أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أمس (الجمعة) أنها أعادت الاتصالات بالكامل مع مسبارها الشهير «فوييجر 2»، بعد أن قطعت غرفة التحكم الخاصة بالمهمة عن طريق الخطأ الاتصال به لأيام أواخر الشهر الفائت، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت «ناسا» في بيان إن المسبار، الذي أُطلق إلى الفضاء عام 1977 ويقع حاليا على بعد 19.9 مليار كيلومتر من الأرض، «يعمل بشكل طبيعي» وظلّ «في مساره المتوقع».
كانت الأوامر المرسلة في 21 يوليو (تموز) قد وجهت بشكل غير متعمد هوائي المركبة في الاتجاه الخطأ، بعيداً من الأرض، ما أدى إلى قطع عمليات إرسال البيانات.
وكانت «ناسا» أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أنها نجحت في رصد إشارة «فوييجر 2» بفضل «شبكة الفضاء العميق»، وهي شبكة دولية من الهوائيات، مشيرة إلى أن المسبار في «صحة جيدة».
وأوضحت أمس أنه تم إرسال «ما يعادل صرخة بين النجوم»، جرى من خلالها توجيه «أمر للمسبار بإعادة توجيه نفسه وإعادة هوائيه إلى الأرض».
Can you hear me now? Last night, I reestablished full communications with Earth thanks to some quick thinking and a lot of collaboration. I'm operating normally and remain on my expected trajectory. So glad I can finally phone home.-V2More: https://t.co/S3BFRo9Va9
— NASA Voyager (@NASAVoyager) August 4, 2023
وكان العلماء استبعدوا في بادئ الأمر نجاح هذه التقنية، لكن النتيجة أتت إيجابية في النهاية.
وأوضحت «ناسا» أنه بالنظر إلى المسافة التي يقع عندها «فوييجر 2»، فقد استغرق الأمر ما يزيد قليلاً عن 18 ساعة للوصول إليه، كما استغرق الأمر الوقت عينه قبل التأكد من النتيجة.
وأكدت أن وكالة الفضاء الأميركية تتلقى حالياً بيانات علمية وقياسات للمسافة عن بُعد من المسبار مجدداً.
ولو لم تنجح هذه الطريقة، كانت الوكالة تأمل في أن تحل مناورة إعادة التوجيه التلقائي المشكلة، لكن ذلك لم يكن متوقعاً قبل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وترك «فوييجر 2» الفقاعة المغناطيسية الواقية التي توفرها الشمس، والتي تسمى الغلاف الشمسي، في ديسمبر (كانون الأول) 2018، وهو يسافر حالياً عبر الفضاء بين النجوم.
وقبل مغادرة نظامنا الشمسي، أصبحت «فوييجر 2» المركبة الفضائية الأولى والوحيدة حتى الآن التي زارت الكوكبين الخارجيين أورانوس ونبتون.
وكانت «فوييجر 1» أول مركبة فضائية في تاريخ البشرية تدخل الوسط النجمي، في عام 2012، وهي تبعد حالياً حوالي 24 مليار كيلومتر عن الأرض.