كيف تعزز الرضاعة الطبيعية صحة أمعاء الطفل؟

دراسة أشارت إلى احتواء حليب الأم على مضادات الميكروبات

الرضاعة الطبيعية تعزز صحة أمعاء الأطفال
الرضاعة الطبيعية تعزز صحة أمعاء الأطفال
TT

كيف تعزز الرضاعة الطبيعية صحة أمعاء الطفل؟

الرضاعة الطبيعية تعزز صحة أمعاء الأطفال
الرضاعة الطبيعية تعزز صحة أمعاء الأطفال

لا يحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية فحسب؛ بل أيضاً على الهرمونات ومضادات الميكروبات والإنزيمات الهاضمة وعوامل النمو المفيدة لصحة طفلها. علاوة على ذلك، فإن العديد من البروتينات الموجودة في حليب الثدي، على سبيل المثال «الكازين» وبروتينات «الغشاء الكروي لدهون الحليب»، ليست مجرد مصادر للطاقة فقط، لكنها أيضاً تحفز المناعة بشكل مباشر.

وكشفت دراسة، أجراها باحثون صينيون ونشرت الأربعاء في دورية «فرونتس إن ميكروبيولوجي»، عن أدلة جديدة تدعم الدور الذي تلعبه البروتينات الموجودة في حليب الثدي في تعزيز صحة أمعاء الطفل، وما يصاحبه من تأثيرات إيجابية على المناعة.

ووفق الدراسة، يلعب الميكروبيوم المعوي، المكون من البكتيريا والعتائق والفطريات، دوراً حيوياً في تنظيم جهاز المناعة، وهذا يثير احتمال أن تكون وظيفة تعزيز المناعة لبروتينات حليب الثدي ذات شقين هما: تحفيز جهاز المناعة بشكل مباشر، وتنظيم وفرة ميكروبات الأمعاء التي تؤثر بدورها على المناعة بشكل غير مباشر.

وكشفت الدراسة عن أن التباين في تركيبة بروتين حليب الثدي بين الأمهات يفسر الكثير من الاختلافات في وفرة الميكروبات المفيدة الرئيسية في أمعاء أطفالهن، ما يشير إلى الدور التنظيمي لهذه البروتينات في الوظيفة المناعية لميكروبيوم الأمعاء لدى البشر.

ودرس الفريق العلاقة بين تكوين البروتين لدى 23 أماً صينية، وتنوع ووفرة ميكروبات الأمعاء المفيدة في براز أطفالهن الرضع.

وركزوا على 9 بروتينات، بما في ذلك «الأوستيوبونتين»، و«اللاكتالبومين»، و«الكازين»، لأنه اكتُشف مؤخراً أنها مفيدة للنمو المبكر للرضع.

وأثبتت النتائج أن البروتينات الأكثر وفرة في حليب الأم كانت «الكازين»، و«ألفا لاكتالبومين»، و«اللاكتوفيرين».

وقد وجد الباحثون ارتباطاً قوياً بين تركيزات بروتينات حليب الثدي و2 من البكتيريا المفيدة التي كانت نادرة نسبياً داخل ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال، التي تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم توازن الأمعاء ومكافحة مرض التهاب الأمعاء، بالإضافة إلى مواجهة مرض السكري، وسرطان القولون والمستقيم، ومرض التهاب الأمعاء لدى البشر.

وقال الدكتور إغناتيوس مان ياو سيتو، كبير الباحثين المشاركين في الدراسة بمعهد تغذية الرضع في بكين: «يُعدّ حليب الثدي الغذاء الطبيعي المثالي للرضع، وبالإضافة إلى توفير الطاقة، يحتوي حليب الأم على مجموعة متنوعة من المركبات النشطة بيولوجياً، التي تُعدّ أيضاً عوامل مهمة في بدء الكائنات الحية الدقيقة وتطويرها في الأمعاء عند الأطفال حديثي الولادة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أظهرت نتائج دراستنا أن محتويات بروتينات معينة في حليب الثدي، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوفرة الكائنات الحية الدقيقة المعوية المحددة عند الرضع، التي يُعرف عنها أنها مهمة وضرورية للصحة». وأوضح أن النتائج تشير إلى الوظيفة الممتدة المحتملة لفوائد بروتينات حليب الثدي لصحة الأمعاء لدى الرضع، لكنه أشار أيضاً إلى أن هناك حاجة إلى دراسات إضافية محتملة ودراسات مطابقة بين الأم والرضيع لتوضيح المسارات المتعلقة بتلك البروتينات، واستكشاف آلياتها.


