تقنية جديدة للكشف عن «الملاريا» في المطارات

الملاريا في المطارات
الملاريا في المطارات
TT

تقنية جديدة للكشف عن «الملاريا» في المطارات

الملاريا في المطارات
الملاريا في المطارات

طوّر فريق دولي قاده باحثون من جامعة كاليفورنيا الأميركية نظاماً جديداً يجمع بين برنامج للذكاء الاصطناعي ومجهر يعمل آلياً، من دون أي تدخل بشري، بحيث يُمكن للتقنية الجديدة «تشخيص إصابات (الملاريا) بدقة (عالية) في المطارات».

وأخذ باحثو الدراسة المنشورة، الخميس، في دورية «فورنتيرز إن ملايا» أكثر من 1200 عينة دم للمسافرين الذين عادوا إلى المملكة المتحدة من دول موبوءة بـ«الملاريا».

كما قيّم الباحثون العينات باستخدام كل من الفحص المجهري اليدوي والنظام المجهري الجديد المعزز بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث «شُخّصت 113 عينة على أنها موجبة لطفيل (الملاريا)، في حين حدّد نظام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح 99 عينة على أنها (إيجابية)».

وقالت الدكتورة روكسان ريس تشانر، الباحثة في مستشفى أمراض المناطق المدارية في جامعة كاليفورنيا، إن «التقنية الجديدة حدّدت طفيليات الملاريا (بدقة) في التشخيص بلغت 88 في المائة، مقارنة بالخبراء المدربين على استخدام الميكروسكوب (المجهر)». وأضافت في بيان صحافي اليوم، أنّ هذا المستوى من الأداء يُعدّ إنجازاً كبيراً لخوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تستهدف (الملاريا).

وفي كل عام، يصاب أكثر من 200 مليون شخص بـ«الملاريا»، وتؤدي أكثر من نصف مليون حالة من هذه العدوى للوفاة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بالتشخيص القائم على «استكشاف وجود الطفيليات قبل البدء في علاج المرض».

وهناك بالفعل العديد من طرق التشخيص، بما في ذلك الفحص المجهري التقليدي والاختبارات التشخيصية السريعة واختبار «بي سي آر».

ومع ذلك، يظل معيار تشخيص «الملاريا» هو الفحص المجهري اليدوي، إذ يفحص أحد المتخصصين أفلام الدم باستخدام المجهر لتأكيد وجود طفيليات. وتعتمد دقة النتائج بشكل حاسم على مهارات اختصاصي الميكروسكوب، وهو ما قد يتأثر بالتعب الناجم عن أعباء العمل المفرطة للمهنيين الذين يجرون الاختبار.

وقالت ريس تشانر «غالباً ما ينشر الذكاء الاصطناعي في الطب نتائج أولية وردية، لكنه يفشل بعد ذلك في البيئات الواقعية»، مشددة على أن هذه الدراسة قيمت بشكل مستقل ما إذا كانت التقنية الجديدة يُمكن أن تنجح في حالة التطبيق الواقعي في بيئة سريرية حقيقية.

وأوضحت أنه «حتى خبراء الميكروسكوب يُمكن أن يصابوا بالإرهاق ويرتكبوا أخطاءً، خصوصاً في ظل أعباء العمل الثقيلة»، مضيفة أن «التشخيص الآلي لـ(الملاريا) باستخدام الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُقلل من هذا العبء على اختصاصيي المجهر الإلكتروني وعلى الخاضعين للفحص أيضاً».

وخلصت ريس تشانر إلى أن «التقنية الجديدة تمثّل (نقطة بداية واعدة)؛ لكنها ليست دليلاً حاسماً على الكفاءة الكاملة».


مقالات ذات صلة

تغريم «أبوت» 495 مليون دولار بسبب حليب للخُدَّج يتسبب في مشكلات معوية

صحتك شعار شركة «أبوت» للأدوية (رويترز)

تغريم «أبوت» 495 مليون دولار بسبب حليب للخُدَّج يتسبب في مشكلات معوية

غُرِّمت شركة «أبوت» للأدوية 495 مليون دولار، بسبب حليب للأطفال الخُدَّج صنّعته المجموعة الأميركية تسبب في مرض معوي خطير لدى طفل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان يلتقيان نظيريهما اليابانيين في طوكيو اليوم (أ.ب)

تنديد أميركي - ياباني بتحركات بكين في بحر الصين الجنوبي

يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم (الأحد) في اليابان جولة آسيوية ماراثونية تهدف إلى تعزيز تحالفات بلاده وشراكاتها في مواجهة الصين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

«عجوز غريب» و«ليبرالية مجنونة»... حرب التصريحات تشتعل بين هاريس وترمب

وصفت نائبة الرئيس الأميركي نفسها بأنها «ليست المرشحة للفوز» في الانتخابات الرئاسية، في حين وصفها خصمها بأنها «أسوأ» من الرئيس جو بايدن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

محادثات «صريحة ومثمرة» أميركية ــ صينية

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات «صريحة ومثمرة» مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس أمس، على هامش اجتماع «آسيان»، أعرب خلالها عن مخاوف بلاده.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
الولايات المتحدة​ جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

لم تمض سوى أيام على اختيار جيمس دي فانس، نائباً للمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، حتى بدأت الاعتراضات تتصاعد عن احتمال أن يكون هذا الاختيار خاطئاً.

