تخوف في مصر من هدم جديد يطال مقبرة تاريخية

«السوشيال ميديا» تتفاعل مع صورة لواجهة مدفن «علي باشا فهمي»

صورة مدفن «علي باشا فهمي» مكتوب عليه رقم (548) (صفحة الباحث الأثري زيزو عبده على فيسبوك)
صورة مدفن «علي باشا فهمي» مكتوب عليه رقم (548) (صفحة الباحث الأثري زيزو عبده على فيسبوك)
TT

تخوف في مصر من هدم جديد يطال مقبرة تاريخية

صورة مدفن «علي باشا فهمي» مكتوب عليه رقم (548) (صفحة الباحث الأثري زيزو عبده على فيسبوك)
صورة مدفن «علي باشا فهمي» مكتوب عليه رقم (548) (صفحة الباحث الأثري زيزو عبده على فيسبوك)

عاد الجدل في مصر بشأن المدافن التاريخية والتراثية ومقابر المشاهير، فخلال الساعات الماضية شغلت مقبرة «علي باشا فهمي» في منطقة الإمام الشافعي بالقاهرة، العديد من المهتمين بالتراث ومحبي القاهرة التاريخية، وذلك عقب نشر الباحث الأثري ومؤسس المبادرة المجتمعية «سيرة القاهرة» للحفاظ على تراث العاصمة، زيزو عبده، صورة لواجهة المقبرة وقد كتب عليها رقم 548، وهو ما أثار تخوفاً من تعرض المقبرة للهدم والإزالة، ضمن مخطط تطوير المنطقة، بإنشاء جسور وطرق جديدة.

وخلال الأشهر الماضية ظهرت العديد من المطالبات والمناشدات الشعبية، التي وصلت إلى البرلمان، بعدم هدم المقابر، خصوصاً التي تخص شخصيات تاريخية.

ويُعد علي باشا فهمي، صاحب المقبرة، أحد أثرياء مصر، وكان ينتمي إلى أسرة أرستقراطية.

زيزو عبده، الباحث الأثري، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ ما نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو «توثيق لحظي لترقيم حديث أضيف على واجهة مقبرة علي باشا فهمي، الكائنة في شارع الطحاوية بمنطقة الإمام الشافعي»، لافتاً إلى أن «دلالة هذا الرقم لا نعرفها، أو ما يمكن حدوثه في ضوء كتابة الرقم أمر مجهول، خصوصاً أنه ليست هناك معلومات رسمية، بشأن ذلك».

وأضاف عبده: «لدّي تخوف عبرت عنه من وجود هذا الترقيم وإلى ماذا سيؤدي، خصوصاً أن هناك حوشاً مقابل للمقبرة يحمل رقم (547)، والتخوف ينبع من هدم المقبرة أو أجزاء منها، لأن المنطقة تزخر بمقابر تاريخية ذات جماليات معمارية، من أبرزها مقبرة علي باشا فهمي، التي بنيت عام 1910».

ويؤكد عبده أن «هذا الترقيم إذا كان يعني الهدم، فسنكون أمام كارثة تراثية، لأننا سنفقد مكاناً لا يُعوض»، مشيراً إلى أن المقبرة هي إحدى المقابر التي صُممت على الطراز النيومملوكي، الذي اهتم بالعناصر المعمارية بشكل كبير، وتضم المقبرة جماليات تشكيلية وتفاصيل زخرفية، بما يجعلها أشبه بمتحف قائم في حد ذاته، وهو ما يحمل أهمية خصوصاً لطلاب ودارسي الفنون الجميلة والعمارة والتطبيقية.

ويوضح الباحث الأثري أنه منذ بداية عمليات الهدم السابقة، وظهور مطالبات تدعو لعدم هدم الجبانات التاريخية، سواء من خلال مجموعات على التواصل الاجتماعي أو بيانات موقعة من مهتمين، إلا أن التواصل مع الجهات المختصة بعمليات الهدم غير قائم، وهو ما يثير بالطبع تخوفاً لدى الكثير من المهتمين ومحبي التراث، الذين يرون أنه يجب أن يكون هناك إدراك حقيقي لأهمية المقابر التاريخية، وأهمية المدافن بوصفها تراثاً جنائزياً، مؤكداً أن مقابر القاهرة التاريخية تحوي إرثاً فنياً وتاريخياً وعمرانياً، يجب النظر إليه بعين مختلفة، وفي سبيله يمكن أن تتغير خطط وضعت، فهي مقابر تراثية مهمة، حتى إن كان أغلبها غير مسجل في عداد الآثار.

حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في المجلس الأعلى للآثار، إلا أنه لم يتسنَ لها ذلك.