مقالات ذات صلة

جون أشقر لـ«الشرق الأوسط»: ما أقدّمه على الخشبة يشبهني في الواقع

يوميات الشرق حقق جون نجاحاً بعرضه المسرحي في «أعياد بيروت» (جون أشقر)

جون أشقر لـ«الشرق الأوسط»: ما أقدّمه على الخشبة يشبهني في الواقع

كان لافتاً اعتماد جون أشقر في عروضه على التحدّث عن تجاربه الشخصية، ومن بينها طلاقه الذي شكَّل عنده صدمة نفسية، وحالة إحباط قريبة من الانهيار العصبي.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الملك تشارلز ونجله هاري (أرشيفية - أ.ف.ب)

تقرير: الملك تشارلز لا يرد على مكالمات هاري

قال الأمير البريطاني هاري، دوق ساسكس، إن والده الملك تشارلز لا يرد على مكالماته، وإنه تجاهل مطالباته المستمرة بتوفير الأمن له ولأسرته أثناء وجوده ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

كيت ميدلتون خضعت لجراحة لإزالة كتلة من رأسها في سن المراهقة

خضعت كيت ميدلتون، أميرة ويلز، لعملية جراحية لإزالة كتلة من رأسها عندما كانت مراهقة، وفقاً لسيرة ملكية جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

ألقت فاجعة افتراس أسد لطفل في إحدى المزارع بمدينة أجدابيا بشرق ليبيا بظلالها القاتمة على البلاد، مخلِّفةً حالة من الحزن.

جمال جوهر (القاهرة)
يوميات الشرق يضع المستخدمون الكثير من الثقة في «غوغل» ونتائجه (رويترز)

«ثقتك في غوغل» قد تكلفك الكثير من الأموال

يمكن أن يتسبب محرك بحث «غوغل» في خسارة الأشخاص الكثير من الأموال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

جون أشقر لـ«الشرق الأوسط»: ما أقدّمه على الخشبة يشبهني في الواقع

حقق جون نجاحاً بعرضه المسرحي في «أعياد بيروت» (جون أشقر)
حقق جون نجاحاً بعرضه المسرحي في «أعياد بيروت» (جون أشقر)
TT

جون أشقر لـ«الشرق الأوسط»: ما أقدّمه على الخشبة يشبهني في الواقع

حقق جون نجاحاً بعرضه المسرحي في «أعياد بيروت» (جون أشقر)
حقق جون نجاحاً بعرضه المسرحي في «أعياد بيروت» (جون أشقر)

حقق عرض الـ«ستاند أب كوميدي» للفنان جون أشقر في مهرجانات «أعياد بيروت» النجاح المتوقع، فزحف الآلاف لمشاهدته، بعد أن كان برنامجه «طار الوقت» على شاشة تلفزيون «إل بي سي آي» العنوان الوحيد للالتقاء به أسبوعياً.

دخل جون أشقر هذا العالم بالصدفة، كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، فهو تخصّص في مجال بعيد كل البُعد عن الفن. وبدأ مشواره هذا على مسرح جمعية كشافة كان ينتمي إليها. وفي عام 2017 دخل هذا المعترك في عرضٍ قدّمه في منطقة مار مخايل، لكنه سجّل انتماءه الرسمي لمجال الـ«ستاند أب كوميدي» في عام 2022.

ومن يتابع جون أشقر في عروضه يلاحظ تمتّعه بأسلوب خاص. وكان لافتاً اعتماده في عروضه على التحدّث عن تجاربه الشخصية، ومن بينها طلاقه، الذي شكّل عنده صدمة نفسية وحالة إحباط قريبة من الانهيار العصبي. وهنا تسأله «الشرق الأوسط» عما إذا كانت عروضه أسهمت في تخطيه مشكلاته، وكانت بمثابة علاج لصحته النفسية.

يرد أشقر: «مررت بحالة طلاق صعبة، وتعرضت لسقطات عدة في حياتي. ولكن لا شيء يمكنه أن يحلّ مكان المعالج النفسي. وكان من البديهي أن أركن إليه كي أتخلَّص من قلقي. ولعلّ نجاحي في الـ(ستاند أب كوميدي) ينبع من اقتناعي التام بضرورة تمتعي بصحة نفسية جيدة».

يستعد جون أشقر لتقديم عرض خاص به في الأولمبياد (جون أشقر)

صحيح أن جون استخدم عروضه جسراً يتواصل من خلاله مع جمهوره العريض، فلجأ فيه أحياناً إلى نوع من الفضفضة والتحدث عن أموره الشخصية، ولكنه يشرح: «هذه الفضفضة تكون آنية، كالرسام الذي يستخدم ريشته لإخراج ما في أعماقه وترجمته بلوحة. وأستطيع الجزم بأن الكوميديا لا يمكن أن تنبع من شخص يعيش حياة مستقرة وثابتة. فهو يرى قصصه السلبية بأبعاد مختلفة، ويتناولها بسخرية».

