هبة طوجي: الأمومة حرّرتني ممّا كان يكبّلني

الفنانة اللبنانية تستعدّ لحفل في بترا وتعود قريباً إلى "نوتردام"

TT

هبة طوجي: الأمومة حرّرتني ممّا كان يكبّلني

الفنانة هبة طوجي والمؤلف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني خلال افتتاحهما مهرجان بيبلوس منذ أسابيع (إنستغرام الفنانة)
الفنانة هبة طوجي والمؤلف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني خلال افتتاحهما مهرجان بيبلوس منذ أسابيع (إنستغرام الفنانة)

كل ما يحيط بهبة طوجي هذه الفترة يحمل ألَق التجدّد وبريق العودة بعد غياب. يكفي أن يُذكر أمامها عنوان ألبومها الجديد «بعد سنين» حتى تلمع عيناها. يكفي أن يُلفَظ اسما طفلَيها «نائل» و«ريتا آية» كي تُطلق تنهيدة الامتنان والاكتفاء. وثمة كذلك ثوابت تدعو للامتنان، كأن تلتفت هبة إلى شريكها الفنّي المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني، فتدرك كم أنّ تلك الثنائيّة أخذتها إلى حيث حلمت.

تخبر الفنانة اللبنانية «الشرق الأوسط» كيف أنّ الأمومة أفردت جناحيها وحرّرتها من تفاصيل صغيرة كانت تكبّلها. «الأمومة حافز كبير. حتى أدائي على المسرح صار فيه شغف أكبر، وكأنّ ما أقوم به ليس لي وحدي، بل لتفتخر به عائلتي وولداي. كما لو أنني أريد أن أثبت لهم شيئاً. ما عدت أفكّر في التفاصيل التي كان يمكن أن تعثّرني سابقاً».

لا يتوقّف امتنان هبة طوجي عند حدود الألبوم الجديد والعائلة الصغيرة، بل يمتدّ إلى جمهورٍ كبير صفّق لها وغنّى معها ملء الحناجر في مهرجان «بيبلوس» بلبنان منذ 3 أسابيع. شاركتهم عبر الشاشة الخلفيّة لمحاتٍ عن يوميّاتها مع زوجها العازف العالمي إبراهيم معلوف وولدَيها، كما قدّمت أغنيتَين على قدرٍ عالٍ من الدفء العائلي هما «صار أحلى الكون» و«لا تؤاخذونا». تؤكد أنها فتحت نوافذ بيتها تلك الليلة، انطلاقاً من حرصها على العلاقة الوطيدة بجمهورها، وعلى حقّ المعجبين في الاطّلاع على بعضٍ من حياة الفنان ومشاركته مشاعره.

هبة طوجي في كواليس حفل بيبلوس (إنستغرام)

يتجدّد اللقاء مع الجمهور ليلة 25 أغسطس (آب) في بترا - الأردن. لهذا الموقع التاريخيّ المهيب، يعدّ الرحباني وهبة طوجي «برنامجاً دسماً» إلى جانب مجموعة كبيرة من العازفين والراقصين. «أينما ذهبنا، نحب أن نخصّ المكان الذي نغنّي فيه بلفتة مميّزة. حضّرنا برنامجاً يليق ببترا ويشبهها»، تقول هبة طوجي.

من الألبوم الجديد ومن زوّادةٍ موسيقيّة بلغت الـ16 من العمر، ستَغرف هبة طوجي لتغنّي في بترا. هكذا فعلت في بيبلوس حيث لفحتها الذكريات وهي تقف على مسرحٍ استقبل أولى إطلالاتها عام 2008 في مسرحيّة «عودة الفينيق». «كنت في الـ19 حينها، لكن عندما عدت إلى بيبلوس منذ أسابيع شعرت برهبة المرّة الأولى وبشوقٍ لا يوصف».

تعترف هبة طوجي بأنّ رهبة المسرح ما زالت تنتابها، لا بل هي تزداد وطأةً مع مرور السنوات. توضح أنها «الرهبة الإيجابية التي لا تسيطر عليك، بل تجعلك تركّزين أكثر وتعيشين اللحظة». ثمّ يأتي تفاعُل الجمهور ليخفّف منها، خصوصاً إذا كان جمهوراً عابراً للأجيال كذاك الذي استطاع الثنائي هبة طوجي - الرحباني أن يجمعه عبر السنوات.

