العلا تنطلق «نحو مجتمع مزدهر»

المخطط الرئيسي الثاني يهدف لـ«أنسنة المدينة» لتكون وجهة للعيش والعمل

يهدف المخطط إلى تحسين جودة الحياة  لسكان العلا (الهيئة الملكية للعلا)
يهدف المخطط إلى تحسين جودة الحياة لسكان العلا (الهيئة الملكية للعلا)
TT

العلا تنطلق «نحو مجتمع مزدهر»

يهدف المخطط إلى تحسين جودة الحياة  لسكان العلا (الهيئة الملكية للعلا)
يهدف المخطط إلى تحسين جودة الحياة لسكان العلا (الهيئة الملكية للعلا)

أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا المخطط الرئيسي الثاني للتطوير الحضري لوسط وجنوب العلا، الذي يهدف إلى تحسين جودة الحياة وتحفيز النمو الاقتصادي والتطوير العمراني، ضمن إطار التنمية الشاملة المستدامة، التي تنص عليها «رؤية العلا» المتماشية مع رؤية السعودية 2030 وتحويل المدينة إلى وجهة فريدة للاستقرار والعمل.

تطوير حضري شامل

وأعلنت الهيئة عن التوجه الاستراتيجي للمخطط الذي يحمل شعار «نحو مجتمع مزدهر»، ويركز على التطوير الحضري، مستهدفاً التطوير العمراني وتطوير استخدامات الأراضي السكنية، وكذلك تطوير الخدمات والمرافق، وتحقيق مستهدفات الصحة العامة، وتحسين تجربة التنقل المستدام، وغيرها.

وتزامناً مع الإطلاق قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا عمرو مدني: «إطلاق مخطط نحو مجتمع مزدهر هو استمرار لرحلة التنمية الشاملة في العلا وتأكيد لالتزام الهيئة بتطوير الأحياء والمجتمعات السكنية في جنوب ووسط العلا لتحقيق مستوياتٍ جديدة من الازدهار وتعزيز جودة الحياة».

وأكدت الهيئة على التزامها بتعزيز التنمية المستدامة الشاملة، وتعزيز التطوير الحضري للمحافظة، وتهيئتها من خلال منظومة من البرامج والمبادرات، وذلك لتحقيق تنمية «الإنسان قبل المكان» كمنهجية أساسية، مع تعزيز تلك الرؤية بتقديم نماذج وتصاميم معمارية مستلهمة من أساليب العمارة التقليدية في العلا.

المخطط يؤسس لتحويل العلا إلى وجهة مثالية للعيش والعمل (الهيئة الملكية للعلا)

تحسين جودة الحياة

ويُعد المخطط الرئيسي «نحو مجتمع مزدهر» مشروع تطوير شامل يركز على تحسين جودة الحياة لأهالي وسكان العلا، ويهدف إلى تحقيق تحول شامل ومستدام للمنطقة الحضرية في العلا، وسيعمل على زيادة الفرص الاقتصادية، والعمل على تطوير السكان بشكل مستمر، وتوفير خدمات التعليم والصحة والنقل عالية الجودة.

كما يشمل المخطط إنشاء مساحات عامة لإثراء حياة أهالي وسكان العلا، وتوفير حلول نقل متعددة، تتيح سهولة التنقل في أنحاء العلا، مع تشجيع نمط حياة صحي ونشيط، كما سيرتبط المخطط مع وادي العلا، مما سيتيح اتصالاً عميقاً مع البيئة المحيطة؛ مما سيعزز ذلك من تحقيق مستهدفات المشروع لجعل العلا وجهة واعدة للعيش والعمل.

