دراسة: نصف الأشخاص «قد يرتكبون جرائم عنيفة» إذا تم استفزازهم

الدراسة قالت إن البشر ميّالون إلى السعي للانتقام عندما يتعرضون للظلم (رويترز)
الدراسة قالت إن البشر ميّالون إلى السعي للانتقام عندما يتعرضون للظلم (رويترز)
TT

دراسة: نصف الأشخاص «قد يرتكبون جرائم عنيفة» إذا تم استفزازهم

الدراسة قالت إن البشر ميّالون إلى السعي للانتقام عندما يتعرضون للظلم (رويترز)
الدراسة قالت إن البشر ميّالون إلى السعي للانتقام عندما يتعرضون للظلم (رويترز)

قالت دراسة جديدة إن نحو نصف الأشخاص لديهم القدرة على ارتكاب جرائم عنيفة إذا تم استفزازهم.

وبحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد أجريت الدراسة على نحو 1000 مشارك تم سؤالهم عن ردود أفعالهم تجاه عدد من المواقف الافتراضية.

وفي أحد المواقف، طُلب منهم أن يتخيلوا ردود أفعالهم إذا قامت امرأة بالاصطدام بهم في محطة للحافلات، وأصابت ذراعهم ببعض الألم. وقالت الغالبية العظمى في البداية إنها لن تلجأ إلى العنف. ولكن إذا لم تعتذر المرأة، وبدلاً من ذلك قامت بإهانة المشاركين أو صرخت في وجههم أو دفعتهم، فإن أكثر من ثلثهم سيدفعون المرأة أو يلكمونها.

وفي موقف آخر، سُئل المشاركون عن ردود أفعالهم إذا كانوا يقفون في طابور ما، وتم اتهامهم بتجاوز دورهم في هذا الطابور، وتم استفزازهم أو إهانتهم وطرحهم على الأرض. وقال 47 في المائة من المشاركين إنهم سيلجأون إلى العنف «للانتقام والدفاع عن أنفسهم».

وفي سيناريو آخر، سُئل المشاركون عما سيفعلونه إذا رأوا محفظة بها أموال كثيرة تسقط من شخص يقف أمامهم. وقالت الغالبية العظمى (98.9 في المائة) من المشاركين إنهم سيعيدونها. ومع ذلك، قال ثلثهم إنهم سيحتفظون بالأموال لأنفسهم إذا كانوا يكنون بعض الكره أو العداء للشخص الذي سقطت منه المحفظة.

وقالت الدكتورة إيفلين سفينغن، الأستاذة المساعدة في علم الجريمة بجامعة برمنغهام، إلى أن جميع البشر لديهم استعداد بيولوجي لارتكاب الجرائم عندما يتم استفزازهم.

وخلصت إلى أن البشر ميّالون إلى السعي إلى الانتقام عندما يشعرون أنهم أو غيرهم تعرضوا للظلم، ويشعرون بأن لهم ما يبرر الانتقام - حتى لو كان ذلك يعني خرق القانون.

لكن الدراسة أظهرت أيضاً أنه يمكن تجنب المواجهات العنيفة أو الإجرامية من خلال اعتذار الأشخاص عن السلوك السيئ.

على سبيل المثال، في سيناريو محطة الحافلات، إذا اعتذرت المرأة عن سلوكها، فإن عدد الأشخاص الذين قالوا إنهم سيلجأون إلى العنف انخفض إلى صفر.

وبالمثل، في موقف الشجار الخاص بتجاوز الطابور، أدى الاعتذار والتفسير إلى انخفاض عدد المشاجرات العنيفة من 47 في المائة إلى 1 في المائة فقط.

وقالت سفينغن إن الدراسة أظهرت أن البشر يستجيبون للطف باللطف وللعداء بالعداء.


مقالات ذات صلة

منحوتة اليد العملاقة «المكروهة» تغادر نيوزيلندا إلى أستراليا

يوميات الشرق أثار الجدل وترك الأثر (أ.ب)

منحوتة اليد العملاقة «المكروهة» تغادر نيوزيلندا إلى أستراليا

يودّع تمثال ضخم يُمثّل يداً تحمل وجهاً مُعارضاً، تصدَّر بشكل مشؤوم ساحة ويلينغتون النيوزيلندية لـ5 سنوات، المدينة نهائياً، باعثاً على الارتياح لدى عمدة العاصمة.

