50 ألف أصل تراث عمراني في السعودية مؤهلة للتسجيل في السجل الوطني للتراث العمراني، اكتسبت أهميتها وقيمتها من بُعدَيها التاريخي والثقافي، ويوفر تسجيلها في قوائم التراث فرصة لحمايتها وتعاهدها بالرعاية لتكون شاهداً عمرانياً قائماً للأجيال القادمة.
وأعلنت هيئة التراث، (الثلاثاء)، ترشيح 50 ألف أصل تراث عمراني في جميع مناطق المملكة، بالتنسيق مع أصحاب المصلحة وفقاً لنظام الآثار والتراث العمراني؛ لتعمل بعد ذلك على خطة تسجيل وتصنيف وترميز هذه الأصول المرشحة، في سجل التراث العمراني، وفقاً لسلسلة تسجيلها؛ وذلك باستخدام أحدث التقنيات الحديثة.
السجل الوطني للتراث العمراني الذي يزخر بأكثر من 3400 موقع تراثٍ عمراني مسجلة في مختلف مناطق المملكة، ستنضم إليه دفعة جديدة من المواقع ذات القيمة الثقافية والتاريخية، حيث تحظى المواقع المسجلة في سجل التراث العمراني بالحماية، وتوثيقها، وتوفير الدعم للحفاظ على هذه المواقع المسجلة، وإدراجها في الخطط المستقبلية للتنمية، فضلاً عن ترميز المواقع للاحتفاء بامتلاك موقع تراثٍ عمراني، ومشاركته مع المجتمع.
مع بدأ مرحلة الاستكشاف والمسح الوطني الشامل، #هيئة_التراث ترشّح 50 ألفاً من أصول التراث العمراني بمناطق المملكة لإدراجها في السجل الوطني للتراث العمراني. pic.twitter.com/PIH7UlnhC5
— هيئة التراث (@MOCHeritage) September 4, 2023
آلية التسجيل وصون الإرث العمراني
ويُعد سجل التراث العمراني قائمةً رسمية لمواقع التراث التي سُجّلت وفقاً لمعايير ذات أهميةٍ وطنية أو عمرانية أو ثقافية، محددة بموجب نظام الآثار والتراث العمراني، وذلك باستخدام نظام المعلومات الجيومكانية، حيث تتم إدارة وتخزين وحفظ المعلومات الخاصة بهذه المواقع والمباني بشكلٍ دقيق بهدف تحديد التدابير الوقائية والحماية اللازمة لها، التي تضمن حفظها وصيانتها للأجيال القادمة، لما تُشكله من أهميةٍ كبيرة في التراث العمراني للمملكة. وتمرّ خطوات تسجيل أصول التراث العمراني في المملكة بخمس مراحل رئيسية ضمن سلسلة التسجيل، التي تبدأ من اكتشاف أصل تراثٍ عمراني، وترشيح هذا الأصل، وتسجيله في سجل التراث العمراني، ومن ثم تصنيفه، وأخيراً ترميز أصل التراث العمراني.
سردية التراث العمراني وتحولاته
وخلال دورها في حماية التراث ومتابعته، كشفت هيئة التراث السعودية عن مبادرات متعددة لحماية أصول التراث العمراني القديم والتراث الحديث، التي تُعنى بالمحافظة على معالم التراث المعماري ذات الأهمية، ورعاية أهم النماذج الثقافية المبنية المميزة، التي تمثل عناصر جوهرية شكَّلت ذاكرة وتاريخ العمارة والعمران السعودي في فترات زمنية ماضية، والاحتفاء بالتراث بوصفه ثروة ثقافية، تحفظ للأجيال سيرة عمرانية شاهدة على التحول الحضاري والوعي الاجتماعي الذي انعكس على الشواهد العمرانية، كما تعزز حماية وإدارة وتمكين الابتكار والتطوير المستدام لمكونات التراث الثقافي. كما أطلقت هيئة التراث في السعودية مشروع «استديو التراث العمراني»، بوصفه خطوة عملية لإعادة تأهيل أصول التراث العمراني، وتنشيط ذاكرة المكان، وصون التراث الإنساني والعمراني السعودي من آفة الإهمال والاندثار، وتدشين مرحلة جديدة من رعاية أصول التراث العمراني الذي يعكس مسيرة حضارية للإنسان السعودي كان التراث العمراني أحد تعبيراته الرصينة.