ابنة رجاء الجداوي تروي كواليس حياة والدتها في ذكرى رحيلها الثالثة

لم تحب اكتناز المال وكانت ترفض التغيير وتخشى النقد

رجاء الجداوي وابنتها أميرة (حسابها في إنستغرام)
رجاء الجداوي وابنتها أميرة (حسابها في إنستغرام)
TT

ابنة رجاء الجداوي تروي كواليس حياة والدتها في ذكرى رحيلها الثالثة

رجاء الجداوي وابنتها أميرة (حسابها في إنستغرام)
رجاء الجداوي وابنتها أميرة (حسابها في إنستغرام)

اعتاد المشاهد العربي على رؤية الفنانة الراحلة رجاء الجداوي في دور الزوجة والأم والجدة، حتى أصبحت قاسماً مشتركاً في العديد من الأعمال الفنية.

وفي ذكرى رحيلها الثالثة (5 من يوليو 2020) إثر إصابتها بفيروس «كورونا»، تحدثت ابنتها الوحيدة أميرة مختار، وهي مدرسة لغة ألمانية بجانب عملها في تصميم الديكور، عن بعض تفاصيل حياة والدتها اليومية، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «غيرت والدتي نظامها الغذائي عقب تركها عروض الأزياء، حتى إنها كانت تردد جملة (تعرفت على المحشي وأحببته بعدما انتهيت من عروض الأزياء). لأنها اعتادت على تناول الشوربة بجانب الخبر المحمص فقط خلال عملها».

رجاء الجداوي (حسابها في إنستغرام)

وأضافت أميرة: «تغير شكل أمي تماماً وقت عرض مسرحية (الواد سيد الشغال) في منتصف الثمانينات بعدما تعرضت للإصابة بالغدة الدرقية، التي تسببت في زيادة وزنها، وعدم التزامها بمواعيد الدواء وزيارة الطبيب».

وعن أهم الأطعمة التي كانت تفضلها الجداوي قالت أميرة: «كانت تعشق الفلفل الأخضر الحار، وشوربة العدس، والفول المدمس، والزيتون الأسود، بالإضافة إلى التين الشوكي، والموز، والشوكولاتة، والحلويات الشرقية، والمعجنات بالتمر». مضيفة: «روى لي طبيبها الخاص خلال فترة (عزل كورونا)، أنه ذهب لمنزله ليحضر لها الفلفل لامتناعها عن الطعام من دونه».

رجاء الجداوي حسابها بإنستغرام

وعن تفاصيل حياتها في منزلها القديم في حي الدقي بالجيزة قالت إنها لم تكن ترغب في تركه، وكانت تصفه دوماً بـ(عتبة سعد وخير)، وظلت تقيم به منذ الستينات حتى بعد أن تزوجت في السبعينات، وكانت دائمة الجلوس في غرفتها لقراءة المطبوعات الورقية بدقة، وحلِّ الكلمات المتقاطعة، حتى إن باب الغرفة كان يظل مفتوحاً طوال اليوم، سواء للضيوف أو للأسرة.

وكشفت أميرة عن أن والدتها كانت «حازمة بلا عنف، وتعشق الهدوء وتفضل قضاء الصيف في المعمورة بالإسكندرية، وفايد في الإسماعيلية، وكانت تحب مواكبة كل ما هو راقٍ ومحترم ولا تحب اكتناز المال».

وعن أهم السمات التي ورثتها أميرة عن والدتها تقول: «كنا شخصاً واحداً تقريباً فقد عشت معها حتى أصبح عمري 50 عاماً وما زلت أشعر أنني طفلة وأحتاج إليها، على عكس والدتي التي اعتادت أن تعيش حياتها من دون أم أو وحيدة، حتى في مرضها كانت وحيدة».

وتقول أميرة: «كانت بسيطة ولم يكن لديها حلم لم تحققه، ولم تكن تقتني المجوهرات كما يعتقد الناس، و90 في المائة منه كان إكسسوارات. أما من ناحية الأزياء والألوان فكانت تفضل الأسود والبني والرمادي والكحلي، وكانت تتابع الموضة ولا تواكبها وكانت تقول (الموضة ليست لنا)».