يتضمن المخطط تطوير البنية التحتية والبيئة العمرانية ورفع جودة الخدمات المقدمة (الهيئة الملكية للعلا)

إكمالاً لمسيرة التنمية الشاملة

ويمثل المخطط الرئيسي الثاني خريطة طريق لتطوير مناطق وسط وجنوب العلا، الذي يكمل مرحلة التنمية الشاملة لما تم الإعلان عنه في عام 2021، بإطلاق الرؤية التصميمية «رحلة عبر الزمن»، الذي يُعنى بتطوير وتأهيل المنطقة الأثرية الرئيسية في العلا، ويهدف المخططان نحو تحويل المدينة إلى وجهة عالمية رائدة للفنون والتراث والثقافة والطبيعة، ووجهة مثالية للمعيشة والعمل.

ويتضمن المخطط تطوير البنية التحتية والبيئة العمرانية ورفع جودة الخدمات المقدمة، وكذلك توفير عناصر الأنشطة التي تهدف إلى رفع جودة الخدمات الصحية ورفع معدلات جودة الأنشطة الترفيهية، وتعزيز الاستدامة الشاملة في المناطق السكنية، وكذلك مختلف المرافق، فضلاً عن توفير وسائل تنقل متعددة، مع تكامل «وادي القرى» مع المناطق المجاورة في المحافظة.

سيربط المشروع بين الإنسان والطبيعة بتناغم كامل (الهيئة الملكية للعلا)

مخطط صديق للبيئة والمجتمع

ويرتكز مخطط «نحو مجتمع مزدهر» على تحقيق التنمية الاقتصادية​، والعناية بالتراث الثقافي والطبيعي وتحقيق «أنسنه المدينة» وتوفير تجربة حضرية بما تضمه من خدمات معيشية في مختلف الأحياء والمواقع، واعتمد تطوير المرحلة الثانية للمخطط الأساسي على أسس ميثاق العلا للاستدامة، الذي يهدف إلى تفعيل اقتصاد دائري للكربون وتحقيق حيادية الكربون بالكامل في محافظة العلا بحلول عام 2035.

وسيعمل المخطط على تطوير بنى تحتية مبتكرة، توفر متطلبات الحياة في أحياء تتميز بطرازها العمراني وخدماتها المتكاملة؛ وتخلق بيئة متناغمة تربط الإنسان بالطبيعة والتراث العريق في المحافظة، كما ستزود الأحياء بعدد من الخدمات والمرافق الحيوية كالمساحات الخضراء والملاعب الرياضية والمتنزهات.

سيعمل المخطط على تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2035 (الهيئة الملكية للعلا)

الجدير بالذكر أن العلا تحمل العديد من المكتسبات التاريخية والاجتماعية حيث تضم العديد من المعالم التاريخية التي يتجاوز عمرها 200 ألف عام، إضافة إلى وجود مدينة «الحِجر» النبطية القديمة فيها، التي تعد أول موقع تراث عالمي لليونسكو في السعودية، إضافة إلى كونها قديماً عاصمة مملكتا لحيان ودادان الأثريتان، إضافة إلى «العلا القديمة»، التي كانت تعد نقطة استراحة للحجاج منذ عام 1100م.

إطلاق مخطط نحو مجتمع مزدهر هو استمرار لرحلة التنمية الشاملة في العلا وتأكيداً لالتزام الهيئة بتطوير الأحياء والمجتمعات السكنية في جنوب ووسط العلا لتحقيق مستوياتٍ جديدة من الازدهار وتعزيز جودة الحياة

عمرو مدني - الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا


مقالات ذات صلة

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

عالم الاعمال منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

«بانيان تري العُلا» يكشف عن تقديم مجموعة متنوعة من العروض لموسم العطلات

يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج صورة جماعية لاجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية في باريس الجمعة (الشرق الأوسط)

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا، وبيان لـ«الخارجية الفرنسية» يؤكد توجيه فرنسا إمكاناتها وخبراتها لتطوير المنطقة.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق اجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية استعرض الإنجازات (وزارة الخارجية السعودية)

اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن «العُلا» تناقش توسيع التعاون

ناقشت اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير العُلا سبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات، خصوصاً في مجالات الآثار والرياضة والفنون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يصل إلى فرنسا للمشاركة في اجتماع «تطوير العلا»

وصل وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم؛ للمشاركة في الاجتماع الثاني لتطوير مشروع العلا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
TT

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)

مع انطلاق فعاليات الدورة الـ17 من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» في مصر، الاثنين، بدأ الفنانون المشاركون في التفاعل مع فضاء مدينة الأقصر (جنوب مصر) بحضارتها العريقة وطبيعتها المُشمسة، استعداداً للبدء في تنفيذ أعمالهم من وحي روح المدينة القديمة.