«الشرق الأوسط» (ويلينغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق خَبِرت التوحُّش الكبير (رويترز)

«مصاصة دماء» بولندية عمرها 400 عام «تعود من الموت»

دُفنت مع قفل على قدمها ومنجل حديد حول رقبتها. لم يُفترض أبداً أن تستطيع «زوسيا» العودة من الموت... فما قصتها؟

«الشرق الأوسط» (بيين (بولندا))
يوميات الشرق قد توجِّه هذه الأنظمة السيارات إلى طرق صعبة جداً (جامعة سانت غالن)

كيف يضلِّل «جي بي إس» السائقين؟

اتباع نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) بشكل أعمى يمكن أن يؤدّي إلى مواقف صعبة على الطريق... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق وعاء الدست بدل الطنجرة يُستخدم لتحضير الطعام (الشيف ريشار)

ريشار خوري لـ«الشرق الأوسط»: الوجبة الساخنة تخفّف من معاناة النازحين

تجربة الشيف ريشار هذه المرة، تختلف عن غيرها. وبدل أن يعدّ أطباقاً لذيذة تكفي لإطعام زبائن مطعم مثلاً أو ورشة طلاب تدريبية، فهي تتعدّى الألف طبق.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق إرادة الحياة أقوى مما نتخيَّل (مواقع التواصل)

مراهق بريطاني حوَّله حزنه بطلاً في رفع الأثقال

استخدم المراهق البالغ 18 عاماً آلامه قوةً دافعةً، وفاز بـ4 ميداليات ذهبية في بطولة الكومنولث لرفع الأثقال بجنوب أفريقيا هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عبد الرحمن صندقجي: فيلم «عُمق» يتناول إحدى أخطر مهن العالم

⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
TT

عبد الرحمن صندقجي: فيلم «عُمق» يتناول إحدى أخطر مهن العالم

⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩

أفصح المخرج والمنتج السعودي عبد الرحمن صندقجي، عن أنه يعكف حالياً على تصوير فيلمه الوثائقي «عُمق» الذي يعرض فيه تفاصيل حياة الغواص السعودي أحمد الجابر والتحديات التي تواجهه خلال عمله اليومي في شركة للصيانة البحرية متعاقدة مع إحدى شركات النفط الكبرى «التي تتطلب مهام عمله فيها الغوص إلى أعماق سحيقة في الخليج العربي لإصلاح أنابيب النفط وصيانتها، حيث يتتبع الفيلم المخاطر اليومية التي يتعرض لها وضغط العمل الشديد الذي يجعل منه أحد الجنود المجهولين العاملين في هذا القطاع الحيوي المهم في السعودية».

يوضح صندقجي خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن مهنة الجابر التي يعمل عليها منذ نحو عقد من الزمان من أخطر المهن في وقتنا الحالي، ويتطلب العمل فيها إجراءات احترازية وتدابير معقدة لتوفير مستويات سلامة قصوى من بينها ارتداء ملابس معدَّة خصيصاً لتنفيذ المهمة التي قد تُلزمه البقاء في غرفة مقفلة لمدة تتجاوز الشهر دون الخروج منها، لغرض موازنة مستوى الضغط والأكسجين.

ويضيف صندقجي: «لذا تعد مهنة تصل في مستوى المخاطرة إلى أن تضعه وهو ورائد الفضاء في كفة واحدة».

بوستر فيلم «عُمق»

يلفت صندقجي إلى أنه يحاول من خلال الفيلم المدعوم من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، والصندوق الثقافي، فهم دوافع الأشخاص واكتشاف القصص غير الاعتيادية، منوهاً إلى «أن اختيار الاسم (عُمق) كان لسببين: عمق الشخص وسبر أغواره، وكذلك عمق البحر الذي يغوص به».

ويمضى إلى القول إن أفلامه الوثائقية الستة خلال المسيرة التي تتجاوز 15 عاماً تركز على الأشخاص غير المرئيين، الذين يحملون قصصاً لم يكتشفها أحد، ويتابع قائلاً: «أرى الأفلام الوثائقية رحلة في الحياة، خصوصاً أنني شخص مغامر، ومتجوّل، ومحب للاكتشاف والتجارب».

