عادل إمام «الغائب الحاضر» في «القومي للمسرح»

انطلاق الدورة الـ16 من المهرجان وسط تحديات وأزمات

من حفل الافتتاح
من حفل الافتتاح
TT

عادل إمام «الغائب الحاضر» في «القومي للمسرح»

من حفل الافتتاح
من حفل الافتتاح

انطلقت فعاليات الدورة الـ16 من «المهرجان القومي للمسرح المصري» وكان الزعيم عادل إمام بمثابة «الحاضر الغائب» في حفل الافتتاح الذي استضافه مساء (السبت) المسرح الكبير بدار الأوبرا.

وتحمل الدورة الجديدة من المهرجان اسم الزعيم الذي حالت ظروفه الصحية، وفق متابعين، دون حضوره كما لم يحضر أي من أسرته كذلك.

تمثال ذهبي للزعيم عادل إمام في الأوبرا (القومي للمسرح)

وتصدرت صورته الملصق الرئيسي للحدث، كما تصدر تمثال ذهبي له بهو دار الأوبرا. وانتظر البعض ظهوره من دون إعلان مسبق ليكون مفاجأة حفل الافتتاح، خصوصاً بعد تأكيد الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان على وجود مفاجآت في الحفل.

وكان رياض قد أوضح أن «المهرجان ليس معنياً بتكريم إمام، وإنما فقط يطلق اسمه على الدورة الجديدة تقديراً لمشواره المسرحي، وليس شرطاً أن يحضر».

ونفى رئيس المهرجان أن يكون اختيار اسم الزعيم جاء لمجرد ضمان نجاح الدورة الحالية إعلامياً، مشيراً على هامش المؤتمر الصحافي، الذي سبق الافتتاح أن «اسم إمام» يأتي باعتباره ابن المسرح، وأحد رموزه على المستوى العربي حيث بدأ مشواره في مسرح الجامعة والتحق بفرقة التلفزيون المسرحية عام 1962 وقدم أعمالاً عديدة أصبحت من عيون هذا الفن العريق.

الفنان محمد رياض يلقي كلمة الافتتاح

وما بين دموع المكرمين ودعابات زملائهم، اتسمت أجواء حفل الافتتاح بالحميمية والطابع العاطفي. وسط حضور نخبة من نجوم الفن، بينهم إلهام شاهين ونرمين الفقي.

وكان لافتاً تقبيل أحمد صلاح السعدني يد صلاح عبد الله وهو يقدمه في مشهد مؤثر تدفقت على إثره دموع عبد الله.

وشملت قائمة المكرمين الفنانين محمد محمود، ومحمد أبو داود، وسامي عبد الحليم، وأحمد فؤاد سليم، ورياض الخولي، ورشدي الشامي، وخالد الصاوي الذي لم يحضر ومهندسة الديكور نهى برادة والكاتب محمد سيد عيد.

وقدم الموسيقار هاني شنودة عدداً من المقطوعات الموسيقية التي تتضمنها بعض أفلام عادل إمام.

وأكد الفنان محمد رياض في كلمته بالافتتاح على أن «أهمية المهرجان تنبع من كونه أكبر تجمع للمسرحيين في مصر».

وتستمر فعاليات الدورة الجديدة من المهرجان حتى 14 أغسطس (آب) المقبل، بمشاركة العديد من العروض، التي تتوزع جهات إنتاجها ما بين الهيئات التي تتبع وزارة الثقافة المصرية مثل أكاديمية الفنون والبيت الفني للمسرح من جهة وبين الفرق المستقلة ومسرح الهواة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى.

تكريم اللجان

وقال الناقد عمرو دوارة، رئيس لجنة المحاور الفكرية في المهرجان إنّ كل نسخة من المهرجان تأتي بمثابة تقييم لإنتاج عام كامل من العروض المسرحية المصرية منذ الدورة الماضية حتى 30 يونيو (حزيران) من العام التالي.