الملتقى الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وينظمه صندوق التنمية الثقافية، يواصل أعماله حتى السابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويقول الفنان المصري ياسر جعيصة، القوميسير العام للملتقى، إن «دورة هذا العام يشارك فيها 25 فناناً من مصر ومختلف دول العالم، منهم فنانون من سوريا، والأردن، والسودان، وقطر، واليمن، والولايات المتحدة، والهند، وبلغاريا، وروسيا، وألبانيا، وبولندا، والسنغال».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم تحديد ثيمة معينة ليعمل عليها الفنانون المشاركون في الملتقى؛ إذ نهدف إلى أن يلتقط كل فنان روح مدينة الأقصر بأسلوبه الفني الخاص وأسلوبه في التفاعل معها بشكل حُر، دون تقيّد بثيمة أو زاوية مُحددة، سواء كان التفاعل بطبيعتها، أو بوجهها الأثري، أو الخروج بانفعال فني ذاتي، وهذا يمنح للأعمال فرصة الخروج بصورة أكثر تنوعاً كنتاج للملتقى».

ويتابع: «بالإضافة إلى ذلك، فهناك اهتمام هذا العام بخلق حوار مع مجتمع مدينة الأقصر، عبر تنظيم أكثر من فعالية وورش عمل بين الفنانين والأطفال والأهالي لخلق حالة أكبر من التفاعل الفني».

عدد من الفنانين المشاركين في ملتقى الأقصر للتصوير (قوميسير الملتقى)

ومع اليوم الأول لانطلاق الملتقى بدأ الفنانون في الاندماج مع المدينة من خلال ورش عمل متخصصة، منها ورشة للفنان الهندي هارش أجراول الذي نظم ورشة عمل باستخدام خامة «الأكواريل» المعروف بتميزه في التعامل معها فنياً، وهي ورشة استقبلت عدداً من طلاب كلية الفنون الجميلة من قسم التصوير بالأقصر الذين سيحضرون على مدار أيام الملتقى للتفاعل مع الفنانين بشكل مباشر والاستفادة من خبراتهم الفنية، وفق القوميسير.

ويعتبر الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ثمة تغييرات تم استحداثها في برنامج الملتقى للخروج بنسخة مميزة لدورة هذا العام»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «توفير أفضل الظروف للفنانين من خامات، وإطالة مدة الجولات الفنية الخارجية داخل المدينة، والرسم في المواقع المفتوحة والأثرية... كان من أبرز الأفكار والموضوعات التي يسعى لتفعيلها قوميسير الملتقى ياسر جعيصة خلال تلك الدورة، في محاولة أن تخرج أعمال الملتقى أكثر انسجاماً وتعبيراً عن روح مدينة الأقصر».

ومن المنتظر أن تُعرض أعمال الملتقى في اليوم الختامي بمحافظة الأقصر، على أن يتم تنظيم عرض خاص آخر لها بالقاهرة مطلع العام المقبل.

ويرى الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين بمصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ملتقى الأقصر مناسبة لتبادل الخبرات بين الجنسيات والأجيال المختلفة، وكذلك مناسبة لتقديم حدث تشكيلي مميز للمجتمع الأقصري وزوار المدينة، واستلهام الفنانين لعالم فني مُغاير يستفيد من عناصر مدينة الأقصر وتاريخها العريق»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».

وتعد مدينة الأقصر من أبرز الوجهات السياحية العالمية التي تضم مواقع أثرية وثقافية بارزة منها: معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومقابر وادي الملوك، ووادي الملكات.