السعودية تحثّ المجتمع الثقافي الدولي لدعم تمكين الثقافة والحفاظ على التراث

خلال اجتماع وزراء ثقافة «العشرين» الذي انطلق بمبادرة سعودية

شدّد مساعد وزير الثقافة السعودي على الالتزام السعودي في دعم أولويات المسار الثقافي في مجموعة العشرين (وزارة الثقافة)
شدّد مساعد وزير الثقافة السعودي على الالتزام السعودي في دعم أولويات المسار الثقافي في مجموعة العشرين (وزارة الثقافة)
TT

السعودية تحثّ المجتمع الثقافي الدولي لدعم تمكين الثقافة والحفاظ على التراث

شدّد مساعد وزير الثقافة السعودي على الالتزام السعودي في دعم أولويات المسار الثقافي في مجموعة العشرين (وزارة الثقافة)
شدّد مساعد وزير الثقافة السعودي على الالتزام السعودي في دعم أولويات المسار الثقافي في مجموعة العشرين (وزارة الثقافة)

دعَت السعودية إلى أهمية تمكين الوصول إلى الثقافة، والحفاظ على التراث بكل مكوناته، والإيمان بقوة الثقافة للتحول لأجل مستقبل مزدهر، ودعم أولويات المسار الثقافي في دول مجموعة العشرين، والمبادرات الطموحة والمهمة في القطاع التي انبثقت عن الرئاسات المتعاقبة لقمة العشرين.

وقالت السعودية، إن اجتماع وزراء ثقافة دول مجموعة العشرين الذي عقد لأول مرة بمبادرة سعودية إبان رئاستها للقمة عام 2020، ينبع من الإيمان بقوة الثقافة في ازدهار المستقبل، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز مكتسبات القطاع الثقافي واستمراريته للصالح العام المحلي والدولي.

وأعربت السعودية، خلال مشاركتها في الاجتماع الوزاري لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين، الذي عُقد (السبت) بمدينة فاراناسي في جمهورية الهند، عن تطلعها لاستمرارية المسار الثقافي خلال الرئاسة المقبلة في البرازيل وما بعدها «ترسيخاً للثقافة كونها منبع إلهامٍ وازدهارٍ يُمَكّن المجتمعات من تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، وعن أمنيات السعودية بإتمام رسالة القمة الساعية لتحقيق نمو عادل ومزدهر.

الثقافة السعودية تشارك‬⁩ بقائد فريق الكورال في الأوركسترا الوطنية للموسيقى والكورال في أوركسترا مجموعة العشرين «كنز الألحان» (وزارة الثقافة)

مبادرة سعودية لاستدامة الفعل الثقافي

وبمبادرة من السعودية اجتمع وزراء ثقافة دول مجموعة العشرين للمرة الأولى، خلال رئاسة السعودية للقمة عام 2020، وذلك لتعزيز حضور الثقافة، ودعم الاقتصاد الثقافي العالمي، ومدّ جسور التواصل الثقافي والانفتاح على تجارب وممارسات مختلفة، وتعزيز الحوار الملهم، والاهتمام بالارتقاء المعرفي، وتحسين جودة الحياة للمواطنين وللمقيمين.

وركّز الاجتماع الذي واصل فعالياته خلال الرئاسات المتعاقبة، حتى الهند مؤخراً، على محاور تعنى بسبل حماية الثقافة، والتنمية المستدامة، والثقافة بصفتها محركاً للنمو الاقتصادي والتبادل الدولي، وانبثقت عن الاجتماع مجموعة من المبادرات النوعية التي رعت السعودية متابعة تنفيذها ومراقبة نتائجها.

وقال راكان الطوق، مساعد وزير الثقافة السعودي، في كلمته أمام وزراء ثقافة دول مجموعة العشرين، في الهند، إن السعودية تعتز بمبادرتها لعقد الاجتماع الأول لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين على هامش الرئاسة السعودية في 2020م، وأضاف: «نثمّن التزام الدول الأعضاء باستكمال العمل في تفعيل المسار الثقافي ضمن رئاساتها المتعاقبة»، مؤكداً أن السعودية حققت مجموعةً من الإنجازات والمشاريع ذات الصلة بأولويات الرئاسة، وسخّرت إمكاناتها للإسهام في تعزيز مكتسبات القطاع الثقافي واستمراريته، كدعمها تأسيس (الصندوق السعودي في اليونسكو لدعم حماية وتعزيز الثقافة والتراث) لتمويل المشاريع الثقافية والبرامج الاستراتيجية، الذي انبثقت منه مبادراتٌ طموحة ومهمة.

وشدّد مساعد وزير الثقافة على الالتزام السعودي في دعم أولويات المسار الثقافي في مجموعة العشرين، وأهمية أولويات دولة الرئاسة الهندية التي تلهم لإعادة اكتشاف ما يجمع بين الشعوب، وحرص المملكة على تمكين الوصول إلى الثقافة والحفاظ على التراث بكل مكوناته.

تشهد السعودية مرحلة ثقافية مهمة وزيادةً في جهود تنمية الاقتصاد الثقافي والنهوض به وحماية التراث (واس)

الاقتصاد الثقافي مصدراً للنمو

تشهد السعودية مرحلة ثقافية مهمة، وزيادةً في جهود تنمية الاقتصاد الثقافي والنهوض به، وحماية التراث وإعادة الاستثمار في العناصر الثقافية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المشتركة بين الشعوب، وتعزيز الثقافة بصفتها محفزاً على التنمية والترقي الإنساني.

وركزت خطابات السعودية في قمم دول مجموعة العشرين المتعاقبة منذ عام 2020 على اعتبار الاقتصاد الثقافي مصدراً مهماً يتطلب زيادة مستوى استغلال إمكاناته الهائلة التي تؤهله للمساهمة الفاعلة في تحسين الحياة وتحقيق نموٍّ حقيقي، ومنح الاقتصاد الثقافي مساحة خاصة على جدول أعمال السياسة الدولية، الأمر الذي يتطلب قيادةً قوية وتعاوناً من أجل فتح أفقٍ جديد للاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة وتطوير المنصات الرقمية من أجل التعبير الفني وتسهيل الوصول إلى المصادر الثقافية، وتحمّل مسؤولية حفظ التراث المشترك من أجل أجيال المستقبل، وإنتاج المحتوى الثقافي ونشره باستدامة.


مقالات ذات صلة

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

تهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو واليابان في مختلف القطاعات الثقافية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
المشرق العربي مبنى مقر «اليونيسكو» في باريس (رويترز)

«اليونيسكو» تعزز مستوى حماية 34 موقعاً تراثياً في لبنان

أعلنت «اليونيسكو» أنها منحت عشرات المواقع التراثية المهددة بالغارات الإسرائيلية في لبنان «حماية مؤقتة معززة»، لتوفر لها بذلك مستوى أعلى من الحماية القانونية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية أعربت القنصلية الفرنسية في القدس في بيان عن «غضب» باريس من عمليات الهدم الإسرائيلية مشيرة إلى أنها دعمت المركز الثقافي المدمر (مقر جمعية البستان) «بأكثر من نصف مليون يورو» منذ عام 2019 (وفا)

فرنسا تطلب «تفسيراً» من السلطات الإسرائيلية بعد هدم مركز ثقافي في القدس

أكدت الخارجية الفرنسية، الجمعة، أن باريس طلبت «تفسيراً من السلطات الإسرائيلية»، بعد هدم مقر جمعية البستان الذي موّلته فرنسا في حي سلوان بالقدس الشرقية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».