مسلسل هاري والصحافة: المحكمة تُصدر حكماً عدَّه خصومه «نصراً كبيراً»

دوق ساسكس تحدّث عن «اتفاق سرّي» بموافقة الراحلة إليزابيث

الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته المحكمة العليا في لندن في وقت سابق (إ.ب.أ)
الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته المحكمة العليا في لندن في وقت سابق (إ.ب.أ)
TT

مسلسل هاري والصحافة: المحكمة تُصدر حكماً عدَّه خصومه «نصراً كبيراً»

الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته المحكمة العليا في لندن في وقت سابق (إ.ب.أ)
الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته المحكمة العليا في لندن في وقت سابق (إ.ب.أ)

حكم قاضٍ في المحكمة العليا البريطانية، اليوم (الخميس)، بقبول دعوى الأمير هاري الموجَّهة ضدّ المجموعة المالكة لصحيفة التابلويد «ذا صن» بجمع معلومات عنه بشكل غير قانوني، لكنها رفضت قبول دعوى اختراق هاتفه.

وزعم دوق ساسكس أنّ المجموعة المالكة لـ«ذا صن» وصحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، التي توقّف إصدارها، اخترقت هاتفه واستخدمت المحقّقين الخاصين والأساليب الخداعية لجمع معلومات عنه يعود تاريخها إلى عقدين من الزمن بشكل غير قانوني.

من جانبها، قالت مجموعة «نيوز غروب نيوزبيبرز»، المملوكة لرجل الأعمال الملياردير روبرت مردوخ: إنه يجب تجاهل هذه القضية لأن الدعاوى رُفعت بعد انتهاء مهلة السنوات الستّ المخصّصة للقيام بذلك.

الأمير هاري من أمام المحكمة العليا في لندن في وقت سابق (إ.ب.أ)

وقال القاضي البريطاني تيموثي فانكورت: إنّ الأمير هاري كان على دراية كافية بفضيحة القرصنة على هاتفه حتى يتمكن من تقديم هذه الادّعاءات في وقت أقرب، ولكن يمكنه المضي قدماً في مزاعمه حول جمع معلومات غير قانونية أخرى، مثل استخدام محقّقين خاصين عُيِّنوا للتشهير به.

وكتب: «لا دليل حالياً أمامي على أنّ الدوق كان يعلم قبل (الموعد النهائي لرفع الدعوى) أنّ مجموعة (نيوز غروب نيوزبيبرز) فعلت أي شيء بخلاف اختراق هاتفه المحمول عن طريق صحيفة (نيوز أوف ذا وورلد)»، مضيفاً: «معرفة الشخص أو كونه على عِلم بالادّعاء الجدير بالاهتمام باعتراض البريد الصوتي، لا يؤكد في ذاته معرفته أو كونه على عِلم بأشكال أخرى من عمليات جمع المعلومات غير القانونية».

ووصف متحدّث باسم مجموعة «نيوز غروب نيوزبيبرز» الحكم بأنه يمثل «نصراً كبيراً»؛ لأنه «يقلل بشكل كبير من نطاق دعوى الأمير هاري القانونية».

هاري وزوجته ميغان ماركل (رويترز)

ويُعدّ هذا الحكم مشابهاً للذي أصدره القاضي فانكورت في مايو (أيار) الماضي في القضية التي رفعها الممثل البريطاني هيو غرانت؛ إذ ألغى الحكم أيضاً تهماً تتعلق باختراق هاتفه.

وقال محامي هاري: إنه مُنِع من رفع قضيته بسبب «اتفاق سرّي» بين العائلة المالكة والصحف المعنيّة، يتضمّن إجراء تسوية بين الطرفين وتقديم اعتذار.

