رصد العوالق النباتية بالمحيطات من الفضاء

العوالق النباتية الخضراء في غوتلاند، أكبر الجزر السويدية (ناسا)
العوالق النباتية الخضراء في غوتلاند، أكبر الجزر السويدية (ناسا)
TT

رصد العوالق النباتية بالمحيطات من الفضاء

العوالق النباتية الخضراء في غوتلاند، أكبر الجزر السويدية (ناسا)
العوالق النباتية الخضراء في غوتلاند، أكبر الجزر السويدية (ناسا)

تطلق وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أوائل عام 2024، القمر الصناعي (PACE)، الذي سيراقب العوالق النباتية الصغيرة بالمحيطات، من الفضاء، وذلك وفق تقرير نشره الجمعة الموقع الرسمي للوكالة الأميركية.

والعوالق النباتية الصغيرة، جزء مهم من النظم البيئية للمحيطات، وهي ضرورية للحياة على الأرض كما نعرفها، من إنتاج الأكسجين الذي نتنفسه، إلى امتصاص الكربون الذي نبعثه إلى إطعام الأسماك التي نأكلها، وسيجمع القمر الصناعي الجديد معلومات عنها بواسطة الأجهزة المزود بها.

وتنظر الأجهزة الموجودة على القمر الصناعي (PACE) إلى المحيط، وتجمع البيانات عن ألوان الضوء المنعكس عنها، لتخبر عن أماكن ازدهار الأنواع المختلفة من العوالق النباتية.

ويقول التقرير إن «إحدى أدوات القمر الصناعي، وهي (أداة لون المحيط)، ستكون قادرة على مراقبة أكثر من 100 طول موجي مختلف، ليكون أول قمر صناعي علمي يقوم بذلك يومياً على نطاق عالمي، وهذه الأداة (الطيفية الفائقة)، ستجعل من الممكن التعرف على العوالق النباتية حسب الأنواع لأول مرة من الفضاء».

وتطفو العوالق النباتية على سطح المحيط والمسطحات المائية الأخرى، مثل النباتات البرية، وتستخدم التمثيل الضوئي لامتصاص أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون وتوليد الأكسجين والكربوهيدرات، وهي سكريات مليئة بالكربون، وتجعل هذه السكريات العوالق النباتية مركز الشبكة الغذائية للمحيطات، فهي تغذي الحيوانات الكبيرة، من العوالق الحيوانية إلى المحار إلى الأسماك الزعنفية التي تأكلها بعد ذلك الأسماك الكبيرة والثدييات البحرية، ويسمى تكوين تلك السكريات من ضوء الشمس بالإنتاج الأولي.

وعلى الرغم من أن العوالق النباتية تشكل أقل من 1 في المائة من إجمالي الكتلة الحيوية على الأرض التي يمكنها التمثيل الضوئي، فإنها توفر نحو 45 في المائة من الإنتاج الأولي العالمي، ودون العوالق النباتية، ستنهار معظم شبكات الغذاء المحيطية، وهو ما سيكون مدمراً لكل من الحياة البحرية والبشر الذين يعتمدون على الأسماك في الغذاء.

وتقول إيفونا سيتينيتش، عالمة المحيطات البيولوجية في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا بولاية ماريلاند: «مثل النباتات على الأرض، فإن العوالق النباتية متنوعة للغاية، وكل من هذه الأنواع المتنوعة لها خصائص مختلفة تسمح لها بتولي وظائف مختلفة في أنظمة الكربون على الأرض».

وتدمج العوالق النباتية مثل «إميليانا هكسلي» الكربون في غلافها الخارجي الشبيه بالمصادفة، وعندما تموت تغرق وتحبس الكربون في أعماق المحيط، وتلتقط أنواع أخرى من العوالق النباتية الكربون من خلال عملية التمثيل الضوئي، وتطلق الكربون مرة أخرى في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون.

وتقول سيتينيتش: «نأمل أن يخبرنا القمر الصناعي الجديد، بمجرد أن يمنحنا نظرة على تنوع العوالق النباتية في المحيطات، الكثير عن تدفق الكربون العالمي في المحيطات، الآن وفي المستقبل».



فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
TT

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف» يمتدّ لساعتين، السبت 10 أغسطس (آب) المقبل.

يتضمّن البرنامج مجموعة قصائد تقدّمها للمرّة الأولى، منها «جدّدت عشقي» لعلي وفا، و«أحباب قلبي سلام» للشيخ سيدي الهادي من تونس، وقصيدة في مدح النبي، «يفديك قلبي»، لشاعرة فلسطينية، وفق نور ناجح، مؤسِّس الفرقة الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون الحفل مختلفاً واستثنائياً على جميع المستويات، فهو محطّة لاستقبال عامنا العاشر».

