مسجد «السيدة نفيسة» بالقاهرة يستعيد رونقه بعد التطوير

ضمن خطة حكومية تهدف إلى ترميم أضرحة وجوامع «آل البيت»

السيسي وسلطان طائفة البهرة بالهند خلال إعادة افتتاح المسجد
السيسي وسلطان طائفة البهرة بالهند خلال إعادة افتتاح المسجد
TT

مسجد «السيدة نفيسة» بالقاهرة يستعيد رونقه بعد التطوير

السيسي وسلطان طائفة البهرة بالهند خلال إعادة افتتاح المسجد
السيسي وسلطان طائفة البهرة بالهند خلال إعادة افتتاح المسجد

بعد مرور نحو 16 شهراً على افتتاح مسجد الإمام الحسين، بوسط القاهرة، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والسلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، تكرر المشهد صباح الثلاثاء، خلال افتتاح مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة، عقب الانتهاء من ترميم المسجد، ضمن خطة حكومية تهدف إلى تطوير مساجد وأضرحة «آل البيت»، في إطار مشروع تطوير القاهرة التاريخية.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند (الرئاسة المصرية)

وأعرب سلطان طائفة البهرة بالهند، السلطان مفضل سيف الدين، عن شكره للرئيس السيسي، وعن سعادته لقيام الرئيس السيسي بمنحه «وشاح النيل»؛ موجهاً شكره وتقديره لجهود أجهزة الدولة المصرية المتعددة، لعمارة بيوت الله.

وبدوره، تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشكر لطائفة البهرة؛ للمساهمة في أعمال تجديد مقامات «آل البيت»، مؤكداً أن «الدولة المصرية تتبنى خطة لتطوير القاهرة التاريخية»؛ مشيراً إلى أنه «يتم حالياً العمل على تطوير مسجد السيدة زينب، في إطار الخطة ذاتها».

الرئيس السيسي خلال إعادة افتتاح مسجد السيدة نفيسة (الرئاسة المصرية)

وقال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، في بيان له، إنه «بعد افتتاح مسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي، بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة) وإعادة افتتاح مساجد: الإمام الحسين، وعمرو بن العاص، والظاهر بيبرس، والحاكم بأمر الله، والسيدة فاطمة النبوية، بعد تطويرها تطويراً يليق بمكانتها وتاريخها، يأتي اليوم افتتاح مسجد (نفيسة العلم)».

ويحظى مشروع ترميم وتجديد مقامات وأضرحة «آل البيت»، وتطوير الطرق والميادين المؤدية إليها، باهتمام الرئاسة المصرية؛ حيث وجَّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بـ«تطوير الأضرحة بشكل متكامل، يشمل الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية، وعلى نحو يتناغم مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات».

مسجد وضريح السيدة نفيسة يحظى بشهرة واسعة في مصر

وحسب مجلس الوزراء المصري، فإنه «تم تنفيذ خطة لعمل مسار للزيارات الخاصة بمساجد (آل البيت) بأحياء المنطقة الجنوبية للقاهرة، والذي يبدأ من مسجد السيدة زينب، وينتهى عند مسجد السيدة عائشة. وتتضمن الخطة تنفيذ مشروع لرفع كفاءة وتطوير مسار (آل البيت) بطول كيلومترين تقريباً، والذي يضم عدة مواقع، منها: مسجد السيدة زينب، وضريح سلار وسنجر، ومسجد أحمد بن طولون، ومتحف جاير أندرسون، وبيت ساكنة باشا، ومسجد السيدة سكينة، وضريح محمد الأنور، وقبة شجرة الدر، وقبة عاتكة والجعفري، ومسجد السيدة رقية، وقبة فاطمة خاتون، وقبة الأشرف خليل، وحديقة متنزه الخليفة، وصولاً إلى مسجد السيدة نفيسة. ويضم عدة شوارع، مثل: شارع بورسعيد، وعبد المجيد اللبان، والخليفة، وشارع الأشراف».

ويرى خبراء الآثار والحضارة الإسلامية، أن أضرحة «آل البيت» في مصر لها قيمة دينية ومعمارية وأثرية وتاريخية مميزة، وأن تطويرها وترميمها لا يعد فقط اهتماماً بالتراث الإنساني والتاريخي لمصر؛ بل خطوة مهمة لتنشيط السياحة الدينية.