هبة طوجي والرحباني ثنائية فنّية مستمرة منذ 16 عاماً (فيسبوك)

تُحاكي أغاني هبة طوجي الفئات العمريّة كافّةً. تفسّر هذا الأمر بالقول: «الموسيقى التي نقدّم متنوّعة إلى درجةٍ أنّ كل شخص يجد نفسه فيها». وقد تَكرّس ذلك في ألبوم «بعد سنين»، الذي مزج بسلاسة بين الإيقاعات العصرية والنمط الكلاسيكي.

استغرق العمل على هذا الألبوم 3 سنوات واستلزم تنقّلات بين لبنان وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية. لكنّ النتيجة جاءت على قدر توقّعات هبة التي كانت بحاجة إلى عودةٍ بعد غياب، تُرضيها وتُرضي جمهورها. «بعد أن صارت هويّتي الموسيقيّة صلبة وواضحة المعالم، كان لا بدّ من التوجّه إلى مزيد من التجدّد والمخاطرة والجرأة. ظهرت في الألبوم نواحٍ جديدة من صوتي لم تكن قد استُكشفت في السابق. وقد أقبل الجيل الجديد عليه لما فيه من أغانٍ عصريّة».

قدّمت هبة طوجي أغنية «لو نبقى سوا» إلى جانب الفنان العالمي لويس فونسي، كما شرّعت أبوابها لرياحٍ شبابيّة من خلال التعاون مع «أنطوني أدونيس» في «حبيبي خلص»، و«نيس» في «بعد سنين». وفق هبة طوجي، فإنّ هذا النوع من التعاون سيتكرّر في الألبومات المقبلة، خصوصاً أنه شكّل عنصر إثراء للألبوم ومنحَه نفحة جديدة.

تقول إنها ليست المرة الأولى التي تقدّم فيها الأغنية السريعة، لكنّ الضوء كان يُسلّط أكثر في الماضي على المحتوى الكلاسيكي. «أما اليوم ومع انضمامي إلى شركة يونيفرسال أرابيك ميوزيك، فقررنا أن نعمل على مخطّط جديد يركّز أكثر على الأغنية العصريّة شكلاً ومضموناً، لا سيّما أن التعاون متاح مع منتجين وفنانين من خارج العالم العربي، من دون أن يعني ذلك الابتعاد عن هويّتي الموسيقيّة الأصليّة».

في الألبوم الجديد أفردت هبة طوجي مساحة أكبر للأغنية العصرية السريعة (إنستغرام)

عن أغنية «بعد سنين» التي لاقت رواجاً كبيراً خصوصاً في مصر، تقول هبة طوجي إنها علقت في رأسها وحفظتها ما إن سمعتها. ثمّ أتى الفيديو كليب الذي أخرجته ليلى كنعان ليضفي عليها مرحاً ودلعاً وأنوثة. تتمنّى الفنانة المتخصصة في الإخراج أن يجري تصوير مزيد من أغاني الألبوم على طريقة الفيديو كليب. من بينها تختار «خبّرني القصة» وتتخيّل عناصرها السينمائية من وجهة نظرها كمخرجة، مع العلم بأنّ طوجي تشارك في أفكار أعمالها المصوّرة، وتُشرف على المونتاج والتفاصيل حتى وإن لم تجلس على كرسي الإخراج.

عودةٌ من نوعٍ آخر بانتظار هبة طوجي، إنما هذه المرة على أحد أهم مسارح باريس ضمن استرجاعٍ لبطولتها مسرحيّة «Notre Dame de Paris» في قصر المؤتمرات في العاصمة الفرنسيّة، ابتداءً من منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى منتصف يناير (كانون الثاني) 2024.

وفي الأدراج كذلك مسرحيّة «نفرتيتي»، التي تنتظر أن تبصر الضوء؛ هذا النص الجاهز الذي يحلم له أسامة الرحباني بإنتاج ضخم يليق به، وبالإرث المسرحيّ الذي حمّله الكبير منصور الرحباني لأبنائه.