الفرقة تجمع منشدين ذوي ثقافة صوفية (الشرق الأوسط)

وستقدّم الفرقة مجموعة من أشهر أعمالها السابقة، هي 11 قصيدة مجمَّعة بطريقة «الميدلي»، منها «مدد يا سيدة»، و«أول كلامي بأمدح»، و«جمال الوجود»، و«هاتوا دفوف الفرح»، و«خذني إليك». ذلك إضافة إلى مجموعة من الأناشيد والابتهالات التي يُطالب بها الجمهور، مثل «إني جعلتك في الفؤاد محدّثي»، و«المسك فاح». ومن مفاجآت الحفل، وفق ناجح، استضافة مشايخ لمشاركتهم الإنشاد، منهم المنشد وائل فشني، وعلي الهلباوي، وراقص التنورة المصري - الإسباني المقيم في أوروبا، محمد السيد، الذي سيقدّم فقرة للأداء التعبيري، مصاحبةً لبعض القصائد.

إحياء التراث الصوفي المصري بشكل مختلف (الشرق الأوسط)

ويعدُّ ناجح «الحضرة» أول فرقة مصرية للإنشاد الصوفي الجماعي، التي كانت سبباً لانطلاق فرق أخرى مماثلة لاحقاً: «قدّمت مصر عمالقة في مجال الإنشاد والابتهالات، مثل نصر الدين طوبار، وسيد النقشبندي، ومحمد الهلباوي ومحمد عمران»، مشدّداً على أنّ «الإنشاد خلال الحقبات الماضية كان فردياً، فلم تعرف مصر الفرق في هذا المجال، على عكس دول أخرى مثل سوريا، لكنّ (الحضرة) جاءت لتغيّر ثقافة الإنشاد في البلاد؛ فهي أول مَن قدَّم الذِكر الجماعي، وأول مَن أدّى (الحضرة) بكل تفاصيلها على المسرح».

واتّخذ ناجح عبارة «الحضرة من المساجد إلى المسارح» شعاراً لفرقته، والمقصود نقل الحضرة الصوفية من داخل الجامع أو من داخل ساحات الطرق الصوفية والمتخصّصين والسهرات الدينية والموالد في القرى والصعيد، إلى حفلات الأوبرا والمراكز الثقافية والسفارات والمهرجانات المحلّية والدولية.

جمعت قماشة الصوفية المصرية في حفلاتها (الشرق الأوسط)

تحاكي «الحضرة» مختلف فئات الجمهور بمَن فيهم الشباب، والذين لا يعرف كثيرون منهم شيئاً عن أبناء الطرق أو عن الصوفية عموماً، وفق مؤسِّس الفرقة الذي يقول: «نجحنا في جذب الشباب لأسباب منها زيادة الاهتمام بالتصوُّف في مصر منذ بداية 2012، حدَّ أنه شكَّل اتجاهاً في جميع المجالات، لا الموسيقى وحدها».

ويرى أنّ «الجمهور بدأ يشعر وسط ضغوط الحياة العصرية ومشكلاتها بافتقاد الجانب الروحي؛ ومن ثَم كان يبحث عمَن يُشبع لديه هذا الإحساس، ويُحقّق له السلام والصفاء النفسي».

وأثارت الفرقة نقاشاً حول مشروعية الذِكر الجهري على المسرح، بعيداً عن الساحات المتخصِّصة والمساجد؛ ونظَّمت ندوة حول هذا الأمر شكّلت نقطة تحوُّل في مسار الفرقة عام 2016، تحدَّث فيها أحد شيوخ دار الإفتاء عن مشروعية ذلك. وفي النتيجة، لاقت الفرقة صدى واسعاً، حدَّ أنّ الشباب أصبحوا يملأون الحفلات ويطلبون منها بعض قصائد الفصحى التي تتجاوز مدّتها 10 دقائق من دون ملل، وفق ناجح.

فرقة «الحضرة» تدخل عامها العاشر (الشرق الأوسط)

وعلى مدى 9 سنوات، قدَّمت الفرقة أكثر من 800 حفل، وتعاونت مع أشهر المنشدين في مصر والدول العربية، منهم محمود التهامي، ووائل الفشني، وعلي الهلباوي، والشيخ إيهاب يونس، ومصطفى عاطف، وفرقة «أبو شعر»، والمنشد السوري منصور زعيتر، وعدد من المنشدين من دول أخرى.

تمزج «الحضرة» في حفلاتها بين الموسيقى والإنشاد، وهو ما تتفرّد به الفرقة على المستوى الإقليمي، وفق ناجح.

وتدخل الفرقة عامها العاشر بطموحات كبيرة، ويرى مؤسِّسها أنّ أهم ما حقّقته خلال السنوات الماضية هو تقديمها لـ«قماشة الصوفية المصرية كاملة عبر أعمالها»، مضيفاً: «جمعنا الصوفية في النوبة والصعيد والريف».

كما شاركت في مهرجانات الصوفية الدولية، وأطلقت مشروعات فنية، منها التعاون مع فرقة «شارموفرز»، التي تستهدف المراهقين عبر موسيقى «الأندرغراوند»، ومشروع المزج بين الموسيقى الكلاسيكية والصوفية مع عازفي الكمان والتشيلو والفيولا. وقدَّمت «ديو» مع فرق مختلفة على غرار «وسط البلد» بهدف جذب فئات جديدة لها.

يأمل نور ناجح، مع استقبال العام العاشر، في إصدار ألبومات جديدة للفرقة، وإنشاء مركز ثقافي للإنشاد الديني، وإطلاق علامة تجارية للأزياء الصوفية باسم «الحضرة».