وسط الموجة العالمية... ما الدولتان اللتان ستعانيان من أعلى زيادة في «الأيام الحارة المزعجة»؟

الطقس الحار يؤثر على مناطق في أميركا وأوروبا والدول العربية

لافتة تحذر من الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة (أ.ب)
لافتة تحذر من الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة (أ.ب)
TT

وسط الموجة العالمية... ما الدولتان اللتان ستعانيان من أعلى زيادة في «الأيام الحارة المزعجة»؟

لافتة تحذر من الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة (أ.ب)
لافتة تحذر من الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة (أ.ب)

حذرت دراسة جديدة واسعة النطاق من أن المملكة المتحدة وسويسرا ستكونان الأكثر تضرراً على مستوى العالم من الزيادة النسبية في «الأيام الحارة المزعجة»، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

ستعاني المنازل في المملكة المتحدة وجزء كبير من شمال أوروبا أكثر من الزيادة النسبية؛ لأنها مصممة بشكل عام للاحتفاظ بالحرارة، مما يجعل هذه الأماكن «غير مهيأة بشكل خطر» لارتفاع درجة الحرارة.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة نيكول ميراندا، من جامعة أكسفورد: «حتى الزيادة الطفيفة في درجات الحرارة تُظهر في الواقع تغيراً نسبياً مرتفعاً (في عدد الأوقات الحارة بشكل غير مريح)، مما قد يجعل هذه البلدان أكثر عرضة للحاجة إلى مزيد من التبريد».

حددت الدراسة «الأيام الحارة بشكل غير مريح - أو مزعج» باستخدام مقياس علمي معقد عندما يحتاج الناس للمساعدة في التبريد. يُترجم ذلك تقريباً إلى فترة 24 ساعة عندما يكون متوسط درجة الحرارة 18 درجة مئوية على الأقل، على الرغم من أن درجات الحرارة قد تكون قد بلغت ذروتها عند نحو 25 درجة مئوية أو 30 درجة مئوية أو أعلى.

أطفال يلعبون بالقرب من نافورة عامة في بوخارست برومانيا (أ.ب)

تحذير من «الحلقة المفرغة»

حذر العلماء من «حلقة مفرغة» تتطور مع محاولة الناس التأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة.

وقالت ميراندا للصحافيين: «بشراء مزيد من مكيفات الهواء، نستخدم مزيداً من الطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع غازات الاحتباس الحراري والاحترار العالمي، ثم نشتري مزيداً من مكيفات الهواء مرة أخرى».

وتابعت: «نحن بحاجة إلى كسر هذه الحلقة».

وأظهرت تسجيلات الأقمار الاصطناعية أن درجة حرارة الأرض في بعض المناطق في إسبانيا وصلت إلى أكثر من 60 درجة مئوية خلال موجة الحر القاتلة التي تجتاح أوروبا.

وكان الجو حاراً جداً، لدرجة أن خريطة الحرارة التي تعكس درجات الحرارة الحارقة باللون الأحمر تحولت إلى اللون الأسود الأكثر قتامة.

وتحطمت سجلات درجات الحرارة في معظم أنحاء القارة، بما فيها فرنسا، وسويسرا، وألمانيا، وإيطاليا، حيث سجلت أعلى درجات الحرارة عند 40 درجة مئوية مرة أخرى يوم الأربعاء.

وتستعد اليونان وقبرص وغرب تركيا لموجة حر شديدة على مدار مطلع الأسبوع المقبل.

ومن المتوقع أن تقفز درجات الحرارة في العاصمة اليونانية (أثينا) إلى 41 درجة مئوية اليوم (الجمعة). وأبلغت وزارة الثقافة مديري المواقع الأثرية مثل الأكروبوليس بغلق المقاصد السياحية الشهيرة لساعات عدة إذا ما أصبح الجو شديد الحرارة. وقالت إنه سوف يتم رد قيمة التذاكر التي بيعت بالفعل.

وفي إيطاليا، كانت هناك تقارير عدة عن حالات إغماء بين أشخاص، بمَن فيهم سياح؛ نتيجة للحرارة. ومات شخص واحد على الأقل بسبب الطقس.

وفي الأسبوع الماضي، كان متوسط درجة الحرارة العالمية 63 فهرنهايت (17.23 درجة مئوية)، وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق.

مزارع يأخذ استراحة لشرب المياه وسط تحمل درجات حرارة عالية في حقل طماطم بكاليفورنيا (رويترز)

الحرارة المفرطة تُؤرق ملايين الأميركيين

تضرب موجة حر، لا هوادة فيها، الأجزاء الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة مع توقع أن تشهد ولاية أريزونا امتداداً قياسياً للطقس شديد الحرارة، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) إن أكثر من 115 مليون شخص يخضعون لشكل من أشكال التحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة.

شهدت مدينة فينيكس 14 يوماً من درجات الحرارة التي لا تقل عن 43 درجة مئوية (110 درجة فهرنهايت)، ومن المتوقع أن تتجاوز الرقم القياسي المسجل في 18 يوماً، الذي تجاوز 43 درجة مئوية.