رجاء الجداوي وزوجها حسن مختار (إنستغرام الجداوي)

وتابعت أميرة: «تزوجت والدتي في أواخر الثلاثينات من عمرها، لذلك لم تستطع الإنجاب إلا مرة واحدة، وبعد وفاة والدي كانت دائماً حزينة وتشعر بالانكسار رغم انشغالها بعملها، ولطالما أحبت مرافقة ميرفت أمين ودلال عبد العزيز، والاجتماع معهما بشكل دائم».

وخلال حديثها أضافت أن الراحلة تحية كاريوكا - خالة رجاء الجداوي - كانت في منزلة أم لوالدتها، وأنهما اعتادتا على التحدث باللغة الفرنسية في جلساتهما الخاصة، وأن رجاء لم تكن ترغب في تقديم سيرتها الذاتية مثلما أشيع، بل هي كانت ضد هذه الخطوة لأي فنان، لكنها كانت ترغب في الاستعانة بها في كتابة سيناريو «كاريوكا» لإبراز المزيد من التفاصيل، وتعديل بعض الأحداث التي ظهرت في العمل.

رجاء الجداوي وابنتها وحفيدتها (حسابها في إنستغرام)

وأكدت أميرة أن رجاء كانت تحب تقديم البرامج والمحاورة اليومية والتفاعل مع الجمهور، وظلت كذلك لمدة تجاوزت الـ20 عاماً، وأنها لم تكن تحب كرة القدم ولا تتابعها «حبها لوالدي جعلها تهتم بتفاصيل يومياته وتمارينه وطعامه، وكانت تشجع النادي الأهلي وتربطها علاقة صداقة بزوجة الكابتن صالح سليم».

رجاء الجداوي ودلال عبد العزيز (حسابها في إنستغرام)

وتابعت موضحة سر تمسك والدتها بتسريحة شعرها: «حاولنا كثيراً معها لتغييرها لكنها كانت ترفض باستماتة، فهي كانت تحب السير على وتيرة واحدة وتكره التغيير، وتخاف من النقد ورأي الجمهور، وظلت تظهر بشعرها حتى عام 2016 وبعد ذلك ارتدت شعراً مستعاراً، ولم تجرِ أيّ جراحات تجميلية، بيد أنها استخدمت حقن البوتكس».

وختمت حديثها بقولها إن والدتها كانت سعيدة بدعاء الناس لها في أواخر أيامها وهي في «عزل كورونا»، وكانت تُعدّ ذلك كرماً من الله.



مصر لتعظيم الاستفادة من ساحلها الشمالي عبر «المكون الفندقي»

جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)
جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)
TT

مصر لتعظيم الاستفادة من ساحلها الشمالي عبر «المكون الفندقي»

جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)
جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)

معولة على «المكون الفندقي» تتجه القاهرة لتعظيم الاستفادة من منطقة الساحل الشمالي. وأكد اجتماع للحكومة المصرية، الأحد، «اتجاه الدولة لزيادة عدد الغرف الفندقية بطول الساحل الشمالي الغربي»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني.

وعقد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، اجتماعاً، الأحد، بهدف «استعراض موقف الأراضي وأعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي»، بحضور وزير الإسكان ومحافظ مطروح، وعدد من المسؤولين.

وأضاف الحمصاني أن «الاجتماع شهد التأكيد على ضرورة الاهتمام بالمكون الفندقي في القطاعات التنموية المستهدفة، وذلك في ضوء الإقبال الكبير الذي شهده الساحل الشمالي في الآونة الأخيرة، وزيادة عدد السياح الوافدين»، مشيراً إلى أنه «تم التأكيد خلال الاجتماع أيضاً على ضرورة التزام الكيانات المختلفة بتنفيذ الفنادق وفق البرامج الزمنية المقررة، والمعايير التي تلائم هذه المنطقة».

