إبراهيم الحساوي... جوكر السينما السعودية

قال لـ«الشرق الأوسط»: في رصيدي نحو 20 فيلماً... ولا أتعالى على أدوار «ضيف الشرف»

‎⁨الفنان إبراهيم الحساوي (المصدر: حسابه في «إنستغرام»)⁩
‎⁨الفنان إبراهيم الحساوي (المصدر: حسابه في «إنستغرام»)⁩
TT

إبراهيم الحساوي... جوكر السينما السعودية

‎⁨الفنان إبراهيم الحساوي (المصدر: حسابه في «إنستغرام»)⁩
‎⁨الفنان إبراهيم الحساوي (المصدر: حسابه في «إنستغرام»)⁩

في نهاية ثمانيات القرن الماضي، ظهر شاب سعودي من مدينة الأحساء في مسلسل تلفزيوني بُث في شهر رمضان المبارك على القناة الرسمية الأولى، وهو مسلسل «خزنة»، الذي شكل الانطلاقة الأولى للفنان السعودي إبراهيم الحساوي الذي واصل مسيرته ليحصد يوم أمس جائزة الأفلام ضمن الجوائز الثقافية الوطنية التي تقدمها وزارة الثقافة السعودية، ليتوج فيها مسيرة بدأها في عام 1980 من المسرح، ثم انتقل إلى التلفزيون، وبعدها لصناعة الأفلام، في نفس طويل استمر لأكثر من أربعين عاماً.

الحساوي الذي آمن في مرحلة مبكرة بالسينما السعودية، قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا في صناعة الأفلام حين لم يكن لدينا صناعة سينمائية»، لافتاً إلى أن أول فيلم سينمائي مثَّلَه يعود إلى 2009 كان بعنوان «عايش»، وتدور أحداثه حول رجل أمن بائس يعمل في مستشفى حارساً لثلاجة الموتى وهو من إخراج عبد الله آل عياف، الذي يشغل حالياً منصب رئيس هيئة الأفلام السعودية.

صعوبة البدايات... وبريق الإنجازات

عن تلك البدايات، يقول الحساوي الذي يصل رصيد أفلامه اليوم لنحو 20 فيلماً، ما بين أفلام قصيرة وأخرى روائية طويلة، علاوة على مسلسلاته الكثيرة في الدراما الخليجية: «كنت أعمل في الفيلم ولا أكترث لأية اعتبارات مادية، لأنه فيلم قصير، وكانت الإمكانات المادية آنذاك متواضعة، وأفرح كثيراً حين يتم اختياري للتمثيل في فيلم سعودي، وتكبر فرحتي هذه حين يُعرض الفيلم في أحدى المهرجانات المحلية أو الخليجية وينال جائزة».

الحساوي يبحث في الأعماق النفسية والاجتماعية للدور قبل تأديته

وبسؤال الحساوي عن أقرب أدواره إلى قلبه، يجيب دور «الشيخ عبد الملك» في مسلسل «أكون أو لا» الذي جسد فيها شخصية رجل الدين المستبد، وكذلك شخصية «مبارك غسالة» في مسلسل «كف ودفوف»، حيث مثل شخصية الصحافي الانتهازي، منوهاً بالقول: «كل أدواري أسعد بها، ولا يوجد دور مثلته بلا حُب». ويرى الحساوي أن الشخصية التي يتقمصها بمثابة الأمانة، مضيفاً: «كثيراً ما أناقش المؤلف والمخرج عن تصرفات الشخصية وأبعادها النفسية والاجتماعية».

الحساوي: لا أتعالى على الدور

ولا يكترث الحساوي بعدد المشاهد ومساحة الدور، بل ينشغل دائماً بالبصمة التي يتركها الدور الذي يجسده وأثره على العمل وعلى المتلقي كذلك، وعن ظهوره ضيف شرف في عدد من الأفلام السعودية، يفيد الفنان إبراهيم الحساوي أن في ذلك دعماً للشباب السعوديين من صُناع الأفلام، ويردف: «أنا أدعم الشباب لأني كنت مثلهم أنتظر من يمنحني الفرصة في بداياتي، لذا لم أكن أتردد في أداء أي فيلم قصير أو طويل، ولا أتعالى على الدور، بل أتعامل معه كشخصية أقدمها بكل حب وجهد، ثم أمضي».

ويتابع: «الآن أصبح لدينا كوكبة من الأسماء الجديدة ممن نفرح بإنجازاتهم، وأنا أتحدث إليك الآن يوجد لدينا 3 أفلام سعودية روائية طويلة تُعرض حالياً في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، لي منها فيلم (هجان) الذي شاركت فيه، وعندما أعود إلى البدايات وأقارنها بما تحقق لنا الآن من إنجازات وجوائز محلية وعربية، ومشاركات عالمية، فإني أشعر بالفخر والاعتزاز بما قُدم ويُقدم، ومتفائل بأننا سنقدم أكثر خلال الأعوام المقبلة».