وكان الاتفاق، الذي قال هاري: إنه تم بموافقة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، سيمنع التقاضي في المستقبل من جانب أفراد العائلة المالكة. لكن مجموعة «نيوز غروب نيوزبيبرز»، نفت وجود أي اتفاق سرّي، كما قال القاضي فانكورت: إنّ الأمير هاري فشل في تقديم أي دليل على عقد مثل هذا الاتفاق.

وقال دوق ساسكس: إنّ سبب هذا الاتفاق السرّي هو تجنُّب ظهور أفراد من العائلة المالكة في منصّة الشهود، وإعادة سرد رسائل البريد الصوتي المُحرِجة التي توصل إليها الصحافيون.

إذ تُعدّ هذه القضية واحدة من ثلاث دعاوى قضائية للقرصنة على الهاتف رفعها هاري ضدّ ناشري صحف التابلويد البريطانيين في معاركه مع الصحافة؛ يأتي قرار المحكمة العليا البريطانية بعد أقل من شهرين من إدلاء الأمير بشهادته في دعواه ضد ناشري صحيفة «ديلي ميرور»، والتي جعلته أول عضو بارز في العائلة المالكة يدلي بشهادته في المحكمة منذ أكثر من قرن.


مقالات ذات صلة

لماذا لا يزال السرطان يخيفنا رغم تراجع الوفيات؟

صحتك كاثرين أميرة ويلز (أ.ب)

لماذا لا يزال السرطان يخيفنا رغم تراجع الوفيات؟

فوبيا السرطان لا تزال قوية، ويزيد عامل الخوف عندما يمرض المشاهير مثل الأميرة البريطانية كاثرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الملك البريطاني تشارلز (رويترز)

له الكلمة الفصل... كيف يُعيِّن الملك تشارلز رئيساً للوزراء؟

يُعدّ تعيين رئيس جديد للوزراء في بريطانيا من واجبات الملك تشارلز؛ بعد ظهور نتائج الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق منزل «رويال لودج» قيمته 30 مليون جنيه إسترليني (شاتيرستوك)

الملك تشارلز يعتزم تأجير منزل شقيقه أندرو بعد إخلائه

كشفت تقارير أن ملك بريطانيا تشارلز الثالث يعتزم تأجير منزل «رويال لودج» الذي يسكنه شقيقه دوق يورك الأمير أندرو بعد إخلائه وذلك بمبلغ يصل إلى مليون إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سيُعرض بالمورال بوصفه جزءاً من جولة خاصة في القلعة (أ.ب)

فتح أبواب قلعة بالمورال منزل العطلات الأسكوتلندي للعائلة المالكة أمام الجمهور

بدايةً من الاثنين، يستطيع الزائرون القيام بجولة في قلعة بالمورال الملكية الأسكوتلندية برفقة مرشد في أجزاء من القلعة الواقعة في أبردينشاير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وثيقة تحمل «أسماء العملاء السريين» يُعتقد أنها أول شبكة جواسيس في بريطانيا (الأرشيف الوطني البريطاني - الغارديان)

عمره 428 عاماً... ملف سري يكشف عن أول شبكة جواسيس لملكة إنجلترا

كشف ملف سري عمره 428 عاماً عن شبكة جواسيس مكنت ملكة إنجلترا إليزابيث الأولى خلال حكمها من التجسس على العديد من ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عالم الموسيقى يسعى إلى خفض بصمته الكربونية

عرض ليزر يضيء السماء أثناء أداء فرقة كولدبلاي  في مهرجان غلاستونبري (أ.ف.ب)
عرض ليزر يضيء السماء أثناء أداء فرقة كولدبلاي في مهرجان غلاستونبري (أ.ف.ب)
TT

عالم الموسيقى يسعى إلى خفض بصمته الكربونية

عرض ليزر يضيء السماء أثناء أداء فرقة كولدبلاي  في مهرجان غلاستونبري (أ.ف.ب)
عرض ليزر يضيء السماء أثناء أداء فرقة كولدبلاي في مهرجان غلاستونبري (أ.ف.ب)