وخلال الاجتماع لفت مدبولي إلى «العمل على دفع جهود التنمية في منطقة الساحل الشمالي الغربي، لتعظيم العائد، في ضوء المزايا والفرص الواعدة التي تتميز بها، والتي تتيح آفاقاً واسعة لجذب الاستثمارات، وخلق نشاطات اقتصادية مُتعددة على مدار العام»، وفقاً لإفادة «مجلس الوزراء المصري».

وشهد الاجتماع الحكومي استعراض موقف الأراضي بالقطاعات التنموية الواعدة بالساحل الشمالي الغربي وسيوة، وحتى الحدود مع مدينة السلوم، ومقترحات التنمية بها، مع الإشارة إلى «المزايا التي يتمتع بها كل قطاع، وخصوصاً الواجهة الشاطئية المميزة، والمعالم الطبيعية الفريدة»، لا سيما «المقومات الداعمة لتنفيذ مشروعات اقتصادية مهمة، من منشآت سياحية، وتجمعات تنموية، ومناطق بيئية جاذبة»، بحسب الحمصاني.

وتطرّق الاجتماع أيضاً إلى «المشروعات التي تعزز قيمة هذه المنطقة، وأهمها شبكات الطرق، والسكة الحديد، ومسار القطار السريع، والمطارات».

وحظيت منطقة الساحل الشمالي باهتمام حكومي خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع إنشاء مدينة العلمين الجديدة، التي تعوّل القاهرة على تحويلها من وجهة مصيفية إلى مدينة سياحية تعمل طوال العام... ويمتد نطاق الساحل الشمالي من غرب مدينة الإسكندرية مروراً بالعلمين ومرسى مطروح حتى معبر السلوم.

اجتماع مجلس الوزراء المصري (صفحة مجلس الوزراء على فيسبوك)

وقال الخبير السياحي المصري، محمد كارم، لـ«الشرق الأوسط» إن «السنوات الأخيرة شهدت اهتماماً من جانب القيادة السياسية بمنطقة الساحل الشمالي، مما يعزز إقبال المستثمرين على المنطقة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة التي باتت وجهة سياحية للمصريين والعرب والأجانب».

وأضاف أن «الإقبال السياحي على الساحل الشمالي يتطلب زيادة عدد الغرف الفندقية، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار»، لافتاً إلى أن «كثيراً من المصريين يميلون لاستئجار وحدات مصيفية خلال فترة الصيف بدلاً من الفنادق».

وتحدث كارم عن «ضرورة تنويع الغرف الفندقية في منطقة الساحل الشمالي، لتلائم مستويات عدة من الزوار، لا سيما مع ارتفاع تكلفة الإقامة في معظم الفنادق الموجودة حالياً»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن «منطقة الساحل تخاطب فئات طبقية معينة أيضاً تبحث عن الرفاهية وفنادق الخمسة نجوم».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، قال وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، في إفادة رسمية، إنه «تم تنفيذ 48 فندقاً في الساحل الشمالي بإجمالي 7252 غرفة فندقية، و3047 وحدة فندقية (أي من: الشقق - الشاليهات - الفيلات)». وأوضح أن معدل تشغيل ما تم تنفيذه بلغ 88 في المائة.

ويطالب خبراء السياحة بمضاعفة عدد الغرف الفندقية لجذب مزيد من السياح، لا سيما مع استهداف مصر الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028. وتمكّنت مصر وفق بيانات رسمية من «استقبال 15.7 مليون سائح خلال عام 2024».

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مشروع مدينة «رأس الحكمة» (على الساحل الشمالي المصري)، حيث شهد الرئيسان إطلاق المشروع، واصفين إياه بأنه «يمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات».

ووقعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 50.50 جنيه في البنوك المصرية).

وبحسب الحمصاني، فإن اجتماع رئيس الوزراء، الأحد، تطرق إلى متابعة الموقف التنفيذي لأعمال تطوير مدينة «رأس الحكمة»، وإعادة تسكين العائلات داخل منطقة «شمس الحكمة»، بما في ذلك موقف تنفيذ الطرق وشبكات المرافق، وكذلك الخدمات بـ«شمس الحكمة»، وموقف تقنين الأراضي الخاصة بالعائلات المُستحقة للتعويض.