وأوضح دوارة لـ«الشرق الأوسط» أن «طموحات الدورة الحالية كبيرة في إظهار قوة فن المسرح الذي عرفته مصر قبل آلاف السنين من خلال مشاركة 37 عرضاً تُبرز تنوع المدارس الفنية وطبيعة الهموم الإنسانية التي تطرحها، فضلاً عن الورش الفنية ولندوات».

وتشهد الدورة الحالية تنظيم العديد من الورش الفنية التي خُصّصت لمناقشة عناصر العرض المسرحي مثل الإخراج والإلقاء والسينوغرافيا والإدارة المسرحية ويقدمها مدربون محترفون.

وتفتح الورش أبوابها لحضور الهواة والمهتمين من غير المختصين بشرط حصول المتقدم على مؤهل دراسي عالٍ وأن يتراوح عمره ما بين 19 و45 سنة. وكان لافتاً أنه للمرة الأولى في تاريخ المهرجان تقام إحدى ورشه الفنية قبل انطلاق فعالياته وهو ما حصل في ورشة التمثيل، التي قدمها الفنان أحمد مختار بمسرح الهناجر وشهدت مشاركة واسعة بحضور 60 متدرباً من أعمار مختلفة.

وشهدت الدورة الجديدة كثيراً من الجدل والانتقادات التي كان من أبرزها اعتراض عدد من النقاد الفنيين على ما أسموه «استئثار الممثلين بنصيب الأسد من فعاليات التكريم وتجاهل النقاد». وتصاعد الجدل حول تلك النقطة إلى حد اضطرت معه نقابة المهن التمثيلية إلى إصدار بيان قبيل ساعات من افتتاح المهرجان تؤكد فيه على «الدور المهم الذي يلعبه الناقد في المنظومة الفنية».

ودعا نقيب الممثلين أشرف زكي، «الطرفين سواءً النقاد أو إدارة المهرجان القومي للمسرح إلى إدراك أن الصالح العام يهدف إلى خروج المهرجان بشكل يليق بمصر».

تكريم الفنان صلاح عبد الله

وأثار ردّ مدير المهرجان الفنان ياسر صادق، على تلك النقطة استياء البعض، حين أكد أن «الناقد ليس صانعاً للتجربة المسرحية وإنما يقيّمها فقط وكل محرّر يعمل في قسم المسرح يُعدّ نفسه ناقداً مسرحياً».

وأشار صادق أثناء المؤتمر الصحافي المخصص لإعلان تفاصيل الدورة الجديدة إلى أن «من يستحق وصف الناقد هم، أسماء من نوعية عمالقة النقد مثل محمد مندور وعلي الراعي وفوزي فهمي».

واعتذر الناقد المسرحي يسري حسان، عن إدارة ندوتي تكريم الفنانين أحمد فؤاد سليم وسامي عبد الحليم، مبرراً اعتذاره عبر صفحته على موقع «فيسبوك» أنه «لم يتم التنسيق معه من جانب إدارة المهرجان، ووُضع اسمه من دون الاتفاق معه مسبقاً».

وقال حسان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذا السلوك «يعكس للأسف، نظرة المهرجان المتدنية إلى المسرحيين إذ لا تتعامل الإدارة باحترافية معهم».

من حفل الافتتاح (القومي للمسرح)

وغالباً ما تشهد كل دورة جديدة اعتراض بعض صنّاع المسرح على عدم مشاركة عرض مميز أو أكثر لهم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو ما حدث هذه الدورة مع مسرحية «باب عشق» للمخرج حسن الوزير التي عُرضت مؤخراً على مسرح الطليعة.

وفي كل مرّة يحمل الاعتراض اتهاماً، ضمنياً أو صريحاً للقائمين على المهرجان بـ«المحاباة» و«المجاملة».

ورفض الفنان محمد رياض الاتهام، قائلاً في المؤتمر الصحافي: إن «عدد العروض التي تقدمت للمشاركة كان كبيراً جداً وقد بلغ 135 عرضاً، وطبيعي أننا لن نرضي الجميع وستكون هناك أعمال مستبعدة، وهذا من صميم عمل اللجان النوعية المختصة، ولا دخل لرئيس المهرجان أو أعضاء اللجنة العليا بالأمر».


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».