بدأ منظمو حفلات وفرق موسيقية مثل «كولدبلاي» البريطانية تكثيف مبادراتهم، لعلَّهم يسهمون في المساعي للحد من ظاهرة تغير المناخ، بعد أن شعروا بقلق متزايد، إزاء بصمتهم الكربونية. وكانت قد أعلنت فرقة «كولدبلاي» التي شاركت أخيراً في مهرجان غلاستونبري ببريطانيا، أنها خفضت انبعاثات الكربون في جولتها العالمية بنسبة 59 في المائة، مقارنةً بجولتها الأخيرة في 2016 - 2017. ومن أجل تحقيق ذلك، اتخذت الفرقة تدابير مبتكرة، من بينها تركيب ألواح شمسية وحتى حلبة رقص خاصة تولد الكهرباء من حركة الجمهور، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكن المنتقدين يقولون إن أعضاءها ما زالوا يستخدمون الطائرات للسفر، كما أن الفرقة تعرضت لانتقادات في عام 2022، عندما أعلنت شراكة مع شركة النفط الفنلندية العملاقة «نيستي». ورغم أن «نيستي» تعهَّدت بمساعدة الفرقة على استخدام وقود حيوي مستدام، قالت مجموعة «ترانسبورت أند إنفارونمنت» إن شركة النفط تستغل «كولدبلاي» بوصفها «مفيدة للغسل الأخضر».

ورغم أن قياس تأثيرها الإجمالي يُعدّ أمراً صعباً، قدَّرت دراسة أجراها معهد «إنفايرونمنتل تشاينج» في جامعة أكسفورد عام 2010 أن الصناعة البريطانية وحدها تنتج 540 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً.

من ناحية أخرى، وجدت مجموعة «كلين سين» المناخية أن أبرز ألف منسق أسطوانات قاموا بـ51 ألف رحلة جوية عام 2019، وهو ما يعادل 35 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ونتيجة لذلك، أصبح لدى المهرجانات الكبرى تعهدات ومبادرات مناخية، من خطط تسميد وتشارك سيارات خلال مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا إلى استخدام الطاقة المتجددة في «غلاستونبري».

ومن المهرجانات التي أخذت زمام المبادرة، مهرجان «وي لوف غرين» في باريس. وكان قد حضر نحو 110 آلاف شخص الحدث الذي أُقيم، الشهر الماضي، لمشاهدة فنانين من بينهم سزا، جاءوا من «دون معدات تقريباً» وفق ماريان هوكوار رئيسة التنمية المستدامة في المهرجان. وقالت هوكوار إن المنظمين تولوا مسؤولية ضمان حصول الفنانين على المعدات التي يحتاجون إليها، ووضع حدود الطاقة للعروض.

واتخذت مهرجانات أخرى تدابير جذرية، مثل مهرجان «بونير» في مرسيليا الذي ألغى حفلة منسق الأسطوانات I Hate Models هذا العام، بعدما علموا أنه سيحضر بطائرة خاصة. وحالياً، يشجع عدد كبير من منظمي الفعاليات الحاضرين على استخدام وسائل نقل أكثر مراعاة للبيئة. وأطلق مهرجان «وي لوف غرين» شراكة مع الاتحاد الفرنسي للدراجات لتنظيم قوافل من الدراجات الهوائية لنسخته هذا العام، وقال إن 14 في المائة من حاملي التذاكر جاءوا على دراجات، ارتفاعاً من 8 في المائة العام الماضي.

لكن هناك حدود لما يمكن القيام به. عندما أقامت تايلور سويفت حفلتيها في باريس في مايو (أيار)، لوحظت زيادة في عدد الطائرات الخاصة الواصلة إلى المطارات المحلية، وفق ما أفاد به مكتب رئيس بلدية المدينة. من جهة أخرى، يستغل مشغلو الطائرات الخاصة الفعاليات الترفيهية مثل المهرجانات أو بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024 لإعطاء دفع لأعمالهم.