رالف معتوق لـ«الشرق الأوسط»: إنتاج البرامج التلفزيونية صار أصعب

شغفه للشاشة الصغيرة بدأ منذ كان في الثالثة عشرة

مع الممثل وسام حنا في حلقة من برنامج «ذا ستادج» (رالف معتوق)
مع الممثل وسام حنا في حلقة من برنامج «ذا ستادج» (رالف معتوق)
TT

رالف معتوق لـ«الشرق الأوسط»: إنتاج البرامج التلفزيونية صار أصعب

مع الممثل وسام حنا في حلقة من برنامج «ذا ستادج» (رالف معتوق)
مع الممثل وسام حنا في حلقة من برنامج «ذا ستادج» (رالف معتوق)

يلمع اسمه وراء كل برنامج تلفزيوني يترك أثره الطيب عند المشاهد. شغفه للشاشة الصغيرة ليس فتياً بل يعود إلى عمر مبكر عندما كان في الـ13 من عمره. فالمنتج التلفزيوني رالف معتوق نجح في استعادة ثقة المشاهد بشاشته الصغيرة. وقدم نماذج ناجحة كثيرة في هذا الإطار كان أحدثها «ذا ستادج» على شاشة «إل بي سي آي». ومن بعده وقف وراء إنتاج البرنامج الصباحي اليومي «مورنينغ توك». فعززه بفريق إعلامي شاب تفاعل معه المشاهد وصار ينتظره يومياً.

بالنسبة لرالف فإن مهمة الإنتاج التلفزيوني ليست بالأمر السهل ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «المهمة تصعب يوماً بعد يوم لأسباب عديدة. وفي مقدمها الميزانيات المرصودة من قبل المحطات في هذا الشأن. فتراجع مردودها من الإعلانات التجارية بشكل كبير أثر عليها. وكذلك بسبب أزمة اقتصادية وواقع سياسي غير مستقر في البلاد. فلبنان كان في الماضي القريب يشكل مركزاً حيوياً للإعلام المرئي ككل».

رالف معتوق من منتجي التلفزيون المعروفين في لبنان (رالف معتوق)

وبحسب معتوق فان أزمة محطات التلفزة لم تنحصر بلبنان فقط بل طالت المنطقة العربية. واعتبر أن أي برنامج تنوي محطة ما إنتاجه وعلى المستوى المطلوب أصبح أمراً مكلفاً.

ومن ناحية ثانية يرى رالف أن النقص المتزايد باليد العاملة في هذا المضمار بعد هجرتها البلاد زادت الأمور صعوبة. فصار الجهد يكبر لإيحاد أشخاص يتمتعون بالكفاءة المطلوبة للتعاون معها في تنفيذ برامج تلفزيونية. «كما أن نوعية البرامج التي أنتجها كـ«ذا ستادج» و«مورنينغ توك» تتطلب محتوى إعدادياً على مستوى رفيع. وهو ما يفرض مطالعة جيدة وخلفية ثقافية لا يستهان بها. فهذا النوع من البرامج لا يمكن الاستخفاف بمحتواها وإلا فقدت قيمتها الإعلامية المطلوبة».

وبالفعل فان برنامج «ذا ستادج» الذي أطلقته «إل بي سي آي» مؤخراً حصد نجاحاً كبيراً. واعتبره البعض بأنه أعاد إلى الشاشة الصغيرة رونقها بعد أن عزز القيمة الفنية الغائبة عن شاشاتنا إلى حدٍ كبير. فخلاله تستقبل الإعلامية كارلا حداد عدة ضيوف ليتحدثوا عن قامة فنية معروفة راحلة أو لا تزال على قيد الحياة. فتكرمها على طريقتها مخصصة لها مساحة من الوقت تفيها حقها المعنوي والمهني.

ويعلق معتوق لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة «ذا ستادج» لاقى تفاعلا كبيراً من قبل المشاهدين وذكّرهم بأيام العز للشاشة الفضية. وفكرته ولدت من خلال متابعتي الحثيثة للبرامج التلفزيونية. لاحظت أن عمالقة الفن يغيبون عن الشاشة بالفترة الأخيرة. فغالبية المحطات تكتفي باستضافة فنانين يعززون عندها نسب المشاهدة. ولكني مشيت عكس التيار، وقررت محاربة الجهل الفني الذي أصاب كثيرين في الفترة الأخيرة».

