاولة عزاء ذاتي واعتراف مؤجَّل بالفقد. عند هذا المستوى، تبدو النوايا نبيلة ومفهومة. لكنّ المسرح لا يُقاس بصفاء النيّات وحدها، وإنما بقدرة هذه النيّات على التحوّل إلى بناء درامي مُتماسك.

ليلة ميلاد وأسئلة معلّقة لا تجد طريقها إلى العمق (الشرق الأوسط)

العمل من بطولة وسام صباغ وأندريه ناكوزي، ويمكن التقاط لحظات أو أفكار مُتناثرة داخله، لكن يصعب استخلاص عرض مُتكامل. فالنصّ عادي في حبكته، والإخراج متواضع في مقاربته البصرية. والصراخ، مهما علا، لا يُفضي بالضرورة إلى وجع أعمق، والإفراط في الزينة لا يعوّض خفّة البناء الدرامي ولا يضمن استحضار روح الميلاد.

تتناول المسرحية موضوعات مألوفة ومهمّة، من الوحدة والانتماء إلى الذاكرة والطفولة والبحث عن الذات، وهي موضوعات تزداد حدّتها في مواسم الفرح الجماعي، حين يشتدّ الضوء في الخارج، وتتكثَّف العتمة الداخلية. وإنما الطرح يذهب إلى بساطة مُفرطة تكاد تُفرغه من أثره. تقوم الحبكة على شابة تائهة في عالمها تختلق حادث سير للتهرُّب من تمضية سهرة عيد الميلاد مع عائلتها. فكرة تجمع بين الطرافة والألم، لكنها تبقى أسيرة معالجة لا تتطوَّر، فتُراوح مكانها من دون أن تُحدِث فارقاً حقيقياً.

رداء أبيض يحمل أكثر مما تحتمله الشخصية وأقل مما يحتمله المسرح (الشرق الأوسط)

تحمل مايا سعيد ذاكرة نازفة تحاول في موسم الميلاد أن تمنحها معنى أقل قسوة. نصوصها لا تخلو من حسّ إنساني واضح، لكنّ تنفيذ «ويلة عيد» أضعفَ التركيبة بأكملها. فقدان والدها يبدو جرحاً مفتوحاً لا يزال يقيم في داخلها، فتسعى إلى مداواته عبر أعمال مسرحية تريد لها أن تُهدّئ الألم. كتبت لوسام صباغ شخصية طبيب لا يعرف الفرق بين الليل والنهار، ولا بين أيام العمل وأيام العيد، ورأت فيها انعكاساً مباشراً لصورة والدها، إلى حدّ إلباسه رداءه الأبيض نفسه. هنا تحديداً، تتجلّى المُفارقة المسرحية. فحين نُلاحظ أنّ الاسم المُطرَّز على الرداء لا يخصّ شخصية الطبيب في العرض، يتبيَّن أنّ الرداء هو لوالد الكاتبة والمخرجة نفسها، في لفتة شخصية أرادت من خلالها تكريمه. لكنّ المسرح ليس إسقاطاً مباشراً للشأن العائلي. هو إعادة صياغة للوجع وتحويله إلى مادة فنّية قابلة للمُشاركة. عرض الألم كما هو، من دون مسافة فنّية، يُضعف الأثر بدل أن يُعمّقه.

على مستوى الأداء، يحتمل العمل مزيداً من التكثيف والحياة. أندريه ناكوزي تذهب إلى الانفعال أكثر مما تُمسك باللحظة الدرامية، فتتبدَّد ملامح الشخصية المتألّمة والوحيدة من دون أن تترسَّخ. أما وسام صباغ فيبدو طبيباً لأنه يرتدي الرداء الأبيض لا أكثر، من دون طبقات داخلية أو مسار نفسي واضح يمنح الشخصية عمقها، وتزيد من ذلك ضآلة الكيمياء بين البطلَيْن، ممّا جعل الأداء يبدو غير قادر على الحفر في الداخل.

مسرح يتعثَّر وهو يحاول أن يقول شيئاً عن الفقد (الشرق الأوسط)

جميلٌ طرح أسئلة الميلاد في زمن الصورة ووسائل التواصل، وجميل التوقّف عند الضحكة الزائفة والانشغال بالقشور على حساب الجوهر. لكنّ هذه الأفكار، حين لا تتّكئ على بناء متين وكيمياء حيّة بين الممثلين، تبقى عناوين أكثر منها تجربة مسرحية. «ويلة عيد» حاولت أن تقول شيئاً حقيقياً، لكنها قالته بأدوات محدودة. فالنصّ يحتاج إلى مزيد من التكثيف، والإخراج إلى رؤية أكثر وضوحاً، والتمثيل إلى إدارة أعمق تتيح للوجع أن يتجاوز اللحظة الخاطفة.

«ويلة عيد» مسرحية خفيفة ومتقشّفة فنياً، تحكمها نوايا إنسانية واضحة، لكنها تفتقر إلى العمق الذي يجعلها تُحسَب تجربةً مسرحيةً مُكتملة. وهي، وإن كانت تُقدَّر لجهتَي الفكرة واللفتة، فإنها تؤكّد أنّ المسرح يعيش بما يُنجَز على الخشبة فعلاً وليس بالنيّة وحدها.