وفاة الممثل الأميركي آلن أركِن عن 89 عاماً

أركن يحمل «الأوسكار» التي حصل عليها لـ«أحسن ممثل مساعد» عام 2007 (أ.ف.ب)
أركن يحمل «الأوسكار» التي حصل عليها لـ«أحسن ممثل مساعد» عام 2007 (أ.ف.ب)
TT

وفاة الممثل الأميركي آلن أركِن عن 89 عاماً

أركن يحمل «الأوسكار» التي حصل عليها لـ«أحسن ممثل مساعد» عام 2007 (أ.ف.ب)
أركن يحمل «الأوسكار» التي حصل عليها لـ«أحسن ممثل مساعد» عام 2007 (أ.ف.ب)

توفي عن عمر يناهز 89 عاماً الممثل الأميركي آلن أركِن الحائز جائزة «الأوسكار» عن دوره كجدّ في فيلم «ليتل مِس سانشاين» (Little Miss Sunshine)، على ما أعلنت عائلته (الجمعة).

وفارق أركِن الحياة في منزله بولاية كاليفورنيا، وفقاً لبيان أصدره آدم وماثيو وأنتوني، أبناء الممثل الذي درجَ على تولّي أدوار مساعِدة في الأعمال السينمائية الأميركية، وبرز بمهاراته الارتجالية.

وذكّر الأبناء الثلاثة بأن والدهم «كان شديد البراعة وفناناً موهوباً جداً». وأضافوا: «سنفتقده كثيراً».

وجسّد أركِن طوال مسيرته الفنية الممتدة لـ70 عاماً، عدداً من الشخصيات التي تبطّن سخريتها بجدية ظاهرة. ومن أكثر الأدوار التي اشتهر بها الجد العدائي ذو اللغة المنمقة في فيلم «ليتل مِس سانشاين» الذي حصل عنه على جائزة «الأوسكار» لأفضل ممثل مساعد عام 2007.

كذلك لمعَ في دور المنتج الهوليوودي الفظ القادر على إنتاج فيلم مزيف لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في فيلم «آرغو» لِبِن أفليك، وحصل على ترشيح عنه لجائزة «الأوسكار».

وفي مرحلة سابقة من مسيرته، رُشِّح أيضاً عن الفيلم الساخر عن الحرب الباردة «ذي راشنز آر كامينغ... ذي راشنز آر كامينغ» (The Russians Are Coming, the Russians Are Coming) عام 1966، وعن الفيلم الدرامي «ذي هارت إز إيه لونلي هانتر» (The Heart Is a Lonely Hunter) عام 1968 الذي أدى فيه دور أصمّ وأبكم.

ولم يكتفِ أركِن بالسينما، بل كان أيضاً ممثلاً تلفزيونياً ومسرحياً، وشارك في عمل مقتبس من رواية «كاتش 22» لمايك نيكولز، وفي «إدوارد سيزورهاندس» (Edward Scissorhands) لتيم بيرتون و«غاتاكا».

في السنوات الأخيرة، تم ترشيح الممثل أيضاً للعديد من جوائز «إيمي» المعادِلة تلفزيونياً لجوائز «الأوسكار»، عن أدائه في مسلسل «ذي كومينسكي ميثود» (The Kominsky Method) من «نتفليكس»؛ إذ جسّد دور صديق مايكل دوغلاس ووكيل أعماله.

وكتب دوغلاس على «تويتر» ناعياً أركِن: «فقدنا اليوم ممثلاً رائعاً ترك ذكاؤه وحسّه الكوميدي واحترافيته المتكاملة على مدار الأعوام السبعين الأخيرة أثراً لا يُمحى» في مجال التمثيل. وأضاف: «تجاربي في العمل مع آلن لا تُنسى، وسنفتقده كثيراً».

كذلك أشاد عدد من ممثلي هوليوود الآخرين بالراحل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، الجمعة، ومنهم ميا فارو ومايكل رابابورت وباتون أوزوالت.



صفوان بهلوان: تحجّجت بأعذار لعدم تمجيد الأسد موسيقياً

الموسيقار السوري صفوان بهلوان (الشرق الأوسط)
الموسيقار السوري صفوان بهلوان (الشرق الأوسط)
TT

صفوان بهلوان: تحجّجت بأعذار لعدم تمجيد الأسد موسيقياً

الموسيقار السوري صفوان بهلوان (الشرق الأوسط)
الموسيقار السوري صفوان بهلوان (الشرق الأوسط)

لم يتمكن الموسيقار السوري صفوان بهلوان من إخفاء فرحته بخبر سقوط بشار الأسد الذي ظل يترقّبه طويلاً ليتفاعل معه سريعاً ويهنئ أهله بعودة سوريا إلى السوريين، ويُفرج عن أعمال بقيت في أدراجه تنتظر تلك اللحظة لتصافح آذان السوريين، وقد أهداهم قصيدة غنائية بعنوان «أرض الياسمين»، كما أهداهم أغنية تؤكد وحدة سوريا «الشعب السوري واحد»، وكتب عبر حسابه في «فيسبوك»: «كنت على يقين بأنني سأشهد هذا اليوم، وقد شهدته بالفعل».

ويكشف بهلوان عن أعماله التي أعدّها انتظاراً لتلك اللحظة قائلاً: «لحّنت قصيدة (أرض الياسمين) عام 2015 أمّا أغنية (الشعب السوري واحد) فقد كتبت كلماتها ووضعت لحنها في بدايات الثورة بعدما لاحظت أن ثمة (تجييشاً) طائفياً يسعى إليه النظام، وهناك من كان يُزكي هذا الميل وإلصاقه بالثورة، علماً بأن النظام هو من كان يفتعل ذلك وهو المستفيد الأول من هذا النهج».

