صرّافة تذاكر المتحف السويسري تختلس مليون دولار بـ«مستوى عالٍ من الطاقة الإجرامية»

عملية احتيال امتدت لسنوات وأظهرت «الغطرسة واللامبالاة»

تبلغ تكلفة التذكرة في «متحف مؤسسة بايلر» نحو 29 دولاراً للشخص البالغ (شاترستوك)
تبلغ تكلفة التذكرة في «متحف مؤسسة بايلر» نحو 29 دولاراً للشخص البالغ (شاترستوك)
TT

صرّافة تذاكر المتحف السويسري تختلس مليون دولار بـ«مستوى عالٍ من الطاقة الإجرامية»

تبلغ تكلفة التذكرة في «متحف مؤسسة بايلر» نحو 29 دولاراً للشخص البالغ (شاترستوك)
تبلغ تكلفة التذكرة في «متحف مؤسسة بايلر» نحو 29 دولاراً للشخص البالغ (شاترستوك)

أدانت محكمة سويسرية يوم الجمعة الماضي، صرّافة تذاكر متحف مؤسسة «بايلر» للفنون خارج مدينة بازل، بسرقة ما يقرب من مليون فرنك سويسري عبر اختلاس رسوم دخول يدفعها الزائرون.

واستمعت المحكمة إلى أن المرأة البالغة من العمر 54 عاماً، لم يكشف عن اسمها لأسباب تتعلق بالخصوصية، قد استخدمت عدداً من الحيل لاختلاس 986 ألف فرنك سويسري، أي أكثر من 1.1 مليون دولار، من مكتب التذاكر بين عامي 2008 و2019، عندما قُبض عليها وفُصلت من عملها.

وعند إعلان الحكم، قالت رئيسة المحكمة مارسيا ستوكي: «على الأرجح، كنتِ ستستمرين على هذا النحو إن لم يُكتشف أمرك»، وفق صحيفة «بازلر زايتونغ» المحلية يوم الجمعة، التي كتبت أيضاً أنّ الصّرافة بدت خلال المحاكمة، غير نادمة على ما فعلت.

وتابعت ستوكي أنّ مبلغ المال الذي سرقته المرأة يظهر «مستوى عالياً من الطاقة الإجرامية»؛ مضيفة حسب مصدر إخباري محلي آخر، أن ذلك كان واضحاً أيضاً في «الغطرسة واللامبالاة اللتين تظهر بهما هنا».

من جانبها، علّقت دوروثي داينز، المتحدثة باسم المتحف، في رسالة بالبريد الإلكتروني تقول: «نرحب بحقيقة أن المحكمة أصدرت الآن حكماً، ومن ثمّ ظهرت التوضيحات»، وأشارت إلى أن المتحف أضاف ضمانات لإجراءات إصدار التذاكر، وأن الأمر قد أُغلق الآن.

وحكمت المحكمة على المرأة بالسجن 3 سنوات و7 أشهر وغرامة قدرها 3600 دولار. كما أنها مسؤولة عن ردّ ما سرقته إلى المتحف، على الرغم من أنه من غير الواضح إلى أي مدى يمكن استرداد المال.

وكانت صرّافة التذاكر قد استخدمت عدداً من المخططات للتحايل على الضوابط الداخلية وتجنب الاشتباه.

وباعت في بعض الحالات، تذاكر الطوارئ، التي كان المتحف يحتفظ بها في حالة تعطل نظام الحاسوب، مقابل المال، الذي اختلسته. كما أنها عملت على حيلة تُمكنها من بيع تذكرة واحدة مرتين، مرة من خلال تسليم التذكرة الفعلية، ومرة ثانية من خلال تمرير عبر الإيصال وادّعاء أن طابعة التذاكر معطلة، مما يسمح لها باختلاس الفرق.

وأكثر حيلها وقاحة كانت تلك التي أدت في النهاية إلى إلقاء القبض عليها عام 2019، وببساطة كانت لدى إلغاء التذاكر التي باعها زملاؤها واختلاس المبالغ المستردة. وخلال محاكمتها القصيرة الأسبوع الماضي، أكد زميل لها أنه تعرّف على خط يد صرّافة التذاكر على عدد كبير من التذاكر الملغاة، مما أدى في نهاية المطاف بالمتحف إلى التركيز عليها خلال المراجعة الداخلية.

ووفقاً لمكتب المحامي العام في بازل، الذي حلّل تاريخ الحساب المصرفي للمرأة، فإنها كانت تحصل على ما يصل إلى 170 ألف دولار سنوياً. وتعتقد السلطات أنها بدأت السرقة في أغسطس (آب) عام 2008، بعد أشهر من توظيفها لأول مرة.

تُكلف التذاكر في مؤسسة «بايلر»، وهي واحدة من أكثر المتاحف زيارة في سويسرا، ما يقرب من 29 دولاراً للشخص البالغ العادي، وهو ثمن باهظ وفقاً للمعايير الأوروبية. وقد جذب المتحف 364 ألف زائر العام الماضي؛ ويعرض حالياً معرضاً كبيراً لجان ميشيل باسكيات، وقد بلغت نسبة السرقات نحو 1 في المائة من إجمالي الدخل من بيع التذاكر، وفقاً لما ذكره المتحف.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق مدخل جناح نهاد السعيد الجديد الملاصق للمتحف الوطني (جناح نهاد السعيد للثقافة)

جناح جديد لـدعم «المتحف الوطني اللبناني»

أراد القيّمون على جناح «نهاد السعيد للثقافة»، الجناح الجديد للمتحف الوطني اللبناني، أن يكون وجوده دعماً للتراث الذي يتعرّض اليوم للقصف والخراب.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لوحة تشير لمتحف الفنان نبيل درويش (إدارة المتحف)

أزمة هدم متحف الخزاف المصري نبيل درويش تتجدد

تجددت أزمة متحف الخزاف المصري نبيل درويش (1936 – 2002) الصادر قرار بهدمه؛ لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تعرض أعمالها الفنية الجديدة المخصصة لأخيها وأبيها القتيلين خلال معرض «ابنة ليبيا» في متحف الشرق بموسكو17 أكتوبر 2024

«ابنة ليبيا»: معرض لعائشة القذافي في موسكو تمجيداً لذكرى والدها

افتتحت عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معرضاً فنياً في موسكو خصصته لتخليد ذكرى والدها، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.