ويشير إلى أنه لا يعمل إلا على القصص التي تلفت انتباهه ويشعر برغبة حقيقية في الاقتراب منها، مضيفاً: «دائماً يحركني السؤال: لماذا؟ وأحاول الإجابة عنه من خلال أفلامي».

بدأ صندقجي صناعة الأفلام عام 2008 ووجد شغفه في الوثائقيات على وجه التحديد (الشرق الأوسط)

الوثائقيات السعودية

ومع ازدياد الوثائقيات السعودية في الآونة الأخيرة، يأتي السؤال عن احتمالية استسهال هذا المجال من بعض صناع الأفلام، ليرد صندقجي: «الفيلم الروائي صعب وكذلك الفيلم الوثائقي... كلاهما يواجه عدداً من التحديات، وأنا وجدت نفسي في الأفلام الوثائقية التي تحمل نوعاً من المغامرة، والتي ربما تكون احتمالية الفشل فيها مرتفعة، إلا أني أسعد كل مرة بهذا الضغط الذي يلازمني مع كل فيلم جديد أعمل عليه». ويضيف: «السر يكمن في أخذ العمل بجدية، واعتبارها مهمة ورسالة حياة من صانع الفيلم».

وبسؤاله عن واقع الأفلام الوثائقية في السعودية، يقول: «قبل سنوات عدة لم يكن هناك اهتمام بالوثائقيات، لكنَّ هذا تغيّر كلياً خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث لمسنا فارقاً كبيراً». مستذكراً خلال حديثه اختيار فيلمه «أندرغراوند» ليكون فيلم افتتاح المهرجان في الدورة الماضية من «مهرجان أفلام السعودية» الذي يُقام سنوياً شرق البلاد، وأردف بالقول: «هذا الاختيار ليس تكريماً لي أنا فقط، بل هو تكريم لكل صنّاع الوثائقيات، بعد أن ازداد عددهم، وأصبح التنافس بينهم كبيراً من حيث تقديم أفلام وثائقية جيدة».

وأمام ذلك، يقدم صندقجي نصيحتين لصنّاع الوثائقيات؛ الأولى تتضمن تكثيف مشاهدة الأفلام الوثائقية للتعرّف على رؤية كل مخرج وكيفية تعامله مع الفيلم الوثائقي. وعن الثانية يقول: «من خلال تجربتي، اكتشفت ضرورة التعامل مع الفيلم الوثائقي كالفيلم الروائي»، مبيناً أن ذلك يتضمن سرد الحكاية وجودة النص والتعمّق في فهم الشخصية والقصة.

يؤكد صندقجي أنه لا يعمل إلا على القصص التي تلفت انتباهه ويشعر برغبة حقيقية في الاقتراب منها (الشرق الأوسط)

كتاب جديد

يُذكر أن صندقجي، الذي تخرج في كلية الهندسة الصناعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمدينة الظهران، بدأ رحلته مع صناعة الأفلام عام 2008، ومر بعدة تجارب ما بين الأفلام التجارية والروائية والوثائقية، قبل أن يستقر على الوثائقيات التي تشكل شغفه الحقيقي. ولمع اسمه في البداية مع فيلم «فوسفين» الذي لاقي رواجاً كبيراً فور عرضه قبل سنوات وتجاوزت مشاهداته 5 ملايين على منصة «يوتيوب»، والذي يعد فيلماً وثائقياً استقصائياً يتتبع الحقائق حول مبيد حشري أدى إلى وفاة العشرات في السعودية.

في ختام حديثه يكشف صندقجي عن أنه يستعد حالياً لإصدار كتابه الثاني «العقلية الوثائقية»، الذي يقدم من خلاله خلاصة تجربته في هذا المجال على مدى أكثر من عقد من الزمن، وهو يأتي بعد كتابه الأول «الفيلم الوثائقي»، مشيراً إلى أن كتابه الجديد يتناول رحلته من خلال القراءات والمشاهدة المكثفة والتعرض للتجارب الوثائقية المتنوعة، وذلك لفهم عقلية الصُنّاع المهرة للأفلام الوثائقية.