«القاهرة» تنفي هدم مقبرتي الإمام «ورش» وأحمد شوقي

جانب من عمليات الهدم في جبانة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)
جانب من عمليات الهدم في جبانة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)
TT

«القاهرة» تنفي هدم مقبرتي الإمام «ورش» وأحمد شوقي

جانب من عمليات الهدم في جبانة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)
جانب من عمليات الهدم في جبانة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)

نفت محافظة القاهرة، الثلاثاء، الأنباء التي تم تداولها بشأن هدم مقبرتي «أمير الشعراء» أحمد شوقي، والإمام «ورش»، ضمن أعمال إنشاء محاور مرورية جديدة بمنطقة الجبانة التاريخية (شرق القاهرة).

وعّد متابعون بيان محافظة القاهرة المقتضب، بأنه «استثنائي»، حيث لم يسبق للمحافظة أو أي جهة حكومية الحديث كثيراً عن عمليات هدم المقابر التي تجري ضمن نطاق القاهرة التاريخية المسجلة على قوائم اليونيسكو، والتي تضم عدداً من الآثار الإسلامية والمدافن التراثية الفريدة.

جاء ذلك بعد مطالبة الكثير من المهتمين بالآثار الإسلامية ونواب بالبرلمان بالإضافة إلى نقابة الصحافيين المصريين أخيراً بوقف هدم المقابر التاريخية بجبانة القاهرة.

ووفق إبراهيم طايع، الباحث في التراث المصري وأحد المهتمين بتوثيق المدافن التراثية، فإنه تم تدمير 6 تراكيب رخامية نادرة بمدفن حسين بك شاهين (حما شوقي) والمدفون به أمير الشعراء أحمد شوقي، وقيل إن أحد اللصوص اقتحم المدفن وحطم هذه التراكيب باستثناء قبر أحمد شوقي.

قبر أمير الشعراء أحمد شوقي (محافظة القاهرة)

وأشار إلى أنه تمت إثارة ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر أخيراً بشأن مقبرة «أمير الشعراء»، بقرافة السيدة نفيسة، والإمام ورش بقرافة الإمام الشافعي، بعد رصد أعمال هدم بجوار القبرين في ظل صمت وزارة السياحة والآثار ومحافظة القاهرة.

وشدد طايع على هدم مدفنين حول قبر الإمام ورش أخيراً، ضمن أعمال الهدم في المسار المحدد لإنشاء محور مروري داخل قرافة الإمام الشافعي.

ورغم طبع علامة الإزالة الخضراء على الحوش المؤدي إلى قبر الإمام ورش، فإن مسؤولين محليين أخبروا سكان المنطقة بأنه سوف يتم استثناء قبر الإمام من الهدم، بحسب ما ذكره أحد المقيمين بالمنطقة لـ«الشرق الأوسط».

وتنوي الحكومة المصرية إنشاء محور مروري جديد يربط بين محور الحضارات المجاور لمتحف الحضارة المصرية بالفسطاط، وطريق الأوتوستراد (طريق سريع يربط جنوب القاهرة بشرقها) لتسهيل الحركة المرورية داخل العاصمة المصرية.

وقالت نقابة الصحافيين المصرية، في بيان لها (الأحد): «تُعد القاهرة واحدة من المدن التاريخية المتفردة، لذا أُدرجت على قوائم منظمة (اليونيسكو) بوصفها من التراث العالمي منذ عام 1979، اعترافاً من العالم بأهميتها الكبرى، وتأكيداً على ضرورة الحفاظ المتكامل على نسيج المدينة التاريخي وما يمثله من قيم حضارية وثقافية وتراثية مهمة، إضافة إلى أن عمليات الهدم تتسبب في القضاء على حقبة كانت شاهدة على تطور العمارة الجنائزية في مصر».

وشددت اللجنة الثقافية بالنقابة على أن «تلك المقابر لا تقل قيمة عن نظيرتها الفرعونية، التي تعمل الدولة على صيانتها وترميمها، وتسليط الضوء عليها؛ لأن كلاً منهما تكمل الأخرى في مسيرة حضارة يشهد لها العالم بثراء التنوع في المدينة الخالدة». على حد تعبيرها.

