نجل توفيق الدقن: أبي كان شريراً على الشاشة فقط

«الإسكندرية السينمائي» يحتفل بمئوية ميلاد الفنان الراحل في دورته المقبلة

مع رشدي أباظة ومحمود المليجي في فيلم «أبناء للبيع» (الشرق الأوسط)
مع رشدي أباظة ومحمود المليجي في فيلم «أبناء للبيع» (الشرق الأوسط)
TT

نجل توفيق الدقن: أبي كان شريراً على الشاشة فقط

مع رشدي أباظة ومحمود المليجي في فيلم «أبناء للبيع» (الشرق الأوسط)
مع رشدي أباظة ومحمود المليجي في فيلم «أبناء للبيع» (الشرق الأوسط)

قال المستشار ماضي توفيق الدقن، إن والده الفنان الراحل الذي أطلق عليه النقاد «ملك أدوار الشر»، لم يكن شريراً في الواقع، بل كان يتمتع بعاطفة كبيرة تجاه جميع المخلوقات، مؤكداً: «كان أبي رجلاً عطوفاً ورقيق المشاعر للغاية، يربّي كثيراً من الحيوانات الأليفة ويعشق الزهور، وكان قارئاً مثقفاً، لا سيما في التاريخ والسياسة».

وتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن رصيد الفنان الراحل السينمائي تجاوز 400 فيلم وأن السينما هي التي خلدت سيرته وأعماله، ودفعت مهرجان الإسكندرية السينمائي للاحتفاء بمئوية ميلاده.

مع كمال الشناوي في فيلم «تحت سماء المدينة» (الشرق الأوسط)

 

وأعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي، مساء الأحد، عن الاحتفاء بمئوية ميلاد الفنان توفيق الدقن، خلال دورته الـ39 المقرر إقامتها في الفترة من 3 إلى 8 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي ومنحه درع المهرجان وإصدار كتاب يتناول مسيرته بداية من دراسته في معهد الفنون المسرحية.

وكان أول ظهور سينمائي للفنان الراحل عبر فيلم «ظهر الإسلام» عام 1951، إذ استطاع على مدى 4 عقود أن يبرع في تقديم أدوار الشر، ومن أبرز أفلامه «صراع في الميناء»، و«ابن حميدو»، و«سر طاقية الإخفاء»، و«في بيتنا رجل»، و«الناصر صلاح الدين»، و«مراتي مدير عام».

ورغم أن الدقن صاحب تاريخ مسرحي عريق في المسرح القومي، فإنه أدرك مبكراً أن السينما هي الذاكرة التي تخلّد الفنان، وهي وجهة نظر صحيحة تماماً، لأن أدواره في السينما ساهمت في تخليد ذكراه عبر أدوار متباينة، ورغم ذلك لم يكن يحب مشاهدة أعماله، وكان يقول دائماً إن «المهم هو العمل الجديد».

نقاد لقبوا الدقن بـ«ملك أدوار الشر» (الشرق الأوسط)

وبشأن المنافسة التي جمعته بالفنانين محمود المليجي وفريد شوقي، يقول ماضي: «كانت المنافسة بينهم جميلة، وكان لكل منهم لون معين وأدوار مميزة على الشاشة، وجمعتهم أفلام عديدة، وكان محمود المليجي أستاذه وصديق عمره، وتميز أبي بتقديم الشر الممزوج بخفة الظل، وكان يصر على أن تحمل نهاية الفيلم عقاباً للمجرم، حتى يكون عبرة للجمهور؛ لإيمانه بأهمية رسالة الفن».

ويضيف ماضي: رغم ذلك، لم يتوقف أبي عند أدوار الشر، بل قدم أدواراً مختلفة في المسرح القومي منها «الفرافير»، و«سكّة السلامة»، وشارك في عدد كبير من المسلسلات الدينية، من بينها: «ابن تيمية»، و«جمال الدين الأفغاني»، و«محمد رسول الله»، بالإضافة إلى فيلم «على باب الوزير»، حين جسد شخصية والد الفنان عادل إمام.

