«أتاري» و«باربي» و«ليغو»... الحنين للماضي يعيد أمجاد ألعاب جيل الثمانينات

صانعو الألعاب يستهدفون «الكبار - الصغار» للتعافي من الركود

«باربي» بألوانها (رويترز)
«باربي» بألوانها (رويترز)
TT

«أتاري» و«باربي» و«ليغو»... الحنين للماضي يعيد أمجاد ألعاب جيل الثمانينات

«باربي» بألوانها (رويترز)
«باربي» بألوانها (رويترز)

في حين يستبدل الأطفال اليوم الألعاب بالشاشات، يقوم صانعو الألعاب بتعديل منتجاتهم لتلبية أذواق البالغين الذين يحنّون إلى الماضي، بحسب موقع «أكسيوس».

ووفق الموقع، ساعدت أفلام «Barbie» و«Transformers» في تغذية الحنين للألعاب القديمة بين البالغين، وعززت آمال بائعي الألعاب، الذين يحاولون التعافي من الركود الذي لم يتمكن حتى الوباء من التخلص منه.

على مدى السنوات الماضية، كان «الكبار - الأطفال» (kidults) أي المراهقون والبالغون الذين يحبون الرسوم المتحركة والشخصيات والألعاب الطاولة ومجموعات البناء والألغاز، في طليعة مشتريات الألعاب العالمية، وفقاً لشركة «سيركانا»، وهي شركة استشارية. ومن المتوقع أن يتكثف ذلك هذا العام مع تعليق شركة «ماتيل» وغيرها الآمال على هواة جمع الدمى البالغين وغيرهم ممن يودّون اقتناء دمى «باربي» وتذكارات «حرب النجوم» (star wars) ومجموعات «ليغو» وغيرها.

وبحسب الموقع، تمتلك شركة «ليغو» سلسلة من المنتجات التي تستهدف البالغين، مثل مجموعة «تايتانيك» التي تبلغ قيمتها 680 دولاراً.

وقالت كاثرين مادري، المتحدثة باسم شركة «ليغو»، لموقع «أكسيوس» في معرض ألعاب أقيم مؤخراً في مدينة نيويورك، وهي تقف أمام لعبة «ليغو دونكي كونغ» (Lego Donkey Kong) الجديدة و «ليغو سوبر ماريو» (Lego Super Mario) إن «مجموعات الحنين إلى الماضي تحظى بشعبية كبيرة للغاية».

وأشارت إلى أن «هذه مجموعة تثير الحنين الشديد لدى الكثير من الناس».

«ليغو» أيضا تستهدف البالغين (رويترز)

فالأطفال الذين نشأوا في الثمانينات أصبحوا اليوم مستهلكين بالغين، وهم الذين يسيطرون على جزء كبير من السوق، بحسب بوبي سيفينيتش، المتحدث باسم شركة «جازويرز» (Jazwares)، التي تصنع «Star Wars»، وتماثيل «Call of Duty» وترخّص العلامات التجارية مثل «Pokémon».

كما أطلقت شركة «أتاري» جهاز «Atari 2600+» الذي يمكنه تشغيل خراطيش ألعاب الفيديو الأصلية من السبعينات والثمانينات.

جهاز «أتاري» الجديد الذي أطلقته الشركة (موقع شركة أتاري)

وقال سيفينيتش للموقع: «هؤلاء مشتاقون إلى الماضي. يريدون العودة إلى الأشياء التي لعبوا بها عندما كانوا أطفالاً وتقديمها لأطفالهم، وأيضاً بناء مجموعاتهم كبالغين».

يتضمن هذا الحنين مشاهدة أفلام «Star Wars» القديمة كعائلة وترقب سلسلة «Ahsoka» التي تم إصدارها حديثاً على «ديزني بلاس».

وبحسب الأرقام، التي نشرها «أكسيوس»، فإن 41 في المائة من الآباء في أميركا اشتروا ألعاباً لأنفسهم خلال الـ 12 شهراً الماضية، وفقاً لاستطلاع أجرته جمعية الألعاب في يوليو (تموز)، والذي ينظم معرض أميركا الشمالية الدولي السنوي الكبير للألعاب.

كما سيشتري 43 في المائة ألعاباً لأنفسهم في موسم الأعياد المقبل، ويقول 89 في المائة إنهم سيشترون ألعاباً لبالغين آخرين، وفقاً للمسح الذي شمل ألفاً من الآباء الأميركيين الذين لديهم أطفال.