المدفن الذي يوجد به قبر «الإمام ورش»

في المقابل، دافع مسؤولو وزارة السياحة والآثار عن اتهامات هدم الآثار، مؤكدين في تصريحات سابقة أنه لم يُهدم أي مبنى مسجل في قوائم الآثار الإسلامية أو القبطية بالمنطقة.

وتضم جبانة القاهرة بين جوانبها مقابر بعض الشخصيات الشهيرة، أمثال الإمام ورش صاحب «قراءة ورش» القرآنية، ومقام الإمام وكيع مقرئ الإمام الشافعي، والشيخ محمد رفعت، وعبد الخالق باشا ثروت، والشمسي باشا، وعثمان مصطفى، ومحمد نسيم توفيق.

كما تضم رفات فنانين مشاهير، من بينهم يوسف وهبي، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وأسمهان، وفريد الأطرش، وهند رستم، وصلاح ذو الفقار.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر في يونيو (حزيران) الماضي، بتشكيل لجنة لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر في منطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن السيسي أمر أيضاً بإنشاء «مقبرة الخالدين» في موقع مناسب، لتكون صرحاً يضمّ رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة، على أن تتضمن أيضاً متحفاً للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية.

وفي حين طالبت محافظة القاهرة جميع وسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها، فإن عدداً من المهتمين بالآثار والأثريين انتقدوا عدم تواصل الجهات الحكومية مع الرأي العام وتوضيح ما يحدث للجمهور بشكل دقيق.

وبحسب طايع، فإن الأجهزة المحلية طبعت علامة الإزالة على عدد من المباني التراثية الفريدة التي يصعب تعويضها ومن بينها مدفن علي باشا فهمي، ورشوان باشا عبد الله، حيث يقعان في مسار المحور المزمع إنشاؤه.


مقالات ذات صلة

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق إطلالة على مدينة طرابلس اللبنانية من أعلى قلعتها الأثرية (الشرق الأوسط)

«جارة القلعة» تروي حكاية طرابلس ذات الألقاب البرّاقة والواقع الباهت

لا يعرف معظم أهالي طرابلس أنها اختيرت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكنهم يحفظون عنها لقب «المدينة الأفقر على حوض المتوسط».

كريستين حبيب (طرابلس)
شمال افريقيا مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)

الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

الحكومة السودانية عملت على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين 76 موقعاً وصرحاً أثرياً تاريخياً في ولايات نهر النيل والشمالية، وجزء من ولاية الخرطوم.

وجدان طلحة (بورتسودان)
يوميات الشرق من أعمال التنقيب في موقع زبالا التاريخي المهمّ على درب زبيدة (واس)

السعودية... آمالٌ تُفعّلها المساعي لالتحاق مواقع بقائمة التراث العالمي

العمل قائم على تسجيل مواقع جديدة في القائمة الدولية للتراث العالمي، من أهمها دروب الحج القديمة، لا سيما درب زبيدة، بالإضافة إلى ملفات أخرى تشمل الأنظمة المائية.

عمر البدوي (الرياض)

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)

تُولي مصر أهمية كبيرة بمشروع «التجلي الأعظم» في مدينة سانت كاترين (جنوب سيناء)، حيث تسابق الحكومة المصرية الزمن للانتهاء منه وافتتاحه ووضعه على الخريطة السياحية في البلاد.

وبعد مرور أقل من 3 أعوام على بدء تنفيذ المشروع الذي تفقّده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، صباح اليوم (السبت)، رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، فقد أوشك على الاكتمال.

ووضعت وزارة الإسكان مخططاً متكاملاً لمشروع «التجلي الأعظم»، بهدف «إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس؛ لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر»، وفق وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني.