من المتوقع أن ترتفع الحرارة في عديد من المدن الأخرى فوق 100 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية).

في تحذير صدر يوم الخميس، قالت خدمة الأرصاد الجوية إن موجة الحر ستضرب أيضاً ولايات مثل نيفادا وأوكلاهوما وتكساس وكاليفورنيا.

ويُتوقع أن تصل درجات «الحرارة الشديدة» إلى 115 درجة فهرنهايت (46 درجة مئوية) في بعض أجزاء السهول الجنوبية.

ويقول خبراء الأرصاد إن درجات الحرارة خلال الليل من المتوقع أن تظل «دافئة بشكل غير طبيعي» عند نحو 90 درجة فهرنهايت (32 درجة مئوية) في بعض المناطق، مما يوفر قليلاً من الراحة من الحرارة.

وحث المسؤولون الناس على توخي الحذر، والحد من قضاء الوقت في الهواء الطلق خلال ساعات ذروة الشمس، وشرب السوائل، وعدم ترك الحيوانات الأليفة أو الأطفال في المركبات المغلقة.

تشير التقديرات إلى وفاة نحو 700 شخص كل عام لأسباب تتعلق بالحرارة في الولايات المتحدة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

شخصان يحملان مظلتين للحماية من أشعة الشمس في لوس أنجليس (أ.ب)

دول عربية تحت لهيب «القبة الحرارية»

من المتوقع أن تواجه 7 دول عربية في الأيام المقبلة ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، تصل في بعض الأحيان إلى 50 درجة مئوية، بفعل تعزيز الكتل الهوائية الحارة في طبقات الجو العليا الناتج عن كتل هوائية حارة منبعثة بسبب تراكم الاحتباس الحراري، فيما يُعرف بظاهرة «القبة الحرارية».

وأظهرت بيانات أولية نشرتها «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية»، التابعة للأمم المتحدة مطلع الأسبوع، أن الأسبوع الأول من شهر يوليو (تموز) هو أشد الأسابيع حراً على الإطلاق هذا العام.

وبحسب منصة «طقس العرب»، فإن الخرائط الجوية تظهر أن الكتلة الحارة يتوقع أن تؤثر في 7 بلدان عربية، هي مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ابتداءً من نهاية الأسبوع الحالي.

وتتحول معها الأجواء لتُصبح حارة في تلك الدول، بل وشديدة الحرارة في الأراضي العراقية حيث تُقارب درجات الحرارة 50 درجة مئوية في العاصمة بغداد.


مقالات ذات صلة

تنديد أميركي - ياباني بتحركات بكين في بحر الصين الجنوبي

الولايات المتحدة​ وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان يلتقيان نظيريهما اليابانيين في طوكيو اليوم (أ.ب)

تنديد أميركي - ياباني بتحركات بكين في بحر الصين الجنوبي

يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم (الأحد) في اليابان جولة آسيوية ماراثونية تهدف إلى تعزيز تحالفات بلاده وشراكاتها في مواجهة الصين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

«عجوز غريب» و«ليبرالية مجنونة»... حرب التصريحات تشتعل بين هاريس وترمب

وصفت نائبة الرئيس الأميركي نفسها بأنها «ليست المرشحة للفوز» في الانتخابات الرئاسية، في حين وصفها خصمها بأنها «أسوأ» من الرئيس جو بايدن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

محادثات «صريحة ومثمرة» أميركية ــ صينية

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات «صريحة ومثمرة» مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس أمس، على هامش اجتماع «آسيان»، أعرب خلالها عن مخاوف بلاده.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
الولايات المتحدة​ جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

لم تمض سوى أيام على اختيار جيمس دي فانس، نائباً للمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، حتى بدأت الاعتراضات تتصاعد عن احتمال أن يكون هذا الاختيار خاطئاً.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن كامالا هاريس تتحدث للصحافة بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

3 طرق أمام ترمب لإنهاء «شهر عسل» هاريس

تعيش كامالا هاريس «شهر عسل» بشكل ملحوظ، وقد لا يدوم طويلاً، فماذا سيفعل ترمب وحملته؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
TT

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف» يمتدّ لساعتين، السبت 10 أغسطس (آب) المقبل.

يتضمّن البرنامج مجموعة قصائد تقدّمها للمرّة الأولى، منها «جدّدت عشقي» لعلي وفا، و«أحباب قلبي سلام» للشيخ سيدي الهادي من تونس، وقصيدة في مدح النبي، «يفديك قلبي»، لشاعرة فلسطينية، وفق نور ناجح، مؤسِّس الفرقة الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون الحفل مختلفاً واستثنائياً على جميع المستويات، فهو محطّة لاستقبال عامنا العاشر».