ونفى ماضي الدقن ما تردد عن وفاة جدته بسبب هجوم الجمهور على الفنان الراحل لتقديمه أدوار الشر، مؤكداً: «كانت تدرك أنه تمثيل، وكانت تشجعه منذ اتجه للفن، ربما بعض بسطاء الناس خلطوا بين أدواره وطبيعة شخصيته نظراً لإتقانه أداء أدوار الشر بمختلف أنماطها، لكنه نال تقديراً واحتراماً، وكنت ألحظ ذلك حين نخرج معاً فيتزاحم الجمهور حوله لمصافحته».

وكشف نجل الفنان الراحل أنه بصفته رئيساً لجمعية أبناء الفنانين، فقد قدم كغيره كثيراً من مقتنيات ذويهم لوضعها في متحف أقيم بالمركز القومي للمسرح، وقد ضمّ خطابات بخط اليد وصور أفلام وملابس توفيق الدقن وكثيراً من متعلقات والده.

وللفنان الراحل أربعة أحفاد من أبنائه الثلاثة، (ماضي، وفخر الدين، وهالة)، ورغم تذوقهم جميعاً للفن، لكن أحدهم لم يدخل مجال التمثيل.

الدقن في مرحلة متأخرة من حياته (الشرق الأوسط)

 

ونال الفنان توفيق الدقن (3 مايو «أيار» 1923: 26 نوفمبر «تشرين الثاني» 1988) تكريمات وجوائز عديدة، من بينها وسام العلوم والفنون من الرئيس جمال عبد الناصر، ووسام الجدارة من الرئيس السادات في أول عيد للفن.ويرى نجله أن أكبر جائزة حصل عليها هي أن الناس لا تزال تتذكره ويعيدون «إيفيهاته» التي رددها في أفلامه.

 


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية، حيث تستمر الرحلة لمدة أسبوع، وتبدأ من بني سويف (115 كيلومتراً جنوب القاهرة)، وحتى العاصمة القاهرة.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على جمال مصر وتراثها الطبيعي والثقافي المتميز، بالإضافة إلى الترويج لمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة، ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على نهر النيل.

المُجدّف الهولندي المحترف روب فان دير آر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، فإن مشاركة الهيئة في هذا الحدث تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على التعاون مع سفارات الدول الأجنبية بمصر، ولا سيما في الفعاليات والأحداث التي تلقي الضوء على المقصد السياحي المصري والترويج لمقوماته ومنتجاته السياحية المتنوعة والمختلفة.

ولفت القاضي إلى أن «هذه النوعية من الأحداث تخاطب شريحة من المهتمين بمنتج السياحة الرياضية بصفة عامة ومنتج سياحة المغامرات بصفة خاصة، كما أنها تتماشى مع الاستراتيجية الترويجية للهيئة التي تهدف إلى الترويج لمقومات مصر السياحية، علاوة على الدور المجتمعي الذي تقوم به الهيئة في التعاون مع المؤسسات الخيرية».

جدير بالذكر أن هذا المشروع يتم تنفيذه بالتعاون والتنسيق بين سفارة دولة هولندا في القاهرة، ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب، وشركة Aspire، وتحت رعاية عدد من الوزارات.

مشروع «التجديف من أجل مصر 2024» يهدف إلى الترويج للسياحة الرياضية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويتوقع وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، الوصول إلى هدف «30 مليون سائح سنوياً» بحلول عام 2031 إذا لم تحدث متغيرات جيوسياسية جديدة بالمنطقة»، وفق تعبيره.

وقال إن «الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية -30 مليون سائح بحلول عام 2028- كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

ورغم ذلك توقع الوزير أن يشهد العام الحالي زيادة في أعداد السائحين القادمين إلى مصر، ليكون 15.2 مليون سائح في 2024، مقارنةً بـ14.906 مليون سائح عام 2023.