الفكرة بحد ذاتها وصفت بالممتازة، وأثنى عليها غالبية اللبنانيين. حتى ديكورات برنامج «ذا ستادج» قدمّت بمستوى يبهر العين من دون مبالغة. ويتساءل المشاهد هل من موسم جديد له؟ يرد معتوق: «عادة ما تترك بعض البرامج علامات استفهام عن إمكانية تقديمها بموسم جديد. ولكننا في (ذا ستادج)، ومنذ منتصف الموسم الأول أدركنا أنه سيكون له موسم ثان. فالناس تفاعلوا معه بشكل ملحوظ بعد أن أثار اهتمامهم وفتح شهيتهم على متابعة الشاشة الصغيرة من جديد. فهذا النوع من البرامج الذي يلتقي حوله الجميع نظلمه في حال لم نكمل مشواره ضمن موسم آخر».

معتوق مع مجموعة من الفنانين (رالف معتوق)

إعلامي ومنتج بالوقت نفسه يدرك معتوق أنه لم يعد بالإمكان العودة إلى الوراء في الإعلام المرئي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «تبدل زمن التلفزيون عن الحقبات الماضية، وما عادت أدواته ومتطلباته هي نفسها. فالمحاور صار يركن إلى الـ(آيباد) بدل الورق. حتى الكلام وأسلوب الحوارات تغير. فالعولمة تتحكم في المحتوى الذي نقدمه بحيث يجب عدم الاستسهال فيه. وهو ما أخذناه قاعدة أساسية في البرنامج الصباحي (مورنينغ توك)». وبالرغم من انتقادات نالت من هذا البرنامج فإن معتوق يدافع: «هناك من تحدث عن أخطاء ارتكبها فريق التقديم المؤلف من شبان وشابات درسوا الإعلام بغالبيتهم أو اختصاصات أخرى. وهو أمر ارتكبه أهم الإعلاميين الذين نفتخر بهم اليوم نجوماً على الشاشة الصغيرة. فأنا مع الانتقاد البنَّاء وليس مجرد التجريح من قبل مهرّجين أو أصحاب غايات معينة».

برنامج «مورنينغ توك» شكل تحدياً كبيراً بالنسبة لمعتوق والفريق العامل معه. «لقد حرصت على إعطاء الفرص من خلاله لمواهب إعلامية شابة ومتخصصة. لقد ملّ المشاهد من مذيعات الـ(بوتوكس) والـ(فيلر). لست ضدهن ولكني لا أحب المبالغة في موضوع التجميل». ويختم لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التعب الذي أصيب به اللبناني بفعل أزمات البلاد المتراكمة، يفرّغه بمشاهدة التلفاز إلى حدٍ ما. ونحن في المقابل يجب أن نزيل أي حواجز قد تقف بيننا وبينه. فاتبعنا السرعة في الحوارات والتقارير المصورة المختصرة. ونتطرق بالتالي إلى مجموعة موضوعات تهم متابعنا. فواكبنا بذلك تطورات زمن الشاشة العصرية من خلال محتوى وضيوف وإعلاميين على المستوى المطلوب».


مقالات ذات صلة

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

يوميات الشرق إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي لكنها عاشت «المساكنة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق شخصية (برّاك) التي يقدمها كاكولي في المسلسل مليئة بالعقد النفسية (إنستغرام الفنان)

علي كاكولي لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «فعل ماضي» مستفز

المسلسل الذي بدأ عرضه الخميس الماضي على منصة «شاهد»، يُظهر أنه لا هروب من الماضي؛ إذ تحاول هند تجاوز الليالي الحمراء التي شكّلت ماضيها.

إيمان الخطاف (الدمام)
إعلام الإعلامي الأميركي فيل دوناهيو (أ.ب)

وفاة رائد البرامج الحوارية في أميركا فيل دوناهيو عن 88 عاماً

توفي فيل دوناهيو، الذي غيّر وجه التلفزيون الأميركي في الفترة الصباحية ببرنامج حواري كان يسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية راهنة ومثيرة للجدل، عن 88 عاماً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق «مش مهم الاسم» أحدث أعمالها الدرامية (إنستغرام)

رولا بقسماتي تطل في «جنون فنون» على شاشة «إل بي سي آي»

في «جنون فنون» تتفنن رولا بقسماتي بفضل سرعة البديهة والعفوية اللتين تتمتع بهما. البرنامج يعتمد على التسلية والترفيه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الإعلامي الساخر باسم يوسف (صفحته في «فيسبوك»)

أنظارٌ على احتمال عودة باسم يوسف إلى الشاشة عبر «آرابس غوت تالنت»

اختيار باسم يوسف للظهور في برنامج مسابقات ضخم هو انعكاس للمعايير الجديدة لاختيار وجوه مشهورة على الشاشات لجذب الجمهور.

منى أبو النصر (القاهرة )

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.