تنتقل السمنة في مرحلة الطفولة وما يصاحبها من مشاكل لمرحلة البلوغ، فالأطفال الذين يعانون السمنة المفرطة أكثر عرضة أيضاً للإصابة بالسمنة عندما يصبحون بالغين بخمس مرات، مقارنة بأقرانهم الذين يتمتعون بصحة جيدة، وفق نتائج وثيقة علمية صادرة عن خبراء أمراض القلب والسمنة، نشرت (الأربعاء) بالمجلة الأوروبية لأمراض القلب.
وكما أفادت الوثيقة التي تم إنتاجها من قبل فريق العمل المعني بصحة الطفولة التابع للرابطة الأوروبية لأمراض القلب (EAPC)، فإن الطفولة فرصة سانحة لعلاج السمنة قبل أن يصبح الضرر الذي تسببه لا رجعة فيه.
وتؤكد الوثيقة على الحاجة لمعالجة السمنة وعوامل الخطر المصاحبة لها معاً، لأن وجود أكثر من مشكلة يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) في مرحلة البلوغ.
وقال الباحث الأول للوثيقة، البروفسور هينر هانسن، من جامعة بازل بسويسرا: «إن السمنة مدفوعة إلى حد كبير بمزيد من الخمول البدني، كما أنها ترتبط بزيادة انتشار ارتفاع ضغط الدم ودهون الدم وجلوكوز الدم في الطفولة».
وأضاف: «هذا المزيج من العوامل الممرضة يرتبط بدوره بتلف الشرايين والقلب، وفي حين يمكن عكسه من خلال ممارسة الرياضة لدى الأطفال، قبل أن تصبح فرص ذلك أقل بكثير عند البلوغ».
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السمنة في مرحلة الطفولة آخذة في الارتفاع، فبينما كان أقل من 1 في المائة من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً يعانون السمنة المفرطة عام 1975، كان أكثر من 124 مليوناً (6 في المائة فتيات و8 في المائة من الأولاد) يعانون السمنة عام 2016.
وتنص الورقة البحثية على أن «الوقاية من أمراض القلب التاجية لدى البالغين من خلال التدخلات في مرحلة الطفولة تدعمها حقيقة أن العادات الغذائية والتفضيلات الغذائية تتشكل بوقت مبكر من الحياة، وأننا نميل للحفاظ على نمط الحياة والعادات الغذائية المرتبطة بالعائلة طوال فترة حياتنا».
توصي الوثيقة أن يمارس الأطفال في سن المدرسة 60 دقيقة على الأقل يومياً من النشاط البدني المعتدل إلى القوي. ويجب أداء أنشطة تقوية العضلات ثلاث مرات على الأقل بالأسبوع، كما يجب أن يكون الوقت المخصص للشاشات محدوداً.
وفيما يتعلق بالنظام الغذائي، تقول الوثيقة إنه يجب على الأطفال تناول وجبة إفطار كافية، وتناول ثلاث وجبات، وتجنب تناول الطعام بين الوجبات، وبما لا يزيد عن وجبتين خفيفتين باليوم، والحد من أحجام الحصص الغذائية، وتجنب الأطعمة الغنية بالطاقة والفقيرة بالمغذيات مثل عصائر الفاكهة أو الوجبات السريعة، وضرورة تناول الفاكهة والخضراوات والحبوب الغنية بالألياف.