وعن توقعه لنهاية نظام الأسد يقول: «بالتأكيد توقعت ما سيحدث من سقوط هذا النظام الذي لا يرتكز على مقومات البقاء إلا بالقسر والظلم والتخويف، وتلك عناصر تبقيك خوفاً، وحين يزول هذا الخوف لا بد أنك ستسقط، لكنني لم أكن أتوقع هذا السقوط السريع، فقد بدا النظام الذي حكم البلاد بالحديد والنار أوهن من كومة قشٍّ متداعية».

الموسيقار السوري صفوان بهلوان (الشرق الأوسط)

ووصف الموسيقار السوري الوضع في بلاده خلال السنوات الأخيرة لحكم بشار الأسد بأنه كان «مأساوياً ومُظلماً».

وبسؤاله عن كيفية عمله خلال تلك السنوات، يقول: «كنت أؤلف موسيقاي في البيت وأعيش في مخيلتي بعيداً عن كل هذا العالم، ومما لا شك فيه أن الحكم الديكتاتوري القمعي ينعكس على الفن، فهو ينتج فناً ممسوخاً بعيداً كل البعد عن مسميات الفن، لأن الفن هو حرية وانطلاق، ولا يمكن أن تقدم فناً صحيحاً تحت وطأة الإملاء.

وتعرّض الفنان الذي عُزفت موسيقاه في أوبرات عالمية لمضايقات وتهميش في الإعلام الرسمي بسوريا، يكشف عنه قائلاً: «في بداية الأحداث خرجت من سوريا وعدت إليها في عام 2015. كنت أتردّد إلى القاهرة من حين لآخر، ولم أتعرّض لمضايقات بشكل مباشر. كنت بعيداً عن الصورة خشية تكليفي بعمل لا أودّ القيام به، ورغم ذلك كان هناك من يتصل بي لكتابة أعمال موسيقية تمجّد النظام، وكنت أتحجج بأعذار بغية التهرب من ذلك، وكان واضحاً تهميشي عن الإعلام الرسمي بيد أن الأمر لم يزعجني قط».

ووصف نظام الأسد بأنه «فاجر ومجرم» لا سيما بعد الكشف عن جرائم سجن صيدنايا: «كان الأمر صادماً ومُريعاً بشكل لا حدود له»، ويقسم قائلاً: «والله إن الشيطان ليقف مذهولاً متعحباً من تلك الجرائم»، مشدداً على ضرورة أن تأخذ العدالة مجراها وتلاحق المجرمين حتى لو كانوا في أقاصي الدنيا، ليكونوا عبرة لغيرهم».

بهلوان مع عناصر من الإدارة العسكرية الجديدة في سوريا (الشرق الأوسط)

ورغم كل هذا يرى بهلوان المشهد السوري الآن مشرقاً ينبعث منه الأمل، مؤكداً: «لقد خرجنا من ظلمة القبور إلى النور». وطالب الشعب السوري بالحفاظ على ثورته وألا ينجرّ خلف الشائعات التي تكثُر في وسائل التواصل الاجتماعي: «أرجو ألا يستعجلوا النتائج، فالشباب لم تمضِ على ثورتهم سوى أيام، فكيف لهم أن يحققوا كل ما تأملون في أيام، لو أن أحدنا انتقل من بيت إلى آخر لاحتاج إلى شهور لترتيب بيته الجديد، فكيف والأمر في بلد أنهكه الظلم والفساد والدمار طيلة 60 عاماً؟ كيف له أن ينهض في أشهر؟ لذا أقول صبراً جميلاً أيها المستعجلون والمنتقدون».

وينفي الفنان أن يكون قد انتابته مخاوف من المستقبل ومن شائعات تقسيم سوريا، قائلاً: «لا أعتقد ذلك أبداً، فالأمور تسير سيراً حسناً وبكل سلاسة، باستثناء بعض المشكلات الصغيرة، وهناك أيادٍ خارجية كانت لها مصالح في سوريا وقد خسرتها تريد ذلك وتتمناه، فيعمدون إلى التشكيك بُغية حصول ما يتمنون، لكنهم سيفشلون أمام الشعور العام باللُحمة الوطنية والرغبة في بناء سوريا موحدة وقوية، وإن شاء الله ستبقى سوريا حرة عصية على هذا التخيل».

بهلوان متفائل بمستقبل سوريا (الشرق الأوسط)

ويرى الفنان السوري أن أفضل إنجاز حققته الثورة السورية حسبما يقول إنها «خلصتنا من نظام بالغ الفساد والطغيان والإجرام». كما يرى في إعلان الفنان جمال سليمان إمكانية ترشحه للرئاسة «أمراً طيباً وجميلاً»، بل وعَدّه من «أهم تباشير الديمقراطية والحرية»، متسائلاً: «مَن كان يجرؤ أو يفكر حتى ولو في خياله في مثل هذا الأمر، فقد حصّن النظام نفسه من خلال إثارة النعرات الطائفية باعتماده على فئة من الضباط من طائفته وترك لها المجال واسعاً لتنهب وتسرق وتعيث في الأرض فساداً، وأوهمهم بأنه هو من يحميهم ومن دونه سيموتون، في حين أن العكس كان هو الصحيح، الآن نحن معهم ومع بقية الطوائف، نحمي بعضنا بعضاً، ونُكوِّن سوريتنا التي لا تكتمل إلا بهذا النسيج الملون الذي يرسم ويشكل سوريا الجميلة».