إيلي يوسف (واشنطن)

«مهرجان القدس» يوثق مأساة أهالي غزة تحت القصف

جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
TT

«مهرجان القدس» يوثق مأساة أهالي غزة تحت القصف

جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)

على عمود خرساني باقٍ من أطلال بيت محطم، انتصبت شاشة عرض «مهرجان القدس السينمائي» في غزة، لتقدّم مشاهد من مأساة يعيشها أهالي القطاع المنكوب منذ نحو 10 أشهر.

يعرض المهرجان، في دورته الثامنة، أفلاماً فلسطينية؛ من بينها مشروع أفلام «من المسافة صفر»، الذي يشرف عليه المخرج رشيد مشهراوي، والذي شهد إقبالاً من سكان مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

ويقام مهرجان القدس السينمائي في غزة منذ عام 2009، لكنه توقّف بسبب الحروب التي عاناها القطاع، وعاد مرة أخرى عام 2017، وفق الدكتور عز الدين شلح، رئيس المهرجان، الذي شدّد على حرصه على تنظيم المهرجان رغم الحرب.

وأضاف شلح، لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «يشاهد العالم كلّه حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة ويحاصرها الموت من كل الزوايا، ونحن نؤمن بأن السينما حياة، ففكرنا بمواجهة الموت بها».

أفلام المهرجان تحكي معاناة أهالي غزة (إدارة المهرجان)

واختير مكان المهرجان بعد اجتماع إدارته مع عدد من المثقفين والسينمائيين، الذين أجمعوا على إقامة الدورة الثامنة بشكل استثنائي، وبالفعل بدأت الفعاليات يوم 25 يوليو (تموز) الحالي، وتستمر لمدة 4 أيام.

وعن الصعوبات التي واجهها عز الدين شلح ورفاقه في تنظيم هذه الدورة الاستثنائية، يقول: «المقر الذي كنا نعرض فيه كان مدمَّراً، وهناك مكان آخر بديل وجدناه مدمراً أيضاً، حتى (البروجوكتور) الذي نعرض عليه كان في مؤسسة استهدفها القصف، فلا كهرباء أو إمكانيات، ورغم ذلك أصررنا على تنظيم المهرجان».

ولم يغِب عن منظميه أن يستعيدوا بعض مظاهر المهرجانات السينمائية، ولكن بطريقة «مأساوية»، إذ يقول رئيس المهرجان: «فردنا السجادة الحمراء بين الخيام، ولم تكن هناك أي إمكانيات متاحة».

أفلام مهرجان القدس تُعرض وسط الأنقاض (إدارة المهرجان)

وتابع شلح: «اخترنا موقع العرض في مركز إيواء بجواره منزل مدمَّر، وضعنا الشاشة على هذا المنزل، وحضر كل من في المخيّم المهرجان، وهناك أشخاص جاؤوا من خارجه، وافتتحنا المهرجان بأفلام (المسافة صفر)، وهي 22 فيلماً، عرضنا منها 10 أفلام في الافتتاح، وستُعرض الأفلام الباقية في الختام». وأوضح أن «هذه الأفلام لمخرجين من غزة، وصُنعت عن غزة والحرب، فالجمهور الموجود كان يرى نفسه من خلال هذه الأفلام، ولكن بعمق وبصورة مختلفتين، وبرؤية مخرج يفكر بإحساس آخر أكثر عمقاً».

ويضم المهرجان كثيراً من الأفلام الفلسطينية الأخرى التي تُعرَض في مراكز إيواء أخرى بدير البلح، وفق ما يؤكد رئيس المهرجان، ويشير إلى أنهم كانوا جاهزين لإطلاق الدورة الثامنة يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي يصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، و«بسبب الحرب لم نتمكن من إقامة الدورة، إلى أن قررنا تنظيمها، سواء انتهت الحرب أم لم تنتهِ».

المهرجان افتُتح وسط خيام الإيواء (إدارة المهرجان)

ونشر المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي صوراً من المهرجان، على صفحته بـ«فيسبوك»، وكتب معلقاً: «يسعدني عرض أفلام (من المسافة صفر) في غزة، خلال افتتاح (مهرجان القدس السينمائي)، على الرغم من كل ما يحدث هناك. وتُسعدني النقاشات التي تثيرها العروض حول العالم، وموضوعات الأفلام التي تؤكد، بلغة سينمائية، أننا شعبٌ اختار الحياة ويضحّي من أجلها في جميع المجالات، بما في ذلك السينما والفن والثقافة»، كما استعاد جملة شعرية لمحمود درويش تقول: «هزَمَتك يا موت الفنون جميعها».