الفرقة تجمع منشدين ذوي ثقافة صوفية (الشرق الأوسط)

وستقدّم الفرقة مجموعة من أشهر أعمالها السابقة، هي 11 قصيدة مجمَّعة بطريقة «الميدلي»، منها «مدد يا سيدة»، و«أول كلامي بأمدح»، و«جمال الوجود»، و«هاتوا دفوف الفرح»، و«خذني إليك». ذلك إضافة إلى مجموعة من الأناشيد والابتهالات التي يُطالب بها الجمهور، مثل «إني جعلتك في الفؤاد محدّثي»، و«المسك فاح». ومن مفاجآت الحفل، وفق ناجح، استضافة مشايخ لمشاركتهم الإنشاد، منهم المنشد وائل فشني، وعلي الهلباوي، وراقص التنورة المصري - الإسباني المقيم في أوروبا، محمد السيد، الذي سيقدّم فقرة للأداء التعبيري، مصاحبةً لبعض القصائد.

إحياء التراث الصوفي المصري بشكل مختلف (الشرق الأوسط)

ويعدُّ ناجح «الحضرة» أول فرقة مصرية للإنشاد الصوفي الجماعي، التي كانت سبباً لانطلاق فرق أخرى مماثلة لاحقاً: «قدّمت مصر عمالقة في مجال الإنشاد والابتهالات، مثل نصر الدين طوبار، وسيد النقشبندي، ومحمد الهلباوي ومحمد عمران»، مشدّداً على أنّ «الإنشاد خلال الحقبات الماضية كان فردياً، فلم تعرف مصر الفرق في هذا المجال، على عكس دول أخرى مثل سوريا، لكنّ (الحضرة) جاءت لتغيّر ثقافة الإنشاد في البلاد؛ فهي أول مَن قدَّم الذِكر الجماعي، وأول مَن أدّى (الحضرة) بكل تفاصيلها على المسرح».

واتّخذ ناجح عبارة «الحضرة من المساجد إلى المسارح» شعاراً لفرقته، والمقصود نقل الحضرة الصوفية من داخل الجامع أو من داخل ساحات الطرق الصوفية والمتخصّصين والسهرات الدينية والموالد في القرى والصعيد، إلى حفلات الأوبرا والمراكز الثقافية والسفارات والمهرجانات المحلّية والدولية.

جمعت قماشة الصوفية المصرية في حفلاتها (الشرق الأوسط)

تحاكي «الحضرة» مختلف فئات الجمهور بمَن فيهم الشباب، والذين لا يعرف كثيرون منهم شيئاً عن أبناء الطرق أو عن الصوفية عموماً، وفق مؤسِّس الفرقة الذي يقول: «نجحنا في جذب الشباب لأسباب منها زيادة الاهتمام بالتصوُّف في مصر منذ بداية 2012، حدَّ أنه شكَّل اتجاهاً في جميع المجالات، لا الموسيقى وحدها».

ويرى أنّ «الجمهور بدأ يشعر وسط ضغوط الحياة العصرية ومشكلاتها بافتقاد الجانب الروحي؛ ومن ثَم كان يبحث عمَن يُشبع لديه هذا الإحساس، ويُحقّق له السلام والصفاء النفسي».

وأثارت الفرقة نقاشاً حول مشروعية الذِكر الجهري على المسرح، بعيداً عن الساحات المتخصِّصة والمساجد؛ ونظَّمت ندوة حول هذا الأمر شكّلت نقطة تحوُّل في مسار الفرقة عام 2016، تحدَّث فيها أحد شيوخ دار الإفتاء عن مشروعية ذلك. وفي النتيجة، لاقت الفرقة صدى واسعاً، حدَّ أنّ الشباب أصبحوا يملأون الحفلات ويطلبون منها بعض قصائد الفصحى التي تتجاوز مدّتها 10 دقائق من دون ملل، وفق ناجح.

فرقة «الحضرة» تدخل عامها العاشر (الشرق الأوسط)

وعلى مدى 9 سنوات، قدَّمت الفرقة أكثر من 800 حفل، وتعاونت مع أشهر المنشدين في مصر والدول العربية، منهم محمود التهامي، ووائل الفشني، وعلي الهلباوي، والشيخ إيهاب يونس، ومصطفى عاطف، وفرقة «أبو شعر»، والمنشد السوري منصور زعيتر، وعدد من المنشدين من دول أخرى.

تمزج «الحضرة» في حفلاتها بين الموسيقى والإنشاد، وهو ما تتفرّد به الفرقة على المستوى الإقليمي، وفق ناجح.

وتدخل الفرقة عامها العاشر بطموحات كبيرة، ويرى مؤسِّسها أنّ أهم ما حقّقته خلال السنوات الماضية هو تقديمها لـ«قماشة الصوفية المصرية كاملة عبر أعمالها»، مضيفاً: «جمعنا الصوفية في النوبة والصعيد والريف».

كما شاركت في مهرجانات الصوفية الدولية، وأطلقت مشروعات فنية، منها التعاون مع فرقة «شارموفرز»، التي تستهدف المراهقين عبر موسيقى «الأندرغراوند»، ومشروع المزج بين الموسيقى الكلاسيكية والصوفية مع عازفي الكمان والتشيلو والفيولا. وقدَّمت «ديو» مع فرق مختلفة على غرار «وسط البلد» بهدف جذب فئات جديدة لها.

يأمل نور ناجح، مع استقبال العام العاشر، في إصدار ألبومات جديدة للفرقة، وإنشاء مركز ثقافي للإنشاد الديني، وإطلاق علامة تجارية للأزياء الصوفية باسم «الحضرة».