الحساوي أثناء تسلمه الجائزة من وزير الثقافة

مستقبل الأفلام السعودية

وعن حصوله على جائزة الأفلام ضمن الجوائز الثقافية الوطنية، يرى الحساوي أن هذه الجائزة بمثابة تشريف له على مستوى الوطن، مشيراً إلى أن المرشحين الاثنين معه كانا أيضاً يستحقان الجائزة، وهما رئيسة جمعية السينما السعودية هناء العمير، والمخرج وكاتب السيناريو محمد السلمان، ويردف: «لهذه الجائزة مسؤولية أيضاً، حيث أنظر الآن لما سأقدمه في قادم الأيام»، مبدياً تفاؤله الكبير بمستقبل الأفلام السعودية.

وتبدو علاقة الحساوي مع الجوائز طويلة وممتدة، حيث سبق أن اقتنص جائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل، وذلك ضمن جوائز مسابقة الأفلام الطويلة، خلال الدورة الثامنة لمهرجان أفلام السعودية 2022، عن فيلم «قبل أن ننسى»، كما حصل على غيرها من الجوائز.

ويستند الفنان إبراهيم الحساوي الذي انطلقت علاقته بالمسرح عام 1980 من خلال مسرح نادي العدالة السعودي، بخبرته الطويلة في هذا المجال ليوجه نصيحة إلى صُناع الأفلام الشباب قائلاً: «ركزوا على الورق، فأي عمل ناجح يبدأ من الورق، انتقِ مواضيعك بعناية، ولا تقفز على قصص لا تشبهنا أو لا تشبه مجتمعنا... فالأفكار على قارعة الطريق لكن الذكي من يلتقطها».



حملة فرنسية بآلاف التوقيعات لإنقاذ أقوى منارة في أوروبا

رُفِع الصوت من أجلها (موقع المنارة)
رُفِع الصوت من أجلها (موقع المنارة)
TT

حملة فرنسية بآلاف التوقيعات لإنقاذ أقوى منارة في أوروبا

رُفِع الصوت من أجلها (موقع المنارة)
رُفِع الصوت من أجلها (موقع المنارة)

يتداول روّاد مواقع التواصل نداء يُطالب الحكومة الفرنسية بالتراجع عن قرارها برفع الحماية عن منارة (فنار) «كرياك» بغرب البلاد، وخفض أنوارها. وجمع النداء، بعد ساعات من نشره، أكثر من 10 آلاف توقيع لمواطنين من مختلف الأعمار والفئات يريدون الحفاظ على إشعاع المنارة الأقوى في أوروبا.

وتمنع الحماية التي تمنحها الدولة للمَرافق التاريخية وذات القيمة المعنوية، هدمها أو تحويرها أو التصرف بها، بوصفها تراثاً قومياً.

تقع المنارة التي تُعدُّ تحفة معمارية ورمزاً من رموز المنطقة، في جزيرة ويسان التابعة لمحافظة بريتاني. يعود تشييدها إلى عام 1863 بارتفاع 47 متراً. وهي مزوَّدة بمصباحَيْن متراكبَيْن من الزجاج السميك، من تصميم الفيزيائي أوغستان فريسنيل الذي استبدل بهذا النوع من الإضاءة المرايا العاكسة التي كانت تستخدم في المنارات. ويرسل المصباحان إشارة ضوئية مؤلَّفة من 8 إشعاعات بمدى يصل إلى نحو 60 كيلومتراً. لكن قراراً رسمياً صدر بتحويل المنارة إلى الإنارة الصناعية الأقل إشعاعاً للتخلُّص من مادة الزئبق التي تشكّل خطراً على الصحة. ويمكن الصعود إلى قمّتها عبر درج يُعدُّ تحفة فنّية. كما يضمُّ المبنى متحفاً وحيداً من نوعه في العالم يجمع مصابيح المنارات القديمة، يزوره آلاف السياح كل عام.

درجها تحفة (موقع المنارة)

وسخر أهالي الجزيرة من هذه الحجَّة ومن محاولات تقليل قوة المنارة التي يمكن التحكُّم بإنارتها عن بُعد. ونظراً إلى فرادة مصباحَيْها الزجاجيَيْن، فقد نُقلا للعرض في المعرض الكوني الذي أُقيم في نيويورك عام 1939.في هذا السياق، قالت متحدّثة باسم جمعية محلّية إنّ العبث بالمنارة يُشكّل نوعاً من الاستهانة بأهالي المنطقة والتنكُّر لسمعتهم بوصفهم بحَّارة يُضرَب بهم المثل عبر العصور. كما لفتت النظر إلى المخاطر التي يتسبَّب فيها تقليل قوة الإنارة في جزيرة تعبرها 54 ألف باخرة سنوياً، أي 150 باخرة في اليوم، بينها 8 على الأقل تنقل مواد خطرة، إذ يمرُّ عبرها 700 ألف طن من النفط يومياً.