يرجع منصور إلى ذاكرة هبة أذُناً سمعت صوتها وقيّمَته قبل رؤية وجهها. كانت تتدرّب في منزله مع أسامة، وهو في مكتبه يؤلّف أو في غرفته يستريح. «كنت أشعر بوجوده من دون أن أراه، وعندما تعرّفت عليه اكتشفت كم أنّ عظمته لم تسلبه شيئاً من تواضعه.» اليوم عادت هبة طوجي لتشعر بوجوده من دون أن تراه، لكنها تغنّيه في كل ألبوم وحفلة، كطائرٍ راجعٍ من رماده.


مقالات ذات صلة

تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عمله مع عبد الوهاب

يوميات الشرق تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عمله مع عبد الوهاب

تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عمله مع عبد الوهاب

جمعت «ليلة الأحلام» في جدة بين الموسيقار المصري عمر خيرت وابنة بلاده الفنانة آمال ماهر، حيث قدَّما عرضاً استثنائياً ضمن فعاليات «موسم جدة 2024».

يوميات الشرق «ليلة الأحلام» جمعت عمر خيرت وآمال ماهر في جدة (بنش مارك)

«ليلة الأحلام» تُبهر جمهور جدة بتألُّق عمر خيرت وآمال ماهر

صعدت آمال ماهر إلى المسرح، وافتتحت عرضها بأغنيتها الشهيرة «اللي قادرة» بمشاركة عمر خيرت على البيانو، ثم تتابعت الأغاني بتألُّق صوتها وموسيقى الموسيقار المصري.

أسماء الغابري (جدة) نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق أطلت بفستان زهري لمّاع له روح فساتين «باربي» (خاص الشرق الأوسط)

نانسي عجرم أطلَّت كما «باربي» في «مهرجانات بيبلوس» وغنّت بين أهلها

ما كان لهذا الحفل اللبناني أن ينتهي من دون أن تختمه بأغنيتها «بيروت الأنثى» التي أبكت يوم صدورها بسبب الظروف العصيبة التي مرَّ بها لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس، الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

كوثر وكيل (باريس)
يوميات الشرق أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل (الشرق الأوسط)

المايسترا مارانا سعد تقود الموسيقى نحو الحبّ الأعظم

في حفل المايسترا اللبنانية الأخت مارانا سعد، يحدُث التسليم للحبّ. ليس بهيئته المُتدَاولة، بل بكينونته. بالعظمة الكامنة في نبضه وجوهره وسُلطته على العناصر.

فاطمة عبد الله (بيروت)

كيف تشتري سلعاً مسروقة قانونية في بريطانيا؟

ساعات «رولكس» التي تبلغ قيمتها عشرات الآلاف من بين المسروقات (شاترستوك)
ساعات «رولكس» التي تبلغ قيمتها عشرات الآلاف من بين المسروقات (شاترستوك)
TT

كيف تشتري سلعاً مسروقة قانونية في بريطانيا؟

ساعات «رولكس» التي تبلغ قيمتها عشرات الآلاف من بين المسروقات (شاترستوك)
ساعات «رولكس» التي تبلغ قيمتها عشرات الآلاف من بين المسروقات (شاترستوك)

هل تساءلت يوماً عما تفعله مراكز الشرطة البريطانية بالمسروقات والممتلكات والبضائع، التي تضبطها من خلال المداهمات، أو تلك المفقودة التي يتم العثور عليها، ولا يُعرف صاحبها؟ الأمر لا يتطلب سوى أن تأخذ دقيقة واحدة للتفكير في العدد الهائل من البضائع والمفقودات المسروقة التي تستردها قوات الشرطة في جميع أنحاء البلاد كل عام. وإذا كنت تفكر في جرائم مثل السرقة والسطو والاحتيال، فإن كمية المضبوطات التي يتعاملون معها مذهلة. أضف إلى ذلك البضائع التي تم شراؤها بشكل غير قانوني من خلال عائدات الجريمة وسيزداد هذا العدد مع مرور الزمن.

مجوهرات مسروقة يتم عرضها في مزاد للشرطة (مزاد الشرطة)

السؤال الطبيعي: ما هو مصير كل هذه الممتلكات؟ وماذا تفعل بها الشرطة في نهاية المطاف؟ الإجابة عن ذلك، كخطوة أولى، تكمن في محاولة منها للمّ شملها مع المالكين الحقيقيين، وهذا يعتبر من أولوية أفراد الشرطة الأولى. فالشرطة ليست لديها القدرة على الاحتفاظ بالأشياء المفقودة أو المسروقة إلى الأبد، وإذا لم يتمكنوا من معرفة أصحابها الأصليين، فإنهم يبيعونها عبر مزادات تابعة لها ومخصصة لهذا الغرض.

