أظهرت نتائج دراسة أجراها باحثون من قسم علوم واضطرابات الاتصال في جامعة نورث وسترن الأميركية أن الذين يجيدون التحدث بأكثر من لغة لديهم قائمة أكبر كثيراً من الكلمات المرشحة للتواصل، ما يعطي ميزة إضافية لهم عندما يتعلق الأمر بالذاكرة.
وأفادت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «ساينس أدفانسيز» بأنه عند سماع كلمة ما، ينشّط المستمعون كلمات أخرى مشابهة قبل الاستقرار على الهدف الصحيح، مفسّرين ذلك بأنه كلما زاد عدد الأشياء التي تنظر إليها زادت احتمالية تذكرها لاحقاً.
قال بانوس أثاناسوبولوس، أستاذ اللغويات واللغة الإنجليزية في جامعة لانكستر البريطانية، (غير مشارك بالدراسة) إنه «من المثير للاهتمام أن إتقان اللغة الثانية كان له دور حاسم، وإن ميزة الذاكرة كانت أكثر عمقاً عند ثنائيي اللغة ذوي الكفاءة العالية في اللغة الثانية، مقارنة بثنائيي اللغة ذوي الكفاءة المنخفضة في اللغة الثانية، وكذلك الذين يتحدثون لغة واحدة».
وأضاف في مقاله المنشور (السبت) على موقع «كونفرزيشين» للتعليق على نتائج الدراسة: «عززت الكفاءة العالية للغة الإسبانية (اللغة الثانية)، أيضاً الذاكرة، حيث يوفر تعدد اللغات أرضية خصبة لدراسة التفاعل بين اللغة والإدراك».
وكان الباحثون قد درسوا ما إذا كانت المنافسة عبر اللغات تؤدي إلى قدرة أفضل في تذكر الأشياء، إذ سمع ثنائيو اللغة الإسبانية والإنجليزية وأحاديو اللغة الإنجليزية كلمة، وكان عليهم العثور على العنصر الصحيح بين مجموعة من صور الكائنات المختلفة، في حين سُجّلت حركات أعينهم.
وطُلب من المشاركين تحديد صورة الكائن الصحيحة بعد سماع كلمة سريعة، قبل أن يُختبروا على ذاكرة التعرف على الأشياء التي رأوها من قبل.
وأكدت بيانات تتبّع العين أن العناصر التي تحتوي على عدد أكبر من المنافسين والكلمات المشابهة فُحصت فترة أطول، ما أدى إلى ميزة الذاكرة لتلك العناصر لاحقاً.
وأوضح أثاناسوبولوس أنه «ليس من المستغرب إذنْ أن يستغرق ثنائيو اللغة وقتاً أطول لاسترجاع الكلمات، أو التعرف عليها في التجارب النفسية واللغوية».
وكشفت نتائج الدراسة أن النظام المعرفي ثنائي اللغة تفاعلي للغاية، ويمكن أن يؤثر في المكونات المعرفية الأخرى مثل ذاكرة التعرف، كما يمكن أن يكون للغة تأثير قوي على كيفية تجربة الناس للأحداث، إذ توجه اللغات التي يتحدث بها الناس الانتباه، وتؤثر على ما يتذكرونه من مشاهد مرئية.
وكانت دراسات سابقة قد توصلت أيضاً إلى أن تحسين معالجة الذاكرة لدى ثنائيي اللغة مقارنة مع أحاديي اللغة في مهام التصنيف التي تتطلب تجاهل المعلومات المشتتة للانتباه، يشير إلى أن ثنائيي اللغة أكثر كفاءة عند تعدد المهام، وأكثر قدرة على التركيز على المهمة المطروحة فقط.