مقالات ذات صلة

جولة «اكتشاف القدية» لألعاب الواقع تذهل زوار معرض طوكيو

رياضة سعودية القدية ستشارك في معرض طوكيو للألعاب «تي جي إس» (الشرق الأوسط)

جولة «اكتشاف القدية» لألعاب الواقع تذهل زوار معرض طوكيو

تواصل جولة «اكتشاف القدية» العالمية لألعاب الواقع «آي أر إل» جذب أنظار عشّاق الألعاب والرياضات الإلكترونية حول العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا مجرمو الإنترنت يستغلون الألعاب الشهيرة مثل ماينكرافت وروبلكس لتوزيع البرمجيات الضارة والتصيد الاحتيالي (كاسبرسكي)

كيف يستغل القراصنة الألعاب الشهيرة لاستهداف الأطفال؟ إليك حلول للحماية

في العصر الرقمي الحالي، أصبح الأطفال والشباب أكثر ارتباطاً بالعالم الافتراضي، حيث يقضون ساعات طويلة في الألعاب الإلكترونية واستكشاف الإنترنت. هذا الارتباط…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (إ.ب.أ)

مادورو يدعو الفنزويليين لعدم قبول أجهزة إلكترونية كهدايا

دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حكومته ومؤيديها إلى عدم قبول الأجهزة الإلكترونية كهدايا لعيد الميلاد... خوفاً من تفجيرات.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
تكنولوجيا شركة «سوني» كشفت عن أن جهاز «PS5 Pro» سيُطرح للبيع في 7 نوفمبر (أ.ف.ب)

«سوني» تكشف عن «بلاي ستيشن 5 برو»... كم تبلغ تكلفته؟

بعد سنوات من التكهنات، ستطلق شركة «سوني» نسخة مطورة من جهاز «بلاي ستيشن 5 (PlayStation 5)» الشهير، بأعلى سعر على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد آلاف الجماهير يحضرون كأس العالم للألعاب الإلكترونية في الرياض - 2024 (إكس التابع للبطولة) play-circle 01:14

السعودية تقود مشهد الاستثمارات العالمية في صناعة الألعاب الإلكترونية

استثمرت السعودية 38 مليار دولار في قطاع الألعاب الإلكترونية لتوفير 39 ألف وظيفة، وليساهم بـ13 مليار دولار في الاقتصاد، واستثمارات ضخمة لـ«سافي».

عبير حمدي (الرياض)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)
His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)
TT

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)
His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

للرجلِ الذي يلفظ آخر أنفاسه في الغرفة المجاورة خلف الباب الموارب، ثلاث بناتٍ بطباعٍ على درجة عالية من التناقض. يتلاقين على انتظار موت والدهنّ ويتباعدن لأسباب كثيرة.

يدخل فيلم «His Three Daughters» (بناتُه الثلاث) ضمن خانة الدراما العائلية النفسية، وهو صنفٌ سينمائيّ وتلفزيونيّ مرغوب في الآونة الأخيرة. وبما أن نتفليكس لا تتأخر في اقتناص كل ما هو رائج، فقد تفرّدت المنصة العالمية بعرض الفيلم الذي كتبه وأخرجه الأميركي أزازيل جاكوبس. الأخير معروف بقلمه وكاميرته اللذَين يضعان العلاقات العائلية على طاولة التشريح، من دون تجميل ولا تسطيح.

على ما يشي العنوان، فإنّ البنات الثلاث هنّ محور الحكاية. أما باقي الشخصيات فيمكن إحصاؤها على أصابع اليد الواحدة؛ الممرضان المنزليان اللذان يعالجان الوالد، وحارس المبنى حيث شقة الرجل المريض، إضافةً إلى صديق إحدى البنات.

كبراهنّ، كايتي (تؤدّي دورها كاري كون)، ذات شخصية متحكّمة. تريد أن تمسك بزمام الأمور متسلّحةً بصرامتها وبلسانها القادر على الكلام لدقائق طويلة، من دون توقّفٍ أو إفساحٍ في المجال لسواها في الردّ. تركت كايتي عائلتها على الضفة الأخرى من مدينة مانهاتن الأميركية، وانضمّت إلى شقيقتَيها بعد انقطاع طويل بين الثلاث.

الممثلة كاري كون بدور الابنة الكبرى كايتي (نتفليكس)

ثم تأتي كريستينا (إليزابيث أولسن)، الفائقة الحساسية والهشاشة. تبدو مسالمة، وتستعين بجلسات اليوغا للحفاظ على سكينتها. لكنّ ذلك الهدوء يخفي تحته الكثير من القلق. أحد أسباب توتّر كريستينا أنها فارقت طفلتها في ولاية بعيدة، من أجل الاعتناء بوالدها.

أما ريتشل (ناتاشا ليون) فمقيمة دائمة في البيت الوالديّ، وهي التي كانت تملك حصرية الاهتمام بالأب قبل انضمام كايتي وكريستينا إليها. لكن منذ حضرتا، امتنعت هي عن دخول غرفته وآثرت الغرق في عزلتها، وفي رهانات سباق الخيل، وفي سجائر الحشيش. لا يفصل بينها وبين ضيفتَيها اختلاف الطبع فحسب، بل رابط الدم كذلك، إذ يتّضح خلال الفيلم أنّها ابنة الزوجة الثانية للأب، التي تزوّجها بعد وفاة الأولى.