المسجد من الداخل (وزارة الأوقاف المصرية)

وتضم منطقة القاهرة التاريخية كثيراً من الأضرحة والمقامات الدينية الأثرية والتاريخية التي تجتذب كثيراً من السائحين العرب والمسلمين من دول عدة، وخصوصاً دول شرق آسيا.

ووفق الدكتور أحمد سلامة، المدرس بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، فإن السيدة نفيسة قدمت إلى مصر في أوائل القرن الثاني الهجري، وظلت بها لمدة تتراوح بين 6 و8 سنوات، حسب الروايات التاريخية. وعاصرت الإمام الشافعي الذي كان يزورها في بيتها بمنطقة «درب السباع» للتبرك بها والحديث معها، وعندما توفي طلبت الصلاة عليه داخل بيتها قبل دفنه.

وأوضح سلامة أن «السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، حفرت قبرها بيديها في بيتها، ودفنت به عام 208 هجرية. وبينما كان هذا القبر الأول من نوعه في تلك المنطقة، خارج منطقة القرافات، فإن عدداً كبيراً من المصريين وخلفائها أوصوا بالدفن بجوارها تبركاً، ومن بينهم الخلفاء العباسيون الذين توجد قبة باسمهم بالقرب من ضريح (نفيسة العلم)».

ويحظى ضريح السيدة نفيسة باهتمام حكام وخلفاء مصر منذ وفاتها في مطلع القرن الثاني الهجري، وحتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويؤكد سلامة أن معظم حكام مصر بالحقب الإسلامية المتعاقبة اهتموا بضريح ومسجد السيدة نفيسة على مستوى التجديد والتطوير والترميم، بداية من عصر والي مصر السري بن الحكم بعهد الدولة العباسية، ومروراً بالخليفة الآمر بأمر الله، والناصر بن محمد بن قلاوون، وحتى الرئيس السيسي.

وشدد سلامة على أن السيدة نفيسة الملقبة بـ«نفيسة العلم» تحظى بمكانة خاصة لدى المصريين، بسبب لجوء كثير من خلفاء مصر في الأزمنة السابقة إلى ضريحها للتبرك؛ خصوصاً في أوقات الجفاف والأوبئة، بالإضافة إلى اهتمام الحكام بتجديد الضريح وزيارته بأنفسهم.


مقالات ذات صلة

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق إطلالة على مدينة طرابلس اللبنانية من أعلى قلعتها الأثرية (الشرق الأوسط)

«جارة القلعة» تروي حكاية طرابلس ذات الألقاب البرّاقة والواقع الباهت

لا يعرف معظم أهالي طرابلس أنها اختيرت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكنهم يحفظون عنها لقب «المدينة الأفقر على حوض المتوسط».

كريستين حبيب (طرابلس)
شمال افريقيا مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)

الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

الحكومة السودانية عملت على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين 76 موقعاً وصرحاً أثرياً تاريخياً في ولايات نهر النيل والشمالية، وجزء من ولاية الخرطوم.

وجدان طلحة (بورتسودان)
يوميات الشرق من أعمال التنقيب في موقع زبالا التاريخي المهمّ على درب زبيدة (واس)

السعودية... آمالٌ تُفعّلها المساعي لالتحاق مواقع بقائمة التراث العالمي

العمل قائم على تسجيل مواقع جديدة في القائمة الدولية للتراث العالمي، من أهمها دروب الحج القديمة، لا سيما درب زبيدة، بالإضافة إلى ملفات أخرى تشمل الأنظمة المائية.

عمر البدوي (الرياض)

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)

تُولي مصر أهمية كبيرة بمشروع «التجلي الأعظم» في مدينة سانت كاترين (جنوب سيناء)، حيث تسابق الحكومة المصرية الزمن للانتهاء منه وافتتاحه ووضعه على الخريطة السياحية في البلاد.

وبعد مرور أقل من 3 أعوام على بدء تنفيذ المشروع الذي تفقّده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، صباح اليوم (السبت)، رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، فقد أوشك على الاكتمال.

ووضعت وزارة الإسكان مخططاً متكاملاً لمشروع «التجلي الأعظم»، بهدف «إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس؛ لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر»، وفق وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني.