وبمحاولة تتبع مقبرة «علي باشا فهمي» على موقع مشروع خريطة القاهرة الإسلامية، التابع لمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي أحد مراكز مكتبة الإسكندرية، اتضح أنه غير مسجل في عداد الآثار.

وأثير تخوف لدى رواد «السوشيال ميديا» من تعرض المقبرة للهدم، وعبر البعض عن حزنهم إذا هدمت، معتبرين أنه «محو للهوية المصرية».

كما دشن البعض هاشتاغ (#أنقذوا_جبانات_مصر)، كمحاولة لمنع هدم المقابر التراثية ومحاولة إبراز جمالياتها.


مقالات ذات صلة

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تجمعهما الإنسانية (مواقع التواصل)

شاي «وأمور مشتركة» جمعت أطول وأقصر امرأتين في العالم

التقت أطول النساء في العالم، وأقصرهن، لاحتساء شاي الظهيرة احتفالاً بيوم موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. إليكم تفاصيل اللقاء...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكثير من الناس يتحدثون بصوت عالٍ مع أنفسهم (أ.ف.ب)

خبراء يؤكدون: التحدث مع ذاتك بصوت عالٍ يعزز صحتك النفسية

يتحدث الكثير من الناس بصوت عالٍ مع أنفسهم، وهو ما يُطلق عليه عادةً الحديث الذاتي الخارجي أو الحديث الخاص، فما مميزات أو عيوب هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
TT

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

ووفق «بي بي سي»، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756، أي قبل 268 عاماً، على يد الحرفي روبرت دنكان في أبردين، وجرى التبرُّع بها لتنضم إلى المجموعات الخاصة بجامعة أبردين، تنفيذاً لوصية من الطالب السابق جيمس بيتي الذي أصبح أستاذاً للفلسفة، من لورانسكيرك بمقاطعة أبردينشاير الأسكوتلندية، وذلك بعد وفاته عام 1803.

الآن، بعد ترميمها، ستعزف التشيللو علناً، ويُعتقد أنها ربما المرّة الأولى التي تعزف فيها الآلة منذ القرن الـ18، وذلك على يد العازفة لوسيا كابيلارو، في محيط كاتدرائية «كينغز كوليدج» المهيب التابع للجامعة، مساء الجمعة.

يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756 أي قبل 268 عاماً (جامعة «أبردين»)

بعد وفاة جيمس بيتي عام 1803، جرى التبرُّع بمخطوطاته وخطاباته وآلة التشيللو لمصلحة الجامعة، إذ ظلّت موجودة منذ ذلك الحين. وعزف عليها هذا العام المرمِّم والحرفي وصانع الآلات الوترية، ديفيد راتراي، الذي قال: «الحرفية التي تظهر في هذه الآلة استثنائية. وقد تكون أقدم تشيللو أسكوتلندية باقية على قيد الحياة، ولا تزال في حالة باروكية نقية، وتُظهر براعة أحد أفضل صانعي الكمان في أبردين».

أما العازفة لوسيا، فعلَّقت: «العزف عليها مثير جداً، لم يكن الأمر كما توقّعت على الإطلاق. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن صوت الآلات وفق ما تسمعه من كثيرها اليوم. أحياناً، كنتُ أتوقّع أن يكون صوتها أكثر اختناقاً، لكنها رنانة بدرجة لا تُصدَّق. تشعر كأنه لم يُعبَث بها».

وأوضحت: «لتلك الآلة صوت فريد، فهي نقية ومبهجة، وفي الوقت عينه هادئة ودافئة. إنها متعة للعزف؛ تُشعرك كأنها أكثر تميّزاً مما توقَّعت».

بدوره، قال المُحاضر في الأداء الموسيقي بجامعة أبردين، الدكتور آرون ماكغريغور: «مثير جداً أن نتمكن من سماع تشيللو جيمس بيتي يُعزف علناً ربما للمرّة الأولى منذ رحيله، في المكان المناسب تماماً، بكاتدرائية (كينغز كوليدج)».

وأضاف: «الحفل يجمع بين السوناتا الإيطالية وموسيقى الغرف مع إعدادات من الموسيقى الأسكوتلندية، ويعرُض طيفاً من الموسيقى التي استمتع بها جيمس بيتي ومعاصروه».

وختم: «مجموعة (سكوتس باروكي) الأسكوتلندية رائعة، وتجمع بين الموسيقى المُبكرة والأداء على الآلات الموسيقية التاريخية، مع برامج مبتكرة وأداء درامي. لذا؛ يُعدّ هذا الحفل حدثاً فريداً لا يمكن تفويته».