ويتضمّن المشروع إنشاء مركز الزوار الجديد في مدخل المدينة بموقع ميدان الوادي المقدس، بجانب إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفي متنوع، بالإضافة إلى مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف اجتماعات في مبنى تحت الأرض؛ لعدم التأثير على البيئة الطبيعية للمنطقة.

جانب من المشروع (مجلس الوزراء المصري)

ويشمل المشروع فندقاً جبلياً يتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين، وهضبة التجلي، ووادي الراحة، مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.

واستغلّ المشروع التجويف الكبير في الجبل بوادي الراحة لإنشاء الفندق الجبلي؛ ليضم مختلف المقومات التي تجعله فندقاً عالمياً يتمتع بإطلالات متعددة، وفق بيان مجلس الوزراء، اليوم (السبت).

وتراهن مصر على المشروع لتنشيط السياحة، فوفق مصطفى مدبولي فإن «الدولة المصرية بجميع وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه البقعة المقدسة التي شرّفها المولى -عز وجل- بالتجلي فوقها، وذلك من أجل تقديمها إلى الإنسانية وشعوب العالم أجمع، على النحو الذي يليق بها؛ تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة».

ويتضمّن المشروع إنشاء النُّزل البيئي الجديد «الامتداد» بمنطقة وادي الراحة، ويتكوّن من 7 مبانٍ، فضلاً عن إنشاء الحديقة الصحراوية بمحاذاة سفح الجبل، وتربط النُّزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي وإنشاء ممشى «درب موسى»؛ ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى -عليه السلام- عبر وادي الراحة وصولاً لجبل التجلي، بالإضافة إلى تطوير «74 شاليه» بالنُّزل البيئي القائم.

ولاستيعاب الكثافة السكانية الجديدة المتوقعة في المدينة، تواصل وزارة الإسكان إنشاء الحي السكني الجديد في الزيتونة. كما يضم المشروع تطوير المنطقة السياحية، وإنشاء بازارات تجارية لدعم القاعدة الاقتصادية في المدينة.

تطوير «مطار سانت كاترين» (مجلس الوزراء المصري)

في السياق نفسه، يتضمّن المشروع تطوير منطقة وادي الدير -وهي إحدى أهم مناطق سانت كاترين- التي أُنشئ بها دير سانت كاترين الذي يظلّ مزاراً روحانياً وأثرياً على المستوى العالمي.

وتوفّر الحكومة المصرية جميع الخدمات والمرافق لإنجاح هذا المشروع الطموح، من خلال تمهيد الطرقات وتطوير «مطار سانت كاترين» لاستيعاب حركة الطيران المتوقعة والتوسعات المستقبلية للمدينة، بوصفها واجهة سياحية ودينية عالمية.

وتتضمن أعمال تطوير المطار إنشاء مبنى للركاب بسعة 600 راكب في الساعة بدلاً من 300، بجانب رفع كفاءة الممر القائم، ليكون إجمالي سعة المطار 11 طائرة.

وتهدف مصر إلى الترويج لسانت كاترين لتكون جزءاً من التجربة السياحية المتكاملة التي يقدّمها المقصد السياحي المصري، وهي: سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بجانب جذب شرائح جديدة من السائحين في العالم من المهتمين بالسياحة الروحانية، والسياحة الاستشفائية؛ لما تتميز به المنطقة من مكانة وقيمة متفردة من حيث الموقع المتميز والمقومات السياحية والطبيعية.

«الفندق الجبلي» في سانت كاترين (مجلس الوزراء المصري)

مدينة سانت كاترين الواقعة بالقرب من منتجعات شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها جبال عدّة هي الأعلى في سيناء ومصر، مثل: سانت كاترين، وموسى، والصفصافة.

وأُعلنت سانت كاترين «محمية طبيعية» تزخر بمقومات سياحية فريدة، فضلاً عن الحياة البرية والحيوانات مثل: الغزلان والذئاب.

وتتولّى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم» من خلال «الجهاز المركزي للتعمير»، بتكلفة إجمالية تُقدّر بنحو 4 مليارات جنيه (الدولار الأميركي يعادل 48.3 جنيه مصري).