ويمكن أن تكون مبيعات مزادات الشرطة بمثابة منجم ذهب للمساومات والصفقات؛ إذ يمكنك الحصول على قطع قيمة بسعر رائع أو زهيد.

وحسب تقرير للشرطة البريطانية على موقعها الرسمي، فإنها تطمئن المشترين بالقول: «لا تقلقوا، ولا تحملوا هماً، نحن نعلم جيداً أن موقع (موني سيفيرز/ MoneySavers) - التابع للشرطة - يلتزم بالقانون. ونحن لسنا بصدد تشجيعك على خرق القانون، وإنما يتعلق الأمر كله بالممتلكات أو البضائع المفقودة أو المسروقة التي تم استردادها من أيدي المجرمين، عندما لا تتمكن الشرطة (البريطانية) من العثور على أصحابها الشرعيين».

لا يوجد سعر مبدئي للعناصر الفاخرة في المزاد (شاترستوك)

تقوم العديد من مراكز الشرطة في جميع أنحاء المملكة المتحدة ببيع المسروقات التي صادرتها. ولأن هذا الأمر ليس معروفاً على نطاق واسع، ولأن الشرطة تبيع أشياء كان يتعين عليها تخزينها أو التخلص منها؛ فإن هذا الأمر يصب في مصلحة المواطنين ويتيح لهم الحصول على صفقات جيدة للغاية. فعلى سبيل المثال، تم بيع دراجة أطفال مقابل 99 بنساً، وغيتار كلاسيكي مقابل 14 جنيهاً إسترلينياً (شاملة خدمة التوصيل)، وساعة «أرماني» مقابل 15 جنيهاً إسترلينياً.

وحسب تقرير الشرطة، هناك ثلاث طرق رئيسية تنتهجها القوات النظامية للتخلص من هذه الأشياء، ومن المفيد التحقق من ذلك، لكن الطريقة المناسبة لك شخصياً هي أن تعتمد على ما هو متاح بالقرب من منطقتك.

مجوهرات معروضة في مزاد للشرطة (مزاد «البريطانية»)

وتؤكد الشرطة أنها تبذل قصارى جهدها للوصول إلى المالك الشرعي للممتلكات، قبل الشروع في بيعها. كما تطلب من المواطنين الذين تعرضوا للسرقة أن يبلغوا الشرطة في حال رصدوا قطعة تخصهم على موقع المزاد «Bumblee Auctions»، وتوصي الشرطة بأنه يجب عليهم بعث رسالة إلكترونية عبر الحساب التالي: [email protected].

وبحسب الشرطة، فمن النادر أن يجد أي شخص أي قطعة تخصه بعد بيعها بالفعل، ولكن في حال حصل ذلك، فستتصل الشرطة بالمشتري وتتفاوض معه في محاولة لاستعادة ما اشتراه. وتضيف الشرطة: «إذا عثرت على شيء يخصك على موقع (eBay)، أو أحد المزادات، فسيتعين عليك الاتصال بالشرطة المسؤولة عن عملية البيع».

يُذكر أن الكثير من مراكز الشرطة داخل إنجلترا وويلز تستخدم موقعاً على غرار «eBay»، يُعرف باسم «Bumblee Auctions»، بهدف بيع الممتلكات أو السلع التي جرت مصادرتها من مجرمين.

ومن غير المستغرب أن أكثر الفئات شيوعاً في المزادات كانت أكثر الأشياء احتمالاً أن تتعرض للسرقة مثل دراجات وكاميرات ومجوهرات وأدوات وأجهزة ألعاب.

وحسب التقرير، ينبغي الانتباه إلى أنه في أغلب الأحيان ستضطر للذهاب وتسلم ما اشتريته بنفسك، لذلك عليك النظر إلى أي مركز للشرطة تتعامل معه قبل التقدم بطلب شراء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، يمكنك سداد مصاريف توصيل البضاعة إليك.