ويتضمّن المشروع إنشاء مركز الزوار الجديد في مدخل المدينة بموقع ميدان الوادي المقدس، بجانب إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفي متنوع، بالإضافة إلى مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف اجتماعات في مبنى تحت الأرض؛ لعدم التأثير على البيئة الطبيعية للمنطقة.

جانب من المشروع (مجلس الوزراء المصري)

ويشمل المشروع فندقاً جبلياً يتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين، وهضبة التجلي، ووادي الراحة، مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.

واستغلّ المشروع التجويف الكبير في الجبل بوادي الراحة لإنشاء الفندق الجبلي؛ ليضم مختلف المقومات التي تجعله فندقاً عالمياً يتمتع بإطلالات متعددة، وفق بيان مجلس الوزراء، اليوم (السبت).

وتراهن مصر على المشروع لتنشيط السياحة، فوفق مصطفى مدبولي فإن «الدولة المصرية بجميع وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه البقعة المقدسة التي شرّفها المولى -عز وجل- بالتجلي فوقها، وذلك من أجل تقديمها إلى الإنسانية وشعوب العالم أجمع، على النحو الذي يليق بها؛ تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة».

ويتضمّن المشروع إنشاء النُّزل البيئي الجديد «الامتداد» بمنطقة وادي الراحة، ويتكوّن من 7 مبانٍ، فضلاً عن إنشاء الحديقة الصحراوية بمحاذاة سفح الجبل، وتربط النُّزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي وإنشاء ممشى «درب موسى»؛ ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى -عليه السلام- عبر وادي الراحة وصولاً لجبل التجلي، بالإضافة إلى تطوير «74 شاليه» بالنُّزل البيئي القائم.

ولاستيعاب الكثافة السكانية الجديدة المتوقعة في المدينة، تواصل وزارة الإسكان إنشاء الحي السكني الجديد في الزيتونة. كما يضم المشروع تطوير المنطقة السياحية، وإنشاء بازارات تجارية لدعم القاعدة الاقتصادية في المدينة.

تطوير «مطار سانت كاترين» (مجلس الوزراء المصري)

في السياق نفسه، يتضمّن المشروع تطوير منطقة وادي الدير -وهي إحدى أهم مناطق سانت كاترين- التي أُنشئ بها دير سانت كاترين الذي يظلّ مزاراً روحانياً وأثرياً على المستوى العالمي.

وتوفّر الحكومة المصرية جميع الخدمات والمرافق لإنجاح هذا المشروع الطموح، من خلال تمهيد الطرقات وتطوير «مطار سانت كاترين» لاستيعاب حركة الطيران المتوقعة والتوسعات المستقبلية للمدينة، بوصفها واجهة سياحية ودينية عالمية.

وتتضمن أعمال تطوير المطار إنشاء مبنى للركاب بسعة 600 راكب في الساعة بدلاً من 300، بجانب رفع كفاءة الممر القائم، ليكون إجمالي سعة المطار 11 طائرة.

وتهدف مصر إلى الترويج لسانت كاترين لتكون جزءاً من التجربة السياحية المتكاملة التي يقدّمها المقصد السياحي المصري، وهي: سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بجانب جذب شرائح جديدة من السائحين في العالم من المهتمين بالسياحة الروحانية، والسياحة الاستشفائية؛ لما تتميز به المنطقة من مكانة وقيمة متفردة من حيث الموقع المتميز والمقومات السياحية والطبيعية.

«الفندق الجبلي» في سانت كاترين (مجلس الوزراء المصري)

مدينة سانت كاترين الواقعة بالقرب من منتجعات شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها جبال عدّة هي الأعلى في سيناء ومصر، مثل: سانت كاترين، وموسى، والصفصافة.

وأُعلنت سانت كاترين «محمية طبيعية» تزخر بمقومات سياحية فريدة، فضلاً عن الحياة البرية والحيوانات مثل: الغزلان والذئاب.

وتتولّى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم» من خلال «الجهاز المركزي للتعمير»، بتكلفة إجمالية تُقدّر بنحو 4 مليارات جنيه (الدولار الأميركي يعادل 48.3 جنيه مصري).