رغم أن تناول الخلافات الزوجية في فيلم سينمائي جديد قد يبدو أمراً اعتيادياً، فإن فيلم «وش في وش» يحيلها إلى إطار درامي كوميدي جذاب بعيداً عن النمطية، عبر سيناريو محكم تميز بسرعة الإيقاع في ظل بطولة جماعية حقيقية، لشخصيات مرسومة بعناية تؤكد أهميتها في الحدث الدرامي.
يستعرض الفيلم خلال تتر المقدمة لقطات سريعة تختصر قصة حب وزواج كل من داليا «أمينة خليل» و«شريف» محمد ممدوح، وحكايتهما التي بدأت رومانسية، وفرحتهما باستقبال طفلهما الأول، لكن خلافاً يتفجر بينهما مع أول مشاهد الفيلم، فالزوج مهندس الديكور يرغب في نقل إقامتهما لمكان آخر، بينما الزوجة تعتبره عزلة بعيداً عن حياتها المعتادة، ويحتد الخلاف بينهما.
ينتقل الخلاف من شخصين إلى أسرتين، بحضور والدة الزوجة وتجسد دورها الفنانة أنوشكا وزوجها المستشار، جسده الفنان سامي مغاوري، وابنها «سليم» قدمه أحمد خالد صالح، كما يحضر والدا الزوج «بيومي فؤاد وسلوى محمد علي» وينضم لهم صديق الزوج «محمد شاهين»، فيما تنضم صديقة الزوجة «أسماء جلال» لها ليتحول الصراع إلى فريقين أحدهما يتبع الزوج والآخر يتبع الزوجة، وتدفع أم الزوجة المتعالية بابنتها إلى حافة الطلاق، وتبدأ ووالدها في فرض شروطهما.
لكن الأمر يتصاعد بشكل أكبر مع اشتباك بالأيدي كاد يقع، ومع ضغط على باب الشقة يتسبب في عدم إمكانية فتحه ويفشل الجميع في البحث عن «حداد» بعدما انتصف الليل وسط مخاوف بدأت تستبد بهم.
وبرغم أن تصوير الفيلم يدور في مكان واحد داخل شقة الزوجية ولا تخرج الكاميرا للشارع سوى في نهاية الفيلم، فإن براعة المخرج بدت في التغلب على ذلك عبر غرفات المنزل المتعددة، وشرفته، والمطبخ وحجرة المعيشة.
فكرة البطولة الجماعية يحققها أيضاً السيناريو الذي يجعل من كل منهم بطلاً بمن فيهم السائق محمود الليثي، والخادمة الوجه الجديد دنيا سامي.
يعد «وش في وش» ثاني أفلام المخرج وليد الحلفاوي بعد فيلمه الأول «علي بابا» وهو نجل الفنان نبيل الحلفاوي، وقد أتاح له هذا الفيلم إبراز قدراته كمؤلف ومخرج.
ويرى الناقد أندرو محسن أن الفيلم يعد «لطيفاً»، والكوميديا به تعكس جهداً واضحاً في الكتابة، والسيناريو كتبه المخرج بشكل أتاح لكل شخصية مساحة جيدة وتفاصيل خاصة بها، كما أن التفاعل بين الشخصيات كان جيداً. ويضيف محسن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لاحظت أن النصف الأول من الفيلم جاء أكثر تميزاً وكلما توقعنا أن الحدث الدرامي سيمضي في طريق نجده اتجه في اتجاه آخر».
وتابع قائلاً: «لكن في الثلث الأخير من الفيلم شعرت بأنه طال أكثر من اللازم، كما أن تطور شخصيتي الزوجين والخلافات بينهما كان يستلزم عمقاً أكثر».
ويشير محسن إلى أن أغلب الممثلين كانوا مناسبين لأدوارهم، وهذا يعود للمخرج ويحسب له أيضاً أنه أوجد مساحات لكل منهم، كما أوجد حلولاً للتصوير داخل الشقة التي دارت بها أحداث الفيلم، منوهاً بأداء الممثلة دنيا سامي التي أدت دور الشغالة بشكل متميز وتلقائية واضحة.
وشهد العرض الخاص الذي أقيم بمدينة الإنتاج الإعلامي مساء (الثلاثاء) بحضور أبطاله استقبالاً جيداً للفيلم، حيث ضجت القاعة بالضحك عبر مشاهد كوميدية تعتمد على الموقف الدرامي ومع مشهد النهاية توالى التصفيق بشكل لافت، وحضر العرض عدد من الممثلين، من بينهم، الممثلة السورية سوزان نجم الدين وهنادي مهنا برفقة زوجها أحمد خالد صالح ووالدها الموسيقار هاني مهنا، كما حضرته مروة عبد المنعم وعدد كبير من صناع الأفلام.
وقال الفنان محمد ممدوح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه تحمس للفيلم كثيراً بمجرد قراءة السيناريو، مؤكداً أن العمل يقدم نصيحة غالية لكل زوجين بعدم إدخال أي طرف في خلافاتهما كما حدث مع بطل الفيلم.
وعن أسباب تكرار تجاربه مع أمينة خليل، قال: «أمينة فنانة مجتهدة وأحب العمل معها، لكنني لست من أختار من يعمل معي، بل المخرج».
فيما أكدت أنوشكا لـ«الشرق الأوسط» أن هذا هو أول دور سينمائي لها وأنها تميل أكثر لطرح المشكلات الاجتماعية ليستفيد بها المشاهد، كما الفيلم يطرح مشكلة جادة ويحمل رسالة مهمة للجمهور. وفق تعبيرها.