ناتاشا ليون بدور ريتشل وإليزابيث أولسن بدور كريستينا (نتفليكس)

لولا خروج ريتشل بين الحين والآخر إلى باحة المبنى من أجل التدخين، لانحصرت الحركة داخل الشقة، وتحديداً في غرفة المعيشة والمطبخ وغرفة ريتشل. أما حجرة الوالد فلا تدخلها الكاميرا، لتقتصر الحركة منها وإليها على ابنتَيه والممرضين.

تكاد العين تحفظ تفاصيل المكان لفرط تركيز عدسة المخرج جاكوبس عليها. هنا لوحة الحائط، وهناك كرسي الوالد الذي تركه فارغاً، وتلك كنبة الصالون. جمادٌ يعكس الوقت الذي يمرّ بطيئاً وصامتاً في حضرة الموت الداهم. برز هذا النوع من الدراما الأحاديّة المساحة والمحدّدة الشخصيات، كردّة فعلٍ فنية على جائحة كورونا. وهنا، تجلس البنات الثلاث وجهاً لوجه، كما فعل جميع أفراد العائلات خلال الحجر المنزليّ.

الممثلات الثلاث مع المخرج أزازيل جاكوبس (إنستغرام)

ترمي كايتي وريتشل وكريستينا بخلافاتهنّ واختلافاتهنّ على الطاولة. وعندما لا يتواجهن، تدخل كل واحدةٍ إلى صومعتها؛ الكبرى تحضّر الطعام بانهماكٍ هستيريّ، والثانية تتفرّج دامعةً على فيديوهاتٍ لابنتها، فيما تجحظ عينا الثالثة غير الشقيقة في عالمها الموازي.

تقدّم الممثلات الثلاث أداءً قد يأخذ إحداهنّ بسهولة إلى الأوسكار، ولعلّ ناتاشا ليون «ريتشل» هي الأكثر ترشيحاً نظراً إلى فرادة الشخصية المركّبة التي لعبت، من دون التقليل من قيمة ما قدّمته زميلتاها كاري كون وإليزابيث أولسن. مسافة الفيلم مُفردةٌ بكاملها لأدائهنّ، فهنّ يستحوذن على المساحة وعلى السرديّة. وتأتي بساطة التنفيذ السينمائي والحوارات المتقنة، لتضع نفسها في خدمة البراعة التمثيلية.

الأداء الذي قدّمته ناتاشا ليون ربما يأخذها إلى ترشيح لجائزة أوسكار (نتفليكس)

يحتدم الصراع بين كايتي وريتشل على خلفية اتهام الأولى للثانية بقلّة المسؤولية وبإهمال الوالد. تدخل كريستينا بينهما كقوّة حلّ نزاع بما أنها الأكثر دبلوماسيةً، قبل أن تنفجر غضباً هي الأخرى. لعلّ ذلك الغضب يصبّ في مصلحة العلاقة «الأخويّة» التي تُرمَّم تدريجياً عبر الفيلم. فالبناء الدرامي ينطلق من الحقد الدفين والاتهامات المتبادلة، لينتقل من دون تسرّع إلى المصارحة والمصالحة.

كمَن يفكّك عَقد العلاقة بتأنٍّ، يعمل المخرج من دون أن يُغرق شخصياته في فيضٍ من العواطف. تصل الرسائل بلا استثارة مشاعر الجمهور، ما يدعم واقعيّة القصة. تأخذ كل شخصية وقتها في الكشف عن مكامن الظلام في نفسها، قبل أن ينجلي نورُها لاحقاً، وتتّضح الأسباب الكامنة وراء مواقفها الغريبة وتصرّفاتها المعقّدة.

يجري تفكيك الشخصيات وتمر السجالات بسلاسة، أي أنّ من يختارون متابعة «His Three Daughters» لن يشعروا بثقل المواقف ولن يختبروا مشاهد مزعجة، رغم أن زوايا الحكاية هي العلاقات العائلية السامة والمرض والموت.

بطلات الفيلم في جلسة تصوير ترويجية له (إنستغرام)

يهبط الفيلم في نصفه الثاني ويغرق في حوارات فلسفية طويلة، لكن سرعان ما يطرأ تطوّرٌ مفاجئ ينقذ الموقف من الملل ويكرّس المصالحة بين الأخوات، لا سيّما كايتي وريتشل.

لكنّ انزلاقاً سينمائياً صغيراً لا يلغي واقع أن «His Three Daughters» يقدّم تجربة درامية مميزة وفريدة، يستطيع أن يتماهى مع واقعيتها كل من اختبر خلافاتٍ عائلية. ولعلّ هذا الصدق في المعالجة إلى جانب بساطة التصوير، من بين الأسباب التي دفعت إلى حصول الفيلم على تصنيف ممتاز عبر مواقع تقييم الأفلام.