يقول إنه في بداياته خاف؛ لأنه لا يُشبه أحداً ممّن سبقوه في المجال هذا. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لكنني لاحظت بعدها أن هذا الأمر يعود لسبب آخر، فعلى المسرح أنا أشبه حالي في حياتي العادية. هناك اختلاف طفيف يحضر من دون شك، ولكنني بالمجمل، أعكس نفسي على الخشبة. انتقدوني في البداية كوني أعتمد رواية القصص وتطويلها، ولكن تبيّن فيما بعد أن هناك مَن يحب هذا الأسلوب؛ ولذلك يصف بعضهم أسلوبي بالمغاير، فصار جزءاً لا يتجزأ من اختلافي عن الآخرين. فأنا في حياتي اليومية أتبع الطريقة نفسها في إخبار أصدقائي قصة معينة».

هذه التركيبة التي تؤلّف أسلوب جون أشقر تلقى اليوم انتشاراً واسعاً طال دولاً عربية وخليجية وغربية. في الأشهر الثلاثة الأخيرة قدّم نحو 35 عرضاً في دول عدة، فهل هي متأتية عن أبحاث أو عن خلطة شخصية يمتلكها؟ يرد: «ما أقدّمه لا ينتمي إلى الفن المسرحي؛ إنها حوارات يتفاعل معها الجمهور. فالـ(ستاند أب كوميدي) يعتمد على هذا العنصر أولاً، و90 في المائة ممّا أسرده على الناس هو محتوى أستوحيه من يومياتي، فأنا أشكّل نموذجاً حياً من حياة لبنانيين كثيرين. وعندما يضحكون لنكات وطرائف أقصّها عليهم فلأنها تذكّرهم بأنفسهم».

ويضيف: «بالنسبة للأبحاث فهي أيضاً تؤلف جزءاً من عروضي. فقبل التوجّه إلى أستراليا أو كندا ودبي أبحث عما يعانون منه هناك، وكذلك أطّلع على طبيعة حياتهم وإيقاع يومياتهم، فأقدم عند كل جمهور أزوره محتوى ينسجم مع تفكيره. ولديَّ فريق يساعدني في هذا الأمر. فمن الصعب جداً أن يقوم الكوميدي وحده بكل هذه الأمور».

أمام الشاشة الصغيرة، وعندما أطلّ جون أشقر للمرة الأولى عبرها لم يُحقق النجاح المطلوب، فهل هو أدرك هذه النتيجة؟ وكيف واجهها؟ يقول لـ«الشرق الأوسط»: «بالطبع عرفت بالأمر، لا سيما أنني أطالب فريقي دائماً بمدّي بردود فعل الناس مهما كانت سلبية أو إيجابية. أخذتها بعين الاعتبار، وبدّلت في فقرات البرنامج، فصار يحمل قيمة فنية ومعنوية، ويثير الضحك في الوقت نفسه. تعذبت مع فريق عملي للوصول إلى هذه النتيجة، وهذه التجربة ستكمل طريقها في مواسم جديدة، وأنا على يقين بأنه يجب أن أختار خطواتي، وأن يكبر عملي رويداً رويداً، فلست مستعجلاً على شيء».

التفاعل مع الجمهور هو العنصر الأهم (جون أشقر)

يفتخر أشقر كون فريقه المساعد يتألف من شخصيات متخصصة، وبينهم أساتذة جامعيون وباحثون وإعلاميون، وهو ما يُسهم في تقديم محتوى ذي قيمة، وعلى المستوى المطلوب: «ابتعدت عن أسلوب الهرج والمرج، وفضّلت المحتوى المعزز برسالة معينة ويضحك الناس في آنٍ واحد».

قريباً يقف جون أشقر على مسرح الأولمبياد الباريسي، فشهرته تتوسع يوماً بعد يوم، وقد صقلها بالجهد؛ لأن العمل الكوميدي ليس بالأمر السهل. وهل تتمنى يوماً الوقوف على المسرح مع كوميديين عالميين؟ «لطالما تأثرت بالكوميدي جاد المالح، وتمنيت أن ألتقيه يوماً، فهو يملك أسلوباً كوميدياً يميزه عن غيره. وبالفعل حصل هذا اللقاء عندما تم اختياري لافتتاح عرضه في دبي خلال مهرجان الكوميديا، ومن ثم أعدنا الكرّة معاً، وقدّم لي فرصة ذهبية في باريس».

يعترف جون أشقر بأن الاستمرارية تقلقه، ويختم: «أخاف طبعاً على ما أنجزته حتى اليوم؛ ولكن ما يعزّيني هو فريق عملي المحترف، فهو يقوّيني ويذكّرني بإبقاء قدمي على الأرض، ويدفعني إلى إعادة النظر في قراراتي. أشعر معه بالأمان وأضمن استمراريتي، أقله لعشر سنوات مقبلة».